«ما يجري في تركيا ليس انقلاب عسكري، هي ثورة من داخل القوات المسلحة التركية […] والجيش التركي عندما يقوم بهذه الثورة دائما ينتصر، دائما في ثورات الجيش التركي يحقق الانتصار […] الجيش التركي رأى أن الوضع في تركيا وضع صعب، المواطن التركي يئن، الجيش التركي يئن، القضاء أصبح مسيس، تحولت الدولة العلمانية إلى دولة إخوانية دينية، وبالتالي كان على الجيش التركي أن يعيد ويصحح المسار»

أحمد موسى عن الانقلاب الفاشل في تركيا


مسرحية الانقلاب من خمسة مشاهد فقط

المشهد الأول: دبابات تتجه للشوارع الحيويه المختلفة بتركيا وعسكريون يقتحموا مقار القنوات التلفزيونية ليعلنون عن انقلابهم العسكري والإطاحه بحكومة رجب طيب أردوغان.

المشهد الثاني: أردوغان يظهر عبر محادثة عاجلة من خلال سكايب ليعلن عن سيطرته على الموقف ويطمئن الشعب ويطلب منهم الوقوف صفًا واحدًا ضد ما يحدث من مؤامرة على العملية الديمقراطية.

المشهد الثالث: أطياف مختلفة من الشعب التركي تتوجه للشوارع لمحاصرة الجنود المنقلبة ومهاجمة دبابتهم بكل شجاعة، معلنين عن وعيهم بأهمية العملية الديمقراطية وأهمية الحفاظ عليها من أي منقلب.

المشهد الرابع: أحزاب وتيارات المعارضة التركية العلمانية ومن أبرزها حزب الشعب الجمهوري تعلن تضامنها الكامل للحكومة المنتخبة وترفض الانقلاب العسكري.

المشهد الخامس: الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تعلن رفضها الانقلاب على الديمقراطية في تركيا.

أخذ الوضع التركي في التطور خلال ساعات قليلة، ليبدأ بأخبار عن انقلاب عسكري غير واضح المعالم بتركيا، مرورًا بالتداعيات المختلفة، وصولا إلى صور الشعب التركي بالشوارع التركية وبذل الحكومة كل ما في وسعها للحفاظ على العملية التركية. وحاولت قوات الانقلاب السيطرة على وسائل الإعلام سريعا، إلا أن وسائل إعلام دولة أخرى لم تحتاج إلى أى قوات أمن، بل تطوعت لعمل دعاية مجانية لهذا الانقلاب الوليد، مؤملة أن يتطور سريعا وتأخذ الدبابة مقعدها من الحكم بتركيا مرة أخرى.


أحمد موسى: كايدة العزال أنا من يومي

أعتاد الكثيرون على إذاعته للأخبار بشكل كاذب، وتبنيه لخطاب كاره مُحرض دون محاسبة من أحد، إلا أن تلك المرة أتحفنا أحمد موسى ببهجته العارمة وتغطيته المتواصلة بعد إعلان الانقلاب في تركيا، وصرح بأن ما يحدث: «ليس انقلابا عسكريًا، على الإطلاق، هي ثورة داخل القوات المسلحة التركية»، لينم على جهله الشديد بمعنى الانقلاب العسكري وحقيقة الوضع التركي.

فتناول أحمد موسى أخبار الانقلاب بغِلِّ واضح تجاه الرئيس التركي أردوغان وسياساته الخارجية -المخالفة بعض الشيء لسياسات وتوجهات مصر-، حيث ظهرت الشماته في كل كلمة لفظ بها في حلقته ببرنامجه على قناة صدى البلد ليسير على نهج الأغنية المصرية الشهيرة القائلة: «كايدة العُزال أنا من يومي أيوه أه».

وقال موسى: «عدم وجود أردوغان في السلطة هو استقرار للعالم أولا، ولأوروبا ثانيا ولأمريكا ثالثا، ثم الشرق الأوسط» ووجه تساؤلاته المندهشه إلى أردوغان قائلا: «أنت هتحارب الشعب يعني؟ يعني هل الشعب النهاردة هيقف قدام الجيش؟». مؤكدا ومتمنيًا بسقوط الديمقراطية التركية، وقال عن جماعة الإخوان المسلمون: «الوحيد اللي كان بيديهم رمأ هو أردوغان الوحيد اللي قواهم هو أردوغان (..) أردوغان ينفق المليارات من أموال الشعب التركي على عصابات الارهاب ومن بينهم عصابة جماعة الإخوان الارهابية».

وعبر موسى عن موقف الجيش التركي كانحياز لجموع الشعب في مخالفة صارخة للصورة الحقيقية لما حدث من نزول الجيش أولا للشوارع دون أي ظهير شعبي، ثم نزول الشعب رفضا لما قامت به بعض العناصر في الجيش التركي من محاولة للانقلاب على السلطة، وأعلن المؤيدين والمعارضين لأردوغان رفضهم للانقلاب العسكري لا حبًا في الحكومة الحالية ولكن رفضا للانقلاب على العملية الديمقراطية.

إلا أن فرحة موسى لم تكتمل والحماس الذي تملك من صوته اختفى بعد دقائق محدودة من ثبوت فشل الانقلاب، وقال: «لحد دلوقتي ماحدش يقدر يقول نجح أو فشل، يعني مش هتقدر تجزم ثورة الجيش نجحت أو ثورة الجيش فشلت».


يوسف الحسيني يخلع أردوغان من الحكم

ظهرت تغريدات يوسف الحسيني على تويتر لتعبر هي الأخرى عن جهله بتعقيدات الأمور السياسية، حيث تناول الموضوع في ثلاث تغريدات متتاليه بشكل سطحي ليعبر عن أن ما يحدث في تركيا بكونه: «خلغ أردوغان من الحكم وإسقاط حكم الإخوان في تركيا».

ولم يكتف الحسيني بذلك، حيث أخذ ينظر في تعامل العالم الغربي بالترحاب مع خلع أردوغان من الحكم، بسبب معاناة الدول الغربية من الإرهاب النابع من التيارات الإسلامية.

و أضاف 5 مصطلحات ستستخدم دوليا لتوصيف ما يحدث‘ مستبعدا أن يتم توصيفه أو التعامل معه كانقلاب عسكري. حيث قال: «ستستخدم هذه المصطلحات دوليا لتوصيف ما حدث في تركيا : -نقل السلطة -استعادة الشرعية الدستورية -خلع إردوجان -خلع الطاغية -إسقاط إردوجان».


شوبير محلل سياسي

وفي حلقته بالأمس على قناة صدى البلد استوقف أحمد شوبير حديثه مع ضيوفه الكرويين عن كرة القدم، وبدأ في شرح وتحليل الوضع التركي. ليتحول البرنامج إلى ستوديو تحليلي لشئون السياسة الدولية وما يخصها بعيدًا عن كرة القدم.

عبر شوبير عن تعامل أردوغان مع الجيش قائلا: «هو بقاله فترة بيهين الجيش إهانه بالغه يعني»، ثم سأل ضيوفه: «هل هيقدر الجيش يكمل؟» فضحك الضيوف دون إجابة واضحه، ثم بدأوا في قراءة بيان الجيش التركي ومحاولة تفسيره لغويا وسياسيًا في مشهد هزلي.

واستولت ضحكاتهم الغير مبررة على الدقائق الأولى من تحليل المشهد السياسي التركي، هذا إلى جانب الدعوة للجيش بالنجاح في مهمته مبررين ذلك بأن الرئاسة التركية في موقف عدائي تآمري ضد مصر حتى وصل الأمر إلى «قلة الأدب» على حد تعبير أحد ضيوف شوبير.

وعبر حمدي بخيت «الخبير الاستراتيجي» -كما وصفته القناة- خلال مداخله هاتفية بالبرنامج عن الوضع قائلا: «أردوغان لم يحقق لتركيا سوى المزيد من الخسائر والتعقيدات التركية».


مصطفى بكري: الجحيم لأردوغان

قال مصطفى بكري في مداخله هاتفيه ببرنامج شوبير: «الجيش التركي سيطر سيطرة كاملة على شئون البلاد وفقا للبيانات الصادرة من هناك»، مؤكدًا على سقوط أردوغان من الحكم باعتباره إخواني لفظته جموع الشعب. وأضاف بكري: «بالتأكيد أن الرئيس التركي أردوغان يحاول الآن أن يجد لنفسه منفذا على الأرض (..) ولكننا ننتظر أن يلحق أردوغان بشقيقه محمد مرسي بعد قليل».

خيارات الجيش ومصير اردوغان كان الانقلاب علي حكم أوردغان متوقعا ، لقد أصابه الغرور ، وكرر نفس سيناريو الاخوان في مصر…

Gepostet von ‎الحساب الرسمي للأستاذ مصطفى بكري عضو مجلس الشعب (السابق)‎ am Freitag, 15. Juli 2016

وعبر بكري من خلال صفحته الرسمية على فيسبوك قائلا: «ثقة الشعب التركي في جيشه كبيره ، لكنه بالقطع سيواجه بعض الفلول المنتمية لجماعة الإخوان وحزبها الذي ظل يحكم البلاد منذ عام2003، غير أن مصير هؤلاء سيكون كمصير عناصر الإخوان في مصر والتي لم يعد لها تواجد علني الآن»، فلم يتمكن الصحفي ونائب البرلمان بكري من إخفاء فرحته بالانقلاب على العملية الديمقراطية بتركيا، كما شخصن القضية في أردوغان وتمنى من خلال حسابه الشخصي على تويتر الجحيم لأردوغان ومحاكمته كمجرم حرب.


خيري رمضان وأسامة كمال ومجدي الجلاد: تعددت الآراء وأردوغان خبيث

أذاع خيري رمضان خبر الانقلاب العسكري داخل تركيا بلقطات مصورة خلال برنامجه «ممكن» على قناة سي بي سي، وعلق قائلا: «هذا الحدث الكبير الذي يعكس التعثر الشديد في أداء وطريقة حكم رجب طيب أردوغان الرئيس التركي في الفترة الأخيرة وفي العامين الأخيرين تحديدا بعد أن تمكن».

وربط هو الأخر بين أردوغان وجماعة الإخوان في مصر، معبرًا عن رغبتهم في الاستحواذ والتمكين على كل مفاصل الدولة، حيث قال: «أنا فرحان في أردوغان»، وأضاف: «لا أتمنى السلام لأردوغان، لأنه تدخل كثيرا في شئون مصر وعليه أن يشرب».

كما اكتفى مجدي الجلاد بالتعبير عن ما يحدث بتركيا بكونه يوم أسود على جماعة الإخوان الإرهابية.

إلا أن أسامة كمال في برنامجه على قناة القاهرة والناس تعامل مع الوضع بشكل مختلف تمامًا، حيث توقع أن ما يحدث في تركيا هو تمثيلية من قبل أردوغان لكسب التعاطف، وإحكام سيطرته على البلاد بشكل أكبر، وقال: «الانقلاب في دولة زي تركيا مبيكونش بقفل جسرين وإنما بالسيطرة على مفاصل الدولة».

ربما جاز لنا أن نطلق على كل هذا تصريحات فردية من إعلاميين غير مسئولين، لكن نظرة سريعة على عناوين الصحف التى تصدر عن مؤسسات صحفية وإعلامية مصرية كفيلة بأن تؤكد لنا أن المشهد متناغم للغاية، مشهد كان أولى بمن صنعوه أن يتبرأوا منه، فإن كان هؤلاء اعتبروا ما جرى فى 3 يوليو/ تموز ثورة وليس انقلابا لأنه مدعوم من القوى السياسية المدنية والشعب، فكيف يدافعون ويؤيدون الآن تحرك عسكرى لم يستعن بأى حراك مدنى؟