أثر الفراشة لا يُرى، أثر الفراشة لا يزول … هو خفة الأبدي في اليومي>
محمود درويش

في أُمسية من تسعة أعوام، كُنت أقرأ شعر «محمود درويش» بينما أستعد لاختبارات العام الجامعي الأخير، كانت أمي وقتها تُعد الطعام وهي تستمع لفريد الأطرش في الراديو يُغني «قلبي ومُفتاحه» وتنظر لي بابتسامة تحد طفولي، كانت دُعابتي الأثيرة معها أنها اختارت المُطرب الوحيد من الزمن الجميل الذي أستثقله بشدة ليكون مُطربها الأثير، توقفت قراءتي عند قصيدة «أثر الفراشة» وكان إيقاع الأغنية مُتحدًا مع رائحة الطعام الذكية كافيًا لإفساد كل تركيز مُمكن. نجحت خطة أمي بإحكام لأترك ما أفعله وأهرع لمائدة الطعام التي أتأخر عنها دومًا.

ماتت أمي بعد خمس سنوات من تلك الأُمسية، لم تكن الفجيعة في الموت بقدر ما كانت في إفلات أمي من كل مُحاولات استدعائها بالذكرى، كل كادر أو موقف أو حدث أحاول تذكرها عبره تنسل منه وينهار بنيانه بعد إعداده بثوان، كان الموت الحقيقي هو في إفلاتها من كل سياقات الحضور في قلبي، أتخيلها تفعل ذلك بنفس ابتسامة التحدي الطفولي التي كانت تأسر قلبي كل مرة لكنها بدت موجعة هنا، قادني تذكر ابتسامتها لذلك الكادر البسيط وهي تطهو وتسمع فريد الأطرش، حينما تذكرته ظل الكادر مُتماسكًا لم ينهر، انسللت بخفة من أجواء العزاء ووضعت سماعات الأذن ونظرت يمنة ويسرة كمن يوشك على ارتكاب خطيئة الضحك في عزاء، ضغطت بإصبع مُرتجفة على أغنية فريد وعادت أمي لمُخيلتي بابتسامة ولم تُغادر بعدها أبدًا بينما فريد يُكمل  «دانا مهما تقسى برضه راضي بك، وتسيبني الروح قبل ما أسيبك».

كان درس الموت الأول لي أن الماضي وأحباؤه ربما لا يُستدعون بمواقف ملحمية وبحكايات أسطورية، إنما قد يذوب الحضور المادي لمن تُحب ولا يتبقى منه إلا أشياء صغيرة لم تتخيل أبدًا أنها ستكون ميراث المحبوب، كادرات يومية مثل ابتسامة أمي وهي تُعد الطعام، رائحة الملوخية التي أعدتها يومها على إيقاع أغنية مُطرب تُحبه، تلك الأشياء ستصير طقوس أبدية لاستدعاء من تُحبهم بوصال، أدركت أن هذا ما عناه «محمود درويش» في قصيدته، أن خفة الأبدية لا تستحضرها ملحمة أو حكاية عُظمى، إنما تختبئ في تفاصيل اليومي والمُعاش كأثر فراشة بسيط تراه تافهًا في وقته لكنه كما يكمل درويش يستدرج المعنى ويرحل حين يتضح السبيل وتُدرك أنه سيصير تعويذة استدعاء وحيدة لذلك الوقت الدافئ، تفاصيل مُتناهية الصغر تدور في خلفية حياتك وأنت تبحث عن شيء ملحمي ولا تظن أبدًا أنها هي كل ما يهم.

كان ذلك كشفًا صوفيًا، مثل امرئ نظر للعالم ببصيرة مشوشة ثم منحه الفقد عدسة مُكبرة ليرى ما يهم حقًا في كادر العيش اليومي، من وقتها تركت الملحمة تنسل من يدي ونهلت من التفاصيل الصغيرة زادًا للعيش.

ظلت تلك القصة حاضرة في خلفية العيش ببصيرتها حتى صادفت كتب المؤلف «عمر طاهر»  والتي أحيطت دومًا بهالة الخفة والأدب الساخر، لكن باختبارها لم تكن خفة مُبتذلة بقدر ما كانت خفة الأبدي التي بشر بها محمود درويش، خفة أديب يحتفي بالتفاصيل الصغيرة، الأصوات، الروائح، الطعام، الكادرات البسيطة للعيش المُنفلتة بجمالها الصغير من السرديات الكُبرى، خفة أديب يستحضر كل ذلك من الهامش للمتن، كتابة خفيفة تُشبه غربال الزمن، يصطفي من المُعاش كل الزبد ويُنحيه جانبًا لتبقى فقط تلك التفاصيل الصغيرة التي يمارسها إنسان مُحب يتعبد في محراب العيش بحواسه كمداخل للذة مثل السمع والشم والتذوق، تلك التفاصيل التي ستصير في ما بعد مجازًا عن حقبة مرت، عن أحباء لم يعودوا هنا، عن حُب قديم، عن جرح لا يندمل، ومجاز أخير عنا بعد رحيلنا.

النوستالجيا كاستعاضة والحنين كاستعادة

بينما تجري الحياة ثمة أغنية ما تدور في الخلفية، بينما تدور أغنية ما ثمة حياة تجري في الخلفية
إذاعة الأغاني

تهتم كتابة «عُمر طاهر» بالحنين كعاطفة أساسية فهو يصف نفسه في كتبه أنه :«مغرم بتتبع أثر الزمن على كل تفصيلة في الحياة، من البشر إلى الحجر»

بينما يُمكن للحنين أن يصير نوستالجيا أي تعلق غير سوي بالماضي يلجأ له المرء كحيلة نفسية هربًا من حاضر مقلق، يُثمن «عمر طاهر» الحنين كعاطفة إنقاذية للحاضر وسجية عيش، فالحياة ليست لقطة بانورامية عملاقة أنت في منتصفها بشكل نرجسي إنما هي فسيفساء من تفاصيل صغيرة تلقيها عقولنا في خلفية المشهد بلا اكتراث وتطارد أحداثًا أكبر بينما تلك التفاصيل هي المشهد أصلًا، تدور كتابة عمر طاهر حول إنقاذك من تلك الغفلة ومحاولة عيش تلك التفاصيل بوعي كامل وعيون مُتسعة. حنين يُنقذ التفاصيل التي مرت ويستعيدها من الهامش للمتن.

في كتابه «إذاعة الأغاني» يستعيد مشاهد أثرت في تكوينه وأشخاصًا يُحبهم بأغان شاركت في بطولة كل مشهد، يُخبرنا «أفلاطون» أن ما يبقى من الأحداث هي فكرتنا عنها، فالحدث ينتهي والشخوص ترحل ولا يبقى إلا الفكرة التي قررت أن تتذكر بها هذا الحدث، بخفة يضع عمر طاهر الأغنية كمعادل للفكرة لدى أفلاطون، فاللحن هو كل ما نجا من الحكاية وهو راويها وهو مجاز الحضور بها عمن رحلوا.

بينما في روايته «كُحل وحبهان» نجد أسرة مصرية في مدينة غير مركزية، خالية من كل مباهج العاصمة وأبًا شرقيًا صارمًا لا يُجيد التعبير عن عاطفته وطفلًا ملولًا، يقدم عمر طاهر قصة بطلها الملل، أسرة بلا أحداث في مدينة بلا مُغامرات لكنه يمنح البطولة للطعام، تلك التفصيلة اليومية تصير احتفال الأسرة الوحيد بالحياة، فسؤال الأم لطفلها كل يوم عما يُحب أكله يصير هو وعد اللذة الوحيد في رواية مُملة، لا يُجيد الأب التعبير عن الحب بالكلام لكن يستشعر الطفل عاطفة الأب عندما يدخر أجمل قطعة لحم ليمنحها لأمه وزوجته، لم يخبر الأب طفله كيف يحبه لكنه أخبره كيف يأكل وكيف يستمتع بوجبته؟ يتعلم الطفل على المائدة فلسفة لم يتعلمها في المدرسة، يكبر الطفل ويصير الطعام فلسفة عيش له، كل موقف صعب وكل غريب يقابله له ما يُعادله من تشبيهات الطعام، أتذكر ما سميته نظرية الصلصة والبيتزا وهي معادل عمر طاهر الساخر لفلسفة التسامح لفولتير على لسان بطله:

الصلصة شخص لا يعيش لنفسه لكن للآخرين، حشو البيتزا فقط هو الذي يصنع الفروق، لكن جرب أن تحبس بشرًا مختلفين في خوف مشترك أو غناء جماعي، سيسقط الحشو ساعتها وستكتشف أن البشر عجينة واحدة

يسرق عمر طاهر تفصيلة صغيرة مثل الطعام ويجعلها إطلالة البطل على العالم، يتعلم البطل بعد أن يصير رجلًا كيف يتجاوز صمته الرجولي ويعبر عن حبه بفلسفته الوحيدة التي يعرفها، بطبخ وجبة لحبيبته ليخبرها أنه يُحبها بعد أن سرقت قلبه بنفس الطريقة بتقديمها وجبة طعام له لتكسر وطأة حزنه.

كل فكرة يبدأ منها عمر طاهر كتاب بسيط، مثل قائمة أغان أو آراء في الطعام تُشبه وقوف كاتب على حافة الابتذال، يسهل أن ينزلق حديث مكتوب عن ألحان لا تُسكر المرء إلا بسماعها للملل، ويسهل أن تنزلق رواية بطلها الطعام للدهون والشره والنفور، لكن يُجيد عمر طاهر تحويل الأغاني والطعام من متع عابرة لرسل وأنبياء عن الكادر اليومي الذي ينقذه من الخلفية ويستحضره للمتن، تصير تلك المُتع مجازًا عمن قدموها لنا ومُلخصًا لفترات عصيبة داوتها تلك الألحان والأطعمة، يصعب استحضار أفلاطون وفولتير في كتاب ساخر لكن يُمكن استحضار أفكارهم عما يبقى فلسفيًا من مرور الزمن وعن تشابه قلوب البشر رغم اختلاف مشاربهم بحديث دافئ على أنغام الأغاني وعلى شرف مائدة طعام.

في كتاب «من علم عبد الناصر شرب السجائر» يعترف عمر طاهر أنه يلتقط حكايات من الأرشيف مثل طفل يلعب بالمُكعبات من دون أن ينتج عن لعبه بناء مُحكم ورسالة واضحة إنما هو غوص وقوده الحنين وربما هدفه الوحيد استعادة اللياقة النفسية أمام واقع ضاغط.

تدور النوستالجيا حول الاستعاضة عن الحاضر بالماضي بينما يدور الحنين في كتابة عمر طاهر حول الاستعادة للحاضر عبر غربال الماضي وتحديد ما صمد عبر اختبار العمر، وبالتالي ما يستحق الحفاظ عليه وإنقاذ الحاضر به.

 يمكنك أن تعرف كيف سخر المصريون من الاحتلال البريطاني وقاوموا فترات مظلمة باللطافة مثل استبدال بضاعة الكرافتات الإنجليزي بالمنديل المحلاوي؟ وكيف نجح علماء الحملة الفرنسية في فك رموز الهيروغليفية بينما عجزوا عن توصيف ما تعنيه مناسبة اجتماعية مثل السبوع؟

تبدو الكتابة على السطح تسالي خفيفة من صفحات التاريخ وفي العُمق هي طمأنة في عصر مرهق واستقطابي على قدرة الشخصية المصرية على الصمود وامتلاكها ما لا ينفد من الحيل والفرادة للنجاة من عصور كانت أكثر صعوبة، جوهر كتابة عمر طاهر هو استعادة الماضي بما يُعين على تحمل الحاضر، وتثمين كل ما يبدو خفيفًا في كادر العيش اليومي لكنه مع الأيام سيكتسب ثقل الذكرى ويصير هو في ما بعد كل فكرتنا عن الحدث، لم أفلح في إقناع أبي الرجل الناصري حتى النخاع أن يقرأ كتاب عمر طاهر لأنه لا يُحب الأدباء الساخرين ولا يستسيغ كيف يحضر عبد الناصر في عنوان كذلك، لكني أبتسم عندما أقرأ كثير من حكايات رواها لي أبي في الكتاب ذاته وأدرك أن أبي كان يؤرشف عصره بصدق ولا يبالغ في ذكره كما ظننت.

أبتسم كذلك عندما أعلم أن أبي تثقله ذكرى النكسة ولا ينسى كيف هرع للشوارع في سن الثمانية عشرة مع أصدقائه يوم التنحي، يكره أبي رواية تلك الحكاية لكنه يُحب أغنية «عدى النهار» التي تلخص الأمر في أبيات قليلة، تصير تلك الأغنية مجاز استعادي لحقبة من العمر وجرح لم يندمل، لم يقرأ أبي عمر طاهر يومًا لكني أوقن أنه سيفهم جيدًا الشعرية التي تدور حولها كتاباته بعنصريها، الحنين وتثمين التفاصيل الصغيرة ولو كانت أغنية تُلخص نكسة وطن.

في مجموعته القصصية «لما يناموا العيال» يُخلص عمر طاهر للحنين والاستعادة ولخفة الأبدية التي تسري في تفاصيل اليومي حتى تكاد تلك المفاهيم تطغى على فكرة الحدث، من جماليات تلك المجموعة أن قصصها لا تحوي حدثًا واحدًا جللًا، كل قصة هي تلصص لطيف على حيوات تحدث، والتقاط جمال لحظة بعينها ثم مُغادرة المشهد بخفة، لا ندري ما سيحدث للشخوص بعد ذلك؟

في القصص يتفكك المرء برقة ليصير فسيفساء من روائح وعادات وروتين، تتذكر امرأة رائحة أول قبلة من زوجها وهي مُفعمة بالبيرة، انعكاس نار القداحة على وجهه، عروقه النافرة كلما أثارت حفيظته، تودده الذي يُشبه رائحة المخبوزات، كل جماليات عمر طاهر تأتي مُحملة بالروائح اليومية، بتفاصيل المنزل، الحركات البسيطة، الشاي بالنعناع، رهانه الدائم على جذبك لجو القصة وكسر غربتها وجعلها شديدة الحميمية لدرجة تظنها حدثت في صالة منزلك أو في حياة سابقة لوالديك في بداية زيجتهم، يدخل المنزل ويُفتته لروائح  وروتين ودفء فيصعب عليك إلا أن تنجذب لحقيقة كامنة في قلب نص خيالي.

لا يوجد حادث جلل أو نهاية مفعمة بتويست، كل الشخوص في قصص عمر طاهر يبحثون عن أسباب خاصة جدًا، بسيطة جدًا، صادقة جدًا، أسباب للطمأنينة، لتأمل تفاصيل من يحبونهم، أسباب للاستمرار، مثل رجل مُحطم يجد طمأنينة في مواساة خالة مُحبة لا تُخبره بجديد، تواسيه باللاشيء لكنه يبتسم، ورجل يكسر جليد علاقته بولده بضغطة إعجاب على منشور إلكتروني، ورجل حزين ينتظر غيمة المطر في الشُرفة، مكافحين عالقين في قصص صعبة لكنهم يبحثون عن مُعينات يومية شديدة الرهافة للنجاة لليوم التالي.

في المجموعة وفي كتابة عمر طاهر ككل احتفاء بالحياة، بجماليات تحتاج لتكبير الصورة ألف مرة لتراها، لمُنهكين يبحثون عن دفعة حب فيمن حولهم، ولنسوة لسن شاعرات لكنهن يجدن أسبابًا للحب في أزواج يشبهون آباءنا، رجال قليلو الوسامة بفانلة حمالات، يدخنون لفافة تبغ ويحاولون ما بوسعهم الإبحار بأسرة صغيرة في بلد مليوني مُنهك.

صنايعي حرفته الحنين

ما تلك المُعجزة التي تسمح لرائحة كولونيا 555 أن تكون شعارًا لشعورين مُختلفين بالقوة نفسها: الخوف فقطنة مبللة بثلاث خمسات تعني أن هناك حقنة في الطريق والبهجة حيث كانت هي الرائحة المميزة لركن مقاعد كبار العائلة في آخر الجامع في صلاة العيد، حاولت أن أرسم في خيالي ملامح هذا الرجل الذي وجد في أزهار الليمون مناسبة للفن
صنايعية مصر

في مشروعه الأخير «صنايعية مصر» يمنح عمر طاهر التقدير لمن كانوا قيومين على منحنا مُستلزمات كادر العيش اليومي، صانع الكولونيا التي صنعت برائحتها ذكرياتنا المخيفة والجميلة، صانع الشوكولا وتاجر السعادة لطفولتنا، صانع الحافلة التي تقابل فيها والداك على الأرجح وأحبا بعضهما، صانعة كتاب «أبلة نظيرة» التي طهت من وصفاته الأم وجبتها المحترقة الأولى قبل أن تصير ملكة الطبخ، صنايعية الست «أم كلثوم» فريقها الموسيقى الذي أهداك تحفها الغنائية لتسهر عليها في الشرفة تُداوي جرحك الأول، يمنح «عمر طاهر» تقديره للذين كانوا قيومين على تقديم تلك المتع التي تصنع تفاصيل العيش، اختارهم بعناية، لا بد أن يكونوا مجهولين ليصير الحنين لهم استعادة وإنقاذًا لسيرتهم، لينال لذة نفض الغبار عن روعتهم، ولا بد أن يكونوا صنايعية، الصنايعي ليس عاملًا على خط سير آلي يؤدي مهمة ميكانيكية إنما فنان قلبه ويده تحرسان تفصيلة حميمة من تفاصيل العيش خاصتك مثل الصنبور وخشب المقاعد وكهرباء المنزل، الصنايعية هم حراس التفاصيل الصغيرة التي يدور حولها كادر العيش وأدب عمر طاهر بأكمله.

 بلمسة ساخرة يضع عمر طاهر نفسه وسط صنايعية مصر، لكن بلمسة واقعية يُمكن أن نقول إن خفة الكتابة الساخرة والحنين والاستعادة لا يمكن أن تصنف ككتابة درجة ثانية مثلما يعتبر كثيرون الصنايعي فنان درجة ثانية، يحرس عمر طاهر بمشروعه الكتابي كاملًا تفاصيل عيش لجيل الثمانينيات والتسعينيات وأجيال سبقتهم، تفاصيل ستزداد جمالًا بالزمن مثل النبيذ المعتق، وستصير معبرًا وحيدًا عنا بعد زمن طويل، يستحق عمر طاهر أن يكون في النهاية صنايعي وأن تكون حرفته الحنين بكل ما يعنيه الحنين كعاطفة إنقاذية استعادية من كادر عيش نبحث فيه عن ملحمة بينما جمالياته تُهدر من حولنا لولا صنايعي يهمس لنا أين يجب أن ننظر لنستشعر الجمال ونحياه في لحظته ونستعيد به زمننا ومن نحبهم في ما بعد.