يروق للبعض وصف المجتمعات الخليجية بأنها محصورة بين التقاليد القديمة المدعومة بتيارات دينية محافظة، وموجات حداثة غربية تحتفي بالإيقاع السريع والثقافة الاستهلاكية، وبين هذا وذاك لا مكان لفتاة متشبعة بالثقافة والفنون الرصينة.

إلا أن هذه القالب الوصفي ليس دقيقًا، ومن الأدلة عليه الشابة الكويتية ألطاف المطيري، ومركزها الثقافي -منار- الذي تديره.

باحثة ماجستير في التاريخ، ومعلمة تاريخ في الوقت ذاته، منفتحة بشدة على الأدب والموسيقي، فنانة تعزف على آلة الكمان، ولها رؤية في إدارة مركز منار قد يجوز وصفها بالتفرد في مجتمعها.

فهي تعتبر أن الموسيقى منتج ثقافي، أرقى من المتعة اللحظية، منتج يحمل قضايا وهمومًا وفلسفة، وتعتبر أن ذلك رسالة لا بد أن تؤديها تجاه مجتمعها، ولهذا الهدف ينصب جل جهدها، ولأجله تقيم الندوات والمحاضرات والمقابلات والحفلات الموسيقية، التي تحتفي بأكبر فناني العالم العربي.

تحدثت مع ألطاف، وحكت عن نفسها وعن المرأة الفنانة في مجتمعها الكويتي، وتناولنا قضايا موسيقية مختلفة، في إطار حديثنا عن مركز منار الثقافي الذي بدأ كفكرة عام 2020، وأنشطته في الكويت، والفنانين الداعمين لها ولمنار، الذي صارت قاعات فعالياته كاملة العدد.

في البداية سألناها: من هي ألطاف المطيري؟

معلمة تاريخ، وباحثة ماجستير بجامعة الكويت تخصص تاريخ حديث ومعاصر، شغوفة بالأدب والفن، وبخاصة الموسيقى.. الأدب كان بوابتي الأولى لعالم الثقافة، وبدأت علاقتي مبكرًا به بسبب والدتي، التي قوّت علاقتي بالكتاب والمكتبة وبخاصة مكتبة المدرسة، حتى صار الكتاب صديقي الحقيقي.

هذه النشأة جعلتني أوجد مبكرًا بالأنشطة الثقافية في الكويت، وخلال هذه الفترة صرت شديدة التعلق بالموسيقى، حتى قررت عام 2019 أن أدرسها، وتحديدًا تعلمت العزف على آلة الكمان.

ثم وجدت أن ما بداخلي أكبر من العزف، فأسست مركز منار ليكون منصة لإطلاق ما تكون بداخلي، وليكون براحًا لكل نشاط ثقافي جاد، وعلى رأس هذه الأنشطة الموسيقى. كذلك حصلت على دورة تدريب إعلامي بمؤسسة لوياك في الكويت، لأصقل مهارة الحوار بداخلي، ولأستطيع إجراء مقابلات داخل المركز مع أسماء كبيرة مثل الموسيقار المصري الكبير جمال سلامة، وأنظم محاضرات لنقاد كبار مثل السوري الدكتور سعد الله القلعة، والمصري الأستاذ محمود قاسم، وغيرهم من أسماء.

قبل الدخول في تفاصيل حول المركز، أريد أن أسألك: كيف ينظر المجتمع الكويتي للمرأة الفنانة، هل تغيرت النظرة بين الماضي والحاضر، هل ألطاف حالة شاذة عن مجتمعها، أم هناك أخريات مثلك في الكويت؟ 

هناك بالكويت من آمن بالمرأة الفنانة والمثقفة، وهذه الرؤية المنفتحة أنتجت أسماءً مثل الروائية بثينة العيسى والناشطة رزان المرشد، وغيرهن، ما يدل على أن المرأة قادرة على خلق مساحة لها حتى لو رفض البعض هذه المساحة.

وهنا لا ننسى نضال الرائدات الكويتيات، ومنهن الكاتبة الكبيرة غنيمة المرزوق، أول رئيسة تحرير كويتية، والكاتبة والإعلامية فاطمة حسين، والفنانة مريم الصالح، ممن سافرن إلى مصر للدراسة في ستينيات القرن العشرين، وتحررن من أفكار قديمة كثيرة، غير عابئات بالاعتراضات التي ووجهن بها من المجتمع الكويتي وقتها، وخلقن مساحات خاصة بهن، ومهدن للاحقات بهن الحضور على الساحة.

ولذلك فإني لست حالة شاذة، أنا مثل نساء الكويت اللائي امتلكن رسالة ثقافية، وخلقن لأنفسهن مساحة خاصة.

ولكن هناك تيارات دينية نشطة بالمجتمع الكويتي، موجودة مثلًا في البرلمان، كيف تتعامل معكم أو تتعاملون معها؟

– أعتقد أن الخطر في كل فكر يلغي الآخر، أو يطالب بالمنع، أو يتخذ من التخلف عقيدة، يدافع عنه ويحاول فرضه علينا، فيحاول منع الأنشطة الثقافية ومنع الكلمة، وهذا هو الذي نواجهه.

كيف بدأت فكرة مركز منار، ما الجذور الفكرية والإنسانية الموجودة بداخلك التي دفعتك للتفكير في المركز؟

– منار امتداد لكل اهتماماتي منذ الطفولة، هو انعكاس لشخصيتي، هو الأدب والموسيقى. كان بداخلي أفكار متناثرة منفردة وحوارات بين الأصدقاء، ثم سألت نفسي: إلى متى نقيم أنشطتنا بشكل عشوائي، ففكرت في تأسيس مكان يضم كل هذه الأنشطة والأفكار ويقدمها للجمهور بشكل محترف، فكان منار عام 2020. ومع ذلك فأنا حريصة كل الحرص على عدم فرض ذائقتي على الجمهور، فنظمت محاضرات في مجالات قد لا أحبها مثل الفيزياء.

هل يوجد لمنار شبيه بالكويت؟

– هناك مراكز ثقافية كثيرة بالكويت مثل: حروف، تكوين، إكساب، نور الفكر، ولكنهم لا يشبهون منار، الذي يقدم شيئًا مختلفًا عنهم، وهو الموسيقى كمنتج ثقافي.

تحدثتِ قبل ذلك عن جنوح المراكز الثقافية بالكويت والعالم العربي للأدب، وأنك تهدفين إلى جعل الموسيقى عنوانًا لمركزك الثقافي… إلى أي مدى تعتبرين الموسيقى حالة ثقافية أو إنتاجًا ثقافيًا له قيم وفلسفة، وليست مجرد وسيلة للمتعة الطربية أو أي متعة لحظية؟

-المراكز الثقافية جنحت للأدب بشكل متطرف، حتى صارت تعرف به، ويستغربون من تركيزي على الموسيقى، والبعض اعتقد أن منار شركة للإنتاج الفني، وهذا اللبس أواجهه حتى من المختصين… عمومًا، أرى أن الموسيقى جزء من الثقافة، فهي علم إنساني… حين خضت تجربة تعلم الموسيقى عام 2019، تطورت نظرتي للموسيقى جدًا، حيث زادت المتعة، زاد إحساسي بالجمال، فالموسيقى شيء إذا فهمناه زادت المتعة به وبالحياة عمومًا. حاولت تقديم الموسيقى كنشاط جدي، وأبغي أن يأخذها الناس بجدية من دون نزع المتعة منها.

ما الجدية؟

-أقصد بالجدية فكرة التحليل الموسيقي، أن تعرف كيف تسمع، وماذا تسمع، وما الرسائل مما تسمع، حتى حين نتناول شخصية موسيقية نتناول الجانب التاريخي والفكري لها، ولهذا الجانب أفكر في تدشين متحف ولو صغير للنوادر التي اشتريتها والصور والمجلات، ومع الوقت يكبر هذا المتحف أو هذه المكتبة لتفيد الباحثين.

وعمومًا، أرفض النظرة العبثية للموسيقى، ولذلك حاولت تقديمها بصورة تستحقها، مع العلم أني أحيانًا أضيق بأن يعرف منار بالنشاط الموسيقي فقط. صحيح لدينا تركيز على الموسيقى، ولكن لدينا اهتمامات شتى، بالأدب، التاريخ، الفلسفة، ولكن رؤيتي للموسيقى هي الجديد الذي أقدمه ويبهر الناس في الكويت.

في الغرب يضفون معاني إنسانية على الموسيقى الكلاسيكية، حتى إنهم يغيرون أسماءها الأصلية لأخرى تضفي معاني عليها، مثل «ضربة القدر» لبيتهوفن، وغيرها… هل تعتبرين أن موسيقانا العربية بها ما يجوز أن نعامله بهذا القدر؟ بمعنى آخر هل يمكن أن نضفي معاني أو أبعادًا ثقافية على إنتاجنا الموسيقي العربي؟ أعطينا نموذجًا أو نماذج لو تحبين.

– الغالب في الحالة الشرقية هو ثقافة الأغنية، ولكن تعاطي الموسيقى كمنتج مستقل موجود أيضًا عند كثيرين وله شعبية لا يستهان بها، وأبرز مثال على ذلك الموسيقى التصويرية وتفاعل الناس معها، سواء كشيء مرتبط بالفيلم أو المسلسل، أو نسيان ذلك وتجريد الموسيقى عن الدراما المرتبطة بها وتذوقها كمنتج مستقل.

مثلا مقطوعة «Hopeless Love» لإلياس الرحباني التي نسميها «دمي ودموعي وابتسامتي» لأنها كانت موسيقى تصويرية لفيلم بنفس الاسم، فصرنا نسميها باسم الفيلم، وصارت دالة على قصته من خلال اسمها، هنا الموسيقى ارتبطت بقصة الفيلم ومعناها الإنساني، وصارت عنوانًا لها عند البعض، ولكن آخرين قد يكونون لا يعرفون الفيلم ويتذوقونها كمنتج خالص، بنعومتها ورقتها، ولكن المثير أن البعض يستمع إليها وهو لا يعرف الفيلم ولكن يعرف أن اسمها «دمي ودموعي وابتسامتي» وليست «Hopeless Love»، فيهيم معها وتنطبع تصوراته الذاتية عليها، ويخلق منها قصته هو.

نلحظ ذلك أيضًا مع الموسيقار عمر خيرت، فأكثر أعماله موسيقى تترات أو موسيقى تصويرية مرتبطة بقصة فيلم أو مسلسل، ومع ذلك تعزف في حفلات كاملة العدد، وتستمع بأرقام ضخمة على المنصات الرقمية، والمثير هو تعامل الجمهور معها، بخاصة من الأجيال الجديدة، كمنتج مستقل، تنطبع عليه معان رسمها هذا المستمع في وجدانه، وبالتالي يستطيع الناقد والباحث أن يعد دراسات ومقالات حول هذه الموسيقى ويضفي عليها معاني إنسانية مستلهمة من دراما الموسيقى نفسها، لا من ارتباطها بقصة فيلم أو مسلسل.

وعمومًا إنتاجنا العربي من الموسيقى البحتة وإن لم يكن بحجم الأغاني، ولكنه ليس بصغير، وهناك من أنتج موسيقى بحتة بشكل منعزل عن الموسيقى التصويرية أو الأغاني… محمد عبد الوهاب مثلًا أنتج نحو 50 معزوفة مستقلة عن الأغاني، ويمكن استخراج دلالات إنسانية كثيرة منها، وغيره كثيرون.

من فعاليات مركز منار الكويتي
من فعاليات مركز منار الكويتي

هل عطلت الأغنية نمو إنتاج الموسيقى البحتة في عالمنا العربي؟

الأغنية العربية كانت حاضنة للموسيقى ولم تعطلها، خصوصًا في ما نطلق عليه “الزمن الجميل”، والمقدمات الموسيقية الطويلة للأغاني خير دليل، فمن ينسى مقطوعات محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي والسنباطي وغيرهم، ممن كان الجمهور ينتظر سماع موسيقاهم المصاحبة للأغاني بصرف النظر عن كلمات الأغنية نفسها، والمثير أن هذه الأعمال تعزف حتى الآن دون كلمات، والجمهور ينتظرها.

وليس صحيحًا أن الأغنية الجيدة تقلل من انتشار الموسيقى، ولكن مشكلتنا حاليًا هي: هل هناك أغنية جيدة أو موسيقى جيدة؟! أعتقد أن الفترة الأغنى موسيقيًا هي مرحلة عبد الوهاب ورياض السنباطي وما نعرفه بالزمن الجميل، والجيد هذه الأيام من حيث الصنعة الموسيقية وغناها- على الأقل- قليل.

خلال الفعاليات التي أقمتيها بالمركز، نلاحظ احتفاءً بالموسيقيين والفنانين المصريين عمومًا أكثر من غيرهم.. لماذا؟

– «مصر شكلت ذائقتي»، أقولها دائمًا وأكررها وأؤكدها، مصر تاريخ، أدب، فن، كل اهتماماتي موجودة في مصر وشكلتها مصر… وحين نتكلم عن قامات عربية موسيقية نجد أبرزها في مصر: بليغ، عبد الوهاب، عبد الحليم، كل هؤلاء مصر… أعتقد أن مصر تستحق هذا الاحتفاء، والشخصيات التي صدرتها تستحق… مصر هي موطن الجمال.

في زمن شاع فيه الراب والأنماط الغربية الشعبية الحديثة بالعالم العربي، هل تعتبرين أن هناك استعدادًا لدى الجمهور الكويتي والعربي للتجاوب مع الموسيقى الرصينة التي تحتفي بها؟

– كثيرًا ما سُئلت هذا السؤال، وكثير من الأصدقاء نصحوني بتقديم فن خفيف لأضمن جذب الجمهور، وهذه الملاحظات فيها سوء ظن بالجمهور، وكأنه لا يملك ثقافة أو حسًا فنيًا، وهذا ليس بصحيح، فالفعاليات التي أقمناها أثبتت عكس ذلك، فمثلًا حين قدمنا فعالية عن «محمد عبد الوهاب»، التي أقيمت في وقت كان بالكويت عاصفة ترابية شديدة، ومع ذلك ملأ الجمهور القاعة ولم يكن هناك كرسي واحد خالٍ. ونستعد الآن لحفل عن فريد الأطرش وبمجرد أن أعلنا عنه، كان سؤال الجمهور الكويتي غير عادي، رغم أن فريد فنه أكثر نخبوية من عبد الوهاب، ومع ذلك فوجئنا بردة الفعل الإيجابية… نحن نظلم الجمهور!

هل يُفرض الذوق الفني على الناس، أم الناس هي التي تختار وينصاع لها المسؤولون عن الإنتاج الفني، وفي ظل ترجيحك لأي من وجهتي النظر أو لوجهة نظر ثالثة، كيف يتعامل المركز مع الجمهور؟

– سأجيبك من خلال تعامل المركز مع الجمهور.. نحن نقسم الجمهور إلى «متخصص» و«عام». المتخصص لديه معرفة تراكمية بالموسيقى، والمادة المقدمة له تختلف عن المقدمة للجمهور العام. وعمومًا فإن المشكلة في رأيي سببها تعامل المسؤولين عن الفن مع الجمهور العام، لأنه الأكثرية، وذلك حين يتعاملون مع الجمهور كإنسان أقل منهم ويعطونه شيئًا سطحيًا، مقابل حصد التفاعل أو جني المال.

ولكننا في المركز نتعامل مع الجمهور بشكل تفاعلي تبادلي: أنا أعطيك محتوى جيدًا، مقابل ما آخذه منك، سواء مادة أو تفاعلًا. أتذكر حوارًا دار بيني وبين أحد الأصدقاء حين قررنا إقامة فعالية فريد الأطرش، حيث نصحني بإلغائها لدسم محتواها، وعدم توقعه أن يقبل عليه جمهور سيشتري تذاكر الحفل، ولكني أصررت على ذلك، لأن الجمهور يستحق.

هل الجيد في القديم فقط؟

– الموسيقى عمومًا هي انعكاس للحالة العامة، وفي الغالب هي ابنة عصرها، ولكنها الآن لا تعبر عن الجميع، أنا شخصيًا في الوقت الحالي نادرًا ما أندمج مع موسيقى من إنتاج زماننا.

اشرحي لنا أبرز خطط المركز في الفترة المقبلة؟

– خط الموسيقى صار هو الواضح، ونشاطاتنا به حددناها… نرتب لثلاث حفلات موسيقية تحمل جانبًا ثقافيًا، فنحن لا نطرح الحفلات الموسيقية فقط لكونها مجرد موسيقى، ولكن لا بد أن تحمل الموسيقى أطرًا ثقافية، تاريخية. والحفلات الثلاث عن: فريد الأطرش «موسيقار الأزمان وشقيقته أسمهان: في سيرة ومسيرة فريد الأطرش وأسمهان»، وأخرى بعنوان «كبار وصغار» عن أغاني مسرح الطفل، أما الحفل الثالث فبعنوان: «موسيقى شرقية وغربية»، وسنعزف خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الشرقية والغربية.

كذلك فإن النادي الموسيقي الذي بدأنا أولى فعالياته خلال العام الحالي بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مستمر، ولدينا خلال الفترة المتبقية من 2022 أندية، نبدأها ببليغ حمدي، ويليه الموسيقار البحريني خالد الشيخ، ويليه عبد الحليم حافظ. ومستمرون. وبعيدًا عن الموسيقى سنقيم أيضًا محاضرات ورحلات تاريخية، ونادي قراءة.

لأي مدى يمكن لمبادرات مثل مركز منار أن تؤثر في الذوق الفني للناس، وتروج للفنون الجادة؟

– أعتقد أن كل المبادرات الفردية والمؤسسية لا بد أن تؤثر ولو على شخص واحد، وهذا الشخص الواحد سيؤثر في غيره بالتأكيد وهكذا سينتشر التأثير.. أنا من تحدثك الآن نتاج تأثير!

ما الذي تحتاجينه ليؤدي مركز منار مهامه؟

– أنا حاليًا أدير المركز بنفسي، وأحتاج لذلك في المرحلة الحالية، ولكن لا يستمر العمل من دون مساعدات الأصدقاء وغيرهم.

من الذي يعمل معك في المركز، من يفكر معك، من يجهز للفعاليات، من يشاركك عمومًا تفاصيل عملك؟

تساعدني حاليًا المصممة أسماء العنيزي شريكة النجاح، وهي من تضع الرؤية، وأيضًا فنانون كبار أشكرهم على هذه المساعدة.

-نعرف أن الفنان خالد الشيخ يساندك.. من غيره يدعمكم ماديًا ومعنويًا، هل هناك جهات رسمية تقدم لكم أي دعم؟

– خالد الشيخ من أنبل وأجمل الأشخاص الذين دعموني شخصيًا ودعموا المركز، فهو إنسان نبيل جدًا وذو ثقل موسيقي حقيقي. ولكن هناك آخرين دعمونا، أخشى أن أنسى أحدهم، ولكن منهم الموسيقار الراحل جمال سلامة، والموسيقار الكبير عبدالرب إدريس. ومن الجهات الرسمية نتلقى دعمًا معنويًا وماديًا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، ويتمثل الدعم المادي في توفير القاعات للمحاضرات.

بين كلماتك ذكرت أن هناك تذاكر لدخول الحفلات.. ألا يتعارض ذلك مع رسالة المركز الثقافية، وسيجعلكم تجنحون لما يأتي بعائد مادي بصرف النظر عن محتواه؟

– نحتاج إلى أنشطة ربحية للوفاء بالتزامات المركز ولنستطيع تقديم الأفضل، فالنادي الموسيقي برسوم، والورش برسوم، والحفلات طبعًا، ولكن المحاضرات وغيرها مجانية، وحتى الآن لم نقِم أي نشاط بمقابل مادي، ولكن من الشهر المقبل سنبدأ في فرض رسوم على بعض الأنشطة، وهذا الجانب المادي لا يقلل من جودة المادة التي نقدمها، بالعكس نعمل بجد لنرضي الجمهور، بنفس طريقتنا، وبالتأكيد لن يتغير شيء إلا إلى الأفضل من وجهة نظرنا، وبما يخدم رسالتنا في خدمة الفن كمنتج ثقافي جاد.

كيف تنظرين إلى علاقة الحكومات بصناع الفنون، كيف يجب أن تكون؟

– الحكومات لا بد أن تكون داعمة للفن، لأن الفن هو تعبير الإنسان عن نفسه ومجتمعه… الفن في أوقات كان أداة للسلطة، وفي أوقات كان تعبيرًا عن المجتمع، ولكني أرى أن دعم الحكومات للفنون لا بد أن يكون ماديًا ومعنويًا ولكن الأهم هو توفير المناخ الحر ليستطيع الفنان التعبير بلا قيود.