اكتب في مذكراتك أنك شربت سيجارة مع الخليفة.

كانت هذه من أكثر العبارات التي تركت صدى من مسلسل «القاهرة – كابول»، المذاع حاليًّا على الفضائيات المصرية والعربية، والذي يقوم ببطولته مجموعة من الممثلين المصريين المميزين، منهم النجم «طارق لطفي» في دور الشيخ رمزي، الذي أظهر العمل طريق وصوله إلى الخلافة بخطوات ثابتة، كذلك وصل طارق لطفي إلى وهج البطولة الدارمية وحقق نجاحًا طال انتظاره بخطى ثابتة ورزانة كبيرة جعلت منه محط أنظار الجميع.

لم يكن تقديم دور الخليفة على رأس أحد الجماعات الإرهابية، وهي الشخصية المكروهة واقعيًّا والممثيرة للاهتمام فنيًّا، معادلة يمكن النجاح فيها بسهولة، ولكنه فعلها ليجد دعم الجمهور محفزًا له وداعمًا لمهارته في التقمص والتي تمثل أول أسباب نجاحه.

وسط أجواء رمضان المزدحمة أجرينا في «إضاءات» هذا الحوار الخاص مع النجم طارق لطفي للتعرف على تفاصيل تقديمه لهذا الدور المركب، وللتعرف على خطواته القادمة.

في رأيك ما هو الفرق بين التمثيل الجيد والنجومية؟ وهل تعتمد البطولة الأولى حاليًّا على التمثيل أم على عوامل أخرى؟

كان هناك تقسيمة درسها لنا الراحل صلاح أبو سيف في المعهد، وهي أن الممثل 3 أنواع، أولها الممثل النجم، وهذا نادر جدًّا مثل أحمد زكي، ثم النجم فقط، وهو نجم وليس لديه موهبة التمثيل بشكل كبير، ثم الممثل فقط وربنا لم يعطه هبة النجومية، ولكن أن يكون ممثلًا نجمًا فهذا صعب جدًّا، وعملة نادرة جدًّا، وأنا أؤيد رأيه جدًّا.

النصف الثاني من السؤال سيأخذ منا الكثير من الوقت، ولكن يمكن اختصار ذلك بأن هناك بطولات تعتمد على عوامل أخرى، ويصبح بعدها البطل التريند الأعلى  وما شابه، وذلك يستمر لبعض الوقت وينتهي، ولكن من يعتمد على التمثيل الجاد أو الموهوب و«يشتغل» على نفسه يظل كثيرًا ويستمر طويلًا.

ما الذي شجعك على قبول دور الشيخ رمزي في مسلسل«القاهرة – كابول»؟

الحقيقة أن ما كتبه عبد الرحيم كمال عن الدور شجعني جدًّا على قبول دور الشيخ رمزي، بالإضافة إلى الدمج الذي قدمه بين الأربع الشخصيات في المسلسل، كما أن الجوانب الشخصية والنفسية المتعددة للشيخ رمزي، وهي معقدة وبها جوانب مختلفة، تستهوي الممثل ويمكن الخروج منها بشيء جيد إذا تم عملها بشكل متقن.

ألم تخشَ من أن يكون رد الفعل تجاهك عنيفًا أو سلبيًّا من الجماعات المتطرفة؟

لا لم أخشَ ذلك، لأنهم في النهاية آلة إعلامية، وإذا وصلوا إلى الإيذاء فستكون هذه إرادة الله وهم من يقومون بتنفيذها فقط، وإذا اجتمع أهل الأرض على أن يضروك فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، بالتالي يجب أن نكون في حضرة قضاء الله متأدبين.

ما الأشياء التي استعنت بها لكي تجسد الشخصية بهذه الحرفية؟

ورق الأستاذ عبد الرحيم كمال، وبعض الكتابات عن مثل شخصيات الشيخ رمزي والمواد المتاحة عن مثل شخصياته، وإن لم يكن المتاح كثيرًا، وقرأت عن تطور الجماعات، من أول المنبع وحتى العصر الحالي، وهذا أخذني إلى نتيجة أنهم يحملون نفس الأفكار والطريقة والأسلوب منذ بداية ظهورهم وحتى الآن، وناقشت المؤلف والمخرج فيما توصلت إليه لنخرج شخصية رمزي التي شاهدها الجمهور.

ما شعورك تجاه المحبة التي قُوبلت بها من الجمهور بمجرد ظهور دعاية العمل؟

ما وصلنا إليه هو كرم من الله، فلم أكن أتوقع أن يكون الترحيب بهذا الشكل ونحن في عمل يتم عرضه داخل ماراثون رمضاني فيه الكثير من الأعمال الدرامية المميزة.

هل تأجيل العمل من العام الماضي إلى العام الحالي أفاد العمل أم أضره من وجهة نظرك؟

التأجيل أعطانا مساحة في أن يأخذ المخرج وقته الكافي في المونتاج وتصحيح الألوان والمزيكا، وتم تصوير الحلقات بتكنيك مختلف لأول مرة في مصر والوطن العربى، ويحمل مفاجأة للجمهور، كما أنني شخصيًّا أخذت الوقت الكافي ليزيد طول لحيتي بهذا الشكل.

المباراة بين أبطال العمل قوية .. كيف تعاملت مع ذلك؟

أرى أن مسلسل القاهرة – كابول هو حلبة مصارعة تمثيلية بين جميع المشاركين في العمل، حتى الشباب والأوجه الجديدة الذين أتوقع أن يكونوا نجوم صف أول في المستقبل القريب.

كيف ترى ما يحدث حولك من خلافات فنية منذ بداية الموسم الرمضاني؟

لم أتابع أي خلافات تمثيلية دارت في الوسط الفني خلال الفترة الماضية.

وما رأيك في تأثير السوشال ميديا على صناعة الدراما المصرية؟ 

أصبح تأثيرًا حاكمًا ليس فقط على صناعة الدراما، بل على أشياء كثيرة، وبشكل كبير، ومنها ما يتم استخدامه بشكل مُضر وآخر سليم، فبالتالي السوشيال ميديا أصبحت مؤثرة بشكل مهول، وهذا أمر مخيف؛ لأنه يمكن أن يُبدي أحد رأيه وهو جاهل فنُضر بذلك، واليوم أصبح هناك حساب لهذا العالم الافتراضي، ولكن أنا أرفضه تمامًا وأرفض حساباته، ولا أرى أنه قياس لأي شيء، ولكنني أنظر إلى التعليقات وأرى كيف يفكر الناس وأجمع آراء وخلفيات، ولكن في النهاية هناك الكثير من الأشياء المضللة عن مهنتنا وعن وطننا، يستخدمها الآخرون للتضليل، فهو أداة خطيرة جدًّا يجب الانتباه لها.

ما هي المسلسلات التي تشاهدها في رمضان وترى أنها المنافس الأقوى للقاهرة – كابول؟

أرى جميع المسلسلات تقريبًا، خاصة في أول 3 أو 4 حلقات، وأعود إلى مشاهدتها فيما بعد، ولكن أواظب على متابعة أربعة مسلسلات، هي: الاختيار2، والقاهرة – كابول، ولعبة نيوتن، وهجمة مرتدة.

هل الدمج بين شخصية الشيخ رمزي وأسامة بن لادن أفاد العمل أم أضره؟

هو لم يكن دمجًا مع شخصية أسامة بن لادن فقط، ولكن شخصية الشيخ رمزي هي تكوين من شخصيات إرهابية متعددة، وهم شكري مصطفى قاتل الشيخ الذهبي وأسامة بن لادن وحسن البنا، وأترك البقية كمفاجأة للجمهور لاكتشافها.

هذا الدمج قد نفع الشخصية جدًّا لأن البناء كان على أساس قوي، وحاولنا أن نقترب شكلًا وموضوعًا من هذه الشخصيات، وحين اقتربت أنا منهم وجدت أنهم شديدو الثبات، شديدو الثبات الانفعالي، هادئون، كما أنهم شديدو العنف، فهم تركيبة غريبة جدًّا، ومن كرم الله أننا استطعنا أن نجمع بين هذه الشخصيات وتظهر بهذا الشكل.

وما هي الشخصية التي تحلم بتحقيقها؟

أحلم بتقديم كل الشخصيات التي لم أقم بتقديمها من قبل وجديدة عليَّ، فهم كثيرون جدًّا، ومن الشخصيات التاريخية أود تقديم معاوية بن أبي سفيان ونجله يزيد بن معاوية، وحسن الصباح، وهذه شخصيات «نفسي أقدمها جدًّا».

أين أنت من السينما وكيف أثرت حساباتها على اختياراتك؟

موسم 2019/2020 السينمائي قدمت فيلم 122، والعام الماضي بدأت في تصوير فيلم لم يكتمل بعد اسمه “حفلة 9″، وأحضر حاليًّا لفيلم جديد فكرة حسام شوقي وأنا وهو في طور الكتابة، وحين نستقر على نسخة أولى سنعلن عنه في القريب العاجل، وسيكون بعد انتهاء شهر رمضان بإذن الله.

بصفتك أحد أبرز أبطال حقبة السينما النظيفة، التي يحملها البعض تهمة ابتعاد السينما المصرية عن الحديث عن آلام الناس ومشاكلهم التي عبرت عنها بقوة أفلام الجيل السابق لكم، ما تقييمك لتجربة جيلك؟ 

لا أستطيع أن أقيم تجربة جيلنا، ولكن أستطيع أن أقيم تجربة الجيل السابق؛ لأن تجربة جيلنا لم تنتهِ بعد، أما الجيل السابق فقد قدم لنا الكثير، وتعلمنا منهم وأثروا الحياة الفنية وثابروا وحفروا في الصخر لكي يقوموا ببناء تاريخ فني، نتعلم منه.

ما الذي تعد به الجمهور في الفترة القادمة؟

أعد الجمهور كما وعدت نفسي منذ البداية أن أحترم ما أقدمه وأحترم جمهوري، حتى إن اختفيت سنة أو اثنتين حين لا أجد شيئًا أحترم به جمهوري وأحترم به نفسي.

ما علاقتك بالسوشال ميديا وكيف ترى تأثيرها عليك شخصيًّا؟

علاقتي بها سيئة، ليست قوية، أقوم بتصفح مواقعها من فيسبوك وانستجرام لمدة 10 دقائق على الأكثر لأرى ردود الأفعال على أعمال ليست متعلقة بي فقط، ولكنني أرى أن هناك حملات ممولة على بعض الأعمال، فهناك بعض الدخلاء على وسطنا الذين يقومون باستخدام الأساليب المكروهة، وهذا يظهر بوضوح من خلال أننا نجد نفس الجمل المكتوبة من أكثر من أكونت، وتفهمنا ذلك.

ولكن هناك زملاء أجد تواصلهم جيدًا جدًّا على السوشيال ميديا، قد يكونون أذكى أو أمهر مني في ذلك، ولكنني أهتم بشغلي أكثر.

انتقد البعض وجهة نظر المسلسل التي أظهرت تعاطفًا مع الجيش الأمريكي في احتلاله لأفغانستان، ما رأيك في ذلك؟ وهل تعتبر أي عملية ضد القوات الأمريكية في العراق أو أفغانستان عملية إرهابية من وجهة نظرك؟

لا، هو لم يتبنَّ وجهة النظر هذه، الشيخ رمزي يلعب سياسة، ومن الذكاء أن أستاذ عبد الرحيم كمال كاتب العمل أظهر هذه الفئة شديدة التنظيم، فلديهم وزارات وأمن وحراسة ومالية وخارجية، وقال ذلك لفظًا، بأن حلمنا لن يقف إلا حين يكون البيت الأبيض مكتبًا صغيرًا من مكاتبنا.

ومع لعبه للسياسة كان هناك اتفاقات بينه وبين الأمريكان وظهرت خلال الأحداث، وستظهر أكثر خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي العمل غير متعاطف معهم.

المميز في تجسيد الشر هو إظهار الشرير بمظهر أقرب للحقيقة، إنسان مركب لديه جانب جيد وجانب سيئ، أفكار وتقلبات، وليس أحاديًّا سطحيًّا غاضبًا وشريرًا طوال الوقت، في رأيك هل يجسد الشيخ رمزي هذه المواصفات؟ 

بالطبع هو يجسد هذه المواصفات، فهو شاعر رومانسي لا يستطيع أن ينسى حبه القديم، ويحمل أفكارًا أصبحت حاكمة له بشكل قوي، وهذا التناقض الذي تم ذكره هو ما يمثل «حلاوة» الشيخ رمزي بالنسبة لي، فهو تركيبة صعبة جدًّا، وأشكر الله على أنه أكرمني أن تظهر الشخصية بهذا الشكل.