نعم، حدث ما كان لا يصدقه الجميع وانتقل نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان في صفقة تاريخية شغلت السوق الرياضي العالمي هذا الصيف، وعلى ما يبدو فإن أثرها سيمتد طويلًا نوعًا ما. هنا سنحاول تقديم ما حدث في يوم نيمار الأول بشكل مختلف على طريقة الحاسة السابعة.


الخليفي: إن عدتم عدنا، سأنتصر حتى النهاية

نحترم نادي برشلونة كثيرًا، الأمر ليس له علاقة بفيراتي، كنا نريد التعاقد مع اللاعب الأفضل في العالم، لم ننتقم من برشلونة، العلاقات بيننا وبينهم طيبة للغاية

ناصر الخليفي مالك باريس سان جيرمان بعد التوقيع مع نيمار يتحدث بكل احترام عن برشلونة.

ربما يسخر الخليفي من برشلونة أو يمارس دبلوماسية مُكررة في تلك المواقف، ولكن موقفه الحقيقي ظهر في 2013، ولابد أنك تتذكره وهو يصرح باحترامه لبرشلونة.

إذا دفع برشلونة البند الجزائي لتياجو، فسوف أدفع بدوري البند الجزائي لميسي.

ناصر الخليفي – نسخة 2013 – مُهددًا برشلونة: إما الابتعاد عن تياجو سيلفا أو تخيل كتالونيا دون ميسي.

بالتأكيد ناصر الخليفي لم يتغير، ربما تغيرت طريقته ولكن النتيجة واحدة، برشلونة يفاوض فيراتي، حسنًا سوف أُجبر فيراتي على البقاء وأحصل على نجم من نجوم برشلونة كراهية أيضًا. الرسالة كانت واضحة ولكن مديري برشلونة لم يكونوا ليصدقوا أن مثل هذا سيحدث.


نيمارعن السعادة والأموال

نيمار داسيلفا في المؤتمر الصحفي أثناء تقديمه كلاعب جديد في صفوف باريس سان جيرمان.
نيمار داسيلفا في المؤتمر الصحفي أثناء تقديمه كلاعب جديد في صفوف باريس سان جيرمان.
حسنًا، كل ما يمكنني قوله لهؤلاء الذين لا يعرفون أي شيء عن حياتي الخاصة هو أنني لا أهتم بالأموال، وكل ما أفكر به هي السعادة مع أصدقائي وعائلتي ، فقط نُريد أن نكون سعداء.

نيمار في المؤتمرالصحفي لتقديمه لاعبًا لفريق العاصمة الفرنسية.

نيمار ذهب إلى باريس سان جيرمان بالطبع من أجل السعادة، وليس من أجل راتب يتخطى 500 ألف يورو في الأسبوع خالية من الضرائب، وبالطبع امتيازات تُمنح لأصدقائه وعائلته، والبداية كانت استضافة والدته وأخته في أحد أفخم فنادق وسط مدينة النور يوم الأربعاء قبيل توقيع العقود، نيمار كان يبحث عن تلك السعادة في باريس، وكأنه كان يتقاضى حجارة في برشلونة وليس راتبًا!

يجب عدم تصوير نيمار على أنه شيطان، ولكنه بالتأكيد ليس ملاكًا، هو إنسان يبحث عن راحته، وهذا أبسط حقوقه، ولكن من المُنصف القول بأن برشلونة كان يضمن لنيمار كُل سُبل الراحة المادية والمعنوية أيضًا لدرجة وصلت لتكفل برشلونة بتكاليف رحلات أصدقاء نيمار إلى برشلونة! هل كان التدليل الزائد هو السبب فيما حدث؟ أم أن طلب نيمار لأجر أعلى أو امتيازات أكبر خارج طاقة إدارة برشلونة بسبب أخطاء إدارة برشلونة نفسها هو السبب؟ الإجابة في تصريح والد نيمار بأنه كان يُقنعه بالبقاء في برشلونة، ولكن تصرفات الإدارة جعلته يُغير رأيه.

الرسالة التي يجب الالتفات لها هنا أنه إذا أردت التوقيع مع نيمار، وفر له ولعائلته ولأصدقائه السعادة، بمعنى آخر أن كُرة القدم للأسف أصبحت وظيفة أكثر من كونها أي شيء آخر.


ثأر نيمار في برشلونة، لا تعد إلى هناك أيها البرازيلي!

تغريدة بيكيه؟ لقد كان يمزح، كنا نتناول العشاء والتقط الصورة، أخبرته ألا يضعها لأني لم أقرر بعد، وقام بوضعها رغم ذلك.

نيمار مُتحدثًا عن تغريدة بيكيه التي نشرها على تويتر مؤكدًا فيها بقاء نيمار.

الكُل يعلم مدى حب جمهور برشلونة لبيكيه لدفاعه الدائم عن شعار برشلونة، ولأنه كتالوني وليس مجرد برشلوني، حتى أن الكثيرين من جمهور برشلونة لقبوه بالرئيس، وبالتالي فظهوره بمظهر المُغيب والاستهزاء به في مواقع التواصل الاجتماعي شيء لن يُعجب مُشجعي برشلونة ولا بيكيه نفسه، وبالتالي فتصريح نيمار هو رسالة لبيكيه تتوسله ألا يُحطم قدم نيمار في المواجهة المُرتقبة بين باريس سان جيرمان وبرشلونة في دوري الأبطال؛ لأن الاتحاد الأوروبي بالطبع لن يدع تلك الفرصة تهرب منه.

ياللهول، لقد نسي نيمار الاعتذار للوافد الجديد إلى برشلونة ساميدو، فالأخير يحمل له مشاعر سلبية بالتأكيد، حيث في الأيام القليلة التي تواجد كليهما بين أسوار النادي الكتالوني تشاجرا سويا، قدم نيمار في خطر.


الخليفي ونيمار يتفقان، الطموح قبل الأموال

البرازيلي نيمار داسيلفا على يمين القطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان.

نيمار جاء هنا من أجل الانضمام لمشروع قوي، وليس من أجل المال، لقد تواجد هنا من أجل شغفه بتحقيق النجاح، لو فكر في المال لتواجد في دولة أخرى، إنها صفقة رائعة، جميعنا يريد كتابة التاريخ

ناصر الخليفي مُتبرئًا من تُهمة إغواء نيمار بالمال بشكل أو بآخر.

على كل حال ما هي تلك الدولة التي كانت تستطيع أن تُبرم صفقة أكبر من ذلك ؟ وما هو الرقم الذي يجب أن يدفعه باريس سان جيرمان ليُطلق عليه أنه جذب لاعبين بالمال؟ وما العيب أساسًا في ذلك؟ العيب في التبرؤ من شيء لا عيب فيه، بل هو ميزة، وأنت تُحسن استغلالها. نصًا يُكرر نيمار تصريح الخليفي حول اتهامه بالسعي وراء الأموال، وكأن من العار أن يحصل نيمار على راتب أعلى.


نيمار لا يكذب ولكنه يتجمل

لم أشعر يومًا أنني لم أكن ذلك النجم في برشلونة، لذلك قمت بالقدوم إلى هُنا لأصبح نجمًا، لا لم أُفكر هكذا، أنا هُنا من أجل الطموح والبطولات والتحدي الجديد

نيمار نافيًا أنه كان يبحث عن التحرر من عقدة الرجل الثاني واللعب من أجل ميسي.

بالطبع نيمار يكذب لأنه يُريد كما يُريد أي إنسان أن يُصبح الرقم واحد في عمله، وأن يُظهر إمكانياته دون قيود. شيء آخر يدل على ذلك أنه ادعى سببًا وهميًا للرحيل بأنه حقق كُل شيء مُمكن مع برشلونة، وأنه يبحث عن تحدٍ جديد، ولكن المُفارقة أن التحدي الجديد مع نادٍ لطالما هزمه برشلونة مرات ومرات، والمرة الأكثر تاريخية بينهما كان نيمار نفسه بطلها الأول، وحينها التقطت الكاميرات صورة تاريخية لميسي مع الجمهور، رُبما كانت السبب في رغبة نيمار في تحقيق ذاته بعيدًا عن جلباب الأرجنتيني الواسع.

أما بالنسبة لتحقيق البطولات فقد يُعاني نيمار في ذلك؛ لأن اللعب بجوار ميسي وسواريز مُختلف تمامًا عن اللعب بجوار دي ماريا وكافاني، للأسف فشل نيمار في إقناع أي شخص ولو بسبب واحد فقط يجعله ينتقل من كتالونيا إلى باريس.

رسائل كثيرة، منها الهزلي ومنها الواقعي حول صفقة انتقال ضخمة جعلت الجميع يُعيد حساباته حول التفكير بماهية كُرة القدم اللعبة، التي طالما عشقها الجميع، والتي في طريقها للتحول إلى وظيفة تتيح مجالا للتنقل بمُجرد الحصول على راتب أعلى.

نحن هُنا لسنا لمُحاربة قرار انتقال نيمار أو لإظهاره خائنًا؛ لأنه لم يفعل قانونًا ما يجعلنا نحكم عليه هكذا، حتى أنه أخلاقيًا لم يستفز إدارة برشلونة وتفاوض مع الغريم التقليدي مثلًا، كذلك أخطأت إدارة برشلونة في التفاوض للحفاظ على أحد أهم نجوم الكُرة في السنوات القادمة، ولكن نحن نُريد الحفاظ على هوية لعبة طالما أحبها الكثيرون رغم تحكم الأموال فيها منذ زمن بعيد، ولكن ليس بمثل هذا الجنون.

رسائل حول عيوب داخل قانون اللعب المالي النظيف وضرورة مراجعاته ورسائل حول سطوة ميسي ورونالدو واحتكارهما للنجومية بشكل يجعل نيمار يهرب للحصول على حق من يمتلك موهبة لا تُقدر مثله، ويجعل بيل يلعب في ريال مدريد دورالرجل الثاني وملامحه تشع الحزن، رسائل كثيرة أرسلها لنا نيمار وناصر الخليفي من تلك الصفقة التاريخية.