هو واحد من أهم الأضلع في صناعة الفن في مصر، فهو المخرج والمنتج وصاحب وجهة النظر الإخراجية الخاصة،والذي يقدم الأعمال بنكهة مختلفة، هادي الباجوري، صاحب الضجة الكبيرة التي أثيرت، مؤخرًا، بعد تقديم مسرحية «كوكو شانيل»، التي أعادت الفنانة شريهان للساحة الفنية مرة أخرى.

قام المخرج هادي الباجوري بإخراج العديد من الكليبات أيضًا، وجاء آخرها «حبيبتي» لحسن شاكوش، والذي شاركت فيه زوجته الفنانة ياسمين رئيس، وحين تم طرح هذا الكليب أثار الجدل بسبب ظهورها وطريقتها فيه، ولكن مع ما يتعرض له من انتقادات لا يوجد شخص يختلف على تفوقه إخراجيًا وإنتاجيًا، ومع حالة النشاط التي يعشها خلال هذه الفترة، أجرينا في «إضاءات»، هذا الحوار معه للتعرف على خطواته المقبلة ولكي يكشف لنا تفاصيل أعماله وتجاربه في مشواره الفني.

لماذا قدمت نوعًا وموضوعًا مسرحيًا جديدًا على الثقافة المصرية في «كوكو شانيل»؟

حين فكرت في هذه المسرحية في البداية، كان تفكيري كيف أقدم شئيًا مختلفًا، وأجدد ولا أفعل ما يعرفه الجمهور، وكان كل هدفي أن أبتعد عن نطاق خشبة المسرح المتعارف عليه.

من أين أتت الفكرة لك، وألم تخشَ من التنفيذ؟

كنت في حالة من الرعب لأن هذا التنفيذ لم يتم فعله من قبل، وكان لا بد من إحضار عناصر من الخارج لكي يتم التنفيذ بهذا الشكل، وكنت في حالة من القلق بالطبع، ولكني كنت أعلم ما أريده تحديدًا، وكيف أصل إليه، وبالتالي لم أكن خائفًا بشكل كبير.

وكيف كان التعاون مع شيريهان، وبخاصة بعد ابتعادها عن الفن 18 عامًا؟

هذا كان اللقاء الأول لي مع شريهان، ومع بداية الحديث وطرح أفكار العمل عليها، بدأت تشعر بحالة من الراحة والاطمئنان، ومع ازدياد هذا الشعور، تحول التعامل إلى شكل أسهل بيننا، حتى وصلنا إلى أنها وثقت بي ثقة عمياء ونفذت ما كنت أطلبه منها.

وبالطبع هي كانت خائفة بسبب الابتعاد كل هذه السنوات عن التمثيل،وبخاصة بعد أن أنشأت لذاتها كل هذا التاريخ، فكانت تخشى أن تعود إلى الساحة مرة أخرى دون أن تقدم شيئًا ذا قيمة. ولكن، الحمد لله، استطعت أن أجعلها في مكانتها، كما هي وأفضل قليلًا من المتوقع.

عرض المسرحية على منصة كان مخاطرة، هل خشيتها أم لا، وكيف حسبت الأمر من وجهة نظرك؟

المستقبل للمنصات الإلكترونية، وبعد فترة قصيرة سينقرض التلفزيون ذاته، وستكون المنصات هي كل شيء، فالمسرحية عرضت على «شاهد»، وبعدها بقليل سيتم عرضها على قنوات «إم بي سي»، فهي بالنسبة لي كأنها عُرضت على القنوات، لكن المنصة حاليًا أصبح لها جزء من توزيع العمل، ولا يوجد مخاطر، والأمر في النهاية إنتاجي في يد جمال العدل، وليس لي دخل به.

هناك بعض الانتقادات التي تم توجيهها للمسرحية، ولكن على النقيض الإشادات كانت للإخراج، كيف تلقيت ذلك؟

لا يوجد عمل فني ليس له انتقادات، ولكن الإشادات هنا كانت أكثر بكثير، سواء على الاستعراضات والديكورات والملابس، المزيكا والتوزيع والإخراج، وهذا شيء واضح.

قال بعض النقاد إنك قمت باستخدام كل أدوات الإبهار لتخرج العمل في أفضل صورة، كيف فعلت ذلك لكي يظهر العمل بهذا المنظر البراق؟

استخدمت كل شيء بطريقة سينمائية، وأنا أقوم بعمل مسرحية، وكسرت قانون المسرح كي تظهر المسرحية بهذا الشكل، فأنا قمت بشق السقف المسرحي والالتفاف حول البطلة، بالفعل قمت بعمل كل شيء حتى تخرج بهذا الشكل المبهر للجمهور.

عاب البعض ظهور السيدة الراوية في بداية المسرحية واختفت ولم تظهر مرة أخرى، ما ردك على ذلك؟

وجودها أو عدم وجودها قمت بتحديده على حسب رتم المسرحية، وفي النصف الثاني من المسرحية هذا الرتم أصبح أهدى، فالنسبة لي إذا استمرت كان ستقوم بإيقاع رتم المسرحية.

غير ذلك أن من يقوم بانتقاد شخصية في مسرحية، أنصحهم بأن يذهبوا لانتقاد أفلام، فلا يصح بأن تكون أمام عمل استعراضي بهذا الشكل ويكون هذا الانتقاد، هذا شيء يسبب لي الضيق، هي (المسرحية) ليست فيلمًا، أطالبهم بالتركيز في باقي العناصر، ولكنني أيضًا لست ضد النقد، ولكن الأمر يثير الضيق.

تعرضت لبعض الانتقادات بعد إخراج كليب «حبيبتي» لحسن شاكوش ولم ترد على ذلك، هل لديك رد حاليًا؟

كل شخص حر في أن يقول ما يريد، ولكني أفعل أيضًا ما أريد، والأغاني بالنسبة لي تسلية ولعبة، أقوم بعمل ما أريده بها، حين قدمت أغنية «أقوى كارت في مصر»، لمحمد رمضان لم يعلق أحد على هذا الأمر، وهي من فتحت الباب أمامه في الغناء. قدمت العديد من الأغنيات لكثير من المطربين، فما المشكلة، الناس تقول ما تريد وأنا أيضًا أفعل ما أريد.

لمَ قمت باختيار ياسمين رئيس كبطلة للكليب؟

أنا من فكر في أن تكون ياسمين بطلة الأغنية، وعرضت عليها الفكرة استكمالًا لنجاحها في مسلسل «ملوك الجدعنة»، وهي كانت صاحبة فكرة أن تقوم بالغناء وشجعتها عليها لأني وجدتها فكرة جيدة.

كيف رأيت تجربة إخراج حلقة واحدة أو أكثر في مسلسل «نمرة اتنين»؟ 

الحلقة الواحدة من مسلسل «نمرة اتنين»، تشبه وكأنها نصف فيلم سينمائي، وبالتالي لم يكن لدي مشكلة في تقديمها، وفي النهاية المسلسل في الأساس من إنتاجي، وهذا جزء من المشروع ككل، وأنا سعدت بهذه الفكرة.

لماذا ابتعدت عامين عن السينما وعدت بـ «قمر14»، ثم «جارة القمر»؟

لم أبتعد عن قصد عن السينما، أنا أقوم بالتجهيز لأعمال خلال 3 سنوات ماضية، وأتى كورونا ودمر كل الخطط، وأنا في الأساس أقوم بطرح فيلم كل عامين، لكن هذه المرة سيكون هناك أعمال أكثر”أنا نفسي مفتوحة”.

ومتى سيكون موعد عرض تلك الأفلام؟

فيلم «قمر 14» سيتم عرضه بمهرجان الجونة السينمائي في دورته المقبلة، و«جارة القمر»، سيكون العام المقبل، إن شاء الله.

بعد «عرض خاص، تعود بمسلسل كامل «البحث عن علا»، هل أنت مبتعد عن الدراما عن عمد؟

بالفعل أنا مبتعد عن الدراما عمدًا، وحين يكون لدي عمل سينمائي أقوم بتفضيله على أن أقدم مسلسلًا، ولكني في بعض الأحيان أود أن أقدم تجارب جديدة. فمسلسل «البحث عن علا»، كان لدي شيء جديد أود أن أقدمه، وتركيبة خاصة أود تجربتها.

وما الذي يمكن أن يجذبك لكي تقوم بإخراج عمل درامي؟

لا يوجد شيء معين، يجذبني للدراما، فأنا كل فترة أود تقديم شيء جديد، بالنسبة لي، وليس بالنسبة للجمهور، فأنا أحب أن أخطو خطوات مختلفة وأجرب أشياء مختلفة. ولكن مع هذا من الممكن أن يعرض عليك عمل يجذبك لأن تقوم به، فأنا لم أخطط لكل ما قدمت ولكن حينما أجد ما يجذبني أقوم بتجربته.

يهتم بعض المخرجين بأن يكون لهم عالم سينمائي خاص، مدرسة واضحة المعالم والأسلوب، يتحكم فيها المخرج بشكل رئيسي بحيث يكون هو المخرج المؤلف، ما رأيك في ذلك، وهل تهتم بتحقيق ذلك في أعمالك ؟

العالم السينمائي الخاص بي هو أن أقدم أشياء مختلفة وأقوم بتجربة نفسي في أشياء مختلفة، فأنا لا أود حصر نفسي في شيء معين، ولا أفضل أن أكون المخرج والمؤلف للعمل، فحين يأتي العمل مكتوبًا آخذه كمخرج لعالم مختلف آخر، فحين تكون أنت المخرج والمؤلف تخسر وجهات نظر أخرى من الممكن ألا تراها، لكن حين يكون هناك مخرج يحصل على سيناريو من مؤلف ويعمل عليه فهذه خطوة مهمة.

من هما الممثل والممثلة اللذان استمتعت بشكل خاص في العمل معهم خلال مشوارك؟

عملت مع العديد من الممثلين والممثلات الذين يوجد بيني وبينهم كاريزما جيدة، فالممثل من أهم عناصر العمل بالطبع، وبالتالي يتم التحديد على أساس هل سيكون لائقًا على الدور أم لا، وبالتالي كل من عملت معهم استمتعت بذلك. وإذا قمنا بتحديد أسماء فسيكون ماجد الكدواني، هو أكثر ممثل ارتحت في الشغل معه، وفي السيدات ياسمين رئيس أحب وأرتاح في العمل معها.