الأعمال التليفزيونية أصبحت كثيرة لدرجة لا تستطيع عدها. فالإنتاج التليفزيوني المصري والعربي ازداد بطريقة تجعلك لا تستطيع أن تتابع عملًا واحدًا من سيل الأعمال والقنوات، هذا غير الأعمال المدبلجة التي جعلتك كمشاهد كمن علق في بركة من الممثلين والقصص والمسلسلات واللهجات. مما جعلنا نشتاق إلى الأيام الخوالي حيث قنوات التليفزيون الأرضي ومسلسلات رمضان المعدودة على الأصابع التي كنا نلتف جميعاً حولها، حتى أصبحت تحتل جزءًا كبيرًا من ذكرياتنا، وتداعب في أنفسنا كثيراً من النوستالجيا حين سماعها.

ومن المعروف أن تتر العمل هو أحد أهم العناصر التي تحدد مدى قياس نجاح العمل الدرامي، وعادة ما تكون أهم أسباب النجاح نفسها. فمثلما يعلق في ذهن المشاهدين الحبكة الدرامية أو تفاصيل شخصية ما من الأبطال، التتر الذي يجعلهم أيضاً ينتظرون وقت عرض العمل خصيصاً من أجل سماع أغنية البداية أو النهاية التي أتقنها تراثنا الدرامي جيداً من حيث الكلمات والألحان والأصوات، مما يجعلك ما إن تستمع إليها مجدداً ترجع بك عجلة الزمن إلى ذكريات مشاهدتك الأولى لهذا المسلسل.

هناك من يتعمد سماع هذه الأغاني كي يجتمع مع أفراد أسرته مجدداً في منزل جدته القديم أو ليلعب مع جاره في فناء المنزل، أو كي يلعب بفوانيس رمضان ثانية مع أقاربه بينما كل الحي يشاهد نفس المسلسل في آن واحد؛ ولذا، إليكم بعض تترات المسلسلات التي ربما ترجعك لذكريات طفولتك.


1. ليالي الحلمية

هو أحد أشهر الأعمال العربية على الإطلاق ،أسر قلوب آلاف المتابعين العرب منذ أن بدأ عرضه منذ عام 1987 إلى العام الماضي على مدى ستة أجزاء، تتر البداية والنهاية الذي قام بأدائه الفنان (محمد الحلو) كان له دور في إعجاب المشاهدين به بالإضافة إلى روعة قصته وأداء ممثليه وتنوع أحداثه.


2. بوابة الحلواني

مسلسل اجتماعي تاريخي عُرض عام 1992، تناول الحياة الاجتماعية والسياسة في عهد الخديوي إسماعيل إبان حفر قناة السويس. قام بأداء أغنيته الرائع «علي الحجار» الذي سنلتقي به كثيراً في قائمتنا نظراً لروعة صوته الذي أطربنا به في أعمال عديدة على مدى سنوات طويلة.


3. حديث الصباح والمساء

مسلسل درامي أُنتج عام 2001، نال شهرة واسعة وقاعدة جماهيرية كبيرة جعلتنا نجلس لنشاهده كلما تمت إعادة عرضه، فقصة نجيب محفوظ العبقرية، وإخراجه الرائع ونجومه العديدين جعلت الجميع يعشق مشاهدته، هذا بالإضافة إلى أغنيته الرقيقة التي أدتها أنغام بصوتها الملائكي الذي يجعلك تعشق المسلسل أكثر.


4. أبو العلا البشري

مسلسل درامي أُنتج عام 1986، وصدر الجزء الثاني منه بعدها بعدة سنوات. روعة المسلسل لا تتوقف فقط على قصته الرقيقة عن الشخص المثالي الذي يحاول أن يجعل المجتمع مثله ولا على روعة أداء الراحل محمود مرسي، بل إن أغانيه هي الأخرى لا تختلف رقة وروعة عن المسلسل وصوت مدحت صالح الرائع الذي غنى تتر الجزء الثاني من المسلسل في واحدة من أروع أغانيه على الإطلاق.


5. مين اللي ما يحبش فاطمة

مسلسل درامي عرض عام 1993، يتحدث عن الغربة والزواج من أجنبية والحنين إلى الوطن والحب الأول، وأغنيته هي الأخرى عبرت عن هذه المشاعر ببراعة شديدة من خلال صوت محمد الحلو العذب الرائع الذي سوف نلتقي به أكثر من مرة خلال هذه القائمة.


6. الشهد والدموع

أحد أشهر الأعمال الدرامية التي لاقت شهرة واسعة عند عرضه في جزأيه عام 1983 وعام 1985 نتيجة حكايته الاجتماعية المبنية على الصراع الطبقي بين أبناء الأسرة الواحدة.

أغنية التتر هنا تعود إلى علي الحجار بالاشتراك مع الشاعر سيد حجاب مرة أخرى وألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعي. صحيح أن هذه الأغنية ليست أروع أغنية قام بها أي من الثلاثة السالف ذكرهم، ولكن التتر هنا يحمل الكثير من الذكريات بين طياته التي لن يفهمها إلا مواليد الثمانينات والسبعينات.


7. هوانم جاردن سيتي

مسلسل درامي أُنتج عام 1997، يتناول حياة الأميرات والبشوات وعلاقات الحب والزواج في الأسر الأرستقراطية. أغنية العمل هي الأخرى تجعلك تشعر أنك في إحدى حفلات الرقص الهادئة في أحد قصور البشاوات، فصوت هدى عمار العذب الهادئ يجعلك تسافر بعيداً إلى هذا العصر.


8. ذئاب الجبل

مسلسل درامي أُنتج عام 1992 وهو أحد أشهر الأعمال التي تناقش البيئة الصعيدية وربما أشهر الأعمال العربية على الإطلاق. تتر العمل هو الآخر من أشهر أغاني المسلسلات وأروعها أيضاً، فصوت المبدع علي الحجار عندما يغني باللهجة الصعيدية لابد أن يأتي بشيء رائع لا تمل من سماعه.


9. زيزينيا

هو مسلسل درامي أُنتج عام 1997 ثم تبعه الجزء الثاني عام 2000، يتناول قصة عدد من الإيطاليين واليونانيين المُقيمين في مدينة الإسكندرية خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي. تتر هذا العمل نعود فيه مجدداً وليس أخيراً إلى محمد الحلو الذي أبدع هذه المرة حتى تحول هذا التتر من مجرد أغنية لمسلسل إلى أغنية غرامية في حب عروس الأبيض المتوسط.


10. السيرة العاشورية

هو الترجمة الدرامية لملحمة «الحرافيش» للعالمي نجيب محفوظ، أُنتج الجزء الأول منه في 2002 ليبدع فيه الراحل نور الشريف في واحد من أعظم أدواره على الإطلاق، ثم تلاه أجزاء أخرى لم تحظ بالجماهيرية التي حققها أول جزء.

أغاني هذا العمل هي الأخرى لا تقل روعة عن المسلسل فهي مزيج من أشعار الأبنودي وألحان ياسر عبد الرحمن مع صوت رائع لفنان يُدعى عاصم فوزي وهو فنان مظلوم جماهيرياً بعض الشيء، على الرغم من روعة صوته وأدائه الذي ستستمع به في هذا التتر وفي تترات أخرى سنعرضها في هذه القائمة.


11. العائلة

مسلسل درامي أُنتج عام 1994، يتناول حياة المصريين بعد حرب الاستنزاف من خلال علاقة سكان عقار ما ببعضهم البعض وآثار الحرب عليهم. تتر المسلسل من أداء النجمة أنغام عندما كانت في بداية مشوارها الغنائي، ومن ألحان الراحل العبقري عمار الشريعي الذي أضفى على التتر بصمته الرائعة التي تجعلك لا تمل من سماع الأغنية أكثر من مرة.


12. اللقاء الثاني

مسلسل اجتماعي من إنتاج عام 1988 تميز بحلقاته المنفصلة وعرضها لمجموعة متنوعة من القصص الرومانسية ذات الطابع الاجتماعي. نعود في تتر هذا العمل إلى علي الحجار مرة أخرى ولكن هذه المرة يشترك معه صوت عذب آخر متمثل في الرائعة الغائبة حنان ماضي مندمج معهم موسيقى الرائع عمر خيرت، مما يجعل هذا التتر عملا استثنائيا محتفظا بروعته مهما فاتت السنون عليه.


13. حلم الجنوبي

مسلسل اجتماعي من إنتاج عام 1997 يحكي عن مدرس تاريخ يكتشف مكان جثة الإسكندر الأكبر في الإسكندرية ورحلته لإيصال اكتشافه للنور بعيداً عن صراعات عديدة من جهات مختلفة لاقتناص الاكتشاف لنفسها. نعود في هذا التتر مرة أخرى إلى محمد الحلو وصوته العذب الذي اندمج هذه المرة مع أشعار سيد حجاب وألحان العبقري عمار الشريعي الذي يحول أي أغنية إلى تحفة فنية بألحانه العبقرية.


14. سوق العصر

سنعود مرة أخرى إلى كسر حاجز الألفينات من خلال العمل الذي عُرض عام 2001 ونال شهرة واسعة نتيجة قصته الجديدة، وأحداثه المتسارعة وأبطاله الكثيرين. تتر هذا العمل نعود فيه إلى الصوت المميز المظلوم السالف ذكره عاصم فوزي، وهذه المرة بالاشتراك مع الموسيقار العبقري ياسر عبد الرحمن للمرة الثانية وليست الأخيرة لحسن الحظ.


15. مسألة مبدأ

ما زلنا مع مسلسلات بداية الألفية الثانية. العمل هذا المرة عمل اجتماعي ينتمي إلى الدراما الصعيدية عن ابنة نائب برلماني عن إحدى الدوائر تستلم هذا العمل بدلاً عن أبيها بعد وقوعه في المشاكل، والمفارقات التي تحدث لها ولأسرتها نتيجة اختلاف الثقافات بين الصعيد والحضر. تتر هذا المسلسل يعود بشكل أساسي للعبقري عمر خيرت في تعاون آخر له مع الرائع علي الحجار ليخرجوا لنا واحدًا من أفضل تترات المسلسلات على الإطلاق.


16. الأصدقاء

مسلسل اجتماعي عرض عام 2002 يحكي عن ثلاثة أصدقاء تجمعهم صداقة متينة رغم تباين ظروفهم ومكانتهم الاجتماعية. تتر هذا المسلسل مفأجاة لكل من شاهد العمل فهو من غناء الفنان القدير محمد قنديل للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه لأداء أغنية عمل تليفزيوني.. بالاشتراك مع أشعار سيد حجاب وموسيقى ياسر عبد الرحمن الرائعة.


17. حياة الجوهري

مسلسل اجتماعي من إنتاج عام 1996 يحكي قصة موظفة شريفة تتعرض لكافة الضغوطات لقبول أشياء ضد ما تربت عليه من مبادئ وقيم. تتر المسلسل هنا يرجع لمحمد الحلو مرة أخرى مع موسيقى ياسر عبد الرحمن المميزة مجدداً


18. للعدالة وجوه كثيرة

مسلسل صدر عام 2001 يحكي عن رجل أعمال مشهور بحسن الخلق ولكن حياته تنقلب رأسا على عقب عند معرفته حقيقة نسبه. تتر هذا المسلسل ينتمي أيضاً للموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن بالاشتراك مع المطرب عاصم فوزي السالف ذكره.


19. غوايش

مسلسل آخر ينتمي للدراما الصعيدية من إنتاج عام 1986، يحكي عن فتاة ريفية بسيطة تعمل في الموالد تجمعها قصة حب مع شقيق عمدة القرية قاسي القلب المتعالي عليها لبساطة وظيفتها التي لا تتناسب مع مركزه في القرية. تتر هذا المسلسل يعود إلى الثنائي الرائع عمر خيرت وعلي الحجار الذي ما إن يجتمعا معاً يجب أن تتأكد أنك ستسمع تحفة فنية ستجعلك تتابع العمل خصيصا حتى تستطيع سماعها كثيراً.


20. أوبرا عايدة

مسلسل اجتماعي من إنتاج عام 2000.. يحكي عن محام شهير بتبرئة الفاسدين وتجار المخدرات يجني من وراء ذلك أموالا طائلة، ومع ذلك فهو يقطن بيتا بسيطا متهالكا، ويعشق الأوبرا بجنون. يلتقي بطبيبة متهمة بالقتل الرحيم لأحد مرضاها فيقرر الدفاع عنها وتبرئتها من حكم الإعدام.

التتر هنا من أداء الفنانة عفاف راضي للمرة الأولى لها في غناء تترات المسلسلات، ومن موسيقى الرائع عمار الشريعي، وكلمات الشاعر سيد حجاب الذي اختار كلمات خفيفة الظل تتناسب مع شخصية «أوبرا» مما يجعل الأغنية طفولية بعض الشيء ومع ذلك لا تمل من سماعها.


21. أرابيسك

مسلسل اجتماعي عُرض في 1994 يحكي عن شخص يعيش في منطقة شعبية ويملك ورشة لصناعة الأرابيسك.. ومنها يستعرض مشاكله وأحلامه وطموحاته من خلال مشاكله مع جيرانه من أبناء الحي. تتر هذا المسلسل يعود للمطرب حسن فؤاد الذي اشتهر بأداء تترات لمسلسلات التسعينات مع الشاعر سيد حجاب والموسيقار الكبير عمار الشريعي مثل مسلسل «الوتد» و«علي بابا».


22. «لدواعي أمنية»

نعود مرة أخرى إلي عام 2002 الذي من الواضح أنه كان عامًا حافلاً.. وعمل درامي آخر من بطولة النجم الكبير كمال الشناوي الذي يجسد فيه قصة رجل أعمال ثري وفاسد وقاس ولديه من الأعداء أكثر من الأصدقاء، مما يجعل حياته دائماً في خطر، فيضطر إلى اللجوء إلى رجل حراسة سيغير حياته هو وأسرته تماماً. تتر هذا العمل من أداء الفنان هاني شاكر للمرة الأولى في تاريخه لأداء تتر عمل درامي.. وصوته المميز جعل من التتر أغنية رائعة لا تمل من سماعها.


23. الوسية

مسلسل اجتماعي عُرض عام 1990 يحكي معاناة الفلاحين مع طبقة البشاوات قبل ثورة 1952.. لاقى ناجحاً واسعاً أثناء عرضه نظراً لقصته الإنسانية التي توضح الجانب السياسي والتاريخي لما كانت تعاني منه مصر من استبداد الاقطاعيين. تتر هذا المسلسل يعود إلى المطرب محمد الحلو بالاشتراك مع ألحان الموسيقار عمر خيرت، وأشعار سيد حجاب مما جعل أغنية العمل والأغاني التي تتخلل الحلقات مؤثرة ومبكية مثل أحداث المسلسل.


24. طيور الشمس

بما أن المقال خصيصاً يستهدف النوستالجيا ،فلا يصح ألا نذكر ذلك العمل الذي يمثل مراهقة العديد من مواليد الثمانينات والتسعينات ليس فقط بسبب الخريطة التليفزيونية التي لم يكن بها غير القناة الأولى والثانية، ولكن لقصته الشبابية وأبطاله الذين كانوا وقتها جميعاً وجوها شابة تقريباً في نفس عمرنا ونحن نشاهده. تتر المسلسل أيضاً يمثل نفس براءة المسلسل من خلال الأصوات الشابة التي تغنيه بالاشتراك مع الموسيقى الرائعة للموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن.


25. المال والبنون

من أشهر الأعمال التلفزيونية على الإطلاق. يعتبر أيقونة فترة التسعينات بلا منازع. عُرض الجزء الأول منه في عام 1993 والجزء الثاني منه في عام 1995 ولاقى نجاحا جماهيريا ومتابعة واسعة نتيجة لقصته المميزة وكثرة نجومه.

تتر المسلسل هنا يرجع لعلي الحجار أيضاً في إبداع جديد من إبداعته يشاركه فيه الموسيقار ياسر عبد الرحمن وأشعار سيد حجاب، في تعاون مثمر آخر بينهم.. وشاركهم فيه الصوت الرائع لحنان ماضي في تتر النهاية في ثاني تعاون لها مع علي الحجار بعد تتر «اللقاء الثاني» مما جعل تتر البداية والنهاية رائعين لا تمل من سماعهما.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.