لم يكن عرض المشكلات الإنسانية وخصوصًا النسوية منها بالأمر الجديد عليها، بل على العكس تمامًا، فالنقد الاجتماعي من خلال الفن هو ما أتقنته واعتادت عليه حتى أصبح ما دونه لا يحقق لها النجاح الذي تتمناه سنويًا، فهي «ذات» و غالية في «سجن النسا» وسلمى في «تحت السيطرة»، وغيرها كثير من الأعمال التي حققت بها الفنانة نيللي كريم نجاحات كبيرة.

لتطل علينا هذا العام من خلال شخصية ومسلسل يحمل نفس الاسم وهو «فاتن أمل حربي»، من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل وشاركها في البطولة كل من شريف سلامة وهالة صدقي وفادية عبد الغني ومحمد ثروت ومحمد الشرنوبي، حاول كل فريق العمل أن يرمي حجرًا في مياه راكدة منذ سنوات لتغيير حال قانون الأحوال الشخصية في مصر حتى تحصل المرأة على حقوقها بعد الطلاق من زوجها، ولا تصبح مجنيًا عليها في الحياة بسبب أبنائها بعد الانفصال.

أجرينا في «إضاءات» هذا الحوار الخاص مع الفنانة نيللي كريم للتعرف على تفاصيل مشاركتها في مسلسل «فاتن أمل حربي»، ومدى توقعها لما سيحققه العمل من نجاح فني وقانوني واجتماعي.

لماذا وافقتِ على مسلسل «فاتن أمل حربي»؟

لأنها سيدة عادية جدًا وتوجد مشكلاتها في أكثر من نصف سيدات المجتمع المصري، وتحاول أن تواجه ما تتعرض له بقوة ونشاهد مثل شخصيتها كل يوم.

هل شاهدتِ شخصية مثلها، أو تعرضتِ لأي من تلك التصرفات في حياتك الشخصية؟

لقد واجهت مثل شخصية فاتن أمل حربي خلال حياتي كثيرًا جدًا ونماذج وأنماطًا مختلفة أيضًا مما تتعرض له، إضافة إلى أن هناك ممن حولي وفي دائرة معارفي الشخصية من هن مثلها ويعانين معانتها، ولكني على المستوى الشخصي لم أتعرض لما تعرضت له هي.

كيف ترين وضع المرأة في المجتمع حاليًا؟

أرى أن هناك اهتمامًا بأن يتم تصدير المرأة إلى أدوار الريادة، فالرئيس يعمل على ذلك بجدية خلال الفترات الأخيرة، فنرى أنها أصبحت تحصل على مناصب لم تكن تتولاها من قبل، إضافة إلى عدد السيدات اللاتي يتولين مناصب وزارية، ولكن نتمنى أن يزيد الإعلاء من شأن المرأة خلال الفترات المقبلة بشكل أكبر، وأن تحصل على حقوقها المهدرة.

هل ترين أن المرأة في مصر تحصل على حقوقها القانونية؟

للأسف لا.. فقوانين الأحوال الشخصية التي يتم التعامل بها تم سنها منذ سنوات طويلة، وبالتالي لا يمكن أن يتم التعايش بها حتى الآن، وبالتالي هناك فجوة كبيرة بين القانون وأرض الواقع.

هل تتوقعين أن يقوم المسلسل بتغيير قوانين الأحوال الشخصية؟

في ظل ما يحدث من تطور في مصر للأفضل، أتمنى أن يُنظر إلى قانون الأحوال الشخصية، ليتم تغييره للأفضل حتى تحصل السيدة على حقوقها  بالكامل ويتم تحسين وضعها للأفضل.

فطبقًا لمسلسل «فاتن أمل حربي»، نجد أن هناك حالة كبيرة جدًا من التعاطف لما يحدث للمرأة سواء من الشرطة أو القضاء أو غيرهما، وبالتالي نتساءل على لسان البطلة بشكل مستمر، لماذا نتعامل مع القانون على أنه مُنّزل من السماء، وبالتالي لا بد من وجود قانون جديد يحمي المرأة مما تتعرض له من ألاعيب طليقها.

من وحي فاتن أمل حربي وحياتك الشخصية.. برأيك ما السبب في زيادة معدل الطلاق في مصر؟

عدم تحمل المسئولية هو الأساس في زيادة معدلات الطلاق الموجودة حاليًا والمرتفعة جدًا.

كيف قمتِ بتدريب نفسك على الشخصية؟

ما حولي من تجارب نسائية وشخصيات كان كفيلًا بعد متابعته بظهور شخصية فاتن أمل حربي، فالمرأة التي تعاني من العنف الأسري والحقوق المهدرة وفي ذات الوقت تحاول أن تكون قوية لتحافظ على أبنائها وتعمل وتحاول أن تكون فاعلة، هي قصة الآف المصريات اللاتي نراهن يوميًا في حياتنا، فإذا قمنا بزيارة بسيطة إلى محكمة الأسرة سنجد الآلاف من فاتن أمل حربي.

ما رأيك في رد فعل الجمهور… وهل توقعت نجاحه؟

لم أقم بعمل حسابات لنجاح العمل أو فشله، في النهاية لا أحد يتمنى أن تفشل له أعمال، ولكني أشعر بمحبتي للشخصية وللعمل، وأنتظر التوفيق من الله، وأفعل ما بوسعي بتقديم أفضل أداء والبقية لله.

ما رد فعلك على العمل مع الكاتب إبراهيم عيسى في ضوء إثارة الجدل المحاطة به حاليًا؟

لم أنظر إلى ما أحيط به على الإطلاق، ولكن ما كنت أثق به هو أنه سيقوم بكتابة شيء عظيم، وسنقدم من خلاله قضية مهمة، وسيكون ذلك بذكاء شديد.

هل تتعمدين أن تكون اختياراتك ذات صدى اجتماعي؟

أتعمد أن تكون اختياراتي مختلفة ومتنوعة، وأن يكون بها انفعالات إنسانية مختلفة، وأن تكون ذات بعد اجتماعي مؤثر في الجمهور، كما أنني لا أعمل بشكل فردي، فأنا أعمل وسط فريق العمل، ومنه المنتج جمال العدل الذي يشاركني في اختيار أعمالي، ولكن «فاتن أمل حربي»، في الأساس فكرة ماندو العدل، وتم الاتفاق عليها مع الكاتب إبراهيم عيسى ثم تم ترشيحي للقيام ببطولة هذا العمل. 

سنوات مع شركة «العدل جروب للإنتاج»… لماذا ؟

الثقة.. أفضّل دائمًا خلال شهر رمضان أن تكون أعمالي مع شركة العدل جروب، وجمال العدل ليس مُنتجًا فقط يقوم بضخ المال حتى يظهر العمل للنور، ولكنه هو من يقوم ببناء العمل منذ البداية وحتى ظهوره للجمهور، كما أن اختياراته للأعمال التي ينتجها مميز. 

ما رأيك في انتقاد الجمهور للفنانين حاليًا الذي يصل إلى حد السب والقذف و تحريم أعمال فنية؟

لا أستمع إليها حتى أستطيع أن أكمل الحياة، فهذه الآراء أصبحت جزءًا من آراء البعض المنتشرة على السوشيال ميديا، وعلينا أن نتجاهلها حتى لا تزيد وتستمر. 

ما رأيك في الانتقاد الذي تعرضتِ له العام الماضي بسبب مسلسل «ضد الكسر»؟

أنا أستمع إلى الانتقادات الفنية  سواء من النقاد أو من الجمهور، فأنا دائمًا ما أستمع إلى البنّاء منها، فالبعض ينتقد لمجرد إظهار رأي مخالف، وهناك من يعلق وينتقد بالفعل من أجل الفن وفي هذه الحالة أستمع بالفعل، وأعمل على الأخذ بملاحظتهم.

هل تفضلين العمل في رمضان أم خارج رمضان بعد تجربتك بمسلسل «الجسر» مؤخرًا؟

أنا لا أقوم بحساب مدة العرض، سواء في رمضان أو خارج رمضان، فالمتعارف والمتداول أن نسبة المشاهدة تكون أعلى في موسم رمضان، ولكن في النهاية إذا كان العمل جيدًا سيحجز جمهورًا لمشاهدته سواء داخل رمضان أو خارجه.

ما رأيك في سخرية البعض من المسلسلات التي يطلق عليها لقب «نسوية»؟

المرأة هي كائن يعيش في المجتمع، وبالتالي يجب البحث عن حقوقه، حتى نكون مجتمعًا يسير على قدمين، فلا يمكن أن يعيش جزء من دون الآخر، وبالتالي لا يمكن اعتبار الأعمال التي تبحث عن حقوق جزء من المجتمع فقط«نسوية» ولا يجب بالتالي السخرية منه.

ما أعمالك المقبلة؟

لا أقوم بالتحضير أو الاستعداد لأي عمل حاليًا.

ما الأعمال التي تقومين بمشاهدتها في شهر رمضان؟

أحاول أنا أشاهد مسلسل «الاختيار » و«سوتس» حاليًا لضيق الوقت.