«الجمال يفترض التماثل والكمال، أما القبح فهو كل ما يُخل بالتماثل، كل الأشياء الناقصة»
يامبليخوس

يقول الفلاسفة إن المرء يولد مثل صفحة بيضاء، مثل قطعة صلصال صغيرة، ثم تُشكلها كل الخبرات التي يمر بها، أول طريقة حُب تقدم للإنسان تؤطر مصيره، لأنها الطريقة التي سيبحث بها عن الحُب طوال حياته، كذلك هي الطريقة نفسها التي سيتلقى بها الحُب من الآخرين.

 تظل الخبرات الأولى تٌشكلنا حتى نكتمل، ربما على شكل تُحفة أو مسخ، يقول الفيلسوف «يامبليخوس»، إن الحُكم الجمالي على الأشياء بكونها أقرب للجمال أو للقُبح ينبع من قدر النقص فيها، كلما كانت الأشياء ناقصة أو معطوبة انتمت للقُبح.

 يُخبرنا السيكولوجي الأمريكي «رولو ماي» أن وظيفة العلاج النفسي هي منح المريض الحُرية ليرى نفسه كما هي، ليرى كل الخبرات التي صنعت المخلوق الذي هو عليه، ليرى نفسه على حقيقتها في حضور عين مُحايدة، تقبله وتٌصالحه على ما يراه، تلك الحقيقة سوف تُحررك، لأنها تمنحك الفُرصة لإعادة تشكيل قطعة الصلصال من جديد بشكل أكثر جمالية. لهذا يدور علم النفس حول المُكاشفة بينما تدور المُقاومة له حول خوف المرء من رؤية ذاته على حقيقتها. من رؤية عطب قد يكون بالغًا لدرجة العجز عن إصلاحه.

يدور «الليلة واللي فيها» حول المسخ في مرآة ذاته، حول ذات تشكلت من قطع بازل مُختلفة لا تُناسب أماكنها، وقطع بازل ناقصة لا يوجد ما يحل محلها.

تبدو «رشا» من الخارج مُهندسة ديكور أنيقة ثرية، تنتمي لأسرة مثالية من زوج مُحب وطفلان وعمل ناجح، لا يوجد شيء يُخبرك عن سبب وجودها في مجموعة للدعم النفسي، قوامها أشخاص معطوبون لا يُجيدون التعاطي مع الألم، بعضهم يدفعه بعدوانية للخارج، وبعضهم يتكور حوله طلبًا للشفقة والمُساعدة، من هنا يتمحور سؤال البدايات حول علاقة رشا بالألم، تلك العلاقة هي مفتاح قصتها.

الألم قربان الحُب

كل هوس جنسي هو حل إيروتيكي مُتخيل، لقلق واقعي لا يزول.
آلان دي بوتون

كل إنسان يولد من رحم لحظة بعينها، ربما سبقته بسنوات لكنها خلقت أثر فراشة مُمتدًا في الزمن ليصنع ما سيكونه، ولدت «رشا» من لحظة تمرد أمها عندما وقفت في وجه أسرتها وتزوجت رجل تُحبه، يؤسس الكاتب لفعل التمرد ذاك باعتباره الخطيئة التراجيدية في مأساة إغريقية، الخطأ الذي سيُمزق توازن العالم للأبد وسيدفع صاحبه لقاءه ثمنًا باهظًا.

لم يكن الزوج فتى الأحلام الذي يستحق مخاطرة كتلك من امرأة في مُجتمع لا يغفر أبدًا مثل ذلك التمرد، تصير الأم مُطلقة ووحيدة مع ابنتها «رشا» بعد تخلي أسرتها عنها، تٌشكل تلك اللحظة موت معاني الحرية والأحلام للأبد في عوالم الأم واعتناقها الواقع القبيح وأعرافه الاجتماعية باعتبارها العقيدة الأساسية للعالم، تبحث الأم عن رجل لتتزوجه وتفر في حماه من لقب «مُطلقة» الذي يجعلها مُدانة اجتماعيًا حتى تجد زوجًا ثريًا تقبل أن تكون له محظية أو زوجة ثانية، لا يُعكر صفو تلك الخطة سوى ابنتها.

تحولت الابنة لتذكار قديم مُزعج من تجربة تمرد لا تغتفر، جماد حي لا يُمكن التخلص منه ولا التصالح مع وجوده، لهذا تُقرر الأم في تواطؤ خفي مع الابنة على محو وجودها، تحبسها في غرفتها عندما يحضر الزوج، وعندما تكبر تلفظها خارج المنزل في رحلات بالسيارة مع سائق خاص لحين انتهاء الزوج من لقاءاته معها.

تؤمن رشا أنها قطعة زائدة عن حاجة العالم، قطعة بازل لا تكتمل بها اللوحة إنما قد تُفسدها لو أصرت على الانتماء لها، ترى نفسها نفاية يجب التخلص منها بشكل مُستمر لأنها تذكار ما لا يجب تذكره، لهذا تصدر كراهيتها لنفسها في صورة عدوان للخارج يستوجب العقاب، أن تُعاقب أحدهم أو تُلحق به الألم ذلك يعني أنك تراه من الأساس، أرادت «رشا» أن يراها أحدهم ولو بالعقاب، لا يمكن أن يجعلها الحُب مرئية، عسى أن يجعلها الألم كذلك.

 تولد علاقتها الجنسية الأولى من استفزاز لسائقها الخاص يستوجب العقاب، كانت مُمارستها الأولى للحُب تجربة مشوشة يأتي الإيلام فيها ممزوجًا باللذة، يخبرنا «يامبليخوس» أن المسخ أو القبيح يولد من عدم التماثل، عندما توجد الأشياء في غير موضعها، ولد المسخ في ذات رشا عندما استبدلت الحُب بالألم، وصارت تلك طريقة البحث عن الحب وتلقيه للأبد، يصير الألم هنا حل إيروتيكي مُتخيل لعاطفة الحب السوية التي لم تقدمها الأم.

ديكور أنيق للخواء

طول عمري حاسة إني ضيفة على الحياة، عشان جيت من غير أب، حتى جوازي كان هروب

لا تتلقى «رشا» الحُب من الأم لكن تتلقى منها بعناية كل آليات البقاء في المُجتمع، لا بد أن تنتمي لقصة مقبولة مُجتمعيًا، تختبئ فيها من عيون الآخرين، مارست الأم حريتها مرة وكانت بقية حياتها ثمن واجب دفعه للحظة التمرد تلك، لذا بمُجرد موت الأم تبحث «رشا» في نفسها عن امتداد لحكايتها، في ليلة العزاء تبحث عن الذكر الذي يقدم لها الديكور اللازم للاختباء في حماه من العالم، تعمل رشا مُهندسة ديكور في إشارة ضمنية لما تُجيده، مهارة تجميل القبيح وإعادة ترتيب مساحة العيش بما يُخفي العيوب ويخلق مشهدًا جميلًا، لهذا تتزوج رجلًا لا تُحبه وتنتمي لعائلة زوج تخشاها بشدة، تصنع ما تُجيده، ديكور آمن لحياتها حتى لو كان في قلبه الخواء.

يؤطر المخرج «هاني خليفة» بكادرات إبداعية ديكور منزل «رشا» باعتباره على ثرائه وأناقته مجرد ديكور جمالي هش لمتاهة، متاهة سوداوية كل غرفة فيها تقود لسر وكل سر يقود لزاوية مُظلمة وكل زاوية مظلمة تحوي وحشًا، لذا في لحظة بعينها تحولت الكادرات النهارية التي أبرزت جمالية المكان لكادرات ليلية موحشة تحتضن جريمة وخيانة ودماء، متاهة مكانية تُمثل معادلًا لوجدان «رشا» الهارب دومًا من حقيقته.

الليلة واللي فيها

كل ما يحتاجه الأمر يوم واحد سيئ لينزلق أعقل إنسان نحو الجنون
الجوكر – المزحة القاتلة

اختار صناع العمل أن تدور أحداثه كاملة في ليلة واحدة، ليلة واحدة لا أكثر سوف تقلب حياة أبطالها رأسًا على عقب، يبدأ الأمر بالسائق الخاص «طه» من ماضي «رشا» القديم الذي يبتزها لتجد له عملًا بعد خروجه من السجن وإلا سيفشي لزوجها بماضيها الجنسي معه، يمثل حضور طه استدعاء رشا لذاتها القديمة، يٌشبه تفصيلة قبيحة تفضح عوار ديكور مُكتمل، يأتي طه لعالمها ليفضح هشاشة حياتها الجديدة، لأنها حياة مؤسسة بالكامل على الهروب من ذات أصيلة لها احتياجاتها غير المُكتملة وتعقيداتها التي لم تُحل.

عندما يُطل الماضي برأسه، تلجأ «رشا» عبر نمط التدمير الذاتي لحلول الماضي، للجنس، للحل الإيروتيكي الذي يحوي الألم، الذي عبره ترى ذاتها الحقيقية، عبر شريك يوبخها ويحتقرها ويُخبرها أنها نفاية، مملوكة للآخرين، تجد رشا ذلك في علاقة عابرة مع (حاتم) أحد أعضاء مجموعة الدعم النفسي.

 تمثل السهولة التي انزلقت بها رشا لنمط علاقاتها القديمة تمظهر حقيقي لهشاشة حياتها الجديدة التي لم تحتج إلا رسول عن عالمها القديم يُهددها لتظهر حقيقتها في لحظات.

جمالية المدى الزمني لـ«الليلة واللي فيها» هو إبراز تلك الهشاشة، الهويات المُصطنعة التي يفر لها البشر هربًا من مواجهة عوار ذواتهم ما هي إلا هويات هشة لا تحتاج سوى ليلة واحدة لا أكثر تُعيد المسخ للواجهة وتحطم كل الطلاء الذي ظننا أننا استبدلنا به مشاكلنا الحقيقية.

شخوص رمادية

الحقيقة سوف تحررك لكنها قد تقتلك في خضم ذلك.
نيتشة

بالنسبة لرشا التي تستعذب الألم رغم كونه خبرة مروعة باعتباره الشعور الوحيد الذي تشعر عبره بفرادتها و«حاتم» الذي يُحيط هشاشته وخوفه من ضعفه وطيبته بحزام من العدوانية يلسع به كل من حوله كلما حاولوا الاقتراب منه بإبراز ضعفهم في حضرته في دعوة خفية ليبرز ضعفه في المقابل، يحضر صوت العلاج النفسي في المسلسل باعتباره دعوة أخيرة للنجاة، أن يرى المسخ نفسه في مرآة ذاته ليتولى العناية بها، تلك الحقيقة وحدها هي ما سيُحرر أصحابها ليصطنعوا مما مروا به شيئًا أكثر جمالًا وأصالة وليس هروبًا جديدًا، لكن تفر رشا وحاتم من العلاج النفسي خوفًا من ثمن تلك الحقيقة.

يؤسس سيناريو «الليلة واللي فيها» لجميع شخوصه باعتبارهم شخصيات رمادية، لا تنتمي شخصية واحدة للأبيض أو للأسود، تلك الشخوص ليست في حالة صراع مع بعضها، إنما جميعهم في حالة صراع مع الذات.

«طه» الذي يبتز رشا ليس في ظل منه سوى ضحية، ضحية لفتاة استغلته كحل عابر لتعقيدها النفسي، وزوج «رشا» الذي يحاول خيانتها ما هو إلا هارب من برود زوجته الجنسي بحثًا عن تجربة عابرة تخبره هل العيب فيه؟ والحيوانية البدائية التي تكسو شخصية «حاتم» ما هي إلا قناع هش لطفل يرتجف بعدما تخلى عن أمه.

يبدو السرد الدرامي دائري، يشبه جلسة الدعم النفسي الدائرية لكن كل مريض هنا لا يبوح بألمه، إنما يرى في الآخرين امتدادًا ومُسكنًا لهذا الألم، كل واحد يبحث في الآخر عما يدعم به قناعه الهش ويُسكن ألم حقيقته المقموعة بداخله ولو قليلًا، مرضى في جلسة دون علاج، دون مُعالج، جلسة ليس قوامها الانكشاف إنما مسوخ يسترون أنيابهم وما صاروا له بتحطيم كل المرايا التي يمكن أن تعكس ذواتهم الحقيقية.

المجتمع: سلطة لا تمنح الغفران

في إحدى الحلقات تأتي الأم التي تقوم بدورها الفنانة «سماح أنور» لزيارة منزل ابنها بينما تُخفي «رشا» «حاتم» في إحدى الغُرف، لا تجسد الأم في حضورها دورًا عابرًا، إنما السردية التي يخشاها الجميع، صوت المجتمع الذي لا يقبل المسوخ، صوت الأبيض والأسود الذي لا يتسامح مع الرمادي، تقتحم المنزل دون استئذان في إشارة لكونها خطر قوامه سُلطة لا تفاوض معها، سلطة تقتحم خصوصية الجميع وتُقدم تلك الخصوصية لمُحاكمة.

تُحاسب الحماة «رشا» لأنها تذهب لطبيب نفسي، لأنها تحاول الاستقلال بعمل خاص بدلًا من الاعتماد على زوجها (يمثل عمل رشا تمرد خفي على حياة أمها التي اعتمدت بالكامل على ثراء زوجها وكان ثمن الرغبة في استدامة تلك الاعتمادية هو تحويل ابنتها لخزي يجب إخفاؤه) خلال دقائق تطلق عاصفة من الملاحظات حول حياة الزوجة، جمالية الكتابة والتمثيل لا تجعل دور الأم صوت جلاد أجوف بل تُغلف الأم كل سميتها بحالة من العفوية الطبيعية كأن ما تفعله هو طبائع الأمور، لا غرابة أو قمع هنا.

تخبر رشا حماتها أن ما تفعله هو ما يجعلها ما هي عليه، في إشارة خفية لكون المسخ بداخلها استدعته خشية أمها المطلقة من سردية مجتمعية لوامة لا ترحم، كانت أمها تخشى المجتمع في صورة تلك الحماة، سهام من الاتهام والإدانة دون فهم أو اقتراب، لكن في النهاية تطلب رشا وصال حماتها ورضاها في اقتراب ظاهره خوفها من انكشاف عشيقها وباطنه استعذاب للألم، كل لوم توجهه لها الحماة يعني أنها مرئية، مُضمنة في نسيج العائلة ولو بالسوء. ما زال الألم هو طريقة البطلة الوحيدة في رؤية نفسها كجزء من أي كيان.

عندما يكشف زوج رشا خيانته لها لأمه، تسأله الأم بإعذار حنون:

 هل تعجز زوجته عن إمتاعه؟

تبدو خطيئة الزوج مثل نزوة عابرة يمكن غفرانها في لحظات والبحث في أعماقها عن إدانة للزوجة، تجسد الحماة السلطة المُخيفة للمجتمع الذي لا يرحم الأنثى.

لو كانت مُطلقة مثل أمها، لو كانت تملك ميلًا جنسيًا مُختلفًا للمتعة مثل رشا، فالمتعة الجنسية للرجل هو أول ما برز في ذهن الأم كسبب لخيانته، بينما رشا عجزت لسنوات عن مصارحة زوجها بمتطلباتها الجنسية خشية أن يحكم عليها بالعُهر، وبينما نالت خيانة الزوج الغفران في لحظات، توقن رشا أن لحظة ضعفها التي تُجسد قمة جبل ثلج من التشوه ورثته من قصتها القديمة لن تنال غفرانًا مُشابهًا أبدًا.

على مدار القصة تتحول رشا لمسخ حقيقي، تقتل «طه» عندما يبتزها، تقتل «حاتم» بعدما ساعدها في إخفاء جريمتها، كانت رشا بوابته لوصال ضعفه وطيبته، ليواجه العالم لأول مرة بهشاشته التي عجز عن استحضارها في حضرة طبيب نفسي لكنه نجح في استحضارها في حضرة شخصية مُحطمة وممسوخة مثله، تتحول رشا لمسخ لكنه مسخ دون شر أو سلطة، إنما مسخ يرتجف من الانكشاف، لا تؤسس النهاية لرشا باعتبارها شخصية مُتحكمة إنما شخصية تستبدل خوفًا بخوف، فالرغبة في استدامة الستر والانتماء لسردية مقبولة مُجتمعيًا، مثلما فعلت أمها وخلفت ابنتها وراءها كمسخ، كأثر جانبي لحكاية قديمة، تفعل رشا ما تربت عليه، تقتل رجلين وتُحطم سلام عائلتها للأبد في سبيل حماية سردية ما زالت فيها ضيف، ممثل يؤدي دورًا على خشبة مسرح ولا ينتمي، سردية بطلها الألم، لكن رشا كونت منذ زمن طويل خبرة تستعذب الألم، لهذا لا تعجز أن ترى في كل ما فعلته غريزة حُب مشوهة لأطفالها وأسرتها.

المسخ في مرآة متاهته

في الحبكة الثانوية تُدرك رشا أن صديقتها وسلفتها التي تزوجت شقيق زوجها، تحمل مشاعر حب قديمة لزوجها، غرام مقموع وأخرس لصالح سردية أنيقة هي فيها زوجة مُخلصة، تصير صديقتها شاهدًا على جريمتها، وفي صفقة خفية تشيح الصديقة النظر عما فعلته رشا في مقابل أن تشيح رشا النظر عن اقتراب الصديقة من زوج رشا بعدما صارت أرملة بموت أخيه.

يؤسس المُخرج هاني خليفة عبر إدارة عبقرية لممثليه لتلك النهاية، نهاية نص دائري كتبه محمد رجاء يشبه المتاهة لكن بلا خروج، يُمكن أن يُحطم المسوخ المرايا، يحولون أشباح الماضي لجثث مدفونة في أطلال منسية، لكن في النهاية يظل هناك شبح مرآة، انعكاس طفيف يُذكر الإنسان بالثمن الواجب دفعه لقمع حقيقته لصالح الانتماء لسردية الستر المقبولة مُجتمعيًا، تحيا رشا وصديقتها تحت سقف واحد شراكة خزي خفي، ينتمون لكادر مثالي لأسرة سعيدة مستورة وفي العمق كل واحدة ترى في عيون الأخرى الثمن الواجب دفعه من سلامها لتنال الحياتين، حياة علنية مستورة وممتثلة لكل الأعراف الاجتماعية وحياة خفية أكثر انمساخًا وتعقيدًا لكنها أكثر صدقًا في التعبير عن هوية أبطالها.

يمثل «الليلة واللي فيها» مزيجًا بديعًا من الشر والهشاشة، شر غير موجه للآخرين بقدر ما يصنع فيه صاحبه مقبرة لذاته الحقيقية، ويُطليها بطلاء أنيق، لكنه قبر هش، لا يحتاج سوى ليلة واحدة تُزيل كل طلائه وتُظهر حقيقته وهشاشته.