لا تذكر القضية الفلسطينية إلا ويتداعى إلى الذهن عدد من الأعمال الروائية المتميزة، التي استطاعت منذ وقتِ مبكر أن تعبر عن القضية بجلاء، وأن تتجاوز أفكار الصراع والحروب للتعبير بواقعية عن أزمة الإنسان الفلسطيني ومأساته بطرقٍ مختلفة ومتعددة. لك أن تتخيل أن زمن القضية الفلسطينية قد اتسع منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى أيامنا هذه، وفي كل مرة يكتب فيها أحد الروائيين العرب أو الفلسطينيين عن الأزمة والمأساة من وجهٍ مختلف من وجوههها نتمنى دومًا أن تنتهي فصول هذه القضية، ويحصل أصحاب الأرض على أرضهم أخيرًا بعد سنوات الحرب والشتات والتشريد.

 لا شك أن هناك قائمة كبيرة من الروايات العربية التي تناولت وتتناول القضية الفلسطينية، سواء لكتابٍ فلسطينيين أو عرب أثّرت تلك القضية في وجدانهم وأقضت لفترات طويلة مضاجعهم فرأوا أن يعبروا عنها، هنا نلقي الضوء على عددٍ من هذه الروايات التي تناولت القضية بشكلٍ مختلف.

البداية من الداخل: فلسطين

1. عائد إلى حيفا – غسان كنفاني

استطاع غسان كنفاني أن يحفر اسمه منذ وقتٍ مبكر في أدب المقاومة الفلسطينية وذلك لقدرته الفائقة على التعبير عنها بوضوح، وهو رغم قلة إنتاجه ووفاته المبكرة إلا أنه كان حريصًا على التعبير عن كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته للمحتل، وهو ما أدى إلى اغتياله على أيدي عملاء الموساد في بيروت. كتب غسان كنفاني عددًا من الكتابات االنقدية والأدبية التي شكلت وعي الأمة العربية

في رواية (عائد إلى حيفا) يترك سعيد وصفية بيتهما في حيفا أثناء الحرب عام 1984 عنوة على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني، ولكنهما يعودان بعد عشرين عامًا لأنهما تركا هناك ابنهما خلدون على أمل أن يبقى الولد على عهد الآباء محتفظًا بهويته وأرضه. وتكون الصدمة القاسية والمفاجأة أن ذلك الصبي يكبر بين جنود الاحتلال، فلا يتمكن الأب من العودة إلى أرضه ولا يعود ابنه إليه! رواية قصيرة وموجزة ولكنها عبّرت بجلاء عن واحدة من أكبر مآسي الفلسطينيين تحديدًا عرب 48 وما يتعرضون له من طمسٍ للهوية.

اقرأ أيضًا: غسان كنفاني .. أيقونة الأدب المقاوم

2. الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس – إميل حبيبي

يعد إميل حبيبي واحدًا من أصوات الرواية الفلسطينية المهمة، ولد في حيفا وبقي في فلسطين رغم الاحتلال الصهيوني، وهناك كتب روايته على خلفية تلك الأحداث المأساوية القاسية التي شاهدها وعانى منها، في رواية الوقائع الغريبة استلهام لتراث السرد العربي وعوالم ألف ليلة وليلة من جهة، والحكايات الشعبية من جهة أخرى.

تحكي الرواية عن سعيد المتشاءل الذي يسرد حكايته على شكل خطابات إلى القارئ، فيها شيء من التهكم والسخرية بما جرى في فلسطين منذ النكبة عام 1948، وكيف تعامل الإسرائيليون مع المواطنين، وكيف دمروا قرى بأكملها واستوطنوا أماكنهم، وهو في الرواية يرمز لهم بالكائنات الفضائية التي هبطت لتأخذ أماكنهم، تتبنى الرواية طريقة السخرية ولكنها تغوص في أعماق الجرح الفلسطيني الدامي، وما جرى بعد ذلك من شتات وضياع للهوية بين مخيمات اللاجئين، ثم يحكي عن الغربة داخل فلسطين، وكيف يتحوّل الوطن إلى منفى! كيف يعيش الفلسطيني إلى جوار الإسرائيلي الذي احتل بلاده وأصبح الغاصب والمحتل صاحب المكان! يبدو أن هذه الحكاية في النهاية لم يكن لها أن تروى إلا من خلال الفانتازيا والسخرية، ولكنها في النهاية رواية مؤلمة صادقة لما حدث ويحدث في فلسطين منذ ذلك الوقت!

3. ربيع حار – سحر خليفة

تعد سحر خليفة واحدة من أهم الأصوات النسائية الفلسطينية التي استطاعت أن تعبّر عن القضية، وتصوّر بأدق التفاصيل الكثير من تاريخ القضية الفلسطينية وتغيراتها، بدأت ذلك منذ روايتها الأولى “لم نعد جواري لكم” عام 1974 ورواية “صورة وأيقونة وعهد قديم” التي قدمت فيها تأريخًا روائيًا لمدينة القدس القديمة ومعالمها الإسلامية والمسيحية قبل أن تطمس على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني قبل هزيمة يونيو 1967

 في روايتها “ربيع حار” تتحدث عن ما حدث للفلسطينيين في أعقاب اتفاقية أسلو 1995 والاجتياح الإسرائيلي لأراضي نابلس والحصار الذي تعرض له الرئيس السابق ياسر عرفات برام الله، تتناول الرواية حكاية الأخوين أحمد ومجيد اللذين تبدأ حياتهما بحب الفن والموسيقى والرسم، ولكن حياة الحرب تنقل حياتهما نقلة نوعية كبرى، فيتحول الأول إلى مراسل صحفي وإخباري ويشارك في الدفاع عن مقر الرئيس عرفات في رام الله فيما ينتقل الآخر إلى العمل في الإسعاف ومحاولة إغاثة المصابين والجرحى في عمليات الاجتياح والدمار التي أصبحت هي حياتهم بين عشية وضحاها، حتى يستشهد. ترسم سحر خليفة صورة واقعية شديدة الصدق للأسرة الفلسطينية وتحولاتها، وسعيها الدؤوب للانتصار رغم كل ما تمر به من قتل ودماء ودمار! 

4. أعراس آمنة – إبراهيم نصر الله

 يعد مشروع الروائي الفلسطيني الكبير إبراهيم نصر الله “الملهاة الفلسطينية” واحدًا من أهم مشاريع توثيق القضية الفلسطينية إنسانيًا من خلال التقاط لمحات شديدة الخصوصية من ماضي فلسطين وحاضرها وسردها روائيًا بشاعرية بالغة، كتب إبراهيم نصر الله في مشروع الملهاة نحو إحدى عشرة رواية، تنتقل في الزمان والمكان ما بين تاريخ فلسطين القديم في “زمن الخيول البيضاء” و”قناديل ملك الجليل”، وما بين حاضرها وحروبها الراهنة مثل ما يحكيه في “ظلال المفاتيح” و”تحت شمس الضحى” وغيرهم.

 عن واحدة من روايات هذه الملهاة وهي “أعراس آمنة” يكتب ليقول:

أحببت أن أكتب عن حزننا باعتباره حزنًا نبيلاً متساميًا، بعيدًا عن تراجيدية الحالة اليومية، المترسخة عنا في أذهان الكثيرين. أحببت الحزن المترفّع على الأعداء، والذائب بعمق في أرواحنا. بلا صراخ، ذلك الحزن الأكثر تأثيرًا في صاحبه، وفي القارئ أيضًا. رواية أعراس آمنة عن غزة، من بداية التسعينيات من القرن الماضي إلى ما بعد الانتفاضة الأولى، وربما أشارت إلى ذلك الانقسام الذي أصاب وأصاب قضيتنا في الصميم، في أكثر من مشهد، ومن المقاطع التي توضح فكرة الحزن النبيل ما يقال على لسان بطلتها: “الذي يجبرنا على أن نـزغرد في جنازات شهدائنا هو ذلك الذي قتلهم. نزغرد حتى لا نجعله يحسَّ لحظة أنه هزمنا، وإنْ عشنا، سأذكِّرُكِ أننا سنبكي كثيرًا بعد أن نتحرّر.

تتناول رواية أعراس آمنة أحداث ما دار في غزة أثناء الحصار في فترة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وكيف يواجه الفلسطينيون الموت والدمار المحيط بهم من كل جانب بالفرح والزغاريد، وذلك من خلال حكايات آمنة وعائلتها التي تعد العدة لزواج ابنها صالح، وتستحضر سيرة أبيه الذي استشهد على أيدي قوات الاحتلال، وبين لميس ورندة اللتين تحاولان التقاط تفاصيل الفرح والحياة بين دوي المدافع والقصف الذي يودي بأرواح الكثير من الشهداء، كما يبرز في الرواية محاولات هؤلاء الأبطال الحقيقيين لتحدي الموت ومواجهته بكل ما استطاعوا إليه من الحياة سبيلاً، وبذلك ترسم الرواية صورة شاعرية جميلة لمدينة غزة المناضلة الأبية. 

 اقرأ أيضًا: ظلال المفاتيح: مهارة البقاء بين براثن الموت

5. البحث عن وليد مسعود – جبرا إبراهيم جبرا

يكتب المثقف والروائي الفلسطيني الكبير جبرا إبراهيم جبرا روايته عن بطله الفلسطيني “وليد مسعود” الذي يسعى لأسطرته ليكون نموذجًا للمثقف والمناضل الفلسطيني في الغربة، وليس وليد مسعود ببعيدٍ عن جبرا ورحلة حياته، وهو المولود في فلسطين، والذي اضطر لتركها بعد النكبة وعاش في بغداد إلا أن ذكرياته وكل تفاصيل حياته مرتبطة بالقدس وبفلسطين، من هنا جاءت روايته معبرة عن ذلك الوجع الفلسطيني في الداخل والخارج، في الرواية التي اعتمد فيها على أسلوب الأصوات يتعرّف من خلال الآخرون على “وليد مسعود” الذي يبحث عنه الجميع ونتعرف من خلالهم على نموذج ذلك الفلسطيني المناضل المسكون بأوجاع وطنه وأمته المحاصر بذكرياته التي يسعى المحتل لفرض وصايته عليها.

استطاع جبرا إبراهيم في هذه الرواية أن يعرض صورة أخرى للفلسطيني، بعيدًا عن ميادين الحرب والدمار، قريبًا من الغربة التي عاشها ويعيشها الفلسطينيون، سعيًا وراء الحياة ومحاولات إيصال صوتهم للعالم، تبدو في الرواية أصوات أخرى يعبّر عنها الكاتب بدقة، وهم يدورون ويجتهدون في البحث عن بطلهم الغائب، ولكنهم غير منشغلين بمكانه قدر انشغالهم بتوضيح ماهيته وكيف بقي أثره فيهم حتى الآن.

اقرأ أيضًا: جبرا إبراهيم جبرا .. الإنسان الكامل والفنان الكامل

6. بينما ينام العالم – سوزان أبو الهوى

روائية فلسطينية أمريكية، تكتب بالإنجليزية عن قضية وطنها الأم “فلسطين” وتحكي في روايتها التي حققت انتشارًا كبيرًا وكانت من الأعلى مبيعًا في العالم سنة إصدارها في 2010. تتناول أبو الهوى في “الصباح في جنين” والتي ترجمت للعربية بعنوان “بينما ينام العالم” تاريخ فلسطين من النكبة عام 1948 وحتى العصر الحالي، وما جرى على أرض فلسطين في هذا التاريخ الطويل من صراعات وحروب ومجازر ونكبات، وذلك من خلال رصد سيرة عائلة “يحيى أبو الهيجا” وتتبع حياته هو وأبنائه وأحفاده جيلاً فجيل، أمال ابنة مخيم جنين تروي مأساتها هي وأسرتها، محملة بذكرياتها، متنقلة بين المخيمات والملاجئ، تحكي قصة وطنٍ يضيع ومجازر تحدث وأطفال ونساء يقتلون ألمًا وقهرًا، بينما العالم لا يلتفت إليهم ولا ينظر ولا يهتم بعدالة قضيتهم.
كتبت سوزان أبو الهوى هذه الرواية على أثرٍ من زيارتها لمخيمات اللاجئين عام 2002 كمراقب دولي بعد الهجوم الإسرائيلي الغاشم عليها، ورأت من واجبها أن تحكي وترصد للعالم تلك المأساة بشكلٍ روائي، لا تكتفي يتلك المأساة على بشاعتها وصعوبتها، ولكن تسرد فيها حكاية فلسطين وما جرى لأهلها على مدار السنوات.

روايات عربية أخرى: دارت حول فلسطين

7. باب الشمس – إلياس خوري

 لعلها تكون واحدة من أهم وأشهر الأعمال الروائية التي تناولت القضية الفلسطينية، وحالفها الحظ أن تحولت إلى فيلم سينمائي عام 2005 من إخراج يسري نصر الله، يسرد فيها الروائي اللبناني إلياس خوري أطرافًا من حكاية القضية الفلسطينية في فترة التسعينيات مع مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا بلبنان، حيث تحكي قصة يونس الأسدي الذي يعيش في أحد مخيمات اللاجئين ويتسلل للعودة إلى فلسطين لمقابلة زوجته نهيلة هناك في “باب الشمس”، ومن خلال حكايته نتعرف على واقع الشتات الفلسطيني، ومعاناة الحرب والألم الذي عاشه ويعيشه الفلسطينيون طوال تلك الفترة، تتضافر الحكايات في باب الشمس بين يونس وأبيه وجيرانه وأصحابه، لتعكس واقع المقاومة الفلسطينية وعلاقتها بمخيمات اللاجئين في لبنان، وما بين هذا وذلك من مشكلات وصراعات.

8. سوناتا لأشباح القدس ـ واسيني الأعرج

واحدة من أهم روايات الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والتي يحكي فيها عن فلسطين بطريقة مختلفة، من خلال حكاية بطلة روايته “مي” الفنانة الفلسطينية المغتربة رغمًا عنها، والتي اضطرت لترك بلادها في أعقاب النكبة أيضًا، ولكنها تحمل فلسطين في قلبها وكيانها وتسعى جاهدة للعودة، في هذه الرواية يخوض بنا واسيني الأعرج طرقًا مختلفة للتعبير عن القضية وأثرها، مع فنانة تشكيلية شغوفة بالفن والموسيقى، تعيش في أمريكا مع ابنها الموسيقي يوبا، ولكنهما يفكران ويحلمان بفلسطين، من نيويورك إلى القدس تدور بنا أحداث الرواية بين ماضي بطلة الرواية الذي لا تستطيع الفكاك منه وحاضرها الذي تسعى لأن تغيره، حتى وفاتها!

استطاع واسيني الأعرج في هذه الرواية أن يعبّر عن أزمة الفلسطيني في الغربة بجلاء من خلال حكاية مي، التي سعت للهرب من أشباح مدينتها، فإذا بها تلاحقها في آخر عمرها، بل وتتمنى أن تعود إلى القدس حتى ولو جثة هامدة. تعزف الرواية على كل أوتار الوجع والألم الإنساني من شرقه إلى غربه، فالبطلة هنا لا تعاني الاغتراب فحسب، بل وتعيش أسيرة مرض فتاك يقضي على حياته، وتترك ابنها في النهاية أسيرًا لموسيقاه يسعى أيضًا للبحث عن أرض أجداده وآثاره هناك في فلسطين.

9. الطنطورية – رضوى عاشور

تعرض الروائية المصرية رضوى عاشور في روايتها “الطنطورية” سيرة حياة لـ”رقية الطنطورية” وعائلتها عبر أجيالِ ثلاثة وعبر الوطن العربي بامتداده من النيل إلى الخليج .. وترصد من خلالها ما مرت به القضية الفلسطينية من أزمات ونكبات من حرب 1948 ومشاركة العرب للفلسطينيين فيها، ومذبحة “الطنطورة” تلك القرية من جنوب “حيفا” التي اختارتها “رضوى عاشور” خصيصُا لتذكرنا جميعًا بأن فلسطين ليست أرض التقسيم، بل إن فلسطين العربية من النهر إلى البحر أرض عربية التي خرجت على إثرها رقية وعائلتها ليصبحوا من اللاجئين .. كما ترصد نكسة يونيو 1967 على الجانب الآخر، الجانب الفلسطيني والعربي الذي كان قد عقد الآمال العريضة على جمال عبد الناصر فخذله! حتى تصل إلى  مذابح “صبرا وشاتيلا”عام 1982، ومقتل الفنان ناجي العلي 1987، لتسرد حكاية هذا البطل الفلسطيني الذي تتخذ منه رمزًا للقضية وللأمل!

 غير أن الأمر لا يتوقف عند حدود الرصد التوثيقي للأحداث والهزائم والانكسارات، فهناك إلى جانب كل هذا حياة تضج بالأمل والمشاحنات العائلية والأفراح والحفلات، هناك تلك المواقف الشاعرية بين الأبطال التي توضح خفايا مشاعرهم وطبيعة علاقاتهم ببعضهم، علاقات الحب بين الإخوة ودفء العائلة، ذلك الحنان الذي تسبغه رقية الأم ثم الجدة على أبنائها، بما فيهم بنتها مريم التي جاءتها كأنما من السماء لتعيش بين هذه الأسرة كواحدة منهم ! وهناك بعد كل هذا تتجاوز الآلام كلها وتسعى بكل إصرار وعزم وأمل لإعداد مشروع طموح يقضي بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين في فلسطين.

10. على عهدة حنظلة – إسماعيل فهد إسماعيل

هذه المرة نحن إزاء شخصية فلسيطينية حقيقة يعرفها الكثيرون، إنه الفنان الفلسطيني الكبير ناجي العلي رحمه الله الذي اغتيل في لندن عام 1987، وقرر صديقه الروائي الكويتي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل أن يخلد قصته وحكايته في رواية على عهدة حنظلة، تلك الشخصية الكاريكاتورية الشهيرة التي أصبحت علمًا معبرًا عن القضية الفلسطينية وموقف العربي من الحكومات المتخاذلة في كثير من الأوقات.

نتعرف من خلال شخصية ناجي العلي وسيرة حياته على العديد من المنعطفات والأحداث الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومواقف عدد من المثقفين والشخصيات العامة التي يأتي ذكرها عرضًا في الرواية من المسرحي السوري سعد الله ونوس حتى الروائي الفلسطيني أميل حبيبي والشاعر محمود درويش وغيرهم، والرواية التي تعد مرثية لكل هؤلاء الغائبين، استطاع إسماعيل فهد أن يجعلها وثيقة روائية محكمة، لم يلجأ فيها إلى البكائيات والميلودراما، بل جعلها ناطقة بلسان أبطالها، الذين عاشوا حياتهم يحملون هم القضية ويعبرون عنها.

اقرأ أيضًا: «على عهدة حنظلة».. ناجي العلي على فراش الموت

كانت هذه جولة على عدد من الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية منذ بداية الأحداث في 1948 وحتى عصرنا الحالي، ولا شك أن هناك عددًا أكبر من الروايات التي تناولت وتتناول القضية، سواء من خلال كتابها الفلسطينيين فالقضية هامة وكبيرة، ولن يعدم الكتاب أن يجدوا طريقًا للتعبير عنها كلمات لهم ذلك. ذلك أنها قضية العرب الأولى، والتي لا نزال نعيش في أصدائها حتى الآن، متمنين أن ينصر الله إخواننا الفلسطينيين هناك، ويتمكنوا من استرداد أرضهم كلها من البحر إلى النهر.