عن الكاتب

محمد حمدي هاشم، كاتب شاب من مواليد 20 أبريل 1993، تخرج في كلية التجارة بجامعة الزقازيق عام 2015، وعمل كمحرر وكاتب في النقد الفني والأدبي بعدد من المواقع الإلكترونية، من بينها: إضاءات، وجيل العربي الجديد، ومدى مصر. عمل محررًا دائمًا بموقع إضاءات بين عامي 2015 و2018، وتوفي إثر أزمة قلبية مفاجئة يوم 18 أغسطس 2018.

فوتومونتاج

على مدى ثلاثة أعوام كتب محمد حمدي ما يتجاوز المائة وثلاثين مقالًا نقديًّا وتقريرًا صحفيًّا عن السينما، والأدب، والدراما التلفزيونية، والفلسفة، والسياسة، مثلت جميعها رؤيته النقدية الخاصة، وجمعت خبراته ومعارفه المتراكمة والمعتمدة على ثقافته السينمائية الواسعة، أو قراءاته في السينما والأدب والفلسفة والسياسة. شارك في عدد من الورشات التدريبية لتعلم السينما، وحقق فيلمه القصير الأول والأخير، فيلم “خيال”، كما قَدَّمَ ورشة للكتابة عن السينما أشرف على تنظيمها مؤسسة “أضف”.

وعرفانًا بمجهوداته الملموسة في إثراء المحتوى العربي كلفت هيئة التحرير بموقع إضاءات فريق عمل باب فن وأدب بجمع عدد من مقالاته في هذا الكتاب بين أيديكم. ومن بين أكثر من مائة وثلاثين مقالًا، اخترنا أربعة وخمسين مقالًا نقديًّا عن السينما، شغفه الأكبر، وهمه الأول، حرصنا على أن ننتقي كل ما يعبر عن رؤيته الخاصة لهذا الفن الواسع، وأن تكون بمثابة مدخل بسيط للكتابة عن السينما لكل المحررين الشباب الذين يتلمسون طريقهم في عالم النقد والصحافة.

أما عن عنوان الكتاب فهو من اختيار حمدي نفسه، وهو مصطلح سينمائي عرَّفه في أحد مقالاته بأنه “اختصار أحداث تأخذ زمنًا طويلًا في لقطات قصيرة، وعادة تكون على صوت أغنية أو حديث راوٍ”، ورأينا أنه خير معبر عن رحلته القصيرة والثرية. فهذا الكتاب يختصر هذه الرحلة الثرية وﻻ يغطيها، ولكنه يمنحنا ومضات كاشفة عن رؤية كاتب شاب، عاش حياته القصيرة ملبيًا نداء شغفه بالكتابة والسينما. نرجو أن نكون قد وفقنا بهذا الجهد اليسير في التعبير عن عرفاننا وحبنا لكاتب شاب، وناقد ثاقب، وصديق حميم.

اضغط هنا لحجز نسختك

قالوا عن محمد حمدي

عرفت حمدي في أبريل من عام 2016، وعملنا سويًا بموقع إضاءات لفترة تجاوزت العامين بأشهر قليلة، قرأت خلال هذه الفترة كل ما كتبه محمد حمدي عن السينما والأدب والدراما التلفزيونية. دائمًا ما كنت أشعر تجاهه بالغبطة، الغبطة على ثقافته السينمائية الواسعة، ورؤيته النقدية المتفردة، وجذوة الشغف دائمة الاشتعال التي كانت تعلو كل كتاباته. وإن كان من شيء تعلمته من حمدي، فهو ما يمكن أن أسميه “مسئولية الشغف”، لقد عاش حمدي حياته القصيرة مخلصًا لشغفه، ساعيًا وراءه بكل السبل، محاولًا تحقيق ذاته من خلال هذا الشغف، وهذه هي المسئولية التي يتحتم على كل صاحب موهبة وشغف أن يضطلع بها قبل ذهابه.

ربما يكون من قبيل الكليشه أن نقول إن حمدي لم يذهب عنا، بل ترك لنا الكثير من الكتابات التي اتسعت سنواته القصيرة لتشملها، ولكنها بالنسبة لي حقيقة ﻻ شك فيها، فهو باقٍ في قلوب محبيه وأصدقائه، وباقٍ بين سطور مقالاته، وباقٍ ما دمنا نذكره في سرنا وعلانيتنا. أرجو أن نكون قد وفقنا في هذا العمل بإبقاء ذكراه على النحو الذي يرضيه”.
محمد عوض، مشرف باب «فن وأدب» بموقع إضاءات
الكتابة عن سينمائي راحل أمر تعتاده حينما تعمل مثلنا صحفيًّا سينمائيًّا، لا يهتم البشر عامة، والمصريون خاصة، بالمبدعين والفنانين حتى يرحلوا، ولكن الأمر مختلف هذه المرة، لأننا لا نكتب عن شخص تابعنا أعماله أو التقيناه عدة مرات، ولكننا نكتب عن أحدنا، محمد حمدي، الكاتب، الصحفي، الناقد، السينمائي العاشق، المخرج والمؤلف الذي لم ترَ أعماله النور، وقبل كل شيء الصديق الذي شاركنا الحلم والهم والعمل.

هذا شخص لامع ومختلف، هذا ما رسخ في ذهني عن حمدي، رغم أنه -رحمه الله- لم يكن يدرك هذا، أكتب هذا الآن وأنا حزين أننا لم نعبر له بالقدر الكافي عن تقديرنا له أثناء حياته. في السينما كان صاحب ذوق خاص، وربما لن نقابل كثيرًا كاتبًا يحب أعمال ديفيد لينش ولارس فون ترير ويورجوس لانثيموس كما كان حمدي، لم يكن الأمر حبًّا لأعمالهم وفقط، ولكنه كان أيضًا يبدي تفهمًا وتفسيرًا قلما تجده عند غيره، هذا ناقد يمكنه أن يمثل العتبة التي تنتقل من خلالها المدارس الفنية السريالية والرمزية جنبًا إلى جنب رغم تضادها من صانعيها إلى الجمهور. ودلالة على هذا أحيلك صديقي القارئ بشكل خاص إلى مقاله عن فيلم Mullholand Drive ومقاله المجمع عن أعمال لانثيموس.

وفي أحد أيام أغسطس الحارة فوجئت بخبر رحيله، لم نصدق في البداية، النكران ولا شيء غيره في هذه اللحظات، حتى تأكدنا، لم يتحمل قلب صديقنا الطيب ما به من آلام ورحل، هكذا بشكل مفاجئ، يكسر هذا اتفاقنا غير المعلن مع الحياة، لا يرحل البشر هكذا لمجرد شعورهم بغصة مفاجئة في صدورهم، هكذا دون تاريخ مرضي، هكذا دون عشرات الآلاف من أعقاب السجائر أو الدهون المشبعة، هكذا دون أي سابق إنذار.

رحل حمدي ولكنني أتمنى أن يصله وبأي شكل كم نحبه، ولهذا أتمنى منك صديقي القارئ أن تشاركنا هذا الحب بأي صورة تؤمن بها.

في هذا الكتاب زاد من محب حقيقي للفن والسينما، أهديه باسم صديقي الراحل محمد حمدي لكل محبي السينما في مصر وفي كل مكان في العالم.
نلقاك على خير يا صديقي.
حسام فهمي، محرر بباب «فن وأدب» بموقع إضاءات.
لو كان حمدي هنا الآن وأخبرته أنني سوف أكتب عن علاقتنا، لطلب مني أن أحكي عن خلافنا الأبدي حول فيلم The Witch، سوف يسحب الحديث نحو السينما ليتجنب حديثي عنه، لأنه لا يعرف كيف يرد على الإطراء أو يستقبله، ولكنه كان يستحقه بكل تأكيد.
كان حمدي طيب القلب جدًّا، رقيقًا بشكل حقيقي، ملهمًا للغاية في رؤيته للفن والسينما بشكل خاص، على الرغم من أنه لم يكن يعطي هذا الانطباع أبدًا، ولكنك بمجرد أن تسمح له بلمس روحك حتى تفاجأ بجذوة الموهبة واتقاد العقل، والتوق الدائم للجمال.
ما زلت لا أعرف كيف انتقل، أشعر أنه فقط ترك العمل معنا وخرج من دوائرنا، ولكنني لا أستطيع استيعاب أنه لم يعد موجودًا في أي مكان على هذه الأرض، كان صغيرًا جدًّا، غضًّا جدًّا، وبريئًا جدًّا على هذا الرحيل المفاجئ، ولكن ربما كانت هذه بالضبط هي أسباب رحيله.
إنجي إبراهيم، محررة بباب «فن وأدب» بموقع إضاءات.

موضوعات فوتومونتاج

 
  1. مدخل إلى الفن السابع: سينما 101
  2. سينما «سكورسيزي» التي أنصفت المهمشين
  3. ما خفي كان أعظم: الدلالات السياسية في السينما
  4. فيلم «There Will Be Blood»: الميلاد من رحم بئر للنفط
  5. التصوير السينمائي: كيف تخاطب المشاهد بالصورة؟
  6. ديفيد لينش.. كابوس مستمر
  7. لماذا تواصل DC الإخفاق أمام «مارفيل»؟ Suicide Squad نموذجًا
  8. فيلم The Hateful Eight: داعش الأمريكية
  9. ما هي أفلام «Mind-Blowing»؟ هذه القائمة تخبرك
  10. مايكل هانيكه: شبح مخيف يحلق فوق أوروبا
  11. الفيلم الكوري Oldboy: حينما يعبّر العنف عن الوجود
  12. شبكة «Netflix»: المشروع الذي قد يغير وجه السينما
  13. فيلم Mad Max: Fury Road: أفلام الأكشن أيضًا قد تكون فلسفية
  14. تعرف على أكثر 12 ممثلًا ترشيحًا للأوسكار
  15. ثلاثية الاكتئاب: حين أشهر فون ترير سيفه أمام الجميع
  16. فيلم «Elle»: السينما النفسية في ثوب حداثي
  17. هكذا تطورت السينما من الاستوديو إلى ما بعد الحداثة
  18. فيلم «صيف تجريبي»: السينما المستقلة في مواجهة الدولة
  19. مقتل السفير الروسي.. سينما الواقع الجديد
  20. ستانلي كوبريك: كبيرهم الذي علمهم السحر
  21. Sausage Party: حتى لا يغضب الإله
  22. التكثيف والمشهدية بين السينما الأمريكية والأوروبية
  23. فيلم «The Square»: نقد ساخر لأخلاقيات المجتمع الأوروبي
  24. التناغم في الفن: أشهر 8 ثنائيات بين مخرج وممثل
  25. سينما نادين لبكي: القلق والخوف والجمال
  26. «المونتاج السينمائي»: عصا المخرج السحرية
  27. فيلم «The Shape Of Water»: وحوش ديل تورو بانتظار الأوسكار
  28. هل تهوى أفلام الرعب؟ إليك قائمة بأبرز الأفلام وتصنيفاتها
  29. تارانتينو: الحداثة والعنف والعنصرية بمنظور مختلف
  30. فيلم The Witch: رعب الجدل الديني وتوحش الطبيعة
  31. السينما بين الميثولوجيا والقصص الديني
  32. 32.  «هروب اضطراري»: حلم السقا القديم
  33. الأفلام الفلسفية.. أكثر النهايات غموضًا وإرباكًا وعمقًا
  34. سينما «يورغس لانثيموس»: حكايات السلطة والهيمنة
  35. فيلم «Isle Of Dogs»: كلاب أندرسون في مواجهة الدكتاتورية
  36. لماذا لا تترشح الأفلام المصرية لجائزة الأوسكار؟
  37. فيلم Kill Bill: حكاية امرأة هزمت كل الرجال
  38. أفلام الحب: نهايات تعيسة ولكن..
  39. ثلاثية «Three Colors»: عندما حكت الألوان قصة
  40. دليلك الشامل لصناعة فيلمك القصير الأول
  41. فيلم «حرب كرموز»: مداعبة الحلم المصري القديم
  42. 42.  «بايزيد» لم يكن الأول: التزييف التاريخي في السينما
  43. لماذا تصدر «Mulholland Drive» قائمة BBC كأفضل أفلام القرن
  44. أنا أشك إذًا أنا موجود: السينما وفلسفة الشك
  45. “النسور الصغيرة”.. التحليق بخفّة دم
  46. هل يفوز الفيلم الأفضل بجائزة الأوسكار؟
  47. «The Killing of A Sacred Deer»: تراجيديا لانثيموس المعاصرة
  48. بيدوفيليون متخفّون.. ثقافات اجتماعية ترفع نسب التحرّش
  49. فيلم «الخلية»: الفرص المهدرة بين الدراما والأكشن
  50. أزمة فيلم «Last Tango In Paris»: بين الإبداع وحقوق الإنسان
  51. فيلم Ida: عن معنى الحياة، وعن الحياة بلا معنى
  52. “الفن الرسمي” والثورة المصرية: بداية الأزمة (1 – 3)
  53. الفن والثورة المصرية.. دراما باتجاه واحد (2 – 3)
  54. الفن والثورة.. انتهى العرض (3 – 3)
اضغط هنا لحجز نسختك