حكمت الملكة إليزابيث الثانية، لفترة أطول من أي ملك آخر في التاريخ البريطاني؛ لذلك يعتقد الكثيرون أن وجودها على العرش الملكي طوال ذلك الوقت، جعلها تمتلك الملايين التي تجعلها فاحشة الثراء، إلى جانب العديد من المجوهرات الثمينة والقصور الفخمة وغيرها من الممتلكات الباهظة.

قد تكون تلك حقيقة لا يمكن إنكارها، ولكن على الجانب الآخر، تمتلك الملكة إليزابيث، أشياء أخرى، تعتبر «غريبة» ولم يكن ليتخيلها أحد، ضمن حزمة من الممتلكات «غير المتوقعة» التي تقتنيها ملكة بريطانيا.

1. البجع الموجود في نهر التايمز

تتمتع ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، بجميع أنواع الامتيازات التاريخية بفضل منصبها كملكة، لكن أكثرها غرابة هو «الحق في امتلاك أي بجعة تسبح في المياه المفتوحة في جميع أنحاء المملكة المتحدة».

تُمارس الملكة إليزابيث الثانية حقها في «امتلاك البجع» فقط على جزء يبلغ طوله 79 ميلًا من نهر التايمز، الممتد من «صنبري أون ثاميس Sunbury-on-Thames» (نحو 15 ميلًا جنوب غرب وسط لندن) إلى مدينة السوق التاريخية «أبينجدون Abingdon» في مقاطعة «أوكسفوردشاير Oxfordshire».

وقديمًا، تمتع الملوك البريطانيون، بحق امتلاك كل البجع الموجود في المملكة المتحدة منذ عام 966م، وعهد «الملك إدغار المسالم King Edgar The Peaceful»، واستخدموا ذلك الحق في «طهي وتناول تلك الطيور».

وفي القرن الثاني عشر، ادّعى التاج الملكي الإنجليزي، لأول مرة، ملكية جميع البجع الأبكم «Mute Swans»، التي كانت تعتبر في يوم من الأيام طعامًا شهيًا، وكان يتم إجراء إحصاء «Upping» لحساب أعدادها من أجل ضمان توفير عدد وافر منها لمآدب الأعياد والحفلات الملكية المُترفة.

واليوم بعدما تراجعت أعداد البجع، لم تعد تؤكل، وأصبحت ضمن الأنواع المحمية؛ لذلك اختلف هدف امتلاك الملكة إليزابيث للبجع عن سابقيها، حيث تكتفي الآن بالإمساك بكل البجع الموجود على نهر التايمز؛ لإجراء إحصاء سنوي لها، من خلال عملية الـ«Swan Upping» القديمة، التي كانت بمثابة احتفال سنوي لمئات السنين واستمرت حتى الآن.

و«Swan Upping» هو إحصاء سنوي لأعداد البجع على امتداد معين من نهر التايمز، تحول من حدث احتفالي إلى وسيلة مهمة للحفاظ على الحياة البرية، وعادةً يتم إجراء ذلك التقليد خلال الأسبوع الثالث من شهر يوليو من كل عام، ويمتد على مدار 5 أيام، لكن تم تقليصه إلى 3 أيام فقط في العام الماضي (2021)، وإلغاؤه عام 2020؛ بسبب تفشي وباء كورونا.

ينطبق القانون المتعلق بملكية البجع على الطيور النافقة والحيّة وأي جزء منها، كما يجوز منح الإذن عبر «The Queen’s Swan Marker» (مكتب في القصر الملكي) للبجعة النافقة أو أجزاء من البجعة لاستخدامها في الأغراض التعليمية، لكن بموجب شروط هذا الإذن، لا يجوز بيعها من أجل الربح، ولكن قد يُسمح لمؤسسة تعليمية أو متحف بتحنيطها مقابل عملهم، كما يجب الاحتفاظ بأي وثائق كدليل على وجود الإذن الذي سمح بذلك.

2. مستعمرة خفافيش

تقضي الملكة إليزابيث الصيف دائمًا في قلعة بالمورال بمقاطعة «أبردينشاير Aberdeenshire» في أسكتلندا، التي تعتبر بيت العطلات المفضل للملكة، وهي مملوكة ملكية خاصة للعائلة المالكة البريطانية، لكن هناك عيب واحد، وهو أن القلعة تُعد موطنًا للخفافيش أيضًا.

تعشش مستعمرة من خفافيش «بيبيستريل Pipistrelle» في العوارض الخشبية للقاعة الرئيسية للقلعة منذ عقود، ولا تسمح الملكة إليزابيث لأي أحد من موظفي القلعة بإيذائها، وبدلًا من أن تشعر بالخوف منها، تقوم بمطاردتها بلطف واللعب معها ليكون ذلك بمثابة تسلية لها أثناء وجودها بالقلعة، وتجنُب الشعور بالملل.

وخفاش «بيبيستريل Pipistrelle»، أحد أكثر أنواع الخفافيش شيوعًا، وهو نوع محمي بموجب قانون الحياة البرية والريف لعام 1981، وقد يكون صغير الحجم جدًا لدرجة أنه يمكن وضعه في «علبة ثقاب»، كما يمكنه بسهولة أن يأكل 3000 حشرة في الليلة الواحدة، وعادة يخرج عند الغسق، ليتغذى لبضع ساعات قبل أن يعود إلى مكانه مرة أخرى.

قال المؤرخ الملكي «بريان هوي Brian Hoey»، إن تفاعل الملكة مع الخفافيش الآن شيء أصبح هوايتها كلما بقيت في قلعة بالمورال، وأوضح أن «جلالة الملكة تستمتع حقًا بنشاط مطاردة الخفافيش مع موظفيها»، وأشار إلى أن الملكة إليزابيث تحب الحيوانات، وإلى جانب كلابها الشهيرة، فإن «الخفافيش هي الحيوانات الأليفة الأخرى المفضلة التي لديها».

3. كل الدلافين في المملكة المتحدة

تمتلك الملكة إليزابيث جميع الحيتان والدلافين وخنازير البحر، التي تقع على بُعد 3 أميال من شواطئ المملكة المتحدة، وتعود ملكية الملك لهذه الكائنات المائية إلى القرن الرابع عشر، عندما أصدر الملك إدوارد الثاني تشريعًا في عام 1324م ينص على أنه «يجب أن يكون للملك حطام البحر في جميع أنحاء المملكة، والحيتان المأخوذة في البحر أو في أي مكان آخر داخل المملكة».

لا يزال هذا القانون ساريًا حتى اليوم، حيث يتم تعريف خنازير البحر والحيتان والدلافين على أنها «أسماك ملكية»، وعندما يتم أسرها (صيدها) على بعد 3 أميال من شواطئ المملكة المتحدة، أو غسلها على الشاطئ، يمكن المطالبة بها نيابة عن التاج الملكي.

تمت إزالة حق الملك في «حطام البحر» عام 1894م، بموجب قانون الشحن التجاري 1894، لكن ما زال الحق في باقي الكائنات المحددة في التشريع ساريًا. ونتيجة لذلك، في عام 2004، عندما اصطاد صياد من ويلز يدعى «روبرت ديفيز Robert Davies»، سمكة حفش يبلغ طولها 10 أقدام، قدّمها إلى «مُتلقي حطام البحر the Receiver of Wrecks»، وهو المسؤول الرسمي المُعين حاليًا للتعامل بشأن «الأسماك الملكية» في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية نيابة عن الملكة، لكن رفضت الملكة ذلك وقالت إنه «يحق للسيد (ديفيز) التخلص منها كما يشاء».

4. حيوان الكسلان

في عام 1968م، بينما كانت الملكة إليزابيث في رحلة إلى البرازيل، منحها حاكم برازيليا (عاصمة البرازيل)، هدية من نوع خاص، تضمنت حيوان الكسلان، واثنين من النمور السوداء (يَغْوَر) وهما «ماركيز Marques» و«أيزيتا Aizita».

وبذلك، أصبحت تلك الـ3 حيوانات ضمن ممتلكات الملكة إليزابيث، حيث أرسلتها إلى حديقة حيوان لندن (ZSL) -التي تعتبر أقدم حديقة حيوانات علمية في العالم.

5. ماكينة صراف آلي خاصة

تمتلك الملكة إليزابيث ماكينة صراف آلي «كوتس Coutts» مثبتة في إحدى غرف الطابق السفلي بـ«قصر باكنجهام Buckingham Palace»، مخصصة لأفراد العائلة المالكة على وجه التحديد، حيث قام بنك «Coutts» (بنك خاص لإدارة الثروات مقره لندن، تأسس عام 1692، وهو ثامن أقدم بنك في العالم، ويعتبر المفضل لدى أفراد العائلة المالكة والمليونيرات)، بتركيبها للاستخدام الشخصي للعائلة المالكة.

في عام 2001، أكد «جوردون بيل Gordon Pell»، رئيس بنك «Coutts» آنذاك، لصحيفة «The Standard»، أن «هناك بالفعل ماكينة صراف آلي داخل قصر باكنجهام»، متابعًا: «الماكينة بعيدة في قبو القصر، ومخصصة للعائلة المالكة».

وفي عام 2019، ظهرت ماكينة الصراف الآلي الخاصة بالملكة، في فيلم وثائقي تلفزيوني من أربعة أجزاء، عُرِض على القناة الخامسة، بعنوان «أسرار القصور الملكية Secrets of the Royal Palaces»، الذي يسلط الضوء على جميع القصور الملكية مع رؤى جديدة لـ«قلعة وندسور Windsor Castle»، و«بالمورال Balmoral»، و«كلارنس هاوس Clarence House».

6. فرع خاص لماكدونالدز

تمتلك الملكة إليزابيث، فرعًا خاصًا ل«ماكدونالدز McDonald’s»، يقع على بعد 80 ميلًا خارج لندن، في «حديقة بانبري جيتواي للتسوق the Banbury Gateway Shopping Park»، على حافة مقاطعة «أوكسفوردشاير Oxfordshire».

والفرع «Queen’s McDonald’s» -وهو في ماكدونالدز عادي مفتوح للجمهور– تم تجهيزه خصيصًا لكي يناسب الملكة، بأرائك جلدية، وقائمة طعام لوحية رقمية، وكراسي «إيمز Eames» (سلسلة من التصاميم الفاخرة الأسطورية لتشارلز إيمز Charles Eames)، وأرضيات خشبية، وطاولة للخدمة.

ويعتبر فرع ماكدونالدز الخاص جزءًا من «حديقة بانبري جيتواي للتسوق the Banbury Gateway Shopping Park»، التي تقع على أرض تشكل جزءًا من شركة كراون العقارية The Crown Estate -التي تدير محفظة عقارات الملكة- وتنتمي إلى الملك الحاكم (الملكة إليزابيث الثانية حاليًا)؛ لذلك يعتبر الفرع من ممتلكات الملكة أو هو «ماكدونالدز الملكة».

وتلك ليست المرة الأولى التي ينتهي فيها المطاف بماكدونالدز على أرض تملكها الملكة، حيث كانت تمتلك فرعًا في «باث رود ريتيل بارك the Bath Road Retail Park» في بلدة سلاو، لكنها باعت الأرض مقابل 177 مليون جنيه إسترليني في عام 2016، ليتبقى لها ضمن ممتلكات فرع واحد.