هل تتخيل حياتك بدون كهرباء؟

لا هاتف… لا أدوات منزلية… لا إنترنت.

بدون الكهرباء ما كنت تستطيع قراءة مثل هذا المقال ولا غيره، ليس فقط لعدم وجود إنترنت أو هاتف أو حاسوب، ولكن أيضًا لأن جهازك العصبي يعمل بالكهرباء… حواسك تعمل بالكهرباء، في الواقع تعمل أجهزة جسدك كلها بالكهرباء.

كيف نعمل بالكهرباء؟

تمتلك خلايانا عنصري البوتاسيوم والصوديوم على صورة أيونات سالبة وموجبة على الترتيب. في حالة الاسترخاء تتركز أيونات البوتاسيوم داخل الخلية وأيونات الصوديوم خارجها وبالتحديد على الغشاء الخارجي للخلية.

عندما يحتاج الجسم إلى إرسال رسائل بين الخلايا وبعضها تنفتح البوابات بين الأيونات السالبة والموجبة، يتسبب فرق الشحنات هذا في توليد نبضة كهربية، هذه النبضة تُحفِّز بوابات الخلايا المجاورة على الانفتاح كذلك. وهكذا تسري النبضة الكهربية في جسدك.

عندما يسري التيار الكهربي في جسم الإنسان، تتولد حرارة تكفي لحدوث حروق، تؤذي بدورها الجلد أو بعض الأنسجة الداخلية، فضلاً عن أن سريان تيار كهربي خارجي يتسبب في حدوث اضطرابات في النظام الكهربي للجسم، مثل أن تفشل الأعصاب في نقل الإشارات الكهربية، أو تقوم بنقلها بشكل عشوائي، مما يؤثر سلبًا على العضلات والقلب والدماغ.

تتسبب الصدمات الكهربائية في مقتل وإصابة العديد من الأشخاص سنويًا، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تُقدر عدد حالات الوفاة الناتجة عن الصعق الكهربي بحوالي 1000 حالة سنويًا. وفيما يلي نستعرض سويًا أهم مصادر الصعق الكهربي ودرجات التأثر بالصعق الكهربي والإسعافات الأولية اللازمة والآثار الجانبية بعيدة المدى للصعق الكهربي.

ماذا عن الوجه الآخر للكهرباء؟

إن التعرض للصعق الكهربي يعني مرور تيار كهربي عبر جسم الإنسان أو جزء منه، مما يتسبّب في درجات متفاوتة من الضرر. وللصعق الكهربي مصادر متنوعة مثل:

  1. التعرض للبرق.
  2. الأسلحة الكهربائية مثل الصاعق الكهربائي.
  3. المنافذ أو الأسلاك الكهربائية.
  4. الآلات الكهربائية والأجهزة المنزلية.

وتختلف حدة الآثار الناجمة عن التعرض للصعق، فيمكن أن يعاني الشخص من واحدة أو أكثر من هذه الأعراض:

  1. الإغماء وفقدان الوعي.
  2. الشعور بالخدر أو بالتنميل.
  3. اضطرابات في الرؤية أو في السمع.
  4. صداع.
  5. اضطراب في ضربات القلب.
  6. تشنجات عضلية.
  7. حروق.

ومخاطر الصعق الكهربي قابلة للتفاوت، فهناك العديد من العوامل التي تُحدِّد مقدار تلك خطورة:

  1. نوع التيار: إذ إن التيار المتردد أشد خطورة من التيار المباشر، لأنه يتسبب في حدوث تشنج في العضلات، مما يعرقل تخلص الشخص من مصدر التيار.
  2. مدة اتصال الشخص المصاب بمصدر التيار، فالاتصال لعدة ثوانٍ أخف من الاتصال لأكثر من ذلك.
  3. فرق الجهد للمصدر.
  4. الصحة العامة للشخص المصاب ومقدار تحمله.
  5. الأجزاء التي لامست التيار: حيث تسري الشحنات في جسم الإنسان بشكل أكبر في المسار الأقل مقاومة، فإذا لامس الإنسان تيارًا بنقطة واحدة فذلك أخف ضررًا من أن يُلامسها بأكثر من نقطة.
  6. مقاومة الجزء المُصاب: حيث تتراوح مقاومة الجلد في الظروف العادية من ألف إلى 100 ألف أوم، حسب الرطوبة والموضع وحالة الجلد.

ويتحدد مقدار الضرر الناتج من الصعقة الكهربية أيضًا بناءً على شدة التيار:

  • من 0 إلى 0.2 مللي أمبير سوف يشعر المصاب بوخز الكهرباء.
  • من 1 إلى 2 مللي أمبير سوف يشعر المصاب بصدمة كهربائية.
  • من 3 إلى 5 مللي أمبير يصبح الطفل غير قادر على رمي مصدر التيار تلقائيًا.
  • من 6 إلى 10 مللي أمبير، هو الحد الأدنى لجعل فرد بالغ غير قادر على رمي مصدر التيار تلقائيًا.
  • من 10 إلى 20 مللي أمبير كافية لحدوث تشنج.
  • أكثر من 22 مللي أمبير تجعل الفرد البالغ يفقد القدرة على التخلص التلقائي من مصدر التيار.
  • من 50 إلى 100 مللي أمبير تُحدِث اضطرابًا في إيقاع القلب.

ماذا نفعل في حال التعرض لصعق كهربي؟

تذكر أنه أحيانًا تتسبب شدة التيار في حدوث تشنج للعضلات، حيث تفقد العضلات وقتها القدرة على الانقباض والانبساط، فيعجز المصاب عن تخليص نفسه. لذا، يتعين على المُحيطين به -حينئذ- مساعدته وفصله عن مصدر التيار. وإليك أهم النصائح:

  1. حاول غلق التيار من مصدره أو إبعاد مصدر التيار بعازل كالخشب أو البلاستيك. وتذكر ألا تستخدم عازلاً يحتوي على معادن أو أي موصل للكهرباء.
  2. لا تلمس المصاب بدون عازل إذا كان لا يزال متصلاً بمصدر التيار؛ سوف تُعرِّض نفسك للصعق معه وبالتالي تفشل في مساعدته.
  3. بعد التأكد من فصل المصاب، إذا وجدت نبضات قلبه قد توقفت أو أنه لا يتنفس، ابدأ بعمل إنعاش رئوي قلبي.
  4. إذا تسببت الصعقة في حدوث حروق، قم بتغطية الحروق بشاش نظيف.
  5. قم بتدفئة المصاب.
  6. لا تُحرِّك المصاب إلا في حال الضرورة القصوى.
  7. اطلب المساعدة من المتخصصين.

قد تعتقد أن آثار الصعق الكهربائي تنتهي بفصل المُصاب عن مصدر التيار، لكن هذا غير صحيح، قد يمتد الأمر إلى حدوث اضطرابات نفسية وعصبية وبدنية للشخص المُصاب، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، وفقدان الذاكرة، ونوبات ذعر، وألم في المفاصل، وضعف في التركيز، وحالات قلق، وتشنجات عضلية.

وقد تُحدِث الصدمات الكهربائية القوية تلفًا داخليًا لا يُرى، تمامًا كالأضرار الخارجية، مما يتطلب الخضوع لبعض الإجراءات الطبية، مثل:

  1. فحص دم كامل.
  2. أشعة سينية للتأكد من خلو جسدك من الكسور.
  3. أشعة مقطعية لفحص أجزاء جسدك كاملة.
  4. مخطط كهربية القلب، للتأكد من سلامة عضلة القلب.
  5. تحليل دم يوضح درجة أنزيمات العضلات (للتأكد من عدم حدوث إصابات في عضلات الجسم).

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.