«كيف مر العمر بهذا الشكل»، هذا ما قاله الجمهور بعد أن ظهر الفنان كريم عبد العزيز ليُكرم بجائزة فاتن حمامة للتميز بمهرجان القاهرة في دورته الـ43، المقامة حاليًا، وجاء سؤال الجمهور بناء على عِشرة قضاها مع نجمهم المفضل الذين بدأوا معه منذ نعومة أظافره في هذا المجال، فدخل إلى بيوتهم واعتبروه واحدًا منهم.

تاريخ فني استمر لمدة 25 عامًا، قدم خلالها كريم عبد العزيز ما يقرب من 40 عملًا فني فقط مقسمين ما بين أفلام ومسلسلات منذ طفولته وحتى الآن، رأى كثير من الجمهور أن هذه جائزة مستحقة لفنان تلون ما بين الكوميدي والأكشن والتراجيدي، ونجح فيهم جميعًا بشكل كبير.

أجرينا في «إضاءات» هذا الحوار الصحفي المجمع على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مع الفنان كريم عبد العزيز للتعرف أكثر على ذكرياته وحكاياته وآماله.

ما تعليقك بعد حصولك على جائزة فاتن حمامة؟

ما تعنيه تلك الجائزة لأجيال سبقتني وأجيال ستعقبني هو قيمة وشرف، فأنا أحمل تمثالًا يحمل اسم سيدة الشاشة العربية، وهذا أكبر تكريم حدث لي في حياتي، سواء باسم فاتن حمامة أو أنه من مهرجان القاهرة.

ما الدور الذي قدمته وأثر على صحتك النفسية ولم تستطع التخلص منه بسهولة؟

دوري في فيلم «الفيل الأزرق»، فكنت أشعر بعد الانتهاء من التصوير وكأني «ملبوس»، هناك شيء خطأ في مشاعري وإدراكي، فقد كنت أتهكم في بعض الأحيان على من يقولون، إن الشخصيات التي يجسدونها تؤثر عليهم ولا يستطيعون التخلص منها، وأعلق «ما إحنا بنمثل عادي يعني»، إلى أن جسدت دكتور يحيى في «الفيل الأزرق»، وأستطيع القول، إنه لن يفارقني وما زال مؤثرًا عليّ حتى الآن.

كيف ترى العالمية في المجال الفني؟

لا يوجد ممثل في العالم لا يحلم بالعالمية، فنحن نسعى، وأعتقد أن الصناعة في مصر، مؤخرًا، تطورت تطورًا كبيرًا، في الإخراج والتصوير والموسيقى، جعلتنا نستطيع أن نصل إلى العالم، وأعتقد أن الفيلم العربي، مؤخرًا، أصبح له ثقل في المهرجانات العالمية على جميع المستويات.

أرى أن الأفلام المصرية حاليًا أصبحت تصل أكثر مما مضى للعالمية وهذا ما شاهدناه خلال الفترة الماضية، وهذا ما يختلف عن السنوات الماضية.

لماذا لا تقدم خلال 25 سنة تمثيلًا سوى مسرحية واحدة؟

لم أقدم خلال مشواري بالفعل سوى مسرحية «حكيم عيون»، وذلك لأن المسرح لم يحبني هو يحتاج إلى حضور يومي، ومواعيد ثابتة فلم نتوافق معًا.

ما النقاط التي تهتم بها لكي توافق على سيناريو عُرض عليك؟

أقرأ في البداية ما يُعرض عليّ من سيناريو بشكل كامل، إذ وجدت أنني في حالة انجذاب لما أقرأ وأتوالى في القراءة من دون أن يصيبني الملل، وما إلى ذلك، فأبدأ في قراءة شخصيتي،إذا تم الأمر بالنسبة لي أوافق على العمل.

هل ترى أن المنصات ستُغني الجمهور عن السينما؟ 

من وجهة نظري أن السينما ستظل سينما، وسيبقى تأثيرها ولن تؤثر عليها المنصات الإلكترونية، سيظل عشق الجمهور للغرفة المغلقة التي يحدث لها تطور من حين لآخر، ولكن ما ستحتاج إليه السينما، هو أن نقدم إبهارًا بشكل أكبر، وأشياء لا توجد في المنصات.

ما الفيلم الذي تود تقديمه مرة أخرى، وكان من إخراج والدك المخرج محمد عبد العزيز؟

فيلم «انتخبوا الدكتور عبد الباسط»، لأن عادل إمام به كان مختلفًا تمامًا وتقديمه كان ذا شكل مختلف عما قدمه الزعيم من قبل.

هل اختياراتك وما بها من نضج جاء عن طريق الصدفة أم  رتبت له بخطوات محسوبة؟

لم يأت الأمر بشكل عفوي من الأساس، فكنت أضع أمامي عددًا من النجوم على رأسهم عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وغيرهم، وبالتالي كان لدي رغبة دائمة في تنوع الأدوار التي أقدمها، كما أنني في البداية لم أقبل أي نوع من الأدوار وكان البعض يرون أني كيف لي أن أتصرف هكذا وأرفض أدوارًا وأنا في بداية الطريق حتى وجدت ضالتي وانطلقت منها.

هل أنت راض في الفترة الحالية عن السينما المصرية؟

أنا راض حاليًا عن السينما المصريية، وذلك لأننا في تلك المرحلة بما لديها من إمكانيات وتقنيات، وما تحققه من إيرادات وتوزيعه بالخارج، وبالتالي فهو أفضل من السينما من 10 سنوات.

هل خشيت من تقديم تجارب  الجزء الثاني من «الاختيار» و«الفيل الأزرق»؟

دائمًا الجزء الثاني أصعب من الأول في أي عمل فني، فأنت مُحمل بنجاح الجزء الأول وتوقعات الجمهور، وخيال الجمهور يساوي 100 مرة الذي قُدم له في الجزء الأول، وكيف يمكن أن تجاري هذه التوقعات وتحققها وكيف تحقق الرضا الذي حصل عليه الجمهور في الجزء الأول، فدائمًا يكون السؤال في هذه الحالة ماذا سأقدم في الجزء الثاني لكي أنجح، وهذه هي الصعوبة الحقيقية.

ما تعليقك على  تفاعل الجمهور مع اللقطات والنظرات بينك وبين ماجد الكدواني أثناء تسلمك جائزة التميز؟

ماجد الكدواني شخص مهم جدًا في حياتي فهو صديقي وشقيقي، وإنسان حقيقي ومن أطهر الفنانين وهو صادق جدًا وصاحب صاحبه، ولم يتركني في أزمة، وهو نعمة في حياتي فعلًا، ممكن تلاقي ده في إنسان لكن صعب تلاقيه في إنسان وفنان، وهو تركيبة غريبة في زمن صعب.

ما الدور الذي شاهدته وتمنيت لو قمت أنت بتأديته، سواء في فيلم مصري أو عالمي ؟

«الجوكر»، سأكون مهتمًا جدًا أن أقدم دورًا مثل هذا.

ينتقد البعض ظهورك بنفس المظهر في أعمالك المختلفة الأخيرة، فهل يمثل المظهر الخارجي أهمية بالنسبة لك في تقمص أدوارك؟

أقوم بتغيير شكلي إذا تطلب الدور ذلك فقد ظهرت بلحية في «الفيل الأزرق»، وحاليًا علق الجمهور على الشنب، وذلك بسبب فيلم «الكيرة والجن».

هل تتدخل في كتابة سيناريوهات أعمالك أو الإخراج؟

لا أتدخل في السيناريو، ولكني أجلس مع المؤلف والمخرج وأعرض وجهة نظري عليهما فقط وتتم الأمور بالاتفاق، ويقنعني المخرج أو المؤلف، ونقوم بتنفيذه، وأنا في الأساس مخرج، ولا يجب على الفنان أن يتدخل في التأليف أو الإخراج.

لماذا تبتعد عن السوشيال ميديا؟

أنا لم أتفاعل مع السوشيال ميديا، ووجدت أن الحياة تسير والأفلام تحقق نجاحات، ولم أجد مشكلة تجعلني ألجأ إليها حتى وإن كنت مقلًا، إضافة إلى أنني لست من الشخصيات التي تعرض حياتها اليومية على السوشيال ميديا، أنا أقوم بالتصوير وأعود إلى المنزل.

هل يمكن أن تلجأ إلى عملية تجميل إذا احتجت إلى ذلك؟

من وجهة نظري، لا يوجد رجل جميل، فلا يقلقني أمر السن إذا تقدم بي العمر، ولا يسبب لي أزمة، فالوسامة نعمة من الله بالقطع، ولكن لن تبيع الفيلم في النهاية بجمالك، وهذا ما فكرته فيه منذ بدايتي ألا أجعل شكلي هو الأساس، فمن الممكن أن يضعك في أدوار في البداية، ولكن في النهاية لن تستمر لأنك وسيم فقط.

متى سيرى الجمهور كريم عبد العزيز مخرجًا، وإذا قدمت فيلمًا قصيرًا فعمَّ ستدور قصته؟

بالفعل ما زال لدي حلم الإخراج، فأنا في الأساس قسم إخراج، وأضع الأمر في حسابتي، ولكن لم أحدد حتى الآن ما التوقيت المناسب لذلك، وإذا قدمت فيلمًا قصيرًا سيكون عن التحرش.

ما الأعمال المقبلة؟

أقوم حاليًا بتصوير فيلم «كيرة والجن» مع أحمد عز وإخراج مروان حامد، وسأقوم ببداية تصوير مسلسل «الاختيار3»، بالاشتراك مع أحمد السقا وأحمد عز.