توضيح: كُتب هذا المقال بعد يومين من الفوز التاريخي للمغرب أمام البرتغال، وقبل يوم واحد من المباراة المُنتظرة في نصف النهائي بين المغرب، وحامل اللقب السابق، والمرشح بقوة للحفاظ عليه، المنتخب الفرنسي.

طفلٌ مصري في التاسعة من عمره يبكي بحرارة لا ينافس شدتها إلا ما يضطرم في صدره من حنق وإحباط. قد لا يبدو أي شيء مميز في هذا، فالأطفال في هذه السن يبكون ويغضبون ويُحبَطون كثيرًا. لكن ما يثير العجب فعلًا، أن هذا البكاء كان بعد انتهاء مباراة لكرة القدم في كأس العالم فرنسا 1998م، انتصر فيها الفريق الذي كان يشجعه هذا الطفل بحماسة، بثلاثة أهداف نظيفة.

كانت تلك هي مباراة المغرب واسكتلندا، التي تألق فيها المغاربة وفازوا بالثلاثة، لكنهم بكل أسف غادروا البطولة رغم تحقيق 4 نقاط، إذ تمكن المنتخب النرويجي من الفوز بهدفين لهدف على البرازيل المتراخية لضمانها قمة المجموعة بـ6 نقاط حصدتها في المباراتين الأوليين.

رأى الطفل الباكي- الذي هو كاتب هذه السطور الآن- آنذاك أن ما حدث كان مؤامرة خبيثة لإقصاء الفريق العربي المسلم المغرب، لا سيما وقد قص عليه والده صباح ذلك اليوم قصة فضيحة خيخون 1982م الشهيرة، التي تواطأت فيها النمسا وألمانيا ضد المنتخب الجزائري، وأقصوه من دور المجموعات في كأس العالم بإسبانيا، رغم فوزه في مباراتين كانت إحداهما حديث العالم أمام ألمانيا الغربية.

لم يخطر ببال هذا الطفل الصغير، الذي تشرَّب حتى النخاع انتماءه العروبي والإسلامي والأفريقي، حتى تأثر به نمط انحيازاته وتشجيعه في المنافسات الرياضية العالمية، أنه سيشهد بعد أقل من ربع قرن ما يثلج صدرَه من نفس المنتخب العربي والإفريقي الذي بكى من أجله بصدق الطفولة وبراءتها وحساسيتها، فيراه ملء السمع والبصر في المربع الذهبي لأفضل نسخة كأس عالم شهدها على الإطلاق.

أحصنة سوداء وكبيرهم المغربي الذي علمهم سحر المفاجأة

لم يكن الإحباط المغربي 1998م هو الوحيد الذي عصفَ بالمشاعر الكروية العربية والأفريقية خلال تلك السنين العجاف، فقد ذُقنا مثلَهُ أو أشد وبيلًا من السنغال 2002م، وغانا 2010م ، بخروجهما المؤلم والغريب من دور الثمانية بعد أن كانا قاب قوسيْن أو أدنى من المربع الذهبي. في المقابل، كان يصيب العرب والأفارقة مزيج من الغبطة والحسرة تجاه الأحصنة السوداء الأخرى غير العربية وغير الأفريقية، التي نجحت في الوصول إلى المربع الذهبي، مثل كرواتيا 98 و2018م، وتركيا وكوريا الجنوبية في 2002م، وأوروجواي 2010م.

وعندما تفاءلنا بالمنتخب المغربي الصاعد بعد غياب 20 عامًا إلى كأس العالم روسيا 2018م، أوقعته القرعة مع إسبانيا حامل لقب 2010م، والبرتغال بطل أوروبا 2016م، وإيران العنيدة التي انتزعت فوزًا عجيبًا أمام المغرب بهدف نظيف، وتبعتها البرتغال بفوزٍ مماثل على المغرب التي عاند الحظ مهاجميها وأخرج لهم لسانه غيظًا، فأضاعوا ما لا يقل عن 6 فرص محققة لاختراق مرمى البرتغال، ثم انتهت المسيرة بتعادل رمزي بهدفين لمثلهما أمام إسبانيا.

لذا فعندما أوقعت قرعة قطر 2022م المغربَ في مجموعة لا تقل قسوة عن 2018م، تضم هذه المرة بلجيكا ثاني التصنيف العالمي، وكرواتيا صاحبة المركز الثاني في كأس العالم روسيا 2018م، مال الأكثرية إلى التشاؤم تجاه المغرب، بينما اعتُبِرت أنا الأكثر تفاؤلًا عندما توقعت أن تختطف المغرب المركز الثاني ولو بفارق الأهداف أمام كرواتيا الشائخة بالمقارنة بنسخة 2018م. ثم حدث ما شاهدناه من اعتلاء المغرب قمة المجموعة بـ7 نقاط، أغلاها الفوز على بلجيكا بهدفين نظيفين، في مباراة تفوَّق فيها المغاربة على بلجيكا دفاعًا وهجومًا وروحًا وانضباطًا خططيًا.

لازم سوء الحظ المغرب للمرة الثانية في تاريخ كأس العالم، حيث تعتلي قمة مجموعتها، فتصطدم بقوة كروية عظمى في المركز الثاني من المجموعة المقابلة. حدث هذا في المكسيك 1986م، وهُزم المغاربة في دور الـ16 بصعوبة أمام ألمانيا الغربية بهدفٍ نظيف (وصلت ألمانيا الغربية في تلك النسخة إلى النهائي، حيث هزمتها أرجنتين مارادونا). والآن في قطر 2022م، تجد المغربُ إسبانيا بطل كأس 2010م، وأحد المرشحين للذهاب بعيدًا في 2022م في طريقها، ولكن تفرض المغرب إيقاعَها الدفاعي المنضبط، والمتكامل مع قدرة فريدة على نقل الهجمة، وصناعة الخطورة في المرتدات، جعلتها رغم الاستحواذ الإسباني، والأرقام القياسية في التمريرات، تكون هي الأخطر على المرمى، ثم تنتصر باستحقاق في ضربات الجزاء. ثم أتى دور الثمانية، وتجاوزت المغرب باستحقاق مرشح آخرَ للقب هو البرتغال بهدفٍ رائع ليوسف إنصيري، ورغم اضطرار المنتخب المغربي- المنهك بدنيًا من المعارك الكروية المتلاحقة – إلى لانكفاء إلى الدفاع في الشوط الثاني، فإن الإحصاءات تُخبرنا أن المغرب لم يقل خطورة على المرمى من البرتغال، بـ3 تسديدات على المرمى من أصل 9، إلى جانب انفراد محقق أضاعه شديرة وسط ذهول البلايين من المتابعين، مقابل 3 تسديدات من أصل 12 للبرتغال.

وبكل إنصاف، لو خسرت المغرب مباراتيها الباقيتين في الكأس، وحصلت على المركز الرابع، فسيصفق لها الجميع، إذ لم يسبق لحصانٍ أسود أن تخطى عمالقة القارة الأوروبية على التوالي بهذا الشكل، وبانضباطٍ دفاعي وتألق من الحارس منعا أن تتلقى شباكه في خمس مبارياتٍ ضارية سوى هدفٍ واحد سجله نايف أكرد بالخطأ في مرماه!

والآن، ولأن بنظائرها تتميَّز الإنجازات، سنوجز في ما بقي من هذه الجولة رحلات الأحصنة السوداء الأخرى التي بلغت المربع الذهبي في الشكل الأخير لكأس العالم ذي الـ32 فريقًا، الذي بدأ بنسخة فرنسا 1998م، وكان جميع هذه الرحلات أقل شراسة مما لاقاه أسود الأطلس في 2022م. وليس هدفنا من سرد النماذج التالية التقليل من قيمة الإنجاز الذي حققه أصحابها، إنما استخدام المقارنة لجلاء روعة الإنجاز المغربي الذي نعيشه الآن.

تركيا 2002م .. ثالث العالم المحظوظ

اعتُبر الفريق الذي مثَّل تركيا في هذه الكأس جيلًا كرويًا ذهبيًا لها، كيف لا وقد سجَّل في تاريخ اللعبة برونزيةً باسمها. أوقعت القرعة تركيا في مجموعة متوازنة تضم إلى جانبها البرازيل القوية، وكوستاريكا والصين المقاربين لها في المستوى أو أضعف قليلًا. انتزعت تركيا بطاقة الصعود في المركز الثاني بـ4 نقاط، وبفارق الأهداف عن كوستاريكا.

اعتلت اليابان المنظِّمة قمة المجموعة المقابلة، وأصبحت هي خصم تركيا في دور الـ 16. أخذ الأتراكُ اليابانيين على حين غرة، وأحرزوا هدفًا برأسيةٍ عبر ضربة ركنية في الدقيقة 12 من الشوط الأول، ثم تمكن الدفاع التركي والحارس المميز روستو وكذلك عارضة المرمى من الصمود أمام هجمات الفريق المضيف، ليصعدوا إلى دور الثمانية بهذا الهدف الغالي.

في دور الثمانية، وبهدفٍ قاتل من البديل إلهان منسيز في الدقيقة الرابعة من الوقت الإضافي، سرقت تركيا بطاقة الصعود من السنغال المتحفزة التي وصلت إلى هذا الدور بعد مسارٍ حافل انتصرت خلاله على فرنسا، والسويد، وتعادلت مع الدانمارك وأوروجواي.

في المربع الذهبي، اصطدمت تركيا مجددًا بنجوم السامبا، ليتمكن الظاهرة رونالدو دي ليما من فك شفرة الدفاع التركي الحصين وانتزاع هذف الفوز البرازيلي. ثم جاءت مباراة الثالث والرابع، التي سجل فيها الأتراك إنجازًا تاريخيًا بتسجيل الهدف الأسرع في تاريخ كؤوس العالم، بإمضاء هاكان سوكور في الثانية رقم 11 في المباراة، وانتهت المباراة بفوز تركيا بثلاثة أهداف لاثنين.

وهكذا انتزع الأتراك برونزية كأس العالم، دون أن يعترض طريقهم أي فريق أوروبي من الأساس، والفريق اللاتيني القوي الوحيد الذي صادفوه كان البرازيل، وانهزموا منه مرتين كما ذكرنا، وإن كان يُحسَب لهم أنهم هُزموا في المبارتيْن بفارق هدف واحد.

كوريا الجنوبية 2002: جُهدٌ مشكور وجمهور وجمال الغندور؟

حقَّق المضيف الآخر كوريا الجنوبية إنجازًا آسيويًا خياليًا، بالوصول إلى المربع الذهبي ثم الحصول على المركز الرابع. ولعلَّ مسارَها كان أقسى من منافستها على المركز الثالث تركيا، فقد تصدَّرت كوريا الجنوبية بسبع نقاطٍ مجموعةً قويةً نسبيًا تضم البرتغال وبولندا والولايات المتحدة الأمريكية، من فوزٍ على الأولييْن وتعادل مع الثالثة.

في دور الـ16، كان الكوريون على موعد مع قوة عظمى مهتزة آنذاك هي إيطاليا، التي لم تنجح في الحفاظ على تقدمها بهدفٍ في الشوط الأول، إذ أحرزت كوريا التعادل في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني. في الشوط الإضافي الأول طرد الحكمُ نجم إيطاليا فرانشيسكو توتي، وسط ذهول الإيطاليين ومناصريهم، الذين اتهموا الحكم بالانحياز للمضيفين الذين تمكنوا من إحرازٍ هدفٍ ذهبي في الدقيقة 115 والعبور إلى دور الثمانية في سبقٍ تاريخي.

في ربع النهائي، عبر الكوريون من اختبار إسبانيا الصعب بركلات الجزاء، بعد مباراةٍ كال الإسبانُ بسببها الاتهامات الجسيمة للحكم المصري الدولي جمال الغندور ومساعديه، واعتبروه سبب خسارتهم الصادمة بعد أن ألغى هدفين صحيحين – بزعمهم – للإسبان، إلى جانب كراتٍ أخرى مشكوكٍ فيها. أما في نصف النهائي، فقد خسرت كوريا الجنوبية أمام ألمانيا بهدفٍ نظيف، لتخسر بعدها مباراة المركزيْن الثالث والرابع أمام تركيا كما ذكرنا آنفًا.

أوروجواي 2010م: مهارة وحظ .. ويد سواريز بالطبع

في جنوب أفريقيا 2010م، أعادت أوروجواي إلى الأذهان بعضًا من مجدها القديم كبطلٍ لنسختيْن من كأس العالم 1930م و 1950م، عندما وصلت بعد غياب طويل إلى المربع الذهبي، الذي أُقصيَت منه على يد هولندا 3-2، ثم حصلت المركز الرابع بعد هزيمة مماثلة من ألمانيا الجريحة. لكن كيف كانت رحلة أوروجواي إلى نصف النهائي؟

اعتلت أوروجواي قمة مجموعتها بـ7 نقاط، بعد تعادل سلبي مع فرنسا البائسة التي تذيَّلت المجموعة آنذاك، وفوزٍ سهلٍ نسبيا بثلاثية نظيفة أمام جنوب أفريقيا المضيف متوسط المستوى، وانتصار انتُزِع انتزاعًا أمام المكسيك بهدفٍ نظيف. في دور الـ16 كان المنتخب الأوروجواني سعيد الحظ بتجنب لقاء الأرجنتين متصدر المجموعة المقابلة، وملاقاة كوريا الجنوبية الأضعف نسبيًا، لتتخطاها بهدفيْن لهدف، لتلاقي غانا التي تخطت الولايات المتحدة بنفس النتيجة في دور الـ16، وتقع المواجهة التي لا تنسى في دور الثمانية، التي انتهى وقتها الأصلي بهدفٍ لهدفٍ رغم تفوقٍ غاني واضح على كافة المستويات، ثم في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي يتصدى سواريز بيده على خط المرمى لهدفٍ غاني محقق، ويُطرَد من المباراة، لكن يضيع المهاجم الغاني أسامواه ضربة الجزاء القاتلة وسط ذهول العالم، وحسرة الأفارقة لسنواتٍ بعدها، لا سيما وقد انتصرت أوروجواي بضربات الجزاء ووصلت إلى المربع الذهبي، لتسقط فيه في أول مواجهة مع قوة أوروبية عظمى- هولندا – في حالتها الطبيعية.

كرواتيا التي لا تملُّ من أن تكون حصانًا أسود

لا يفوتنا أولًا الإشادة بتثبيت كرواتيا لسمعتها كحصانٍ أسودَ، بمرورها إلى المربع الذهبي في ثلاث كؤوس للعالم هي 1998م و2018م و2022م. ورغم حصول كرواتيا على المركز الثاني في 2018م، فإن مشاركتها الأولى عام 1998م – بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا عبر حربٍ ضروس قبل سنواتٍ قليلة – التي فاجأت فيها المتابعين بحصولها على المركز الثالث، كانت في رأيي الأكثر إقناعًا، والأجدر بالاحتفاء نتيجة وأداء، ويكفي أنها السابقة التي صنعت النموذج والإلهام لما تلاها.

 ففي 2018، ورغم تصدر المجموعة بأداء جيدٍ وبالعلامة الكاملة، فإن كرواتيا عبرت بصعوبة من الدوريْن ثمن وربع النهائي بضربات الحظ الترجيحية أمام الدنمارك وروسيا على التوالي، وكان يمكن بسهولة أن تخسر أحد هذين اللقائيْن، وتنتهي رحلتها باكرًا. أمام النسخة الحالية 2022م، فلم تفز خلالَها كرواتيا إلا في أسهل مبارياتها أمام كندا، بينما تعادلت مع كلٍّ من المغرب وبلجيكا في دور المجموعات، وكادت تخسر مباراة بلجيكا بفارق، ثم خدمتها الحظوظ بالانقلاب التاريخي في المجموعة المقابلة التي اعتلت صدارتها اليابان التي تفوقت على كل من ألمانيا وإسبانيا، التي كادت تطيح بالكروات لولا ضربات الجزاء التي عبرتها كرواتيا بالتخصص، لتوقع البرازيل في نفس الفخ، وتنجح في تحقيق التعادل معها عبر الهجمة الوحيدة الحقيقية طوال 120+ دقيقة، ثم تذيقها نفس كأس الضربات الترجيحية المرة. وتصعد إلى المواجهة المنتظرة مع الأرجنتين في المربع الذهبي.

والآن نعود إلى سوكر ويارني ورفاقهما في فرنسا 1998م، ففي دور المجموعات، انتصر الكروات على جامايكا الضعيفة بثلاثة أهداف لهدف، ثم انتزعوا ثلاثة نقاطٍ أخرى من اليابان المتوسطة بهدفٍ نظيف، ليصعدوا إلى دور الـ16 رغم الهزيمة من الأرجنتين بهدف لصفر. في دور الـ16، خدم الحظ الكروات بملاقاة رومانيا الأقل سطوة من نسختها في أمريكا 1994م، وتجنب ملاقاة المنتخب الإنجليزي القوي، وفاز الكروات بهدف نظيف، ثم في دور الثمانية حقق الكروات أفضل نتائجهم، حيث هزموا المانشافت الألماني بثلاثة أهدافٍ موجعة. في المربع الذهبي، أحرج الكروات منظم البطولة فرنسا، وخسروا منها بصعوبة بهدفين لهدف، قبل أن ينتزعوا مركزًا ثالثًا مستحقًا من بين فكيّ منتخب بيركامب وكلويفرت الهولندي القوي، ويصبح دافور سوكر مهاجم كرواتيا الأبرز هو هداف البطولة بـ6 أهداف.

المغرب 2022م: حصان أسود خارج الملعب أيضًا

لم يكتفِ اللاعبون المغاربة بانتزاع آهات الإعجاب داخل الحلبة فقط، إنما خطفوا الأنظار خارجها أيضًا، لا سيَّما باحتفالاتهم المتميزة بعد كل انتصار مع أمهاتهم، ومع أطفالهم، وبالسجود في تواضع بعد كل فوزٍ مستحق، وبرفع علم فلسطين الجريحة، وبالتصريحات الاحترافية من اللاعبين ومن مدربهم المحلي الذي تولَّى تلك المهمة العسيرة قبل ثلاثة أشهر فحسب، وكذلك بالروح الإيجابية الفريدة السائدة بين مختلف اللاعبين، التي كان من نماذجها على سبيل المثال لا الحصر تنازل الحارس المتألق ياسين بونو عن جائزة أفضل لاعب في مباراة البرتغال إلى زميله المهاجم يوسف نصيري صاحب الهدف. لأجل هذا وغيره، لم يكن مستغربًا أن يلتف حولهم المشجعون من كل الأقطار العربية والإسلامية والإفريقية، وكثيرون من خارج تلك الدوائر أيضًا. ولعلّ المغرب الآن هو الفريق الأكثر شعبية حول العالم في المربع الذهبي.