هو واحد من كبار مخرجي جيل الثمانينيات والذي له بصمة كبيرة في عالم الكوميديا السينمائية، قدم العديد من الأفلام التي تركت آثرها مع الجمهور من يوم عرضها وحتى الآن.

إنه المخرج عمر عبد العزيز القومي العربي، صاحب الآراء الصريحة، وهو عم الفنان كريم عبد العزيز، والذي قدم ما يقرب من 50 عملاً فنيًا، منهم فيلم «هنا القاهرة» و «يا رب ولد» و «الشقة من حق الزوجة»، بالإضافة إلى عدد من الأعمال الدرامية منها: «الشارد» و «كلام نسوان» وغيرهم.

أجرينا في «إضاءات» حوارًا مع المخرج عمر عبد العزيز للتعرف على أسباب غيابه عن الساحة الفنية وما الجديد الذي سيعود به، ورأيه في الوضع الحالي للكوميديا والسينما

ما سر غيابك عن السينما لكل هذه السنوات؟

لست وحدي من اختفى عن الساحة الفنية من أبناء جيلي، ولكن هناك الكثير من حدث معه هذا، بسبب ظروف الثورة والإنتاج، ولكن الجميع يعد حاليًا للعودة مرة آخرى.

ما هي تفاصيل الفيلم المقرر أن تعود به خلال الفترة القادمة؟

الكوميديا وحشتني.. فهذا الفيلم سيكون من هذه النوعية، ولم أستقر بعد على أبطال العمل، ولكنة من قصة وسيناريو وحوار الكاتب محمد حلمي هلال.

تم تكريمك مؤخرًا في مهرجان فلسطين، كيف جاء وقع هذا التكريم عليك؟

التكريم بشكل عام جيد جدًا لأي فنان، وخاصة أن يكون هذا التكريم أثناء حياتي، ليشعر بقيمة ما يقدمه، بالإضافة إلى أنه من دولة غالية علينا كمصريين وهي فلسطين،ولها مكانة خاصة جدًا لدي لأني قومي عربي، وأرى دائمًا أنه لن يحل السلام بالعالم أجمع، إلا بحل مشكلة فلسطين.

ما رأيك بالوضح الحالي للسينما؟

أرى أن هناك «لخبطة» كبيرة جدًا، فلا يوجد أي استقرار في سوق السينما، وعلى مدار التاريخ فصناعة السينما تحتاج إلى وضع مستقر على كل الأحوال.

فوصل الوضع إلى أن الفيلم المصري لم يصل إلا لعدد قليل من الدول العربية، بعد أن كان يدور كل البلدان وله اسم كبير.

ما تعليقك على الأفلام التي يتم طرحها بالسينمات حاليًا؟

هناك أفلام جيدة وأفلام رديئة وللأسف السيئ هو الأكثر، ولكني تفاءلت بعد مواسم الأعياد الماضية، من أفلام ولاد زق و «الفيل الأزرق» وغيرهما، مما يعطي مؤشرًا إلى أن الجمهور بدأ رحلة العودة للأفلام الجادة المحترمة.

كيف رأيت نجاح فيلم الممر؟ وما رأيك بهذه النوعية من الأفلام؟

كنت متوقعًا أن يحقق نجاحًا، لكن هذا النجاح الكبير لم أكن أتوقعه، وهذه ظاهرة أن الجمهور يحتاج إلى فيلم جيد، بالإضافة إلى أن هذا الفيلم أحيى بنا جزءًا من تاريخنا، كما أن هناك شبابًا من الجيل الجديد منفصلين عن تاريخ هذا الوطن، فأزعم إذا قمنا بسؤال البعض عن ميعاد حرب أكتوبر، لن يستطيعوا الإجابة.

من هو المخرج من الجيل الحالي الذي تراه مميزًا؟

مروان حامد من المخرجين المميزين جدًا في تلك المرحلة.

من هو الفنان الذي لفت انتباهك في الآونة الأخيرة؟

أرى أن مستوى التمثيل في مصر أصبح عاليًا جدًا، وهناك الكثير من المواهب الجيدة، ومن أبرزهم محمد فراج هو مشروع نجم، وآسر ياسين وأحمد الفيشاوي، وهناك الكثير غيرهم، الأهم أين المضمون وما الذي يمكنهم تقديمه.

كيف ترى تجربة كريم عبد العزيز وسط أبناء جيله؟

كريم بالإيرادات هو نجم، بالإضافة إلى أني أحب اختياراته، فقدم الفيل الأزرق ثم فيلمًا كوميديًا ويعود للدراما، فهو يحافظ على تواجده بصورة مميزة.

ما رأيك فيما يقوم به محمد رمضان، وتسميته لذاته بأنه «نمبر وان»؟

من المسموح أنه يرى كل شخص نفسه في المكانة التي يراها، ومحمد رمضان ممثل جيد جدًا، ولكن عليه التدقيق في اختيار ما يقدمه، فلديه فرصة أن يكون جزءًا من تاريخ السينما المصرية ولكن الاختيارات عليها العامل الأكبر في النجاح.

فالفنان يُحاسب على ما يقدم، فالموهبة من الله والاختيارات من الإنسان.

كرئيس اتحاد النقابات في مصر.. ما هي الأعمال التي يحاول الاتحاد خدمة الصناعة بها؟

أولًا، التنسيق بين الثلاث نقابات الفنية وهي التمثيلية والموسيقية والسينمائية، كما أننا نعمل على إعادة الصناعة المصرية إلى الريادة بوصول الأعمال المصرية بشكل رسمي إلى الدول العربية مرة أخرى كما كنا من قبل.

هذا إلى جانب المقترج الذي قدمته إلى وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم وهو حلمي في نفس الوقت أن يكون هناك سينما مصرية في كل دولة تعرض الأفلام المصرية فقط، وهو مشروع مربح جدًا ولابد هنا على رجال الأعمال أن يتحركوا، فالسجادة تسحب من تحت أقدامنا، فاللهجة المصرية بدأت تختفي من الدول العربية عكس السابق.

وبدأت أيضًا نقابة السينمائيين، إنتاج أفلام متوسطة التكاليف على أيدي مجدي أحمد علي، تحت إشراف الاتحاد لعودة الكبار للعمل مرة أخرى.

وكيف سيعمل الاتحاد على حل الأزمة بين مطربي المهرجانات ونقابة المهن الموسيقية؟

لقد استمعت إلى أغاني مهرجانات أقل ما توصف به أنها فضيحة، ولكن ما نسعى إليه هو جمعهم تحت شعبة واحدة بشرط أن يتم الرجوع إلى النقابة بشأن الكلمات، لأنهم أصبحوا أمرًا واقعًا ولا يمكن إخفاء وجودهم.

وبالتالي علينا أن نستغل نجاحهم لصالحهم وصالح النقابة، (أن نضعهم تحت جناحنا).

قدمت فيلمًا من أهم التجارب الكوميدية وهو (الشقة من حق الزوجة)، كيف كانت هذه التجربة؟

هي فكرة فيلم قائمة على قضية هامة،وهي من يملك أحقية السكن في حالة الطلاق، وكانت تجربة إنسانية هامة وكوميدية مختلفة، وهذا الفيلم ما زال مؤثرًا في الناس.

وما هي كواليس تصوير فيلمك الشهير «هنا القاهرة» مع الفنان محمد صبحي؟ وكيف ترى القاهرة الآن بعد كل هذه السنين؟ 

تم تصوير هذا الفيلم في 4 أسابيع فقط، ولكن تم التحضير له بشكل جيد جدًا، وكانت أغلب المشاهد تم تصويرها في الشارع، بطريقة إخفاء الكاميرات في السيارات، وكأنها الكاميرا الخفية، وإذا تم اكتشاف الكاميرا من الجمهور يتم إيقاف التصوير.. بالطبع القاهرة تغيرت كثيرًا وكأنها لم تعد تشبهنا.

ما رأيك في حال السينما المصرية حاليًا؟ ولمَ تغيب الأفلام المصرية عن ساحة الجوائز العالمية في حين تصل أفلام من لبنان وتونس والسودان وفلسطين وسوريا ودول عربية أخرى؟ 

الأفلام المصرية ظلت السنوات الأخيرة في تراجع، بسبب قلة الإنتاج وماحدث من ارتباك في الساحة الفنية، مما أدى إلى تراجع الأفلام المصرية، ولكني آمل أن نعود إلى ما كنا عليه من قبل خلال الفترة القادمة.

كيف ترى التجارب الكوميدية حاليًا؟

نحن الآن ليس لدينا أفلام كوميدية، ولكنها تبعث على الضحك، وهناك فرق كبير بين الاثنين، فالأفلام الحالية تُشاهد مرة، على عكس الأفلام الكوميدية التي كانت يتم إنتاجها سابقًا تعيش حتى الآن.

مع عودتك للسينما.. هل ستعود للدراما؟

لا، لن أعود للدراما فأنا (وحشاني) السينما، بالإضافة أن الدراما حاليًا بها احتكار إلى حد ما.

ما رأيك في المواسم الدرامية خارج السباق الرمضاني؟

أرى أنه أمر جيد جدًا وأتمنى أن يصل إلى السينما وألا يتوقف طرح الأفلام على مواسم محددة.