يُعتبر كريستوفر نولان من أكثر المخرجين نجاحًا في وقتنا الحالي. قدم للسينما 11 فيلمًا، أولها فيلمه «Following» الذي صنعه من دون ميزانية تقريبًا، وقد عمل عليه لمدة عام مع مجموعة من أصدقائه، وآخرهم فيلم «TENET» الذي بلغت ميزانيته 200 مليون دولار، وعلى الرغم من أن نولان قدم 11 فيلمًا فقط، إلا أن إيرادات أفلامه تجاوزت الخمسة مليارات دولار، كما قد رُشِحَت أفلامه لـ36 جائزة أوسكار، وفازت بـ11 جائزة منها.

وبمتابعة أفلام نولان المختلفة نبدأ بملاحظة الأفكار التي تقلقه، وحبكاته السينمائية المتفردة والمُعقدة على حدٍ سواء، والزمن الذي يتجول في دهاليزه بلا ملل. وعلى هذا فالمقال ليس عن أفلام نولان بالتحديد، بل عن بعض الأفلام التي أحبها، وتأثر بها، وشكلت أجزاء من شخصيته السينمائية.

1. The Thin Red Line

تدور أحداث الفيلم عن مُهمة عسكرية، يحاول فيها الجيش الأمريكي الاستيلاء على منطقة حيوية يحتلها الجيش الياباني، وذلك حتى تكون نُقطة قوة لهم خلال الحرب العالمية الأولى. تتقدم القوات الأمريكية خلال الأحداث بين التلال والغابات، حتى تسيطر على المكان، وتفوز في معركة «جبل أوستن».

على الرغم من أن هذه هي القصة التي تمتد أحداثها طوال الفيلم، فإنها أكثر الأمور هامشيةً فيه. فالفيلم لا يهتم بمن سيفوز بالحرب، ومن سيُهزم، ولا يهتم بالمُهمة من الأساس. ما يُهم المُخرج تيرنس ماليك هو ما يحدث خلال الحروب. المشاعر التي تختلج صدور الجنود، والرُعب الذي يضرب بعيدًا في أرض المعركة لينبثق ثمره في رؤوس الجنود. في هذا الفيلم لا نرى الشجاعة التي تعودنا عليها في أفلام الحروب، ولا نرى الجنود التي لا تهاب الموت، التي تأكل الرصاص أكلها لخيرات الأرض، كل ما نراه هو الأقدام المُرتعشة، والقلوب المرتجفة، والإنسان في أصدق صورة له، وفي أكثر صوره بساطة، وهذه الصورة التي نرى فيها الجيش الأمريكي، نرى فيها الجيش الياباني أيضًا. في الفيلم يندمج الإنسان بالطبيعة، ويُصاب بشرورها ويتصرف مثلها، ويأكل ابن آدم نفسه بلا رحمة. تنساب هذه اللفتات والمشاهد الإنسانية في موسيقى هادئة حزينة، ننتقل معها بين الإنسان السعيد في عالمِ الأمن، والإنسان التعيس في عالم الحرب. وينتهي الفيلم والأسئلة لا تنتهي، هل تساعد الحروب واستمرارها في شروق الشمس؟ أو في إنبات الأرض؟

تم إصدار الفيلم عام 1998، والفيلم من كتابة وإخراج تيرنس ماليك، والفيلم مستوحى من رواية بالاسم نفسه للكاتب الأمريكي جيمس جونز. يضم الفيلم عشرات من الممثلين والعديد من الأسماء الكبيرة مثل جيمس كافيزل، وشون جاستن بن، وجون ترافولتا، وجاريد ليتو، وجورج كلوني، وغيرهم. موسيقى الفيلم من تأليف هانز زيمر، وقد بلغت ميزانية الفيلم 52 مليون دولار، بينما حقق إيرادات وصلت إلى 98 مليون دولار. وقد رُشِحَ الفيلم لسبع جوائز أوسكار.

2. 12 Angry Men

تم إصدار الفيلم عام 1957، والفيلم هو أول أفلام المخرج الكبير سيدني لوميت، ومن كتابة ريجنالد روز، والفيلم مستوحى من مسرحية تلفزيونية للكاتب نفسه، ويعتبر الفيلم واحدًا من أهم الأفلام السينمائية على الإطلاق، وذلك من نواحٍ عديدة، فقصة الفيلم متكاملة بشكلٍ كبير، والإخراج شديد التنوع، فقد استطاع المُخرج استغلال الكوادر، وأماكن وجود الممثلين. لم يكن أمام سيدني لوميت إلا غرفة واحدة لتصوير الفيلم، وقد استطاع بها فقط أن ينوع في الإخراج بالشكل الذي يجعلنا ننسى أن الفيلم يدور في غرفة واحدة، المشكلة الكبيرة التي يخاف منها كلُ من يسمع عن الفيلم، حولها المخرج لنقطة قوته الأكبر.

تدور أحداث الفيلم حول قضية لشاب قتل والده. لا نعرف عن الشاب إلا أن بشرته مُلونة. ولدينا العديد من الأدلة التي تُشير بشكل قاطع إلى أنه قتل عن عمد، لكن نرى في بداية الفيلم أن القاضي لم يأخذ حكم الإعدام ببساطة، بل قرر تشكيل هيئة مُحلفين لتقرر هل يستحق الشاب القتل أم لا.

تتكون هيئة المحلفين من 12 رجلًا، يتم إدخالهم إلى غرفة مغلقة لأخذ قرار إنهاء حياة هذا الشاب، يرى أعضاء الهيئة في البداية أن الأمر بسيط، فالأدلة واضحة، والشاب يستحق الإعدام. لكن يخالفهم الرأي المُحلف رقم ثمانية. المُحلف ليس على ثقة بأن الشاب لم يقتل والده، لكنه على ثقة بأن حياة شاب لا تستحق هذه السهولة في التعامل، بل يستحق الأمر أن نقف ونفكر. وهكذا يبدأ هذا المُحلف بزعزعة الراسخ في قلوب باقي الهيئة.

نرى خلال أحداث الفيلم العديد من الخيوط الدرامية الجديدة التي تظهر في القضية، كما نرى الهيئة جميعها وهي تختلف في ما بينها، كل رجل في الهيئة يعمل في وظيفة مختلفة عن الآخر، وكل رجل أتى من خلفية اجتماعي وثقافية معينة، هذا التنوع الكبير بين الشخصيات يخلق لنا المجتمع بأكمله في الهيئة فقط، ففيهم من لا يقتنع إلى بالمنطق، ومنهم العُنصري، ومنهم من ينطلق من آلامه الشخصية.

3. The Spy Who Loved Me

تم إصدار الفيلم عام 1977 والفيلم من إخراج لويس جلبرت، ومن كتابة كريستوفر وود، وريتشارد مايبوم، والفيلم مأخوذ من قصص جيمس بوند التي كتبها إيان فليمنج. ومن بطولة روجر جورج مور، وبربارا باش، وقد رُشِحَ الفيلم لثلاث جوائز أوسكار.

تدور أحداث الفيلم حول رجل مجنون يهتم بعالم البحار، ويبدأ بخطف الغواصات البحرية. في بداية الفيلم قام الرجل بخطف غواصة مُحملة بصواريخ نووية، وهنا تُقرر الحكومة البريطانية استدعاء العميل جيمس بوند لحل هذه المشكلة، ولكن تتشابك الأحداث، ونجد أن الحكومة السوفيتية ستتدخل في هذه المُهمة للمساعدة، وذلك من خلال العميلة آنيًا، وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية لا تحب الحكومة السوفيتية، فإنه في هذه المُهمة سنجد العميلين بوند وآنيا يقعان في حُبِ بعضهما البعض، وخلال الرومانسية التي تنشأ بينهما سننطلق في رحلة خلف الغواصات المسروقة من قبل عالم مجنون يُريد القضاء على العالم، وتشكيله من جديد بالطريقة التي يُريدُها.

4. Baby Driver

تم إصدار الفيلم عام 2017، والفيلم من إخراج وكتابة إدجار رايت، ويضم الفيلم مجموعة كبيرة من الممثلين، مثل: أنسيل إلجورت، وكيفين سبيسي، وجيمي فوكس، وجون هام، وليلي جيمس وغيرهم. موسيقى الفيلم من تأليف ستيفن برايس، ولكن يتميز هذا الفيلم من الناحية الصوتية بأكثر بكثير من الموسيقى المؤلفة له، فالفيلم مليء بالأغاني والمقاطع الموسيقية التي تتناسب مع الأحداث التي تتم فيه، وقد تم ضبط هذه الأغاني مع مؤثرات المشاهد نفسها، من رصاص، وصوت سيارات الشرطة، والمطارات، وقد قام جوليان سلاتر «Julian Slater» بهذا الضبط الدقيق للموسيقى والمؤثرات الصوتية، مما جعله يترشح لجائزتي أوسكار.

تدور أحداث الفيلم حول بيبي، شاب صغير يستطيع قيادة السيارات بشكل احترافي، وبسبب قيادته هذه يجد نفسه في عالم الجريمة ، يعمل بيبي مع الزعيم «دوك»، وذلك حيث يشكل دوك عصابات لأداء مُهمات معينة، وعلى بيبي أن يهرب بالعصابة حتى بر الأمان، تتغير أفراد كُل مُهمة يقوم بها دوك، لكنه يظل مُحتفظًا ببيبي. يحاول بيبي الخروج من عالم الجريمة، خصوصًا بعدما يقع في حب ديبرا، لكن لا يوافق دوك على ترك بيبي بهذه السهولة. ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم، وتتشابك مشاهد الأكشن، مع القصة الإنسانية لبيبي الذي فقد والديه في حادثةٍ أصابته بطنين في الأذن لا يهدأ إلا بسماع الأغاني، كما تتشابك الدراما ومشاكل العصابة، مع الرومانسية، والقصة التي تجمع بين ديبرا وبيبي، هذا إضافة إلى التمثيل الجيد، واختيار الألوان التي تتغير في المشهد الواحد لتناسب إيقاع الفيلم، وبالطبع كل هذا مع الموسيقى والمؤثرات الصوتية، التي لم تقدم من قبل بطريقة أفضل من هذه.

5. The Right Stuff

 تم إصدار الفيلم عام 1983، والفيلم من إخراج وكتابة فيليب كوفمان، والفيلم مستوحى من رواية بالعنوان نفسه للكاتب الأمريكي توم وولف، ومن بطولة سام شبرد، وسكوت جلين، وإد هاريس، وغيرهم، ويعتبر الفيلم من أشهر وأفضل الأفلام التي تدور حول الفضاء. على الرغم من فشل الفيلم على شباك التذاكر فإنه فرض نفسه على الزمن وأثر في عديد من صناع الأفلام، كما ألهم كريستوفر نولان حينما صنع فيلمه «Interstellar».

تدور أحداث هذا الفيلم خلال 15 عامًا، نرى فيهم بداية وكالة ناسا، والمهام التي كان يتم إرسال رواد الفضاء إليها، يعرض الفيلم التدريبات التي كانوا يقومون بها، كما يعرض ضغوطاتهم النفسية، ومشاكلهم الأسرية، والضغوطات التي تحدث بسبب المجتمع والوضع السياسي. تتشابك الأحداث لتظهر التعقيدات الإنسانية التي حدثت حتى يصعد الإنسان إلى الفضاء بعيدًا عن قصص البطولة التي تُصدر لنا دائمًا.

6. Heat

تم إصدار الفيلم سنة 1995، والفيلم من كتابة وإخراج مايكل مان، ومن بطولة آل باتشينو، وروبرت دي نيرو. بلغت ميزانية الفيلم 60 مليون دولار، بينما وصلت إيراداته إلى 188 مليون دولار. وقد وصل تقييم الفيلم على موقع IMDB إلى 8.3\10. بينما وصلت تقييمات النقاد له على موقع الطماطم الفاسدة إلى 88%.

وتدور أحداث الفيلم حول «نيل ماكولي»، وهو لص ورجل عصابات، قرر مُهاجمة سيارات الشرطة، وأخذ بعض الوثائق والأوراق المُهمة منها ليبيعها لمن يُهمه الأمر، وعلى الجانب الأخر نرى الشرطي «فينسنت هانا»، وهو الشرطي الذي يحاول القبض على نيل ماكولي وعصابته، وبين هذا وذاك في عالم الجريمة، نعرف الكثير عن حياتهم الشخصية وماضيهم، كما نأخذ جُرعة مُمتعة من التمثيل الجيد بين آل باتشينو، وروبرت دي نيرو، ومع تقدم أحداث الفيلم، والتعمق أكثر في الفيلم، سنبدأ بملاحظة التشابه بين الشرطي، واللص، سنرى ذكاء هذا، وذكاء ذاك، هذا لا يفشل في مهامه، وهذا كذلك، على الرغم من الاختلاف الكبير الموجود بين الشخصيتين.

 7. 2001: A Space Odyssey

من العظمة للصاروخ، هكذا كانت رحلة الإنسان على الأرض. كائن بدائي، يجري في الأحراش، ويأكل من الطبيعة، وينام بعينٍ مفتوحة كي لا يصبح ضحيةً للكائنات المفترسة، فجأة يتغير شيء في الإنسان. لا نعرف كيف يتغير، ولا يعرف ستانلي كوبريك أيضًا، لذلك كان يُعبر عن هذا التغير برمز، بكتلة مُستطيلة وطويلة. يمكن اعتبار التغير يحدث بسبب طفرة بيولوجية في العقل البشري، أو بسبب دهشة الفيلسوف التي تجعلنا ننتبه فجأة. على أي حال تتغير حياة الإنسان، ومن كان يضرب بالعظمة أمس، يصعد للقمر اليوم، ويتطور أكثر وأكثر في المستقبل.

 في هذا الفيلم، وعلى موسيقته الملحمية، قرر كوبريك أن يحكي مُوجزًا لتاريخ البشرية، الماضي والحاضر والمستقبل. نتحدث هنا عن الخيالي الذي لا نعرف هل سنصل إليه أم لا، ونتحدث أيضًا عن الاختراعات والاكتشافات العلمية التي تحدث عنها الفيلم، ووصلنا إليها بالفعل، كُل هذا في مواقع تصوير وديكورات، لم نر مثلهما حتى صناعة هذا الفيلم. والصور التي استطاع كوبريك صناعتها غيرت شكل صناعة أفلام الخيال العلمي للأبد.

تم إصدار الفيلم 1968، والفيلم من إخراج ستانلي كوبريك، ومن كتابته أيضًا بالتعاون مع آرثر سي كلارك، وقد تشكلت قصة الفيلم في رأس كوبريك بسبب قصة قصيرة كتبها كلارك بعنوان «الحارس»، والفيلم من بطولة دوجلاس رين، ووليام سيلفستر، وجاري لوكوود، وكير دوليا. رُشِحَ الفيلم لأربع جوائز أوسكار، وفاز بثلاث من جوائز البافتا، كما اختارته مكتبة الكونجرس في السجل الوطني للفيلم. وتقييم الفيلم على IMDB هو 8.3 \ 10.

8. Saving Private Ryan

تم إصدار الفيلم عام 1998، والفيلم من إخراج ستيفن سبيلبيرج، ومن بطولة توم هانكس، ومات ديمون، وفين ديزل وغيرهم. رُشِحَ الفيلم لإحدى عشرة جائزة أوسكار، وفاز بخمس جوائز من الترشيحات. كما فاز بجوائز أخرى مثل البافتا والغولدن جلوب، إضافة لجائزة جرامي بسبب موسيقاه التصويرية المميزة. استطاع المخرج أن يُصور هذا الفيلم بالكامل بسبعين مليون دولار فقد، وقد وصلت إيرادات الفيلم إلى 482.5 مليون دولار.

تدور أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الثانية، نرى في البداية معركة بين القوات الأمريكية، والقوات الألمانية على شاطئ أوماها الفرنسي، وخلال هذه المعركة نرى واحدًا من أفضل المشاهد السينمائية عن الحرب، ننتقل بعد ذلك إلى مكتب البريد، حيث يتم إرسال الرسائل إلى الأهالي لإخبارهم بأقاربهم الذين ماتوا في الحرب. لكن نكتشف أن هناك ثلاثة إخوة قد ماتوا في الحرب، يعرف المارشال أن هناك أخًا رابعًا لهم ما زال في ساحات المعركة. وهنا يأمر بتشكيل فرقة إنقاذ، للعثور على الأخ الربع «جيمس فرانسس رايان»، وذلك حتى يعود لأمه العجوز، ربما يخفف الأمر عنها وطأة فقدها لباقي أبنائها.

نرى خلال الفيلم ما تفعله الحرب في الجنود، فعلى الرغم من أن الفيلم من أشهر الأفلام الحربية فإننا يمكن أن نضعه مع الأفلام المضادة للحرب «Anti-War»، وبالمناسبة هذا تصنيف فيلم «The Thin Red Line» الذي تحدثنا عنه. ومن هنا يمكننا ملاحظة اهتمام كريستوفر نولان بهذه الأفلام، بل نرى أنه قام بصناعة فيلمه «Dunkirk» على المدرسة نفسها.

مع رؤيتنا لتفاصيل الحرب، وتفاصيل بشاعتها التي نخبئها تحت القصص الملحمية، وروايات الأبطال، نرى أيضًا قصة الجندي ريان، وعملية الإنقاذ التي ينطلق فيها النقيب جون ميلر مع سبعة من رجاله، تركوا بيوتهم للدخول في هذه الحرب، وها هم الآن يضحون بحياتهم من أجل شخص واحد لا يعرفونه.

9. Hateful Eight

تم إصدار الفيلم عام 2015. الفيلم من إخراج وكتابة كوينتين تارنتينو، ومن بطولة صامويل جاكسون، وجينيفرجيسون لي، وكيرت راسل، وغيرهم. يعتبر الفيلم من أفلام الغرب الأمريكية، وتدور أحداثه بعد الحرب الأهلية الأمريكية. تبدأ الأحداث مع جون روث صائد الجوائز الذي استطاع القبض على دايزي دوميرج التي يجب عليه أن يُسلمها حتى يُنفذ حُكم الإعدام عليها. لا يتم الأمر بالبساطة تخيلها روث، وذلك حيث ستهب عاصفة ثلجية قوية يقرر روث بسببها أن يذهب لاستراحة على الطريق حتى تهدأ العاصفة، لكن قبل الذهاب للاستراحة سيقابل روث الرائد ماركوس وارن، وينقله معه للاستراحة.

عند الوصول سيجد روث بعض الرجال الذين يجلسون من قبل، كما أنه لن يجد صاحب الاستراحة الذي يعرفه، من هنا سيشك روث في النزلاء القدامى في الاستراحة، كما سنعرف أن هناك من يريد إنقاذ دايزي وتخليصها من حكم الإعدام.

على الرغم من المساحات الضيقة في الزمان والمكان، فإن تارانتينو استطاع أن يخرج صورًا جميلة للغاية، رُشِحَ بسببها لجائزة الأوسكار، كما لم يغب عنا تارنتينو ببصماته المعتادة، الفيلم مليء بالحوارات الجيدة، التي نشعر خلالها أن هناك قنبلة ستنفجر قريبًا، كما أن الثلث الأخير من الفيلم، استعان فيه تارنتينو بما يحب، العنف والدم، ومع تداخل الشخصيات وتقدم الأحداث، ننتقل من الاهتمام بحياة دايزي، ونبدأ بالاهتمام بحياة كل شخصية من شخصيات الفيلم، لأننا نعرف أنه في ثانية واحدة يمكن أن نفقد فيها أحد الأبطال بطريقة بشعة.

 10. Lawrence of Arabia

تم إصدار الفيلم عام 1962، والفيلم من إخراج ديفيد لين، ومن كتابة روبرت بولت، ومايكل ويلسون، ومن بطولة بيتر أوتول، وأنطوني كوين، وآرثر كينيدي، وجميل راتب، وعمر الشريف، وجاك هوكينز، وغيرهم، وقد رُشِحَ الفيلم لعشر جوائز أوسكار، فاز بسبع منها، كما فاز بأكثر من عشرين جائزة أخرى من مختلف المهرجانات في العالم.

كُتِبَ سيناريو الفيلم بُناءً على كتاب «أعمدة الحكمة السبعة» الذي كتبه توماس إدوارد لورنس، وتدور أحداث الفيلم خلال فترة الانتفاضة العربية، والحرب العالمية الأولى. نرى لورنس البريطاني الذي أحب العرب، ولبس لباسهم، وهو يعمل ضابط استخبارات لصالح الحكومة الإنجليزية، ثم يأتي بعد ذلك دوره الأكبر والأهم، حينما يشترك مع العرب، بهدف إنهاء حُكم الدولة العُثمانية على شبه الجزيرة العربية.

يعتبر الفيلم من الأفلام التاريخية المُهمة، وذلك حيث يوثق لفترة تاريخية مليئة بالتفاصيل والتشابكات بين أكثر من قوة في العالم، كما يعتبر الفيلم من أفلام السير الذاتية، وذلك حيثُ يعرض لنا شخصية الكاتب والضابط البريطاني توماس إدوارد لورنس الذي أحب العرب واندمج معهم.