لم تكن السينما المصرية وصناعها أوفياء لشغف الشعب والجمهور المصري بكرة القدم، رغم أن كل هذا الشغف الكبير كان يمكن أن يُشكل مادة ثرية تستمد منها صناعة السينما في مصر روافد كبرى لصناعة مادة خصبة من الأفلام الرياضية الكروية، ولكن ذلك لم يحدث.

رغم الضخامة الإنتاجية للسينما المصرية عبر تاريخها، فإنك حين تنظر في قائمة أفلامها ربما لن تستطيع أن تحصي أكثر من عشرين فيلمًا رياضيًا، رغم أهمية الفيلم الرياضي في كل سينما قوية وذات شعبية وإنتاجية ضخمة. فالسينما الهندية، تمتلئ بكثير من الأفلام التي تحتفي بلعبة الكريكت والمصارعة الهندية وتاريخهما وحضورهما في الثقافة الشعبية الهندية، والسينما الأمريكية تمتلئ بأفلام متفاوتة الجودة السينمائية عن كرة السلة والبايسبول والملاكمة وكرة القدم الأمريكية. أما السينما البريطانية، وإن لم تكن حافلة بالأفلام الروائية عن لعبة كرة القدم، فإن مخزونها وإنتاجها من الأفلام الوثائقية عن تلك اللعبة، إحصاؤها يحتاج إلى جهد كبير.

ليس ملزمًا للسينما وصناعها أن يقدموا سينما رياضية ذات جودة، وذات نجاح تجاري كبير، ولكن السينما الرياضية في حد ذاتها تمتلك مقومات، تجعلها إذا أراد صانع أفلام أن يصنع فيلمًا جيدًا، فبإمكانه أن يتكئ عليها.
توفر الرياضة لصانعي الأفلام مخططًا قويًا يمكنهم من خلال صناعة فيلم جماهيري رائع، حيث يكمن في جوهر كل فيلم رياضي عظيم قصة رائعة وكل رياضة بدورها مليئة بالقصص الرائعة التي تتجاوز موضوعاتها الأساسية ما حدث في مجال اللعب إلى أبعاد أخرى، فغالبًا ما تدور السينما الرياضية عما وراء اللعب أكثر من اللعب ذاته، وهو ما يجعلها سينما درامية مؤثرة بامتياز.

وفي ذلك المناخ المصري المجدب على مستوى السينما الرياضية، كان يمكن إحصاء التجارب التي خاضها صناع الأفلام المصرية بسهولة في هذا المضمار. وبشكل شخصي، أعطتني فترة الخدمة في الجيش فرصة لإعادة مشاهدة فيلم ربما لم أكن لأعيره اهتمامًا كبيرًا في ظروف آخرى، ولكني أجبرت على مشاهدته لقضاء وقت الفراغ الذي يتخلل الأيام في الخدمة.

فيلم «العالمي» 2009م ، من تأليف ياسين كامل صاحب التجارب القليلة حتى الآن، حيث إلى جانب فيلم العالمي، لم يشارك سوى في كتابة فيلم «بلال» 2015م، ومن إخراج أحمد مدحت الذي لم تكن له سوى تجربة واحدة في السينما قبل فيلم العالمي وهي تجربة «التوربيني» 2007م، وفي بقية أعماله اتجه إلى التلفزيون بشكل كامل. وبطولة “يوسف الشريف/ أروى جودة” وفي ذلك الوقت، لم تكن تلك الأسماء قادرة على اجتذاب الجماهير إلى شباك التذاكر نظرًا لحداثة مسيرتهم السينمائية، وقلة الزخم حولهما فيما قبل عصر شابوه يوسف الشريف وفساتين مهرجان الجونة.

ومن أجل بيان ما كانت عليه تجربة فيلم العالمي من مستوى جيد، يجب أن نعود بالزمن سريعًا، في جولة غير مرهقة، لنرى ما الذي كان يعنيه إنتاج فيلم عن الكرة في مصر، ولماذا كان فيلم العالمي إذن تجربة يمكن البناء عليها وفوتناها.

كثير من الهزل.. قليل من السينما

في بدايات السينما المصرية، كانت هناك تجربة دمج بين الحدث الرياضي والاجتماعي على يد المخرج الرائد “توجو مزراحي” وبطولة “شالوم”.

كان اسم شالوم في ثلاثينيات القرن الماضي كاسم إسماعيل ياسين في خمسينياته وستينياته، فيكفي أن تصنع فيلمًا باسم شالوم لتضمن له النجاح، وهنا ظهر فيلم “شالوم الرياضي” 1937م الذي كان حضور كرة القدم فيه مجرد إطار كوميدي للأحداث تدور فيه القصة، فشالوم الذي يتمنى أن يكون لاعب كرة قدم كان بائع شطائر بجوار أسوار نادي الاتحاد السكندري، وحلم أن يكون مهاجمًا للفريق، ولن يبلغ شالوم هذا الحلم إلا بعد سلسلة من المغامرات الكوميدية التي عليه أن يخوضها أولًا، ليفشل في النهاية أيضًا في تحقيق هذا الحلم.

وفي عام 1955م ظهرت تجربة جديدة من بطولة إسماعيل يس ومحمد الكحلاوي تحت عنوان «كابتن مصر» التي لم تقدم جديدًا يُذكر سوى في إطار أن كرة القدم مجرد حلم يراود البطل، وعليه أن يخوض غمار العديد من العوائق الكوميدية من أجل تحقيق هذا الحلم.

في مطلع الستينيات، كانت تجربة «حديث المدينة» هي الأكثر جدية بالنسبة لكرة القدم في السينما المصرية حتى الآن، فالفيلم الذي من بطولة لاعب نادي الزمالك «عصام بهيج» يقدم قصة ميلودرامية عن لاعب كرة قدم ناجح يقع في حب فتاة ليل، فيهوي إلى الحضيض، ثم يعاود الانبعاث من جديد، ولكن كانت خطيئة الفيلم القاتلة طبعًا هي الاعتماد على لاعب وليس ممثل، وهذا جعل الأداء ضعيفًا إلى حد كبير.

وشهد عام 1977م تجربة جريئة ذات جودة سينمائية ضعيفة تمثلت في فيلم «أونكل زيزو حبيبي» حيث كان يدور الفيلم حول “زيزو” اللاعب الذي يجسد دوره محمد صبحي الذي يحقق مطامع رئيس ناديه في أن يمتلك لاعبًا يسجل العديد من الأهداف في المباراة من خلال أخذ “حقنة لهيطة”. وحقنة لهيطة تلك هي التي جعلت للفيلم إطارًا فانتازيًا أشبه بأفلام الخارقين، وهو ما لم يكن رائجًا آنذاك.

وشهدت فترة الثمانينيات ذروة التوظيف لذلك النمط الكوميدي لكرة القدم في الأفلام السينمائية، في مجموعة من الأفلام التي نحبها ليس لكونها أفلامًا رياضية بالأساس بل لأنها أفلام كوميدية مثل فيلم «رجل فقد عقله» الذي يجسد فيه عادل إمام دور لاعب في النادي الأهلي، وفيلم «4-2-4» ليونس شلبي وسمير غانم اللذين يجمعان فريقًا من الهواة، وفيلم «غريب في بيتي» لنور الشريف وشخصية «شحاتة أبو كف» الشهيرة لاعب نادي الزمالك.

فيلم «الحريف» لمحمد خان كان الاستثناء في فترة الثمانينيات، حيث يمكن اعتباره تجربة جادة في النفاذ إلى شغف وعشق المصريين لكرة القدم، حيث ينصرف الفيلم عن اللعبة في الدوري الممتاز والأهلي والزمالك وملعب الأحد عشر لاعبًا إلى الكرة في الحارات والشوارع، وما تشكله كوسيلة للتسرية عن المطحونين يوميًا، الذين لهم دوريهم الخاص الذي يديره أيضًا سماسرة ومنتفعون، ولكن كل شيء بما يليق بعالم من الهامشيين الذين ضيعت أحلامهم في النجومية، الحياة، مثل فارس.

وانقطع ذكر كرة القدم في السينما المصرية حتى عام 2008م حين أنتج فيلم كروي بشكل خالص هو فيلم «الزمهلوية» الذي جاء بدوره فيلمًا ركيكًا رساليًا أشبه بحملات التوعية الساذجة، فالفيلم اعتمد بشكل كامل على حشد لاعبي نادي الأهلي والزمالك الذين لا علاقة لهم بالتمثيل ولا قدرة لديهم على الأداء، ولكنهم اجتمعوا إلى جانب صلاح عبد الله وعزت أبو عوف ليخبروا المصريين أن التعصب ضار، وأن كلنا واحد. فأصبح الفيلم مضربًا للمثل في استسهال الكتابة وحشد الأسماء تجاريًا بلا طائل، حتى فشل كفيلم سينمائي أو تجاري أو حتى مقاولاتي.

كأس العالم وحلم الملايين

شهدت محاولات المنتخب المصري للوصول إلى كأس العالم، الذي يعد حضوره فيه لا يتناسب أبدًا مع قيمته كأفضل منتخب عربي وإفريقي الكثير من المفارقات التي بدت غير واقعية للمصريين، حتى استحال إليهم حلم الوصول إلى كأس العالم كأسطورة تحتاج إلى مهدي منتظر.

وانطلاقًا من ذلك الحلم، خرج سيناريو فيلم «العالمي» أخيرًا ليعبر عن أول تجربة جادة وحقيقية عن السينما الكروية في مصر.

ففيلم العالمي هو فيلم تتوافر فيه عناصر الجودة السينمائية، إلى جانب المشاهد الرياضية المنفذة بشكل جيد، والتي يحتاجها أي فيلم رياضي في النهاية من أجل أن يرسم الحدث بشكل كامل، وهو أيضًا ما افتقدته الأفلام المذكورة سابقًا والتي كانت توظف كثيرًا من اللقطات الأرشيفية، أو اللقطات التقنية سيئة التنفيذ.
إن شخصية “مالك” تعد ساحة لصراع الآمال والطموحات التي يحملها أبطال الفيلم جميعهم، وهو ما يجعل الجانب الإنساني للعمل أطغى بكثير من الجانب الرياضي التشويقي فيه، وهو ما أغرق الفيلم في دراما بدت كئيبة وسوداوية في كثير من الأحيان.


وعلى مستوى النسق السردي للفيلم اتخذ المخرج أحمد مدحت أسلوب الفلاشباك لعرض القصة، وبالنسبة للأفلام الرياضية كأفلام الجريمة، يبدو هذا الأسلوب هو الأنسب لعرض قصة تنطلق من كون أن شيئًا ما قد تحقق بالفعل، ونحن نحفر في الماضي لنكون الصورة الكاملة عما وراء تحقيقه.


غير حلم مالك بأنه «يوصل مصر كاس العالم» تحرك الأحداث لحظات الصراع بين رغبة الأب “صلاح عبد الله” في أن يصبح مالك ابنه سندًا له في مهنته، وحلم المدرب شيكو “محمد لطفي” الذي يكتشف موهبة مالك منذ أن كان فتىً صغيرًا ويبدأ أن يلعب دور الأب الروحي له، ليحقق من خلاله ما فشل هو في تحقيقه كلاعب كرة قدم.

كان الفيلم جريئًا في معالجة فكرة السلطة الأبوية المهيمنة، حين تصطدم بحق الأبناء في تقرير مصيرهم الخاص، ولم يخش الفيلم أن يحاكم الأب، وبأقسى صورة ممكنة، في وضعه مسئولًا بشكل كامل عن كثير من المصائب التي يسببها وجوده في حياة ذويه من زوجته وابنه وابنته التي يصبح مسئولًا بشكل غير مباشر عن وفاتها، وما تسببه تلك الوفاة من تحوله من شخصية صخرية متجبرة إلى ورقة شجر جافة وهشة.

وفي كتابة ياسين للفيلم، هناك نقطة جديرة بالالتفات، فالطبقة التي ينحدر منها مالك اختار ياسين لها أن تكون الطبقة الوسطى وليست الدنيا من المجتمع، فالطبقة الوسطى في ذلك الوقت من نهاية نظام مبارك كانت مليئة بالمشاكل التي يمكنها أن تخاطب قطاعًا واسعًا من الشباب، فمالك هو خريج جامعي ولديه فرصة أن يعمل مع أبيه ولكنه يرى في مهنة أبيه أنها تحتضر بفعل التحولات التي يشهدها المجتمع تقنيًا ما جعل الزمن يتخطى تلك المهنة. وتشكل الكرة بالنسبة لمالك وسيلة للارتقاء الطبقي الأسهل والأسرع، إلى جانب شغفه الحقيقي بها وبحلمه تجاه بلاده.

ربما من الأخطاء التي وقع فيها الفيلم، أنه وقع في فخ الجوق الوطني الزائف الذي لطخ أجواء تلك الفترة سياسيًا ورياضيًا بين دولتي مصر والجزائر، فقد اتخذ صناع العمل المواجهة بين مصر والجزائر إلى أبعد كثيرًا من كرة القدم، وهو خطأ ثقافي من شأنه أن يؤثر على شعبية الفيلم عربيًا خارج حدود مصر، فتم تصوير الجزائر كعدو، أكثر منها كمنافس في ملعب لكرة القدم.

مالك الحزين

يمكننا المونتاج الجيد في الفيلم من التفاعل مع حياة مالك التراجيدية بشكل كامل، فهي حياة تتراوح بين الأمل والألم، فاللقطات التي يظهر فيها مالك في غيبوبته فإننا نبحث من خلال توظيف لقطات أخرى عن الأحداث التي تجمعت واحدة وراء الأخرى لتقوده إلى تلك الحالة في النهاية، ونطرح السؤال من أول مشاهد الفيلم ما الذي صنع من مالك الحالم، مالك الحزين؟
وتكمن نقطة قوى أخرى للفيلم من خلال مقطوعة خالد حماد الموسيقار الرائع صاحب التاريخ الحافل في السينما المصرية، الذي ربما كان أقوى اسم في طاقم العمل عند طرح الفيلم، لقد صنع حماد موسيقى حية معبرة عن القصة بمآسيها ولحظات النصر، ولحظات الهدنة التي تتخلل حياة مالك مع أحلامه وصراعاته، إضافة إلى الأغنية الرائعة للمطرب عبد الفتاح الجريني «طول الشمس بإيديك» وكلماتها التي يختزل الشعر فيها حياة مالك بتقلباتها، ولا يكتمل أي فيلم رياضي حماسي بالطبع دون موسيقى ملحمية، وأغان تحفيزية.

يحتوي الفيلم على حضور نسائي مميز تطلبه كل قصة من هذا النوع، فمالك يمتلك علاقة جيدة، تصل في بعض الأوقات إلى حد الإلهام بينه وبين أخته، التي تدعمه من خلال الاهتمام بشغفه وهي حية، وتحركه مأساة موتها المفاجئ من أجله، من أجل أن يعود من جديد. إضافة إلى دور الأم الذي تقوم به دلال عبد العزيز، التي يتبين لنا من خلال علاقتها بأولادها وزوجها، كيف كانت ظروف البيت التي خرج منها مالك على المستوى الأسري، هي ظروف مثبطة لمن يمتلك حلمًا بالنجاح، وكيف تلعب تلك الأم دورًا مهمًا في الحيلولة دون سقوط ابنها إلى هوة الاكتئاب، وموازنة العلاقات بينه وبين أبيه، فهي على الأغلب تمثل مشاكل البيت المصري التقليدي، بشكل أكثر قسوة إلى حد.
ومن خلال شخصية “إنجي” يمكننا أن نرى من خلال علاقة حب مالك الكثير من التساؤلات في شأن مصيره، والشك في كثير من الأحيان، كما أن دور إنجي يصبح محركًا لمالك في كثير من الأحيان، حتى أن غيابها، هو في حد ذاته حضورًا مؤثرًا على مالك واتزانه بالسلب.

إن لحظات السقوط في حياة مالك، تتكرر كثيرًا في الفيلم، وتطغى على سرديته وحتى وإن كان في النهاية ينتصر. وتتكرر تلك اللحظات بين مسئولية الأشخاص عنها وعن أبيه بالتحديد، وبين مسئوليته الشخصية وقراراته الخاطئة التي أثرت فيها وشوهتها تنشئته وحياته ذات الخلفية المأساوية، وهو ما يجعل شخصية مالك قريبة جدًا إلى المشاهد، الذي يمكنه أن يرى أنها تتقاطع بواقعية مع كثير من المواقف المعيشة يوميًا التي يمكن أن يسقطها على حياته حتى وإن لم يكن لاعب كرة، فقصة مالك هي إنسانية قبل أن تكون قصة رياضي.

كسر سقف الطموح الذي لا يعني شيئًا

مالك كان يطمح بوصول مصر إلى كأس العالم، ولم يكن لكاتب سيناريو مصري في ذلك الوقت أن يتخيل البطل الذي يخلقه في مكان أعلى من فالنسيا الإسباني، بل كان في ذلك الوقت حلمًا كبيرًا وجرأة أن تتخيل هذا الخيال دون أن يؤثر على واقعية الفيلم.

تحققت نبوءة العالمي فيما بعد بحذافيرها في شخص محمد صلاح لاعب كرة القدم المصري، وقد زادت واقعية أحداث محمد صلاح على خيال كتاب فيلم العالمي، فقد حقق محمد صلاح في كرة القدم أكثر بكثير مما كان أكبر أحلام فيلم العالمي.

وبدلًا من أن تكون شخصية محمد صلاح ملهمة لصناع السينما في مصر من أجل إكمال خط العالمي كفيلم سينما رياضي إنساني ذي جودة، رأينا أن السينما الرياضية في مصر تعود للانحدار من جديد من خلال أفلام مثل «كابتن مصر» وفيلم «عيال حريفة» اللذين زايدا على فيلم «الزمهلوية» في الابتذال والتفاهة.

لقد كسر محمد صلاح سقف الطموح، ولكن لم تلتفت السينما المصرية بجدية إلى ما فعله صلاح وجيله من اللاعبين الذين أصبح وجودهم في دوريات أوروبا، أمرًا غير عالمي بالمرة بل معتاد.

في الواقع، ما تحتاج السينما المصرية إليه من أجل إعادة الاعتبار لكرة القدم التي جنينا عليها سينمائيًا، هو نفض الغبار عن أفلام مثل العالمي وهو ذو عهد قريب لا يحتاج إلى بحث واسع مثلًا، وأن يذهب المخرج بعدسته إلى الأبعاد الاجتماعية التي تسم حياة لاعبي كرة القدم، والجانب الإنساني في ما وراء كرة القدم. فكرة القدم في مصر، قد توفر مادة تاريخية مهمة إذا انصرفنا إلى عرض فيلم عن قصة نشأتها مع الاستعمار ورموز تلك الفترة مثل حسين حجازي وعبد الكريم صقر وغيرهام. وقد توفر مادة ملهمة إذا فتشنا في ما وراء معجزة الجيل الذهبي الذي سيطر على أفريقيا سنوات، ومأساته في فشل الوصول إلى كأس العالم، وقد توفر مادة إنسانية مأساوية خصوصًا أن مصر تمتلئ بالمواهب التي ومضت بشدة، ثم انطفأت وأفضت إلى لا شيء، وغيرها من الثيمات التي فور ما نجدها في فيلم رياضي أجنبي، سرعان ما نهرع إلى مشاهدتها.

أما بالنسبة للإقبال الجماهيري، فالقاعدة الجماهيرية مضمونة لأفلام من تلك النوعية، ولكن صناع السينما هم الذين لم يحترموا عقلية جماهيرهم بتقديم أفلام جدية عن كرة القدم في مصر إلا في ما ندر.