مرحبًا بكم مجددًا! ها قد بدأ العام الجديد وبدأت ناسا بالإعلان عن مهماتها الجديدة، فقد أعلنت ناسا في الرابع من يناير/كانون الثاني عن مهمتين جديدتين لاستكشاف الفضاء، والأهم من ذلك استكشاف ماضي المجموعة الشمسية المجهول، بالعودة إلى الوراء أكثر من 10 ملايين سنة!

المهمتان الجديدتان هما Lucy و Psyche ، وتم اختيار هاتين المهمتين من بين خمس مهمات أخرى للمضي بهما قدمًا.


قُرب جونو

ستزور لوسي، وهي مركبة فضائية روبوتية، الفضاء المحيط بالمشتري، في تلك المنطقة المليئة بطروادة المشتري «Trojan»، وهي كويكبات تشارك المشتري مداره حول الشمس. ستنطلق المركبة في أكتوبر 2021، أي بعد ما يقارب الخمس السنوات من الآن، وستصل إلى حزام الكويكبات – المتواجد بين المريخ والمشتري – في 2025، أو هكذا خطط لها.

بعد ذلك ستقوم لوسي باستكشاف ستةٍ من كويكبات طروادة المشتري بين 2027 و2033، هذه الكويكبات تدور مع المشتري وذلك بسبب تأثير جاذبية الكوكب العملاق عليها، وتتم هذه الكويكبات دورةً حول الشمس مع المشتري خلال 12 عامًا أرضيًا.

كويكبات طروادة المشتري
كويكبات طروادة المشتري

يُعتقد أنّ هذه الكويكبات هي آثار من العهد الأقدم في تاريخ تشكّل نظامنا الشمسي، وربما تشكلت بدايةً في مكان بعيدٍ عن مكان تواجدها الحالي، وبدارستها سنستطيع أن نفسّر تاريخ المجموعة الشمسية ونفهمه في مراحله الأولى.

ويعتقد هارولد ليفسون Harold F. Levison، المسؤول الرئيسي في المهمة لوسي، أنّ هذه المهمة ستكون فرصةً نادرةً لرؤية بقايا التاريخ والمواد الأولية التي شكلت الكواكب الخارجية في نظامنا الشمسي، ولذلك تمت تسمية المهمة على اسم لوسي، الأحفورة التي غيرت نظرتنا لأصل الإنسان. كما ستعتمد لوسي بشكلٍ كبير على نجاحات ناسا السابقة في مهمات New Frontiers، مثل نيوهورايزنز التي أعطتنا الصور الرائعة لبلوتو، وأوزيرس ريكس، المهمة التي ستأتي لنا بعينة من كويكب آخر، وهو الكويكب بينو.


Psyche، لب بلا كوكب

ستقوم المهمة Psyche بدراسة أحد أهم الأهداف التي تم رصدها في حزام الكويكبات، كويكب معدنيّ عملاق، هذا الكويكب المُسمى 16 Psyche، والذي يبعد عن الشمس مسافة تعادل ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس. يبلغ قطر هذا الكويكب حوالي 210 كيلومترات، ويُعتقد أنه يتكون من الحديد والنيكل، مثل لبّ كوكبنا الأزرق.

المهمة Psyche

مازال العلماء متحيرين في أمر Psyche فبعضهم يعتقد أنّه قد يكون لبًا لكوكبٍ بحجم المريخ، لكنه فقد غطاءه الصخري الخارجي بسبب تصادمات عنيفة حصلت قبل مليارات السنين.

ستساعد هذه المهمة العلماء في فهم كيفية تشكل الكواكب والأجسام الأخرى الفضائية، وكيفية تشكل الطبقات المختلفة المشكلة لأجسام هذه الكواكب. ستنطلق هذه المهمة في 2023 لتصل إلى الكويكب المذكور في 2030، وذلك بعد أن تقوم بمناورة للحصول على الدفع من الجاذبية الأرضية في 2024، وأخرى بقرب المريخ في 2025.

وعن هذه المهمة تتحدث Lindy Elkins-Tanton من جامعة أريزونا: «إنّ هذه المهمة تسمح لنا باستكشاف عالم جديد، ليس من الصخر أو الجليد، بل هذه المرة من المعدن. إن 16 Psyche هو الجسم الوحيد في النظام الشمسي الفريد من نوعه، وهذه المرة الوحيدة التي سيستطيع فيها البشر الوصول للب كوكب، والتعرف على لب كوكبنا من خلال الفضاء الخارجي».

وبالإضافة للإعلان عن المهمتين السابقتين، فقد قررت ناسا تمديد التمويل لبرنامج كاميرا الأجسام القريبة من الأرض EOCam لسنة أخرى، وهذا البرنامج معد لتصوير ومراقبة مناطق الفضاء القريبة من مدار الأرض.


لماذا الكويكبات؟

المهمة Psyche
المهمة Psyche

وعن هذه المهمات يضيف مدير قسم العلوم الكوكبية في ناسا: «إن هذه المهمات هي المهمات التي تدخل في رؤية واستراتيجية ناسا الكبيرة، في فحص وفهم كيفية ولادة النظام الشمسي وتطوره، فقد استكشفنا كواكب خارجية، والعمالقة الغازية، ومجموعة من الأجسام الأخرى التي تدور حول الشمس. الآن ستدرس لوسي البقايا من لحظة البدء والتاريخ الأول لمجموعتنا، وستقوم Psyche بدراسة ومراقبة اللب الداخلي للكواكب بشكل مباشر. ستمنحنا هاتان المهمتان معلومات تحسن فهمنا للشمس وعائلتها من الكواكب، كيف تشكلت وكيف تغيرت مع الوقت، وكيف أصبحت أماكن يمكن أن تتطور عليها الحياة وتستمر.. والأكثر ربما».

تُعتبر مهام برامج Discovery قليلة التكلفة نسبيًا، فهي تكلف أقل من 450 مليون دولارٍ فقط، وتُدار من قبل قسم العلوم الكوكبية في ناسا، ويُحدد لكل مهمة مسؤول رئيسي يقوم بإعداد فريق من العلماء والمهندسين لإجابة الأسئلة المهمة حول مجموعتنا الشمسية.

تتضمن برامج Discovery 12 مهمات أخرى، مثل مهمة Dawn التي أرسلت لبحث الكويكبات فيستا وسيريس، ومهمة InSight إلى المريخ، المجدولة للانطلاق في 2018.

مهمات ناسا التي توجهت نحو الكويكبات بدأت مع NEAR، الذي قام بتعقب الكويكب أروس، في 2000، واستمرت مع Dawn والآن أوزريس ريكس، التي ستعود في 2023 إلى الأرض مع عينة من بينو. تستهدف كل مهمة جزءًا معينًا من علوم الكويكبات، التي تعطينا معلومات أكبر وأدق عن طريقة تشكل ونشأة نظامنا الشمسي وفي النهاية تطوره.

المراجع
  1. NASA Selects Two Missions to Explore the Early Solar System
  2. Nasa approves two asteroid exploration missions for the 2020s