إن أثري ما عشته لم أعرفه ولم أدركه إلا بقوة المخيلة، وما انقضى مني راح جله في التمني. لقد أوصِدت دوني أبواب بلا حصر، حالت وصدت، طرقت برفق، وأحيانًا صرخت، لم يأخذ بيدي إلا تخيلي. 
جمال الغيطاني – خلسات الكرى

بين عشية وضحاها شعر جسدي أنه يدخل الآن في مرحلة سبات طويلة، أنه لن يكون مطلوبًا منه سوى التحرك في مساحة أمتار معدودة طولًا وعرضًا، تلمست عيني أبعاد المكان الذي يحاوطها بجدرانه وبدأت تحدث نفسها أن عليها اعتياد المنظر الواحد طويلاً وكثيرًا، حتى أذني بدأت تصانيف الأصوات وتنوعها وتداخلاتها تقل رويدًا رويدًا لتعتاد الصمت أو تألف أصواتًا معدودة محدودة، في هذه اللحظة التي كان كل شيء يتعامل معه الجسد ينغلق ويوضع عليه القضبان والأسلاك الحاجبة، كانت عوالم داخلية تنفتح، كانت الرؤية الداخلية تنفض عن نفسها غبارًا كثيفًا وتراكمات طويلة من تشويش طوفان ملايين الصور والأصوات، بدأ العالم البراني يبلع ماءه وأقلعت سماؤه، فاستويت من جديد على جودي الروح، تخففت من الجسد المثقل بالقيد، فبدأت روحي تحلق من جديد.

كان لدي سؤال مزمن، لا أتخيل نفسي حتى أبحث عنه بحثًا علميًا، لمَ كان موقع الأحلام في حياة الإنسان في فترة نومه فقط؟ لمَ هذه الدقائق الصغيرة التي يستطيع الإنسان فيها أن يأتي بالخوارق، أن يؤلف العالم على مزاجه، أو أن تكون هناك قوة خفية تدخله في عوالم على مزاجها؟ لمَ يحدث كل هذا والإنسان فاقد السيطرة على جل حواسه، مشلول الحركة، أعمى أبكم أصم؟ لم أبحث، ولكني وجدت الإجابة في ضروب أكبر من قسر الحواس، أكبر من مجرد النوم خلال اليوم لبضع ساعات.

صرخة النورس: «لابوري» من خلف أسلاك حجرة الزيارة

كانت الليلة الأولى التي أنتقل فيها إلى مكان احتجاز جديد -بدلًا من أن أذهب إلى بيتي- عندما جن الليل بدأت أتجهز لدورة اكتئاب طويلة حتى أول زيارة على الأقل، بعض الزملاء حمل معه إلى المكان الجديد بعض الكتب والروايات التي مرت تحت يد التفتيش بشيء من التسامح، كان أحدها غلافًا مكتوبًا بخط اليد لرواية مصورة أوراقها مكتوب عليها «صرخة النورس» قلبت فيها بغير اكتراث، لكني ما إن قرأت فقرتين أو ثلاثًا حتى عدت ففتحتها من بدايتها وغرقت فيها تمامًا.

كنت أعرف أنني سأبكي الليلة كثيرًا بعدما تهدأ حدة الأصوات والأضواء، ولكن لم أكن أتوقع أنني سأبكي من أجل فتاة فرنسية اسمها إيمانيول لا من أجل نفسي، كانت طفلة عادية، عند شهرها التاسع لاحظ أبواها أنها لا تنتبه بعد إلى الكثير من الأصوات ولا تنطق حروفها الأولى، وبكت في المرة التي أغلق فيها الباب بقوة أحدثت اهتزازًا تحولت عيناها لأول مرة إلى صوت ما وبكت، عندها ذهب أبواها إلى طبيب مختص واكتشفا أن لديها صممًا عميقًا، ستظل تعيش به أبدًا.

لابوري وهي تحكي حكايتها -التي أقرؤها بين يدي الآن- هي ممثلة مسرح وشابة يافعة في الثالثة والعشرين من عمرها، وهو نفس العمر الذي كتبت فيه أول كتاب لي، لذا فطفولتها واضحة جدًا في ذاكرتها وفي الكتاب -عندما اقرأ كتابي الأول الآن أشعر أن بعض تفاصيل طفولتي سقطت من ذاكرتي وحفظتها أسطر الكتاب- إنها تحكي عن شعور طفلة لا تستطيع أن تسمع ما يجري حولها، وبالتالي لا تعرف كيف توصل رسائلها إلى العالم الخارجي، كنت أقرأ هذا وعندما وصلت إلى فقرتها الأشهر هذه شعرت بالعالم كله يتهاوى: كنت أطلق الصرخات، صرخات حقيقية، ليس لأنني كنت جائعة، أو عطشى، أو خائفة أو مريضة، ولكن لأنني كنت بدأت أرغب في «أن أتكلم»، ولأنني كنت أرغب في أن أسمع نفسي، فالأصوات لم تكن ترتد إلى مسامعي، كنت أهتز.. فأعرف أنني أصرخ، ولكن الصرخات لم تكن تعني شيئًا بالنسبة لأمي أو أبي. بل كانت، على حد قولهما، صرخات حادة لطائر البحر، مثل نورس يحوم فوق المحيط. وهكذا، أطلقوا عليّ النورس، كان النورس يصرخ فوق المحيط مطلقًا جلبة لا يسمعها هو، ولا هم يفهمون صرخة النورس.

أخذت أتذكر النوارس فوق البسفور، وأخذت أصواتهم التي كانت مكونًا جماليًا في المشهد تتحول إلى كابوس مفزع، أصبحت صرخات لطفلة -لا تسمع شيئًا- تريد أن تقول شيئًا، وخلال رحلة أعوامها أخذت أتابع هذا الشعور ينمو ثم يقل ثم يتم التعايش معه، ثم تنتصر عليه، للدرجة التي ترفض فيها أن يتم تركيب قوقعة في أذنها قد تحل مشكلة الصمم بشكل جزئي، وتقول بأنها تريد أن تكمل حياتها بهذا الشكل المختلف عن أغلب البشر.

لم أكن أتوقف كثيرًا عند محطات تعليمها للغات إشارة مختلفة أو دخولها لتجارب جديدة، ومنها تجارب مفزعة تتعامل معها وهي على هذه الحال من الاختلاف كتجربة التحرش أو الاحتجاز لليلة واحدة في مخفر شرطة أو انفصال والديها، ولكن كنت أتوقف عند ذلك الإصرار على الشعور بالأصوات وتخيلها من خلال الأشكال، من خلال الروائح، من خلال الاهتزازات، الأمر ليس استمتاعًا بالحواس الأخرى ولكنه إصرار على العيش في عالم الأصوات المحرومة منه بشكل مختلف حتى أنها أحبت الموسيقى، التي هي فن مقصورة متعته على الأذن وكانت تحضر الحفلات الموسيقية مع والدها ثم تستمتع بما يصلها من اهتزازات وتتخيل ما يُعزف، هي تشكل الأصوات على مزاجها الخاص، في حرية النائم الذي يحلم، في حرية تامة، تتخيل من انفعالات الموسيقيين وحركاتهم وتموجاتهم ما يكون من هذا الفن الساحر.

جاءتني أول زيارة بعد أسبوع، كان هناك سلكان شائكان بينهما متر ونصف، أنا أقف على جانب منه، بينما صاحبتي وابنتي تقفان على الجانب الآخر، صرخت -وسط قاعة تضج بالزوار من جانب والمزارين من جانب آخر- حتى يصل صوتي، لكن الكثير مما كنت أصرخ به لم يستطيعا التقاطه، وأنا لم أكن أستطيع سماعهما جيدًا، عندما خفتت الأصوات قليلاً، قلت لورد بصوت عالٍ: هناك كتاب اسمه «صرخة النورس» لتقرأه ماما وتقصه عليكِ، ونظرت إلى أمها: سيفسر لك مشاعري الآن وأنا أصرخ، وأنتم لا تسمعون، أنا أصرخ كل ليلة حتى تسمعوني، لكن المسافة بعيدة والجدران كثيرة جدًا، ولا يصل لكم صوتي لكني أصرخ كل ليلة مثل طائر النورس أيضًا.

الأيام التي عشتها مع الفتى «طه»

لم أقرأها بشكل كامل من قبل، فصلت نفسي تمامًا عن الصورة الذهنية لكاتبها يمينًا وشمالاً، ورحت أغوص في «الأيام» أكثر وأكثر، وأعيش مع رجل هو الآن -وهو يؤلف هذا الكتاب- أستاذ في كلية الآداب في الجامعة المصرية وربما عميد لها، قد جاوز الأربعين بقليل، حاصل على الدكتوراه من فرنسا، ولكنه لا يزال يلقب نفسه من أول الكتاب لآخره -عندما يناجي نفسه- بالفتى، الفتى كان يألف كذا، ويخاف من كذا، الفتى كان يريد من نفسه كذا ومن دهره كذا، لذا لم يبتعد كثيرًا عن الطفلة إيمانويل، في مشاعره البكر تجاه حياته السوداء، وهو سواد ليس من قبيل المجاز، ولكن السواد الحقيقي، شاشة رأسه سوداء تمامًا، بينما هو يسبح في عوالم أخرى ويتخيل كل الصور على مزاجه الخاص. كنت شغوفًا لأرى ما رآه هو بلا عينين، كما سمعت ما سمعت إيمانويل بلا أذنين.

هنا كان الفتى يعالج أكثر ما يعالج مشاعره أيضًا، بلمسة واحدة من شخص يمر عليه يكون رأيه عن مدى لطفه أو صلفه، من نبرة صوته وهو ينادي عليه يدرك ما إن كان فظًا غليظ القلب أو رقيقًا مهذب النفس، عوالم الأصوات الثلاث التي مر بها، في قريته ثم في الأزهر ثم عندما انتقل للجانب الآخر من البحر المتوسط، كلها شكلت مراحل حياته المختلفة ورؤيته للحياة، شكلت فيما بعد صداقاته وعداواته حتى مع الأفكار والرؤى والنظريات، ولكنه على كل الأحوال كان يصور لنا كيف رأى هذا الفتى كل شيء حوله بلا نظر.

لم تكن مشكلته أنه ولد كفيفًا، ولكن ربما أنه كان شديد الاعتداد بنفسه مثلاً، فكان يكره أن يكون مضطرًا للاستعانة بأحد في أي أمر كان، وربما أيضًا لأنه كان فقيرًا، ربما ليس بالنسبة إلى أهل قريته، ولكن بالتأكيد بالنسبة إلى أهل القاهرة، وربما أيضًا لأنه كان مفرط الحساسية من كل شيء، حتى أنه كان يظل ساكنًا وصامتًا لساعات طوال مع أخيه في غرفتهما الضيقة خلف الأزهر خشية أن يزعجه.

ورغم كل هذا فإن الأدب الذي أبدعه هذا الفتى في كتابه، والذي وصف به كل شيء حوله، مناظر القرية ثم الأزهر ثم فرنسا، افتح أي فصل واقرأ ترى كل صورة حاضرة بطزاجة غير عادية، مشهد فراقه لأهله حين ركب القطار للقاهرة، طريقه من غرفته في زقاق خلف الأزهر وحتى مكان الدرس من الجامع، السفينة التي حملته إلى فرنسا، أول لقاء بينه وبين سوزان، كل شيء يبدو وكأن طه حسين يخبئ عنا أنه كان مبصرًا أكثر منا، لكن الحقيقة أنه لم يكن مبصرًا أكثر من صديق روحه أبي العلاء مثلاً، فعندما تقرأ للمعري تعرف أيضًا أنه قد كُشف عنه غطاؤه، وأن بصره عنك حديد.

غرفة تأديب أبدية تعيش فيها «هيلين كيلر»

متران عرضًا وثلاثة أمتار طولاً، غرفة أعلى جدارها فتحة سقف صغيرة لا يصل إليها الضوء إلا ساعتين أو ثلاثًا يوميًا، وبقية اليوم لا يستطيع الضوء الداخل أن يجعلك تقرأ حروف المصحف حتى، لا يفتح لك إلا خمس دقائق في اليوم لقضاء الحاجة والاستحمام وأخذ طعامك اليومي، تسمى التأديب ويدخلها من يخالف لوائح المكان، أقسى ما فيها أنك تظل بالساعات الطوال، لا ترى شيئًا، ولا تسمع شيئًا، حتى أنك في بعض الأحيان لا تميز هل أنت نائم أم مستيقظ.

أما هيلين كيلر فقط عاشت حياتها العجيبة بهذه الغرفة عقودًا طويلة، ولدت في نفس العقد الذي ولد به طه حسين -العقد الأخير من القرن التاسع عشر- وأصيبت بالعمى والصمم قبل أن تبلغ عامين من العمر، وعاشت رحلة تعلم عجيبة، حتى أصبحت ناشطة ومحاضرة وكاتبة وأشياء كثيرة عاشتها طولًا وعرضًا.

على عكس طه حسين، كانت طفولة كيلر محفوفة بالحب ممن حولها وبرغد العيش، فأصبحت مشكلة صممها وعماها عرضًا طارئًا لم تلبث أن تغلبت عليه، أتحدث عن الأمر الآن بسهولة، ولكني ما إن كنت في عمق القصة، حتى أغلقت عيني وجعلت أصابعي في أذني وحاولت أن أتخيل كيف يمكنني أن أتعلم أي شيء، أن أنتبه لوجود أي شيء، آه .. كما كانت تفعل هي، كما وصفت لى منظر الشروق والغروب في ضيعتهم بتوسكومبيا، كانت الشمس بالنسبة لها هي سقوط خيوطها على وجهها، وشعورها بالدفء، آها، لقد تعلمت كل شيء بحاسة اللمس فقط، كما كنت في ليل غرفة التأديب أتلمس فراشي وأرتبه ثم أتلمس ما بقي من طعامي وأضمه ثم تتلمس مسامي درجة برودة الجو لأعرف هل نحن مقبلون على السحر أم أن الليل ما زال طويلاً.

في صفحة من صفحات كتابها «قصة حياتي العجيبة» توقفت هيلين لتسجل خاطرة وهي تدرس الأدب اليوناني القديم، وهي تقرأ عن الأساطير، أو بالأحرى والأساطير تدخل جوفها وعالمها الداخلي بشكل ما عجيب، توقفت وسجلت شعورها بأنها لا تشعر أبدًا أن الذين يبصرون ويسمعون يزيدون عنها شيئًا، وأنها تشعر بالحياة بكل حيويتها كما لو كانت عاشت بحواسها كاملة. لم يكن البكاء ساعتها هو رد الفعل المناسب، ولكن كان الابتسام، والكثير من الشرود.

ما الحد يا أحمد؟ ما الفرق يا سيد؟

ساءلت نفسي: ما الحد الفاصل بين واقع ما عشناه، وبين أحلام ما تمنيناه فقط دون أن نعيشه؟ ما الفرق بين عامين قضيتهما وأنا محدود البصر والسمع، وبين حياتي السابقة والحالية إذ تملأ عيني الصور وأذني الأصوات؟ ما حد السعادة والشقاء والرضا والسخط والعسر واليسر، إذا كان كل شيء نستطيع أن نتخيله هنا في عقولنا، وأن نعيشه هنا بقلوبنا؟ بل ربما بشكل أفضل في العالم الجواني كلما ابتعدنا -أو ابتعدت عنا قسرًا- عوالمنا الخارجية، النظر إلى السماء في الليل الحالك، أنطق وليد سيف أحد أبطال مسلسله ربيع قرطبة بأنه يعشى البصر، فرد الآخر بل يشحذ البصر، نعم فأنت تحدق وسط الظلام بلا أضواء أرضية حتى تتبدى لك النجوم بدقة ووضوح، تستطيع أن تذهب إلى عمق الصحراء حتى تدرك ذلك.

هنا ألقى سيد من قديم في نهاية أشواكه هذا الثقل علي عندما كان يهذي بأثقل الكلمات: «لقد بنى في أحلامه عشھا المنتظر، ولقد مضى بخياله يطوي الأيام، ولقد عاش في ھذه الأحلام عيشة الواقع، واستغرق في هذا الخیال حتى لم یعد یفرق بینه وبین الحقیقة! وما الفرق بین الخيال والواقع، إذا كان كلاهما یستجیب له القلب والذھن، ویترك آثاره في النفس والحیاة؟ وما الفرق بین الحلم والحقيقة، وكلاھما طیف عابر، یلقي ظله على النفس ثم يختفي من عالم الحس بعد لحظات؟».

هي «الحرية» إذن

صك مالك بن نبي من قبل مصطلحًا دقيقًا بديعًا اسمه «القابلية للاستعمار» وهي تلك البذرة التي تنطوي عليها نفس المستعمَر فتسمح للمستعمِر بأن يحتله ويستعلي عليه بكافة أشكال الهيمنة الخشن منها والناعم، وعندما كنت أقابل أنواعًا وألوانًا من السجناء خلال العامين الماضيين كنت أشعر بنفس المعنى، إذا كان لا فرق على الحقيقة بين الواقع والخيال، بين أن أكون داخل السور أو خارجه، فما الذي يحدث داخل النفس كي تخاف أو تنكسر أو تشعر بأنها مقيدة ومختنقة والعمر منها يضيع هباءً منثورًا؟ هي الحرية إذن التي تنطوي عليها نفس الحر، لا الحرية التي نطالب بها في المنشورات ونرفعها في اللافتات، هي قوة فوق القيود.

بعدما خرجت من التجربة كنت أقرأ سيرة من أحب السير إلى نفسي أجلت الشروع فيها طويلاً، كنت أقرأ الطريق إلى مكة لمحمد أسد، وفي فصوله الأولى تعرض في رحلة بصحراء نجد لتيه كاد يودي بحياته، عاش ساعات تشرف على الموت إشرافًا، ثم عاد إلى الحياة مرة أخرى، وعندما تذكر هذه الحادثة وهو يكتبها بعد نصف قرن هناك في نيويورك: أنا هذه الحزمة من اللحم والعظم والمشاعر والإدراك خلقت في مسار هذا الوجود، وحين أكون داخل أي حدث أكتشف أن الخطر ليس إلا وهمًا: وأن ذلك الخطر لا يستطيع أن يقهر إرادتي، وأن كل ما يحدث ويقع لي ليس إلا بعضًا من التيار المكون للحياة والذي يحتضن كل الوجود الذي أنا بعض منه. ألا يمكن على سبيل المثال أن يكون الخطر والأمان، والموت والسعادة، والمصير والتحقق، ليس كلها إلا وجوهًا متباينة لتلك الحزمة الضئيلة من اللحم والعظم التي هي أنا؟ يا لها من حرية مطلقة بلا حدود، يا الله، ما أعظم هباتك للإنسان!

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.