مياه كثيرة جرت في نهر صناعة السينما في العام الثاني لجائحة كورونا التي عصفت بالعالم قبل عامين. مشاريع كثيرة كانت قد انتهت بالفعل، فضَّل أصحابها إرجاء إطلاقها بدور العرض تحسبًا للخسائر المحتملة بسبب الغلق العالمي، وأخرى لم يستطع صناعها الدفع بها في مسابقات المهرجانات العالمية المرموقة، والتي توقفت جزئيًّا أو كليًّا خلال 2020. عمليات إنتاجية عديدة توقفت أو تأجل جريانها أو استغرقت وقتًا أطول من المعتاد بسبب الظروف غير الاعتيادية. ثم جاءت الانفراجة النسبية في صيف العام الماضي، وما تبعها من إجراءات حكومات العالم بتلقيح مواطنيها، ثم بدأت الحياة تعود شيئًا فشيئًا، وإن تغيرت تغيرًا جذريًّا، ولكنها عادت على أي حال.

بدأ عام 2021 بمهرجانات روتردام في هولندا، وبرلين في ألمانيا، مبشرة بعودة حميدة، ومصحوبة بدعوات وأمنيات للأفضل، ثم توالت المهرجانات والتظاهرات السينمائية العالمية التي احتشدت بالمزيد من الأعمال، ما بين المؤجلة من العام الماضي، أو التي صنعت خصيصى عن الحياة الجديدة في ظل الجائحة والغلق، أو تلك التي استفادت من الظروف الاستثنائية واستعملت الشوارع الخاوية في سرديتها، حتى وإن لم تكن الجائحة موضوعها.

في تقريرنا الختامي لهذا العام نرصد عددًا من الأعمال المهمة التي اقتنصت الجوائز الكبيرة وتصدرت العناوين النقدية والصحفية. بعضها لصناع جدد يتلمسون طريقهم في هذه الأجواء الصعبة، والبعض الآخر لأسماء كبيرة في عالم السينما، مثل ويس أندرسون، وبول توماس أندرسون، وأبيتشاتبونج ويرازيثاكول، وبيدرو ألمودفار، وجاسبار نوي، وغيرهم الكثيرون.

1. فيلم «The Blind Man Who Did Not Want to See Titanic»

كما يبدو من عنوان الفيلم «الرجل الأعمى الذي لم يرغب في مشاهدة تيتانيك»، فإن بطله الذي يعاني من إعاقة بصرية، لم يرغب أبدًا في مشاهدة فيلم «تيتانيك» الشهير. وفي الفيلم نفسه نعرف أن البطل الذي يعاني أيضًا من إعاقة حركية تلزمه كرسيًا متحركًا، قرر أن يخوض مغامرة خطرة بالسفر إلى مدينة أخرى لزيارة حبيبته التي تلقت لتوها أخبارًا غير سارة. أما المذهل في الأمر أن بطل الفيلم بيتري بويكولاينن يعاني من نفس الإعاقة المزدوجة في الحقيقة.

يقدم المخرج الفنلندي تيمو نيكي الفيلم من منظور بطله الأعمى، فلا نكاد نتبين من الشاشة إلا ياكو (الرجل الأعمى)، فيما تغيب باقي التفاصيل من حوله خارج تركيز العدسة، وهو ما يمنح المشاهد تجربة فريدة من نوعها ويجعله أكثر قربًا من الشخصية الرئيسية وأكثر قدرة على اختبار معاناتها مع الإعاقة المزدوجة. عُرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، وفاز بجائزة الجمهور.

2. فيلم «Once Upon a Time in Calcuttaû»

في فيلمه الثالث، «حدث ذات مرة في كالكوتا»، يقدم المخرج الهندي الشاب أديتيا فيكرام سينجوبتا معالجة اجتماعية واقعية من الهند المعاصرة تدور حول زوجين يقرران الانفصال بعد فقدان ابنتهما الوحيدة، ومحاولات الزوجة بعد أن فقدت هويتها كأم، أن تبدأ حياتها في مكان جديد، ولكن الأمر لا يبدو بهذه السهولة بعد أن رفض البنك منحها قرضًا للسكن، ورفض أخوها مطالباتها بإرثها القديم عن أبيها.

أبرز ما يميز فيلم سينجوبتا هو المعالجة البصرية الخلابة التي يصور من خلالها مدينة كالكوتا ما بين الماضي الدافئ والحميمي، والحاضر القاسي والبارد، تجربة رائعة يعود الفضل فيها لمدير التصوير الهندي الشهير جوخان تيرياكي، والذي جمعته علاقة تعاون طويلة مع المخرج التركي الشهير نوري بيلجي جيلان في Once Upon a Time in Anatolia، وWinter Sleep، وThe Wild Pear Tree. 

شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي، ورُشِّح لجائزة الأسد الذهبي.

3. فيلم «Lamb»

عن تيمة الفقد أيضًا يدور فيلم «حمل» في عالم غرائبي عن زوجين يعيشان في مزرعة منعزلة في إحدى المناطق النائية بأيسلندا، تدور حياتهما حول الزراعة ورعاية الأغنام. يفاجأ الزوجان في أحد الأيام أن واحدة من أغنامهم قد وضعت مخلوقًا غريبًا بجسم بشري ورأس حمل. يقرر الزوجان، اللذان لا يزالان يعانيان من أزمة فقد ابنتهما الوحيدة، تبني المخلوق الغريب واتخاذه بديلًا للابنة الفقيدة. معالجة مثيرة لا تخلو من الرعب النفسي في أول أعمال المخرج الأيسلندي فالديمار جوهانسون. شارك الفيلم في مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزة الأصالة، كما رُشِّح لجائزة الكاميرا الذهبية.

4 وَ 5. فيلمان في عام واحد

في تجربة استثنائية قدم المخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي عملين مختلفين لهذا العام، الأول هو فيلم Wheel of Fortune and Fantasy الذي يقدم تأريخًا لحياة المرأة في اليابان المعاصرة عبر ثلاث حكايات فضفاضية الترابط، تتأثر فيها العلاقات الإنسانية بفرصة مصيرية لا يمكن التنبؤ بها. شارك الفيلم في مهرجان برلين السينمائي وفاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى. 

أما فيلمه الثاني Drive My Car فهو معالجة لرواية الأديب الياباني الشهير هاروكي موراكامي، ويدور حول ممثل ومخرج مسرحي لا يزال غير قادر على التكيف مع فقدان زوجته المحبوبة بعد عامين من وفاتها. شارك الفيلم الثاني في مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزة أفضل سيناريو وجائزة الفيبريسي (الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية) في سابقة قد تكون الأولى من نوعها لمخرج يشارك في اثنين من أهم المهرجانات العالمية ويحوز جوائزهما المرموقة.

6. فيلم «Compartment Number 6»

بعد فيلمه الأول «The Happiest Day in the Life of Olli Maki» الذي فاز بجائزة قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي، يعود المخرج الفنلندي يوهو كوشمانين إلى مهرجان كان بفيلمه الثاني «مقصورة رقم 6» ويقتنص الجائزة الكبرى، وترشيحًا لجائزة السعفة الذهبية الشهيرة.

يتتبع فيلم «مقصورة رقم 6» شابة فنلندية سافرت إلى روسيا للدراسة، تقرر خوض رحلة شاقة في القطار إلى منطقة نائية لزيارة أحد المعالم الأثرية. تدور الغالبية العظمى من أحداث الفيلم داخل القطار، حيث تتعرف الشابة الفنلندية على شاب روسي يصاحبها في رحلتها الطويلة ويخفف من وحشة الغربة والوحدة ويمنحها ذكرى حميمية ستبقى لأمد بعيد. رحلة سينمائية مشوقة وملأى بالمفاجآت، مع أداء تمثيلي متقن من بطلي الفيلم، لا سيما الممثل الروسي يوري بوريسوف الذي يشارك في فيلم آخر من أهم أعمال هذا العام.

7. فيلم «I’m Your Man»

عودة مرة أخرى إلى تيمة الفقد والوحدة، هذه المرة مع الفيلم الألماني «أنا رجلك» للمخرجة ماريا شريدر. فيلم خيال علمي يتخذ من تيمة الذكاء الاصطناعي ملعبًا لمعالجته الذكية لموضوع الوحدة، ويدور حول ألما التي تقود فريقًا بحثيًّا في متحف بيرجامون في برلين يقوم بدراسة موضوع المجاز الشعري في إحدى اللغات التاريخية القديمة. يسند إليها رئيسها في العمل مهمة من نوع غريب، وهي أن تقوم بتقييم أحد الروبوتات الذي صمم خصيصى ليلائم احتياجاتها العاطفية. لتنفيذ هذه المهمة يتعين على ألما أن تقضي ثلاثة أسابيع برفقة الإنسان الآلي، ثم كتابة تقرير عن التجربة. ترفض ألما التجربة في البداية، قبل أن ترضخ إلى رئيسها وتبدأ رحلة وجودية خاصة مع هذا الكيان الصناعي، تختبر خلالها مشاعرها وأفكارها ورؤيتها الكاملة للحياة.

شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي مرشحًا لجائزة الدب الذهبي، كما فاز بجائزة أفضل أداء تمثيلي لبطلته الألمانية مارين إيجيرت.

8. فيلم «Captain Volkonogov Escaped»

تدور أحداث الفيلم الروسي «هروب الرقيب فولكونوجوف» في الاتحاد السوفيتي قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، ويتمحور حول شخصية فيدور فولكونوجوف المطارد من قبل السلطات لتمرده وهروبه بعد أن طواه شعور عميق بالذنب إزاء كل الأبرياء الذين قام بتعذيبهم قبل أن يُحكَم عليهم بالإعدام لأسباب تافهة. ينطلق فولكونوجوف في رحلة للبحث عن عوائل هؤلاء الأبرياء ليطلب منهم الغفران في محاولة أخيرة بائسة للتطهر، قبل أن يدرك في النهاية أنه ليس أهلًا للمغفرة، وأن الجنة لن تكون أبدًا مكانه.

تجربة بصرية مدهشة، وأداء تمثيلي رائع من بطل الفيلم يوري بوريسوف الذي شارك في بطولة فيلم “المقصورة رقم 6”. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي.

9. فيلم «Official Competition»

أحدث أفلام الثنائي الأرجنتيني ماريانو كوهن، وجاستون دوبرات، ومن بطولة بينيلوبي كروز وأنطونيو بانديريس. تدور أحداث الفيلم عن رجل أعمال ملياردير يقرر، بحثًا عن الأهمية والمكانة الاجتماعية، أن يصنع فيلمًا ليترك بصمته. وللقيام بذلك يقوم بتوظيف فريق عمل من مخرجة شهيرة واثنين من الممثلين المشهورين.

تجربة سينمائية مميزة يسيطر عليها شكل القص الماورائي (Metafiction) حيث تقوم أحداثه بالكامل حول إنتاج فيلم سينمائي، ويتناول بشكل هزلي كل المفاهيم السائدة في عالم صناعة السينما الفنية، كما يقوم بتفكيك المفاهيم السائدة عن الفن المعاصر ما بين القيمة الحقيقية والتزييف. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي مرشحًا لجائزة الأسد الذهبي.

10. فيلم «Bergman Island»

تجربة أخرى من نوع القص الماورائي، والتي تضم فيلمًا داخل الفيلم، للمخرجة الفرنسية الحائزة على جائزة الدب الفضي (أفضل مخرج) من مهرجان برلين عام 2016، ميا هانسن لوف. يدور الفيلم حول زوجين أمريكيين ومخرجين سينمائيين شهيرين يذهبان في رحلة لقضاء الصيف في الجزيرة التي ألهمت المخرج السويدي الشهير إنجمار برجمان، وصنع عليها أشهر أفلامه، في محاولة لكتابة سيناريو أفلامهما القادمة. ومع تقدم الصيف وإنجاز العمل على نصوصهما السينمائية، تتماهي الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال.

أحد أجمل أفلام العام بكل تأكيد، والذي يمثل تحية رقيقة للغاية لأحد أعلام السينما العالمية. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، مرشحًا لجائزة السعفة الذهبية.

11. فيلم «The French Dispatch»

أحدث أفلام المخرج الأمريكي الشهير ويس أندرسون من بطولة عدد كبير من النجوم العالميين من بينهم فرانسيس ماكدورماند، وأدريان برودي، وبينيشيو ديل تورو، وبيل موراي، وليا سادو، وغيرهم. تدور أحداث الفيلم، كغالبية أفلام أندرسون، في مدينة فرنسية خيالية، وحول مجموعة من المحررين بمجلة أمريكية مقرها فرنسا. مجموعة متنوعة من القصص الصحفية التي ضمها العدد الأخير من المجلة بعد وفاة رئيس تحريرها ومالكها آرثر هاوتزر الابن (قام بدوره بيل موراي)، ينقلها أندرسون بأسلوبه المميز والخاص إلى الشاشة، تارة بالألوان وأخرى بالأبيض والأسود، مع لحظات خاصة يجمع فيها السرد بين الشكلين. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، ورُشِّح لجائزة السعفة الذهبية.

12. فيلم «Last Night in Soho»

أحدث أفلام المخرج البريطاني إدجار رايت، الذي اشتهر بهوسه بأفلام النوع، وأفلام جيمس بوند. بعد تجربة وحيدة في هوليوود من خلال فيلم Baby Driver، يعود المخرج البريطاني إلى موطنه في فيلمه الجديد الذي يمزج بين نوعي الرعب والسفر عبر الزمن، إذ يدور الفيلم حول مصممة أزياء شابة تنتقل من قريتها الصغيرة إلى لندن، تستطيع في ظروف غامضة السفر إلى ستينيات القرن العشرين ومعايشة قصة شابة أخرى عاشت في الغرفة نفسها في لندن مغايرة. يتلاعب رايت بمهارة فائقة بقواعد الفيلم النوعي ويستكشف آفاقًا جديدة وطازجة لأنواع فيلمية عانت من الركود لسنوات طويلة، كما يحافظ على براعته الخاصة في تصميم شريط صوت مميز يتغلغل بالكامل في سردية الفيلم دراميًّا وبصريًّا. عُرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام.

13. فيلم «Memoria»

أحدث أفلام المخرج التايلاندي الحائز على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي عام 2010، أبيتشاتبونج ويرازيثاكول، ومن بطولة الممثلة العالمية تيلدا سوينتون. تدور أحداث فيلم “ذاكرة” حول امرأة تستيقظ من نومها على صوت غير مفهوم، قبل أن تبدأ رحلة بحثًا عن طبيعة هذا الصوت. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2021، وفاز بجائزة لجنة التحكيم.

14. فيلم «Petite Maman»

بعد النجاح الكبير الذي أحرزته المخرجة الفرنسية سيلين سياما في فيلمها الجميل Portrait of a Lady on Fire، والحائز على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان كان السينمائي 2019، تقدم سياما هذا العام فيلم “أمي الصغيرة”، والذي يدور حول نيللي البالغة من العمر 8 سنوات تقوم بمساعدة والديها في تنظيف منزل الجدة التي فارقت الحياة لتوها. هناك، في المنزل الذي عاشت فيه الأم طفولتها، تستكشف نيللي المنزل والغابات المحيطة به حيث اعتادت أمها اللعب، وتكتشف منزل الشجرة الذي سمعت عنه كثيرًا من الأم. محاولة رومانسية للتواصل مع الماضي وتجربة سينمائية شاعرية أخرى من المخرجة الفرنسية الموهوبة. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي ورشح لجائزة الدب الذهبي.

15. فيلم «Belle»

أحدث أفلام مخرج الإنيمي الياباني الشهير مامارو هوسودا، والمرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة عام 2019 عن فيلمه السابق Mirai. يدور فيلم «بيل» حول سوزو، المراهقة الخجولة والانطوائية التي تعيش في قرية نائية. بعد أن تنخرط سوزو في أحد تطبيقات العوالم الافتراضية، والتي تدخلها بشخصية مغايرة باسم “بيل” تتحول فجأة إلى مطربة مشهورة ومحبوبة. 

تجربة بصرية مميزة للغاية يقوم من خلالها هوسودا بمعالجة أحد أكثر الموضوعات المعاصرة تداولًا، لا سيما وأن الفيلم جاء قبل إعلان شركة فيس بوك عن دخولها تحت مظلة الشركة الأكبر «ميتا»، والتي تعد بتجربة مختلفة للعوالم الافتراضية. يتحرك الفيلم في المساحة الرمادية بين العالمين الواقعي والافتراضي، ويناقش عددًا من القضايا المجتمعية بشكل جذاب وأفكار طازجة، كما يتميز بشريط صوت رقيق ومعبر، من خلال عدد من الأغاني الجميلة التي تستكمل السردية الدرامية. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائي.

16. فيلم «A Hero»

أحدث أفلام المخرج الإيراني الفائز بجائزتي أوسكار، أصغر فرهادي. يدور فيلم “بطل” حول رحيم الذي يدخل السجن بسبب دَين لم يتمكن من سداده. خلال إجازة قصيرة لمدة يومين، يحاول رحيم إقناع دائنه بسحب الدعوى القضائية ضده مقابل دفع جزء من المبلغ، ولكن الأمور لا تسير كما هو مخطط لها.

17. فيلم «The Hand of God»

فيلم المخرج الإيطالي الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، باولو سورنتينو، والذي يعود من خلاله إلى عقد الثمانينيات من القرن العشرين في معالجة لقصته الذاتية في سنوات المراهقة والحادث المؤسف الذي قضى على أبويه بفعل تسريب غاز أول أكسيد الكربون بينما كان هو يحضر إحدى مباريات كرة القدم لفريقه المحلي نابولي الذي استقطب لتوه اللاعب الأسطوري دييجو مارادونا. بعد أكثر من ثلاثة عقود على الحادث، يعود سورنتينو لزيارته مرة أخرى وتجسيده على شاشة السينما عبر أسلوبه الخاص الذي يعكس الواقع الإيطالي بصبغة فنية لا تخلو من الكوميديا. أحد أجمل أفلام بلوغ سن الرشد، وأحد أفضل الأعمال السينمائية لهذا العام بلا شك. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي مرشحًا لجائزة الأسد الذهبي والأسد الفضي لأفضل مخرج، وتوج بجائزتي بازينيتي كأفضل فيلم وأفضل ممثلة لبطلته تيريزا سابونانجيلو.

أفلام موسم الجوائز

نظرًا لأن هذا التقرير يأتي قبل أيام قليلة من نهاية عام 2021، وأن عددًا من الأفلام المهمة من المنتظر طرحها قبل نهاية العام، ولكن لم يتسنَّ لنا مشاهدتها بعد، رأينا أن ندرج هنا عددًا من العناوين المهمة التي من المتوقع أن تكون من أبرز أعمال هذا العام.

18. فيلم «Licorice Pizza»

أحدث أفلام المخرج الأمريكي الشهير بول توماس أندرسون، والحائز على جائزة الإخراج من أهم المهرجانات العالمية، وفي ذلك مهرجانات كان، وبرلين، وفينيسيا، إضافة إلى جائزة الدب الذهبي أفضل فيلم من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه Magnolia عام 1999. يدور فيلم “بيتزا عرق السوس” حول ألانا كين وجاري فالنتاين، اللذين يشبان، يركضان، ويقعان في الحب في واد سان فرناندو عام 1973.

19. فيلم «Don’t Look Up»

أحدث أفلام المخرج الفائز بجائزة الأوسكار آدم مكاي، ومن بطولة نخبة من ألمع النجوم العالميين مثل ليوناردو دي كابريو، وميريل ستريب، وكيت بلانشيت، وجونا هيل. يدور الفيلم حول كيت ديبياسكي (جينيفر لورانس) طالبة علم الفلك، وأستاذها الدكتور راندال ميندي (ليوناردو دي كابريو) اللذين يكتشفان مذنبًا ضخمًا في حجم جبل إيفريست، يدور داخل النظام الشمسي وفي مسار تصادم مباشر مع الأرض. مع اقتراب كارثة المذنب المتوقع أن يصطدم بالأرض بعد ستة أشهر، يقوم الأستاذ الجامعي وطالبته بحملة إعلامية لتحذير البشرية من الخطر المحدق بها.

20. فيلم «Being the Ricardos»

أحدث أفلام المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، إيرون سوركين، من بطولة الممثلان الحائزان على جائزة الأوسكار، الأمريكية نيكول كيدمان، والإسباني خافير بارديم. فيلم آخر من نوع السيرة الذاتية، النوع المفضل لدى سوركين، الذي صنع من خلاله أبرز أعماله وعلى رأسها فيلمه الشهير The Social Network. يدور فيلمه الجديد «أن تكون من آل ريكاردو» حول الزوجين لوسي وديسي، اللذين يواجهان أزمة قد تقضي على مستقبلهما المهني، وأخرى قد تقضي على علاقتهما الزوجية.