بعد ما انتظر هؤلاء الذي شهدوا تسعينيات القرن الماضي العام 2000 باعتباره عام التغيير والتطور التكنولوجي، انتظر من شهدوا الألفية الجديدة عام 2020 لنفس الأسباب إضافة لتميز تسميته وتماثله الرقمي، ومع نهاية العام يمكن القول بأريحية، إنه أحد أغرب الأعوام في الذاكرة المعاصرة، قاس ومليء بالأحداث، عانى فيه الجميع على كل المستويات الشخصية والعامة، تعتبر السينما واحدة من الصناعات التي عانت بشكل كبير ذلك العام سواء العاملون بها أو المشاهدون الذين لزموا بيوتهم محرومين من واحدة من أهم المزارات الدورية والموسمية المتعلقة بالأعياد والمواسم.

تراجعت العديد من شركات الإنتاج عن إصدار أفلامها في دور العرض ولجأت أخرى للمنصات الرقمية، لكن مع كل ذلك لم تخلُ السنة المربكة من أفلام متميزة ومسلسلات آسرة، وفي حين تم تأجيل معظم الإنتاجات الهوليوودية الكبرى والمعروض منها كان مخيبًا للآمال فإنه تم عرض كثير من الأفلام من خارج أمريكا والعالم الناطق بالإنجليزية في المهرجانات التي لاقت حظًا جيدًا وتمت إقامتها على الأرض أو على بعض المنصات وفي دور العرض، بعض تلك الأفلام جاءت من كبار المخرجين العالميين وبعضها تمثل أعمالًا أولى أو ثانية لمخرجين من دول نادرًا ما تشاهد أفلامها على نطاق واسع، ومعظمها يمثل خيارات دولها في التمثيل الأوسكاري.

اختيارات إضاءات لأفضل الأفلام غير الهوليوودية في 2020:

  1. Undine
  2. There is no evil
  3. Preparations to be together for an unknown period of time
  4. Never gonna snow again
  5. Gaza mon amour
  6. The disciple
  7. Apples
  8. Lift like a girl
  9. Servants
  10. New order

1. Undine

آخر أفلام المخرج الألماني كريستيان بيتزولد أحد أكثر صانعي السينما الألمانية تميزًا وحساسية، في أوندينا يستمر بيتزولد في استكشاف تيمات الحب والعلاقات الإنسانية لكن على غير عادته لم يتخذ من الصراعات الحربية خلفية لقصته بل اختار خلفية أسطورية تدمج بين الواقعية السحرية والواقعية في قصة شعرية مصممة بأسلوب أقرب إلى تصميم الرقص منه إلى السينما، أوندينا (باولا بير) تعمل في متحف معماري في برلين اهتماماتها الأساسية ترتبط بتاريخ المدينة وطبيعة العمارة، بينما يعمل كريستوف (فرانز روجوفزكي) غواصا يكاد لا يرى الأرض.

كل من أوندينا وكريستوف يقطن بيئة غير ملائمة له، اسم أوندينا هو إشارة مباشرة لأسطورة تشبه عروس البحر وموطنها الأصلي هو الماء، لذلك عندما يقعان في الحب يصمم بيتزولد حركتهما على الأرض كالطفو على الماء يسيران محتميين بأذرع بعضهما البعض في خفة ساحرة ويملكان حميمية يصعب إيجادها في قصص الحب الواقعية، أوندينا قصة سحرية في عالم معاصر مثل الذي نعيش فيه بهواتف محمولة وناطحات سحاب لكن يكمن في ثناياه السحر بشكل غير متوقع، سحر يجمع بين الرومانسية والعنف والقدرة على الانتقام، عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين وفاز بجائزة الفيبريسي وفازت بطتله بولا بير بجائزة أفضل ممثلة.

2. There is no evil

في فيلمه الأخير لا يوجد شر أو بترجمة حرفية لا وجود للشيطان، يضع محمد رسولوف مشاهديه تحت ما يشبه التجربة أو التمرين العقلي، تمرين يتحدى التصورات عن الخير والشر وما تتطلبه المعيشة في مجتمع قامع، في أربع قصص مختلفة ترصد تأثير عقوبة الإعدام في إيران وارتباطها بالتجنيد الإجباري، عند مشاهدة لا يوجد شر يجب أن تمارس مهاراتك في الامتناع عن الحكم على حيوات الآخرين فمن الممكن جدًا أن يقدر لك أن تكون أنت السبب في موت أحدهم فقط لكي تعيش حياة شبه طبيعية بديلها أن تكون منبوذًا إلى الأبد.

مع كل تلك القضايا الثقيلة لا يمكن وصف الفيلم بالجفاف أو الإغراق في الذهنية فعن طريق تقسيمه لأربعة فصول مختلفة يستكشف رسولوف الأنواع الفيلمية المختلفة ويظهر تأثره بعدة مخرجين آخرين بصريًا وسرديًا، يحكي قصته الأولى بواقعية مفرطة تشابه أسلوب أصغر فرهادي وتتأرجح الثانية بين أساليب أفلام الحركة ونهايات هوليوود السعيدة، وفي الأخيرتين تهيم روح عباس كيارستمي على شاعرية المناظر الطبيعية، تعرض رسولوف للسجن والمنع من السفر بسبب رؤاه الصريحة عن المجتمع الذي يعيش فيه لكن أفلامه تعرض في شتى بقاع الأرض حاصدة التكريمات والتقدير، فاز الفيلم بجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين وعرض في مهرجان القاهرة.

3. Preparations to be together for an unknown period of time

تتناول المجرية ليلي هورفات في ثاني أفلامها تنويع على فرضية فيلم قبل الشروق before sunrise أول أفلام ثلاثية ريتشارد لينكلاتر الشهيرة وكأنه نسخة تتخيل أسوأ السيناريوهات المتوقعة لأبطال فيلم رومانسي، ماذا لو اتفقا على اللقاء وأنكر أحدهما الآخر كليًا، لكن هورفات تأخذ المفهوم لما هو أبعد من ذلك، تستغل تلك الفكرة في بناء قصة تدمج بين أنواع فيلمية متنوعة، فيصبح فيلمها مزيجًا بين قصة رومانسية وفيلم تشويق، وعلى الرغم من أجوائه الغامضة فهو فيلم فني رقيق يستكشف طبيعة الذاكرة والحب، يعد عنوان الفيلم هو الجاذب الرئيسي، طويل، غير معتاد ورومانسي.

يتعامل الفيلم مع الذاكرة كمفهوم سائل ومرن، فمن الممكن أن تتسبب كذبة أحدهم في تحريف حقائق ثابتة حدثت أو أن ترتبط الذكريات بشعور غامر تصغر بجانبه قيمة الحقيقة، ومن الممكن لقوة الرغبة في شيء ما أن تدفع الحلم إلى سطح العقل الواعي حتى يصبح حقيقة، تلقي هورفات دلائل صغيرة وأفكار متكررة لطالما رأيناها في السينما فيوشك الفيلم على الخروج من مأزق اللغز بإحالته إلى عقل البطل سواء كحلم أو جزء من خيال يتمنى أن يحدث، قبل أن يتغير جو الفيلم فتصبح فكرة الغموض برمتها فكرة ثانوية كأنه خدع مشاهديه للركض وراء سراب سببه الرئيسي هو شك البطلة في عقلها مما شكك المشاهد بدوره، ومثل مشهد نهايته يظل الفيلم معلق في الهواء بين حقيقتين ويظل عالقًا في العقل بعد مشاهدته بأيام مثل ذكرى حالمة، فازت هورفات بجائزة المخرجين الجدد من مهرجان شيكاغو.

4. Never gonna snow again

تتناول مالجورزاتا سموفزكا بجانب ميكال انجلرت فكرتين يمكن وصفهما بالمألوفتين، استدعاءات من تحفة أندريه تاركوفسكي ستوكر ورؤيته المستبصرة لتأثير المخلفات النووية وأفكار من فيلم بيير بازوليني تيوريما الذي يتناول ظهور شخص يملك صفات شافية، يصنع لن تثلج مجددًا رؤية جديدة من مرجعياته الراسخة في تاريخ السينما لكنها تنتج فيلمًا معاصرًا وأصيلًا، يتعامل مع مفاهيم مثل الاستشراق والأساطير المتعلقة بالإشعاعات النووية بجانب قضايا مثل الاحتباس الحراري وخواء الحضارة الحديثة والطبقة البرجوازية، تبدو المصطلحات ثقيلة لكن الفيلم ليس كذلك.

لن تثلج مجددًا فيلم ممتع ورقيق يتوسطه أداء مؤثر من الممثل أليك أوتجوف في دور زينيا شاب أوكراني وسيم يهبط فجأة على مجمع سكني في بولندا كالملاك أو المخلص على غرار تيوريما أو سعيد مثل لازارو لا ينتظر زينيا مقابل لمساعدته، هو تمثيل للبراءة في عالم مدنس، يعمل الزائر كمدلك يملك يدين شافيتين وشخصية مرحة منفتحة وأدبًا جمًا، إضافة لكونه قادمًا من الشرق مما يضفي عليه سحرًا في أعين الغربيين الاستشراقيين بربطه بكل ما هو غرائبي وروحاني، الفيلم تجربة مثيرة للفكر والمشاعر ومن المؤكد أن تفسيره سوف يختلف من مشاهد إلى آخر، حصل على تنويه خاص من مهرجان فينيسيا.

5. Gaza Mon Amour

يرتبط وقع جملة السينما الفلسطينية مباشرة بالقضية الفلسطينية، كلمة فلسطين ذاتها لا تنفصل عن صراع ما، في غزة مونامور لا يتجاهل الأخوان عرب وطرزان ناصر الخلفية السياسية للحياة في فلسطين لكنهما يمنحانها قدرًا من السكينة يندر الحصول عليها، غزة مونامور أو حبيبتي، هو فيلم نوعي رومانسي كوميدي يتبع حيوات بطليه عيسى وسهام بالتوازي، وحدتهما وتوقهما لحياة أرحب من مساحة متاجرهما، تبدو دائمًا الشخصيات في الأفلام الواقعة في مناطق أكثر حظًا في صراع لإثبات فردانيتها، فعادة ما يتم اختزالها في أدوار ضحايا أو جناة، يكتب الأخوان ناصر ببساطة شخصيتين يمكن أن يكونا في أي مكان رجل ستيني يبحث عما يملأ روحه وامرأة تعمل بكد وتنتظر فرصًا أفضل لابنتها المطلقة لكنها لا تعي أنها نفسها تملك فرصة لحياة جديدة.

تدور قصة الحب الصامتة الخجولة على خلفية من مداهمات الشرطة والأجواء الرمادية الغائمة تؤطرها نغمات تشبه صندوق الموسيقى تجعل الفيلم أشبه بتهويدة هادئة تنسينا وتنسي أبطاله للحظات قسوة الواقع، الحب في غزة تحكمه مساحة ثلاثة أميال من البحر، كل شيء محدد مسبقًا مساحة الأرض والبحر وفرص الحياة والسعادة، لكن في تلك المساحة الصغيرة يمكنك أن تصطاد تمثال إيروتيكي للإله أبولو، ويمكنك أن تجد حب حياتك في سن الستين، وتعيش قدرك المحدود من السعادة، عرض الفيلم في عدة مهرجانات عالمية من ضمنها فينيسيا وشيكاغو وفاز بجائزة من مهرجان تورنتو.

6. The disciple

في أحد أشهر المشاهد السينمائية من فيلم أماديوس يصرخ سالييري أنه هو سفير متوسطي الموهبة في العالم، فلقد أجبره قدره أن يتواجد ويؤلف الموسيقى في نفس عصر موتزارت الذي لا تضاهى عبقريته، في فيلم المريد يتعامل المخرج الهندي شايتانيا تاماني مع تيمة مشابهة، شاراد هو عازف موسيقى هندية كلاسيكية تتلمذ على يد والده الذي تتلمذ بدوره على يد موسيقية سابقة ذات طابع أسطوري نظرًا لندرة التسجيلات الموجودة لها، كل من الأب والابن يملكان تصورًا مغلوطًا عن عظمتهما وعظمة أستاذتهما الراحلة، حتى يدرك الابن في لحظة ما أن مكانه في مجاله ليس كما يتصور، ونظرًا لندرة الممارسة الكلاسيكية للموسيقى للهند والقيمة التاريخية لها يسعى شاراد لإبقائها حية في مواجهة ثقافة البوب المعاصرة التي تجتاح الهند، تحكى القصة على خلفية من التغيرات المجتمعية المرتبطة بالصراع الأزلي بين الأصالة والمعاصرة، لكن تاماني يتناول ذلك دون مباشرة فجة أو خطابية فيصنع فيلمًا لمتوسطي الموهبة الحالمين بالعظمة في العالم، فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو من مهرجان فينيسيا.

7. Apples

فيلم تفاح هو العمل الأول للمخرج اليوناني خريستوس نيكو ومساعد اليوناني الشهير يورجوس لانثيموس، ويمكن اعتباره ضمن موجة تسمى الموجة اليونانية الغرائبية، وهو اتجاه بدأ من لانثيموس يتناول أفكارًا مجتمعية وإنسانية في إطار من الغرابة والأسلبة البصرية، يتعامل نيكو في تفاح مع وباء عالمي في أجواء نوستالجية دون فيروسات أو أغطية للوجه أو فوضى، عالم نظيف تمامًا ومنظم لكن يمكن للمرء فيه أن يفقد ذاكرته فجأة في منتصف فعل ما، ينسى من هو وكيف جاء إلى هنا، يتبع الفيلم بطله أريس في رحلته مع ذلك المرض المستحدث، ينضم المصابون لبرنامج يسمى «تعلم كيف تعيش» ويبني البرنامج هوية جديدة لمرتاديه عن طريق القيام بعدة مهمات تضمن تجارب حياتية محورية.

يستكشف الفيلم من خلال فرضيته الغرائبية المهام اليومية التي تكون الحياة العادية على الأرض ومحددات العلاقات الإنسانية، التصرفات التي تجعلنا تعساء أو سعداء ومدى فردانيتنا في مواجهة الجموع، تصبح فكرة اجتياح وباء جديد مساحة لتأمل طبيعة الذاكرة، ومعنى أن تكون حيًا وهوسنا المستحدث بتسجيل اللحظات بدلًا من عيشها في عصرنا الحالي وطبيعته التكنولوجية، لكنه فوق كل ذلك فيلم عن وطأة الفقد والرغبة الملحة في النسيان، تفاح فيلم رقيق وشاعري ذو مدة قصيرة لكنه يترك تأثيرًا يستمر لأيام، فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو من مهرجان شيكاغو وترشح لجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا.

8. Lift like a Girl

عادة ما تقاس قيمة وجاذبية الأفلام الوثائقية بجاذبية عناصرها أو أبطالها أكثر من قيمتها السينمائية المجردة وفي عاش يا كابتن تكمن الجاذبية في الجانبين يتناول شخصيات ساحرة مثيرة للاهتمام رئيسية يسهل التماهي معها وأسلوبًا سينمائيًا آسرًا في واقعيته واختزاله، يبدأ الفيلم من حقيقة تاريخية وهي فوز نهلة رمضان ببطولة العالم لرفع الأثقال في عام 2000، ومن تلك النقطة ننطلق في رحلة لاستكشاف العالم الذي خرجت منه بطلة مثل تلك تمهيدًا لاكتشاف لبطلات جديدات، يتبع الفيلم الكابتن رمضان والد نهلة ومدربها، شخصية خفيفة الظل سليطة اللسان يدرب فتياته في شارع مكشوف لا يفصله عن المرور إلا سور حديد.

تركز مي زايد مخرجة الفيلم بجانب رمضان على بطلة مستقبلية يدعوها هو زبيبة فتاة قوية حساسة تمثل طبيعتها الهشة عامل جذب نظرًا لعالمية تجربتها في الصمود في وجه الفشل حتى الوصول للنجاح، يعتمد الفيلم أسلوبية واقعية تنبذ كل ميل لابتزاز المشاعر عن طريق الموسيقى الدرامية أو التصوير البطيء، أسلوب سردي مباشر يخلق قصته من شذرات من الواقع يتخلله تيمات تتعلق بالذكورة والأنوثة وسيولتهما غير المتوقعة في مجتمع عشنا فيه وعرفناه عكس ذلك، عرض الفيلم في مهرجانات كبرى مثل فينيسيا وتورنتو وساندانس وفاز بثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي.

9. Servants

يميل بعض السينمائيين المعاصرين لاستخدام أساليب تستدعي الماضي لخلق أجواء بصرية تدمج بين الصورة الكلاسيكية والحديثة للفيلم، اشتهر أسلوب التصوير بإطار مربع وصورة غير ملونة واختيار إطارات ذات أبعاد غير معتادة بعد نجاح فيلم إيدا 2013 من إخراج بافل بافلكوفسكي وتصوير لوكاس زال، يمكن بسهولة اتهام كل من تبع خطاه بصريًا بالتقليد لكن في فيلم خدم يصعب عدم إيجاد الأصالة رغم التشابهات الشكلية والموضوعية بينه وبين أعمال بافلكوفسكي، صنع إيفان أوستروفشكي أجواء أكثر سوداوية وقتامة، تقع أحداث الفيلم في تشيكوسلوفاكيا تتبع شابين ينضمان إلى كنسية يحكمها البوليس السري، داخلها يختار كل منهما طريقته في المقاومة على الرغم من حساسية الموضوع المتناول إلا أن بصريات الفيلم هي عامل الجذب الأكبر، كل مشهد مصمم بعناية، كل حركة تحدث بدقة وكل خيط ظل أو نور يمثل صورة يمكن الوقوف عندها لتحليل تفاصيلها والاستمتاع بتفاصيلها يمثل خدم أحد أثرى التجارب البصرية لعام 2020، ترشح الفيلم لجائزة لقاءات من مهرجان برلين وجاز بأفضل إخراج وأفضل موسيقى من مهرجان سانت جون دو لوز بفرنسا.

10. New order

في العام الماضي واجهت السينما ذنبًا خفيًا أو لعنة يصعب التخلص منها، وهي لعنة أن يكون المرء ثريًا، أفلام مثل جوكر أو باراسيت بنت صراعًا مباشرًا بين الطبقات الاجتماعية التي عادة ما يكون المشاهد فيها هو الطرف العرضة للهجوم، كونك شخصًا قادرًا على الجلوس بملابس منمقة تشاهد أحد تلك الأعمال في مهرجانات سينمائية أو حتى في قاعات العرض أو تملك انترنت منزليًا يمكنك من تحميل الفيلم ومشاهدته في راحة بيتك فأنت على الأغلب في الجانب المدان.

يفتتح ميشيل فرانكو المخرج المكسيكي آخر أفلامه بافتتاحية تشابه تلك التي استخدمها لارس فون ترير في ميلانكوليا، تتابع من الصور الصادمة والشاعرية تلخص مصائر الجميع على أنغام موسيقى ملحمية، دماء وجثث وأشلاء ودهان أخضر، ثم ينتقل إلى بداية القصة في حفل زفاف برجوازي ساحر يجتاحه متظاهرون من سكان المكسيك الأصليين في عملية أشبه بالتطهير المضاد، يتحدى فرانكو مبادئ الجميع من الطرفين بعنف غير مبال دون انحيازات أو أحكام محددة، بجانب التشابهات بينه وبين جوكر في تصوير ثورة من الفقراء على الأغنياء أضاف فرانكو عنصر العرق كعامل أساسي في الصراع، يتعامل الفيلم مع قضايا مثل العرق والطبقة الاجتماعية بأكثر الأساليب تطرفًا فيخلق فاشية معكوسة تضع المشاهد في حيرة من أمره لأي صف ينتمي ولأي طرف ينحاز أو يتعاطف، حصل الفيلم على جائزة أفضل إخراج من مهرجان فينيسيا.