يقولون في عالم الرياضة بشكل عام خُلقت الأرقام لتُكسر، لكن هنالك بعض الأرقام التي خلقت لكي تُحفظ كما هي، لكي لا تُمس، لكي تصير هي المثال الذي يصبو إليه الجميع.

وإليك هنا أهم 8 أرقام قياسية أولمبية يبدو أنها لن تكسر قريبًا:


1. ميداليات مايكل فيليبس

بعدد 28 ميدالية أولمبية؛ 23 ميدالية ذهبية، 3 فضيات وبرونزيتين، في أربع دورات أولمبية (ريو، لندن، بكين وأثينا) يعتلي السباح الأميركي «مايكل فيليبس» أو «رصاصة بالتيمور» كما يلقب في أميركا نسبة إلى الولاية التي ولد بها، يعتلي المجد الأوليمبي سابحًا بعيدًا عن أقرب منافسيه. حيث يأتي في المركز الثاني خلفه لاعبة الجمباز السوفييتية التاريخية «لاريسا لاتينينا» وفي حوزتها 18 ميدالية أولمبية من بينهم تسع ميداليات ذهبية، حصدتها بين خمسينات وستينات القرن الماضي.

لكن يبقى واضحًا أن الوحيد القادر على كسر أرقام مايكل في المستقبل هو مايكل نفسه.


2. قفزة بوب بيمون

لاعب القوى الأميركي «بوب بيمون» قام بأطول قفزة في التاريخ الأولمبي، حيث قفز لمسافة 29 قدم وبوصتين ونصف البوصة، كان ذلك عام 1968 في أولمبياد مدينة «ميكسيكو». صحيح أن رقم بيمون التاريخي قد تم كسره بعد ذلك بـ 23 عامًا في الملتقى العالمي لألعاب القوى عام 1991 في «طوكيو» من قبل الأميركي الآخر «مايك بويل» عندما قفز إلى مسافة 29 قدمًا وأربع بوصات وربع البوصة، إلا أن ذلك لم يكن في الألعاب الأولمبية ليحتفظ بيمون بالرقم الأولمبي العالمي حتى هذه اللحظة. والذي لم يقترب منه سوى البريطاني الكبير «جريج راذرفورد» عندما قفز في أولمبياد «لندن» إلى مسافة 27 قدمًا وثلاثة بوصات.


3. تنس الطاولة؛ التنين لا يرحم

منذ أن دخلت لعبة تنس الطاولة جدول الألعاب الأولمبية عام 1988، وهي تحت هيمنة التنين الصيني بلا أي رحمة وبلا أي منافسة تذكر على الإطلاق؛ فعلى مدار 28 عام حازت الصين 41 ميدالية ذهبية في منافسات تنس الطاولة في مقابل أربع ذهبيات فقط لغير الصينيين. إذًا، يمكنك أن تفوز مرة وأن تضحك أخرى، لكنك لن تفوز وتضحك في النهاية مثلهم أبدًا.

http://gty.im/591629724


4. أسرع رجل في التاريخ

في أولمبياد لندن 2012، سجّل الجامايكي «أوسين بولت» رقمًا ذهبيًا لا يبدو أنه سيحطم في المستقبل القريب، حيث قطع سباق 100 متر – رجال فردي في زمن 9 ثوانٍ و 63 جزءًا من الثانية. رقم لم يحطمه سوى بولت نفسه عندما قطع نفس المسافة في زمن 9 ثوانٍ 58 جزءًا من الثانية، بولت أيضًا هو صاحب الرقم القياسي لسباق 200 متر، بزمن 19 ثانية و 30 ثانية في أولمبياد «بيكين» 2008.

بولت المعتزل أولمبيًا هو أول لاعب في تاريخ ألعاب القوى يحصد ثلاث ميدالية ذهبية في ذات الثلاث سباقات في ثلاث دورات أولمبية على التوالي.

https://www.youtube.com/watch?v=7Mrs4i1i8Zg


5. فلورينث جريفيث جوينر؛ الساحرة الأمريكية

عام 1988 في أولمبياد «سيئول»، قامت العداءة الأميركية بخطّ المستحيل وصناعة التاريخ، حيث فازت بسباق 100 متر سيدات في زمن 10 ثوانٍ و 54 جزءًا من الثانية، لتضع رقمًا قياسيًا لم يحطم حتى الآن ولم يقترب منه سوى العداءة الجامايكية «شيلي آن فريسر»، في أولمبياد «لندن» 2012 عندما قطعت ذات المسافة في زمن 10 ثوانٍ و 75 جزءًا من الثانية.

فلورينس هي أيضًا صاحبة الرقم القياسي في سباق 200 متر سيدات بزمن 21 ثانية و34 جزءًا من الثانية.


6. يان ميللر؛ العمر مجرد رقم

في عام 2012، سطّر متسابق الفروسية الكندي «يان ميللر» رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث كان تلك المشاركة هي المشاركة العاشرة له على التوالي في الدورات الاولمبية. بدأت مشاركات يان عام 1972 في أولمبياد «ميونيخ» التعيسة. ولقد كان ميللر على بعد شهور قليلة من كسر رقمه العالمي الفريد، حيث كان ابن الخامسة والستين قادمًا للمشاركة في أولمبياد «ريو دي جانييرو» لكنه غاب بسبب إصابة تعرض لها حصانه وتستوجب القيام بعملية جراحية.

http://gty.im/527061374


7. جيسي أوينز يتحدى النازية

صُممت أولمبياد «برلين» عام 1936، لتظهر مدى قوة الألمان حينذاك وكيف أنهم متفوقون على باقي «الأعراق»، كان ذلك في سياق الوضع السياسي العالمي الملتهب. لكن لاعب القوى الأميركي «جيسي أوينز» ضرب بكل ذلك عرض الحائط وفاز بأربع ميداليات ذهبية في منافسات المضمار والميدان. ليضع حدًا لأوهام التفوق النازي القائمة على العرق على باقي الأعراق.

حصل جيسي قبل وفاته على وسام الحرية الرئاسي تكريمًا له عن مجمل أعماله، ليبقى رقم جيسي صامدًا حتى الآن كأول وآخر لاعب يحصد أربع ميداليات ذهبية في أربع منافسات مختلفة في دورة أولمبية واحدة.

http://gty.im/3228585


8. مارجوري جيسترينج وإنجي سورينسون

في أولمبياد «برلين» عام 1936، مثلت السباحة والطفلة المعجزة – 13 عامًا – «مارجوري جيسترنج» الولايات المتحدة الأميركية. الطفلة التي لم يكن يتوقع أحد منها أي شيء، فازت بالذهب الأولمبي لتصبح بعد ذلك أصغر متسابقة تفوز بميدالية ذهبية في تاريخ الأولمبياد، ويبقى رقمها صامدًا حتى الآن.

وإن كانت جيسترنج هي أصغر فائزة بميدالية ذهبية في تاريخ الأولمبياد، فإن الدنماركية «إنجي سورينسون» هي أصغر من وقفت على منصات التتويج في كل عمر المنافسات الأولمبية، صاحبة 12 عامًا و24 يومًا فازت ببرونزية السباحة – صدر في أولمبياد برلين 1936 أيضًا.

إنجي سورينسون (يسار)، هاييكو ماهيتا (وسط) ومارثا جينينجر (يمين) على منصة تتويج برلين 1936
إنجي سورينسون (يسار)، هاييكو ماهيتا (وسط) ومارثا جينينجر (يمين) على منصة تتويج برلين 1936