في الهوية ونشأتها وتطورها

لسبب اعتدت عدم البحث أو التفتيش وراء علة تكوّنه كثيرًا، يرتبط في ذهني مفهوم (الهوية)، في السياق العربي/الإسلامي، بمفهومي (الانتقام) و(الخوف).

وعلى كل حال، بشكل مبدئي، يمكن تفسير هذا النزوع الشخصي من خلال عدة عوامل:

مفهوم (الانتقام) ينتمي إلى ارتباط ماضوي، ويتعلق بضرورة استمرار رد الفعل على النزوع «الكولونيالي» في المنطقة العربية والإسلامية على العموم (الهند كمثال). الضرر الذي أحدثه هذا الاستعمار على المستوى الفردي، للذات المُسْتَعْمَرَة، جدُّ عميق، ووَلَّدَ بداخل هذه الأقطار شعوراً بالظلم، لا يبدو أن مرارته قد خفتت برغم كل الممارسات الحداثية الإجرائية – البرَّانية كما يصفها علي مبروك – داخل هذه البلدان.

وأما الخوف، فقد بدأ من لحظة الدخول «بعنوة»، من خلال الاحتلال وفعل الممارسة بـ «القوة». وهو فعل ابتدأ بهتك الأقطار وامتد ليشمل هتك طرق التفكير لهذه الشعوب [1]، أو التصادم معها وجعلها تعيد التفكير في سيرورة حياتها؛ فالكولونيالية تحمل معها تكنولوجيا تبدو مبهرة، بل هي مبهرة بالفعل، ولكنها تكنولوجيا تحملها يد مُعتديَة، تسلب من الخيرات أكثر مما تُغدق من نتائج الحداثة على هؤلاء المساكين [2].

هذا الخوف تاريخي؛ أي أنه يتعلق بلحظة «دخول»، ويتطور للآن كنتيجة لكولونيالية تمارس عن بُعد تصل لحد تقرير مصائر هذه الشعوب، برغم خروج الاحتلال منها ولو بالجسد فقط (جغرافيًا أقصد)، ولكنه يظل حاضرًا بقرارات الهيمنة على دول العالم الثالث في شرق المتوسط. هنا، سياسة الأقوى لا تحدد نظم المعرفة” فقط، بل تحدد المصائر والأقدار. يمكننا فهم الخوف وفق هذه الرؤية كما أزعم.

ما الحل إذن أمام هذه الشعوب؟.

حضر الدين في أغلب الأقطار المُستعمَرَة كدرعٍ واقٍ من هجمات الكولونيالية.

حضر الدين في أغلب الأقطار المُستعمَرَة كدرعٍ واقٍ من هجمات الكولونيالية. لا نتحدث هنا عن الدين في انفتاح العلاقة معه، بل عن الدين في توظيفية يبدو أنه لم يكن أمام نخبة هذه الشعوب إلا الممارسة من خلالها، توحيدًا لهذه الشعوب من خلال التعويل على التدين وإخلاصهم له.

يمكننا هنا ملاحظة كيف تتشكل الهوية الدينية في تجلٍ دفاعي؛ كدفاعٍ عن الذات والوطن في آنٍ، دفاعٌ خاصٌ وعامٌ أو أشد اتساعًا إن جاز التعبير.

تحوُّل الهوية الدينية للهوية الرئيسية هو تحول تاريخي، لا ضرورة أو حتمية فيه بقدر ما كان من نتائج اللحظة التاريخية ذاتها. لم يكن قدرًا في اللوح المحفوظ بقدر ما كان إجراءً ذا أثرٍ – في سبيل المقاومة – ملموس.

ووفق جورج قرم، فإن قضية الهوية نفسها قضية تاريخية، تبلور الاهتمام بها بعد أن تم دخول الاستعمار بل وجلاؤه!. ويصل الأمر في تحليله إلى أن الهوية لم تكن في البداية، بالضرورة، وعلى المستوى الدولتي، دينية؛ فقد تجاهلت جامعة الدول العربية في ميثاق تأسيسها في مارس 1945 «الرابط الديني الذي يُفترض وجوده بين المجتمعات العربية – وهي كلها ذات أغلبية إسلامية (باستثناء لبنان آنذاك). (بالإضافة إلى أنه) لم تكن الهوية، الجذور، الذاكرة، بعدُ على جدول اهتمامات العالم». بل وحتى على المستوى الفردي، سنجد أن الدين «على الرغم من المظاهر، ليس الرحم الأولى للهوية. حتى في المجتمعات الدينية في أعماقها، لا يفقد الفرد أبدًا وعي نسابته العائلية وخصوصية لسانه ومحيطه الجغرافي».

تتشكل الهوية الدينية في العالم العربي، بوصفها نتيجة لفعل «السياسي/ الخارجي» في هذه الأقطار. وغني عن الذكر أن هذه الهوية تنغلق تمامًا على «الديني» حتى تسقط في كيانه وتنتهي تعدديتها لغير رجعة، على الأقل فيما يتعلق بالأصوليين.

النزوع الإسلامي الهوياتي يرتبط بالحداثة بشكل أساسي؛ فـ «ازدهار الأصولية الإسلامية غالبًا ما يُستخدم جماعيًا في العالم العربي كأنموذج أولي لتركيب الهوية كرد فعل سياسي مضاد للغرب، وذي دوافع وضعية»[3]. إذن، يمكننا القول بأن الأصولية الدينية، في العالم الإسلامي، ظاهرة حداثية بامتياز [4].


الخوف العربي/ الإسلامي: من «العولمة» إلى «الأمركة»

وهذا شأن محاولات «الأمركة»، بما هي احتكار للمشروعية وممارسة الوصاية على الشأن الكوني أو إدارة الشأن الكوكبي بمنطق الانفراد والاستئثار والصدام. فهي؛ أي الأمركة، بما هي منزع إمبريالي عسكري، تقوض ما تدعو إليه من قيم الحرية والديمقراطية. من هنا الشرخ الكبير بين الثقافة الأمريكية ذات الطابع التعددي، والتي أنتجت أساسًا مفهوم «التعددية»، وبين سياسات الإدارات الأمريكية وإستراتيجيتها الرامية إلى المصادرة والهيمنة.
علي حرب

ووفق رؤية أمين معلوف للهوية، فهي ليست ذات مركب واحد، وإنما هي مركبات عديدة تنصهر في بوتقة واحدة، ويقرر الإنسان، على تعدد الأسباب وطبيعتها بين الجبر والاختيار، أن يختزلها لبعد أو مُركَّب واحد فقط.

من الضروري أن يتحول السؤال من مجالات «هل الإسلام قابل للتوافق مع الحداثة أم لا؟» أو «هل الدين الإسلامي ذو نزوع عنيف جوهراني؟» إلى «ما الدافع لدى المجتمعات العربية/ الإسلامية وراء التشبث بالطقوس والمظاهر؟»، «ولماذا تمخضت الهوية العربية/ الإسلامية الحداثية، حين اختُزِلَت، عن تجلٍ ديني منغلق؟». ففي كل الأحوال، الحديث في الدين حديثٌ في «الاجتماع»، ودواعي لجوئه لصيغة/ صيغ محددة من الدين.

الأزمة هنا تتأتى من اضطرار الجميع للتحدث بلغة من يهيمن ثقافيًا، على المستوى الكوني، وأن تتشرب مصادر ثقافاته بالكامل.

يحاجج أمين معلوف بأن الشعور بالعجز أمام الواقع هو ظاهرة عالمية، يتشارك فيها العربي والآيسلندي والأسترالي، بل والأمريكي كذلك. السياسة، بالمعنى الواسع للمفهوم، تحدث الأثر الأكبر تأثيرًا، بل والأسرع. وهي في القلب من حراك التاريخ، الذي يصعب التنبؤ بمساراته أو الإمساك بالقادم منه.

وعلى كل الأحوال، فإن التحديث، في أعين «الصينيين، والأفارقة، واليابانيين، والهنود، والهنود الأمريكيين، كما هو الحال عند اليونانيين، والروس، والإيرانيين، والعرب، واليهود، والأتراك» لا يعني إلا «التخلي عن جزء من ذواتهم». وحتى وإن تم تقبُّل التحديث فإنه كان يتم التعامل معه بإحساس بالمرارة، وكأنه دواءٌ لا بد منه. التحديث إذن، شعورٌ بأزمةٍ في الهوية، وخوفٌ عالمي.

ينمو هذا الخوف، كما نرى، من ارتباط حراك التحديث بالعولمة، واعتبار العولمة بمثابة «تغريب Westernization» يؤول في تجليه الأخير إلى «أمركة Americanization».

هذا الخوف لا يقتصر فقط، وحصرًا، على العالم العربي/ الأفريقي /الإسلامي، بل يمتد ليشمل كل ما هو خارج الغرب، بل وكل ما هو خارج أمريكا. هذا ما يجادل به أمين معلوف من تخوف فرنسا والفرنسيين من الهيمنة الأمريكية على الثقافة العالمية، إنه الخوف من التنميط standardization وفق النموذج الأمريكي، حتى في بلاد الحداثة نفسها!.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن تخوُّف الدول الساعية نحو الحداثة، طوعًا أو كراهية، سيصبح أعمق، وله وجاهته. إنه القلق الدائم والذي يتراوح مجاله بين ما نحن عليه حقًا، في واقعنا، وبين ما نصير إليه بفضل ثقافة العولمة. مَن مِن بني البشر لا يرغب في أن يتم احترام ثقافته، واجتماعه، ورؤيته الكونية، من قِبَلِ «الآخر»؟، من منَّا لا يرغب في أن يسعى الآخر للتواصل معه من خلال لغته؟، من يسعد باضطراره لتعلم لغة الآخر ليتواصل معه دون أن ينشغل ذلك الآخر بتعلم لغته بالمقابل؟، أي جرحٍ في الذات وقتئذٍ؟.

الأزمة هنا تتأتى من اضطرار الجميع للتحدث بلغة من يهيمن ثقافيًا، على المستوى الكوني، وأن تتشرب مصادر ثقافاته بالكامل؛ من آداب وفنون وعلوم وتكنولوجيا … إلخ، وقد ينجح ذلك التواصل وذلك الآخر المهيمن لا يدرك عنك إلا أقل القليل، ربما أقل مما يلزم لخلق «مشترك ثقافي» بينكما يعكس حرص الطرفين على فهم بعضهما البعض.

باختصار، من يسير في مسار التحديث يشعر وكأنه يخون ذاته، وبالأحرى هويته [5].


قولٌ في الهوية الدينية المغلقة

سأختصر الحديث هنا على محاولات فرض الإسلاميين لهويتهم على «الآخر»، في بلاد ذلك الآخر (بريطانيا على سبيل المثال).

الهوية الدينية المغلقة هنا – أو كما يصفها أمين معلوف بالهوية القاتلة – تتخذ رموزًا سطحية/ ظاهرية وعميقة. تبرز في اللحى والجلابيب والنقاب وتمتد لتشمل دعوة خلاصية توجَّه للآخر؛ أنثى «الآخر» يتم على سبيل المثال إقناعها بأنها سلعة أو كيان مُشيَّأ في سياق ما بعد حداثي يستعبدها … إلخ.

نجادل هنا بأن الحضور الواضح لهذا النوع من الهوية –التي لا تقبل المساومة ولا أنصاف الحلول– لا يتعلق فقط بنصرة لدين الإسلام أو رفع لراياته خارج حدوده العربية. هناك رسالة أعمق من صدق الإيمان هنا.

يتعلق الأمر هنا بانتقام من كولونيالية مضت، وفي عقر دارها. بمعنى آخر: أتيتم لديارنا استعمارًا وتوسعًا، ونحن نمارس في دياركم تبشيرًا وسعيًا وراء هيمنة. إنه حصاد ما غرسوه برغم أن الغرس تم في جغرافيا (الشرق على الأقل في المتوسط)، وجني المحصول يتم في جغرافيا أخرى (الغرب).

إنها «كولونيالية داخلية» إن صحَّ التعبير، تتحد عناصرها تحت راية الدين، أو المخايلة بذلك (لا يهم الأمر حقًا بقدر ما يهمنا رصد الظاهرة).

تتحرك هذه الهويات متخذة من الطابع التجييشي/ الحَشْدي صراطاً[6] لها. ينضوي تحت نفس ذلك اللواء أفراد من «الآخر» يعانون من ضياع القيمة الفردية/ الذاتية في عوالم ما بعد الحداثة. وهم، في انضمامهم لأهل الهوية الدينية الإسلاموية المنغلقة، يتحركون من انعدامٍ للفردية لذوبانٍ في منظومة يصبح الفرد منها نسخة من الآخر، بهوية محددة غاية التحديد، أبعادها الأخرى تساوي الصفر.

القيمة التأسيسية التي يتم مطاردتها هنا (سعيًا وراء التجييش والحشد) هي تحويل ذلك الآخر تمامًا للمعسكر الإسلاموي. وهي قيمة –شأنها كشأن كل القيم التأسيسية– لن تتحقق يوماً ما بنسبة 100% وإلا انتهى معناها كقيمة!؛ أي أن السعي خلفها لن ينقطع.

الحديث هنا عن إنكار هوية الآخر والسعي لخلعه منها بكل الطرق، ومن هنا انغلاقية الهوية محل النقاش. لا يوجد أمل يتعلق بإيجاد حلول وسيطة مع «الآخر» بقدر ما يتم السعي لطمسه تمامًا من خلال إدماجه أو تصفيته. هذه الهوية المغلقة تسعى للهيمنة العالمية، ومن داخل بلدان غربية سعى بعضها لإخضاع العالم واستلاب ثرواته في زمان انصرم. أي انتقامٍ أفضل من ذلك؟.


قولٌ أخير

الحديث هنا عن إنكار هوية الآخر والسعي لخلعه منها بكل الطرق، ومن هنا انغلاقية الهوية محل النقاش.

في نهاية كتابه، يتحدث أمين معلوف عن حلمه بأن يلتقط أحد أحفاده، في يوم ما، ومن على أحد أرفف كتب العائلة، نفس الكتاب الذي كتبه جده، وأن يقرأ منه فقرة أو فقرتين، ثم يعيده لمكانه وهو في حالة اندهاش من اضطرار جده لأن يخطّ بيده أفكارًا، يظن ذلك الحفيد، في عصره الذي يحياه، أنه لم يكن ثمة داعٍ لكتابتها في عصرٍ مضى.

والحق أن الهوية كبناء اجتماعي لا تقبل إلا أن تكون متعددة الأبعاد.

لم يتعلق نقد أمين، بشكل عام، بالموروث الثقافي. لم يتبنَّ تفسيرًا ثقافيًا (وبالتالي يستحيل ثقافويًا) لأزمة الهوية في العصر الحديث. تعلَّقَ التحليل بالإنسان نفسه، واحتياجه لهوية تحدده.

والحق أن الهوية كبناء اجتماعي لا تقبل إلا أن تكون متعددة الأبعاد [7]. وهي، في طبيعتها تلك، تسمح للفرد بأن يشعر بقيمته بما هو ذات منفردة. يمكنه أن يحقق ذاته وأن يُميّزها بالرغم من انصهاره داخل/ توحده مع جماعة.

بمعنى آخر، كلما تعددت أبعاد الهوية، وكلما استغرقت وقتًا في تعريفها ورسم أبعادها وتوضيحها لمن يتحدث معك، كانت هويتك أكثر اختلافًا، ولا تقبل التطابق بأي حال مع هوية أخرى. وإذن، فهو انفتاح الهوية، وليس أبدًا انغلاقها، كسبيلٍ لشعور الإنسان بأنه ليس نسخة من الآخرين.

الانغلاق للهوية تغذيه الرغبة في الانتقام، وهي، كما يرى أمين، محاربة ظلم بظلم؛ ظلم «الانتقام» مقابل ظلم «كولونيالية» تاريخية مضت. وهو ما يعني المزيد من الدماء التي تُراق من الجانبين، وهو مستقبل تبرز ظلاميته أكثر من آماله بالتأكيد.

وإذ يتأمل المرء في مصائر الوضع العربي الآن، ومدى التدخلات الأجنبية فيه (من أمريكا بشكل مميز وبارز، إن لم يكن الأبرز)، ويدرك الكيفية التي يتم من خلالها إنتاج الإخفاق، وتعميقه، في وعي العربي/ المسلم المعاصر، فإنه يدرك أن تنازل فيالق المجاهدين من الإسلامويين عن هويتهم المغلقة أمر قد يطول أمده. وانضمام عناصر فقدت الإيمان بالتغيير الإيجابي في سياقات واقعهم سيصبح أكثر منطقية. فكلما استحال الواقع على الفهم، اتخذ منه الإنسان موقفًا سلبيًا، ولا يستغرق نفس الإنسان كثيرًا من الوقت لينتقل من السلبية للعدوانية.

وإذ يصبح الأمر هكذا، فيمكننا القول بأن حلم أمين معلوف قد لا يتحقق في زمن حفيده، ولا يبدو أنه سيتحقق حينما يصبح حفيده نفسه جَدًّا!.


[1] هتك الأفكار كان خطوة ضرورية، ومستمرة، لتحقيق الهيمنة، والأهم ترسيخها. ولكنه – أي ذلك الهتك – لم يكن مرذولاً في كل أحواله؛ فقد مثَّلَ في أوقات عديدة، ومتباينة، سعيًا، عند من تضرروا منه لإنشاء علاقات جديدة مع التراث وفهمه بشكل أكثر وعيًا وأقل امتثالية.[2] يضع عبد المجيد الشرفي تعريفًا للحداثة مفاده أنها «نمط حضاري نشأ في الغرب منذ حوالي قرنين ثم انتشر حتى صار كونيًا بانتشار الاستعمار والمواصلات السريعة والتجارة والسياحة والكتب والمنشورات عمومًا». بمعنى آخر لم تكن كونية الحداثة مؤسسة على مفاهيم التنوير بقدر ما تأسست على السعي الاستعماري التوسُّعي. [التشديد في الاقتباس من عندنا][3] جورج قرم: مصدر مذكور في نهاية المقال.[4] ومن هنا ما ذهب إليه علي مبروك في تحليله لتبلور الإسلام السياسي تاريخيًا؛ فتيار الإسلام السياسي -وضمنه جماعة الإخوان– هو جزءٌ من صميم ما يُعرف بظاهرة الحداثة العربية؛ وإلى حد إمكان القطع بأنه لو أمكن تصور غياب ظاهرة «الحداثة» على العموم –والنمط العربي منها على الخصوص-، لما كان لتيار الإسلام السياسي أن يتبلور من الأساس.[5] نشير هنا لتعريف عبد المجيد الشرفي للتحديث بما هو «محاولة توخي هذا النمط الحضاري (يقصد الناشئ تاريخيًا في الغرب) أو فرض عدد من مقوماته وعناصره، إما باعتبارها الأفضل وإما عن اقتناع بأنها الخيار الوحيد المتاح أو شرٌ لا بدَّ منه». [التشديد في الاقتباس من عندنا].[6] نتعمد هنا استخدام مصطلح «الصراط»؛ فهذه الهوية، في تعاليمها وشروط قبولها لأبنائها وبناتها صارمة، كعقيدة جيشً مُنَظَّم، سمع وطاعة، ولا إمكانية لأي قول مغاير بداخلها.[7] في كل الأحوال، يظل الإكراه واختزال الظاهرة؛ أي ظاهرة، أمرًا قابلًا للحدوث من خلال عوامل عديدة (نفسية أو ثقافية أو غير ذلك). ينطبق هذا الكلام على الهوية دون شك.
المراجع
  1. Amin Maalouf: On identity, Translated from the French by: Barbara Bray, The Harvill Press, London, 2000.
  2. علي حرب: الإنسان الأدنى؛ أمراض الدين وأعطال الحداثة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2، 2010.
  3. جورج قرم: المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين، دار الفارابي، بيروت، لبنان، ط1، 2007.
  4. عبد المجيد الشرفي: لبنات I: في المنهج وتطبيقه، دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، 2013.
  5. علي مبروك: في لاهوت الاستبداد والعنف والفريضة الغائبة في خطاب التجديد الإسلامي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط1، 2014.