في مثل هذا التوقيت من كل عام نعمد إلى مراجعة أوراقنا السينمائية للبحث عن أفضل وأهم العناوين والتجارب التي حملها العام إلى المشاهد السينمائي. وغني عن البيان أن هذا العام قد شهد فقرًا شديدًا في الإنتاج والتوزيع في كل أنحاء العالم تأثرًا بجائحة فيروس كورونا التي ضربت أرجاءه مطلع هذا العام. علقت الكثير من المشروعات الإنتاجية، وتراجع صناع الأفلام عن طرح أفلامهم المنتهية بدور عرض خاوية، وأجبرت كبرى المهرجانات السينمائية على إرجاء دوراتها أو إقامتها افتراضيًا مثل مهرجان كان السينمائي الذي فضل طرح قائمة بالاختيارات الرسمية لدورة هذا العام، واكتفى بالإعلان عن الفيلم الفائز بسعفته الذهبية لأفضل فيلم قصير، وكانت من نصيب الفيلم المصري «ستاشر» للمخرج سامح علاء، في سابقة تاريخية من نوعها.

على الرغم من هذه الأجواء الأبوكاليبسية، شهد العام مجموعة مميزة من أهم الأعمال السينمائية، وسمحت الانفراجة البسيطة، ما قبل وأثناء الجائحة، في إقامة عدد من المهرجانات الكبرى مثل برلين وفينيسيا وصندانس. في هذا التقرير نرصد معكم مجموعة من أهم أفلام هذا العام الفقير.

المحتويات – أفضل أفلام 2020 – اختيارات إضاءات:

  1. Servants
  2. Delete History
  3. Gagarine
  4. I’m Thinking of Ending Things
  5. The Truffle Hunters
  6. Apples
  7. Notturno
  8. Undine
  9. Wife of a Spy
  10. Nomadland
  11. Preparations to be Together for an Unknown Period of Time
  12. There Is No Evil
  13. In Between Dying
  14. Mank
  15. The Father
  16. Never Rarely Sometimes Always
  17. First Cow
  18. Ma Raineys Black Bottom
  19. The Platform
  20. The Trial of the Chicago 7

1. Servants

فيلم المخرج السلوفاكي إيفان أوستروتشوفسكي الفائز بعدد من الجوائز المرموقة من بينها جائزة تاجسبيل من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه الوثائقي Velvet Terrorists. تدور أحداث فيلم Servants في تشيكوسلوفاكيا في الثمانينيات، حول طالبان في إحدى المدارس اللاهوتية يقعان ضحايا للصراع بين السلطة الدينية والسياسية. يقدم الفيلم تجربة بصرية رائعة يبدو فيها تأثر أوستروتشوفسكي بالمخرج البولندي الشهير بافل بافيلوفيسكي، عبر استخدام ألوان الأبيض والأسود، وأبعاد الشاشة الضيقة 4:3.

2. Delete History

الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان برلين السينمائي 2020، للمخرجين الفرنسيين بينو ديلبين وجوستاف كيرفيرن، والتي على ما يبدو جائزتهما المفضلة، إذ سبق أن فازا بها في قسم نظرة ما بمهرجان كان عن فيلمهما Le grand soir عام 2012، ومرة ثالثة من مهرجان صندانس السينمائي عن فيلمهما Louise-Michel عام 2008.

يدور فيلم Delete History، كما أفلامهما السابقة، في إطار كوميدي يتناول ثلاثة جيران وعلاقتهم بالهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويرسم صورة هزلية للإنسان الحديث وعلاقته بالتكنولوجيا التي تسيطر على جانب كبير من حياته، وبرغم من تطورها جعلت منه كائنًا أقل تطورًا. عبر كوميديا شديدة الطزاجة، وأداء تمثيلي مميز من أبطال العمل الثلاثة، يقدم الفيلم تجربة عالمية الطابع يمكن للمشاهد أن يتأثر بها بما يتجاوز موقعه من العالم وخلفيته الثقافية والاجتماعية.

3. Gagarine

أحد أفلام الاختيار الرسمي لمهرجان كان السينمائي في دورته الافتراضية لهذا العام، للمخرجين الفرنسيين فاني لياتارد، وجيريمي تروله. يدور الفيلم حول المراهق «يوري» الذي يحاول إنقاذ المجمع السكني «جاجارين» بعد أن قررت السلطات الفرنسية هدمه. أطلق على المجمع اسم «جاجارين» الذي افتتح في مطلع الستينيات في حضور رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين، وهو الاسم نفسه الذي اشتهر به يوري ليس فقط لتشابه الاسم الأول، ولكن أيضًا لحبه للعلوم وحلمه بأن يكون رائد فضاء. تدور أحداث الفيلم في خطين زمنيين هما الزمن الواقعي، والزمن الافتراضي الذي يصور خيالات جاجارين الخاصة وعلاقته الحميمية بالمجمع السكني، كما يعالج الفيلم في إطار أضيق واقع المهمشين لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو عرقية في إحدى دول العالم الأول.

4. I’m Thinking of Ending Things

أحدث أفلام كاتب السيناريو الأمريكي الشهير تشارلي كوفمان، وثالث أفلامه كمخرج. على غرار أفلامه السابقة، يقدم كوفمان تجربة سيريالية مفعمة باللحظات المقبضة والمرعبة، ويغوص خلالها في نفسية شخصياته ليرسم جانب اللاوعي الإنساني ببراعة سينمائية فائقة. يتميز الفيلم الذي يضم عددًا قليلًا من الشخصيات، ببنية سردية معقدة وغير تقليدية، وبأسلوب بصري ينم عن مخرج مخضرم تتجاوز موهبته كتابة النصوص السينمائية التي صنعت شهرته. لا يخلو الفيلم كذلك من بعد شعري سواء على مستوى الحوار المحكم، أو على المستوى البصري الذي غلبت عليه الأجواء القاتمة والمقبضة كما نفسية شخصياته.

اقرأ أيضًا: فيلم «I’m Thinking of Ending Things»: رحلة في العقل البشري

5. The Truffle Hunters

أحد أفضل الأفلام الوثائقية لعام 2020، من إخراج مايكل دويك وجورجي كيرشاو. يدور الفيلم حول مجموعة من صائدي فطر الكمأ، أحد أندر النباتات على الأرض والذي ينمو بشكل طبيعي في باطن الأرض، ولهذا يطلق على جامعه «صائد» وليس «زارع». للوهلة الأولى يبدو أن الفيلم يتناول هذه المهنة الغريبة والنادرة، ولكنه لا يلبث أن يتجاوز المهنة نفسها إلى أصحابها، وكلهم شخصيات ذات جاذبية سينمائية خاصة. جميعهم قد تجاوز الثمانين من العمر، باستثناء صياد واحد في نهاية العقد الثامن. يركز الفيلم على أسلوب حياة الشخصيات، وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وبالمهنة التي أنفقوا فيها جل حياتهم، وكذا علاقتهم بكلابهم التي يستخدمونها في التنقيب عن الفطر الثمين نظرًا لندرته، والذي تجري عملية بيعه في مزادات أنيقة كما لو كان من الأحجار النفيسة. أما آخر هذه الجوانب فهي علاقتهم بالطبيعة التي تضفي طابعًا بسيطًا على حياتهم بالقرب من غابات بيدمونت الإيطالية حيث يقومون بالبحث عن فطر الكمأ.

6. Apples 

أول أفلام المخرج اليوناني خريستوس نيكو، الذي سبق له العمل كمساعد مع المخرج اليوناني الشهير يورجوس لانثيموس في فيلمه Dogtooth. يدور الفيلم في إطار فانتازي حول جائحة غامضة تسود العالم تجعل البشر يفقدون الذاكرة. ينخرط البطل في برنامج لإعادة التأهيل بعد إصابته بفقدان الذاكرة، ويحاول إعادة التكيف مع حياته بعد صدمة كبيرة يتعرض لها على المستوى الشخصي. فيلم هادئ ورقيق يركز على مشاعر الفقد ومحاولة الإنسان التكيف مع واقع مؤلم لم يكن اختيارًا فيه. شارك الفيلم في مسابقة آفاق بمهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام.

7. Notturno

أحدث أفلام المخرج الإيطالي الأمريكي جيانفرانكو روسي. حاز روسي أرفع الجوائز السينمائي إذ سبق له الفوز بجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه «Fire at Sea» عام 2016، وجائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلمه «Sacro Gra» عام 2013. قام روسي بتصوير فيلمه الجديد «Notturno» على مدار 3 سنوات تنقل خلالها ما بين ليبيا وسوريا والعراق وإقليم كردستان يتتبع خلالها محاولات النجاة ومواصلة الحياة بشكل عادي في مناطق الحروب. بأسلوب بصري خالص تتبع كاميرا روسي الحياة العادية لا المعارك والمناوشات الحربية، مع حضور الحرب الدائم في الخلفية إما عن طريق شريط الصوت المميز، أو عن طريق آثار الانفجارات في خلفية المشهد. بفيلم شبه خال من الحوار، وبتجهيل تام لكل الشخصيات والأماكن، يقدم روسي تجربة سينمائية وثائقية غاية في الأهمية لإحدى أكثر الحقبات ظلامية في التاريخ الإنساني.

8. Undine

أحدث أفلام المخرج الألماني كريستيان بيتزولد، الفائز بجائزة الدب الذهبي (أفضل مخرج) من مهرجان برلين عن فيلمه Barbara عام 2012. يقدم الفيلم معالجة حديثة لأسطورة أوندين، حورية البحر التي تقع في حب بشري. تعمل أوندين كمؤرخة وتحاضر في مجال التنمية الحضارية في برلين، وتقع في حب رجل يخونها ولكنها تجد الحب مرة أخرى مع رجل آخر. يمزج الفيلم بين الواقع والأسطورة، ويقدم معالجة حداثية للأسطورة من خلال قصة حب رقيقة وحميمية، ويقوم بالبطولة فرانز روجويسكي، وبولا بير، اللذان سبقا وقاما ببطولة فيلم بيتزولد السابق «Transit».. فاز الفيلم بجائزة الفيبريسي (الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين) من مهرجان برلين السينمائي هذا العام.

9. Wife of a Spy

أحدث أفلام المخرج الياباني كيوشي كورواساوا، الفائز مرتين بجائزة نظرة ما من مهرجان كان السينمائي، والذي لا تربطه أي علاقة قرابة بالمخرج الياباني الكبير أكيرا كورواساوا. فيلم «Wife of a Spy» هو فيلم تاريخي تدور أحداثه إبان الحرب العالمية الثانية في اليابان، في إطار من الدراما والتشويق، يغزل بمهارة فائقة قصة حب ووفاء زوجة لزوجها مع السياق السياسي لليابان في إحدى أحلك فتراتها التاريخية. يتميز الفيلم بشكل خاص على المستوى البصري خاصة مع تصميم الإنتاج المبهر لهذه الفترة التاريخية والمزج بين الحقيقي والخيالي من خلال تفصيلة هواية الزوج لفن السينما وقيامه بتصوير الأفلام القصيرة التي تحمل جانبًا من الحقيقة وتفك عددًا من طلاسم الحبكة الدرامية للفيلم الأصلي. فاز كورواساوا بجائزة الأسد الذهبي (أفضل مخرج) من مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام.

اقرأ أيضًا: أفضل 20 فيلمًا في السينما العالمية في 2019

10. Nomadland

للعام الثاني على التوالي يفوز فيلم أمريكي بالجائزة الكبرى، جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي. الفيلم الروائي الثالث للمخرجة الصينية كلوي تشاو والمقتبس من رواية جيسيكا برودر، يتتبع امرأة في الستينيات من عمرها تقرر أن تجول الغرب الأمريكي في شاحنة صغيرة حولتها إلى منزل متنقل. بعد وفاة زوجها وخسارة عملها تخوض البطلة رحلة حداد تستكشف خلالها مجتمعًا كاملًا من الأشخاص الذين قرروا الاستغناء عن كل الروابط المادية في حياتهم، ويعيشون حياتهم كما لو كانوا بدوًا في العصر الحديث. الفيلم من بطولة الممثلة الأمريكية الحائزة على جائزتي أوسكار، فرانسيس ماكدورماند، وهو من أقوى الأسماء المرشحة لجوائز الأوسكار عن هذا العام.

11. Preparations to be Together for an Unknown Period of Time

الفيلم الروائي الثاني للمخرجة المجرية ليلي هوفارت التي فاز فيلمها الأول «طفل الأربعاء» بجائزة مسابقة شرق الغرب بمهرجان كارلوفي فاري عام 2015. بداية من العنوان «الاستعدادات لنكون معا لأجل غير مسمى» يحيلنا الفيلم إلى الحالة الشعرية الخاصة التي تغلف قصته الرومانسية وتطغي على كل عناصره. يدور الفيلم حول نادية، طبيبة الأعصاب التي تقرر ترك عملها في أمريكا والعودة إلى المجر لترتبط بالشخص الذي تحبه. يتميز الفيلم ببنية سردية غير تقليدية إذ ينطلق من نقطة النهاية لا البداية، كما يتميز بأسلوب بصري شاعري يتناسب مع قصة الفيلم وحالته النفسية.

12. There Is No Evil

الفيلم الفائز بجائزة الدب الذهبي، الجائزة الكبرى من مهرجان برلين السينمائي هذا العام، للمخرج الإيراني محمد رسول آف الذي سبق له الفوز مرتين بجائزة قسم نظرة ما من مهرجان كان الفرنسي. يقدم الفيلم أربع قصص لأربع شخصيات مختلفة ولكن ما يربط بينها جميعًا هو عقوبة الإعدام. يتجاوز الفيلم البعد السياسي لموضوعه ويركز بالأساس على الأثر النفسي لعقوبة الإعدام على كل من ضحايا ومنفذي هذه العقوبة المروعة في واحدة من أكثر الدول الشمولية في العالم، إيران. على الرغم من الانفصال الظاهري بين القصص الأربعة، والتي صورت كأربعة أفلام قصيرة، فإن البنية الدرامية المعتمدة على الجانب النفسي والإنساني تزيل أي أثر لهذا الانفصال، خاصة مع الربط بشكل سريع بين القصتين الثانية والأخيرة. يمتد أثر الفيلم خارج قاعات السينما، فالمخرج الذي طالما عانى من الاضطهاد والتعسف الرقابي تجاه أفلامه، ألقي القبض عليه بعد عرض الفيلم، ولا يزال قيد الحبس.

13. In Between Dying

في هذا العام القاسي، وبينما يعاني صناع السينما حول العالم من أجل الانتهاء من عمل واحد، أنجز المخرج الأذريبجاني هلال بايدروف فيلمين دفعة واحدة، وخلال عامي 2018، و2019 طرح 5 أعمال أخرى ما بين الروائي والوثائقي. تعليقًا على هذا اللغز المحير يقول المخرج، إنه انتهى من هذه الأعمال على مدار السنوات السابقة لكنه لم يطرح أي منها تجاريًا أو حتى من خلال المهرجانات السينمائية العالمية. لم تنته المفاجآت عند هذا الحد، ولكن الأكثر إدهاشًا أن بايدروف قد أنجز هذا الكم من الأعمال عبر الإنتاج الذاتي والمستقل، اعتمادًا على أصدقائه وعائلته، حتى أن أمه تشارك في اثنين من هذه الأفلام.

أما عن فيلم «In Between Dying» فهو تجربة شاعرية بكل امتياز وإن لم تخل من الحبكة الدرامية التي تضم شخصية مركزية ومجموعة من الشخصيات الثانوية التي يمر بها البطل أثناء رحلته. بأسلوب بصري مميز للغاية يعتمد بالأساس على الإضاءة الطبيعية وتغلب فيه المواقع الخارجية والمشهدية الطبيعية، ومن دون أي اعتماد على المؤثرات البصرية، يقدم بايدروف فيلمًا شاعريًا على المستوى البصري وعلى مستوى الحوار الذي يضم مجموعة من القصائد كتبها المخرج نفسه. شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام.

14. Mank

بعد ست سنوات على آخر أفلامه، يعود المخرج الأمريكي الشهير دايفيد فينشر بفيلم السيرة الذاتية «Mank» عن كاتب السيناريو الأمريكي هيرمان جايكوب مانكيويز، وتدور أحداثه في ثلاثينيات القرن العشرين حيث العصر الذهبي لهوليوود، وبينما كان مانكيويز يعكف على كتابة سيناريو الفيلم الأيقوني «المواطن كين». يقدم فينشر في فيلمه الجديد تجربة بصرية تحاكي أعمال هوليوود الكلاسيكية في عصرها الذهبي وخاصة تلك التي عمل عليها مانكيويز نفسه. يقوم بدور البطولة الممثل الكبير جاري أولدمان.

15. The Father

أول أفلام المخرج والكاتب المسرحي الفرنسي الكبير فلوريان زيلر المقتبس عن مسرحيته «الأب»، أحد أكثر أعمال الكوميديا السوداء تميزًا في السنوات الأخيرة والتي فازت بالعديد من الجوائز في باريس، ولندن، ونيويورك. كتب المعالجة السينمائية الكاتب الكبير كريستوفر هامبتون صاحب عدد من أهم الأعمال السينمائية المقتبسة عن الأدب مثل Atonement (2007)، وDangerous Liaisons (1988). يسيطر الطابع المسرحي على أجواء وعناصر الفيلم المختلفة وبشكل خاص المشهدية (الميزانسين) والأداء التمثيلي. الفيلم من بطولة الممثل الأسطوري أنتوني هوبكنز، الذي يقدم واحدًا من أجمل الأداءات السينمائية هذا العام، رفقة الممثلة البريطانية الحائزة على الأوسكار أوليفيا كولمان.

16. Never Rarely Sometimes Always

في فيلمها الثالث تعالج الكاتبة والمخرجة الأمريكية إليزا هيتمان نفس الموضوع الذي سبق وتناولته في فيلميها السابقين، المراهقة. فتاة في السابعة عشرة من عمرها تقرر القيام بعملية إجهاض، ولكن التعقيدات العائلية والقانونية تدفعها إلى خوض رحلة طويلة إلى مدينة نيويورك لإجراء هذه العملية. تقدم هيتمان، الفائزة بجائزة الإخراج من مهرجان صندانس عن فيلمها Beach Rats )2017)، أحد أكثر النصوص السينمائية براعة هذا العام. عبر كثير من الهدوء والثقة، والقليل للغاية من الحوار، يضعنا الفيلم منذ مشاهده الأولى في قلب أزمة البطلة، ويحافظ على هذا الإيقاع الهادئ والمفعم بالتوتر في آن واحد حتى النهاية. فاز الفيلم بجائزة الدب الفضي (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) من مهرجان برلين السينمائي لهذا العام.

17. First Cow

 أحد أهم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين 2020، الفيلم الأمريكي First Cow للمخرجة كيلي رايتشارد، ومن بطولة الأمريكي جون ماجارو والبريطاني من أصل صيني أوريون لي، رفقة البريطاني الشهير توبي جونز.

في البقرة الأولى نتتبع صداقة صنعتها الصدفة بين طباخ بريطاني ورحالة صيني، في أرض أمريكا في بداية القرن التاسع عشر، حيث الجميع مهاجرون يحلمون بفرصة جديدة في هذا المجتمع الجديد، المثير للتأمل والاسترخاء في هذا الفيلم بشكل خاص هو أسلوب كيلي رايتشارد الهادئ في سرد حكايتها، تمهل شديد، فرصة لالتقاط الأنفاس، وتفاعل طبيعي يظهر تدريجيًا بين الأبطال يشعرنا في النهاية أننا شهود على هذه الصداقة، في المجتمع الجديد يوجد بقرة أولى، ومعها تظهر حاجة من لا يمتلكونها لبضع نقاط من الحليب.

اقرأ أيضا: رسائل برلين 2020: تهتهة «جوني ديب» والبقرة ومجد كوريا

18. Ma Raineys Black Bottom

الظهور الأخير لشادويك بوسمان، Black Panther كما يعرفه الجميع، الممثل الأمريكي الشهير رحل بعد تصويره لهذا الفيلم الذي يشاركه فيه البطولة الممثلة الأوسكارية فيولا دافيز، عن قصة الأيقونة الأمريكية والملقبة بأم موسيقى البلوز، نقصد هنا بالطبع المغنية الأمريكية ما ريني.

الفيلم يذكرنا بالحوارات المسرحية الطويلة التي شاهدناها في Fences من إخراج دينزيل واشنطون في 2013، لكن هنا بخلفية تحمل طموح الأمريكيين من أصل إفريقي في مواجهة الرجل الأبيض الذي يريد أن يتحكم في فنهم كما يتحكم في حياتهم.

19. The Platform

فيلم إسباني قليل التكلفة، تم عرضه للمرة الأولى في فعاليات قسم «جنون منتصف الليل» ضمن مهرجان تورنتو السينمائي الدولي خلال سبتمبر من عام 2019، الفيلم حقق جائزة تصويت الجمهور لأفضل فيلم ضمن هذا القسم، لكنه ربما كان سيُنسى لو مرت الشهور الأولى من عام 2020 دون وباء عالمي دفع الجميع للبقاء في منازلهم، كما تسبب أيضًا في موجات متتالية من الشراء المدفوع بالهلع، هلع جعل الرجال والنساء يتصارعون ويتبادلون اللكمات داخل أسواق الأطعمة واحتياجات المنزل، حيث يخرج بعضهم بأكياس ممتلئة، ولا يجد البعض الآخر إلا أرففًا فارغة، فما بالك بمن هم غير قادرين أصلًا على الدخول لهذه الأسواق.

فيلم The Platform للمخرج الإسباني «جالدير جاستيلو أوروثيا» هو الثريلر المناسب لليالي العزل المنزلي بكل تأكيد، فيلم تدور أحداثه عن سجن مصمم على شكل مجموعة من الطوابق، يتخللها فراغ تملؤه طاولة مليئة بالطعام كل يوم، طاولة واحدة تتحرك رأسيًّا لتطعم عددًا غير معروف من الطوابق، تتوقف لدقيقتين في كل مرة، في كل طابق مسجونان، إذا كنت في الطابق الرابع فأنت أمام مأدبة ما زالت عامرة، وإذا كنت في الطابق الخمسين فستجد بعض البقايا والعظام، أما إذا كنت في الطابق المائتين فلن يصلك أي شيء، في كل شهر يتغير مكانك، فماذا ستفعل؟

الفيلم قد بدأ عرضه على نيتفلكس في مارس 2020، وهو أحد أكثر الأفلام الأجنبية مشاهدة خلال هذا العام.

اقرأ أيضا: فيلم «The Platform»: جنون العزلة وسلطة الجوع

20. The Trial of the Chicago 7

في فيلم the Trial of Chicago 7 ينقلنا الكاتب الشهير أرون سوركين إلى الستينيات، حيث مظاهرات 1968 التي اشتعلت في الولايات المتحدة، ثم أوروبا، حتى إنها خرجت في مصر. لكن حكايتنا الأمريكية هنا تركز بشكل رئيسي على سؤال واحد، هل يوجد طريقة مثلى للتعامل مع نظام حكم أنت غير راضٍ عنه؟

يدخل متهمو قضية شيكاغو المحكمة وسط هتافات من المتظاهرين تردد «العالم كله يشاهد»، العالم كله بالتأكيد كان يشاهد ما يحدث في أمريكا في عام1968، تظاهرات الشباب والطلاب هناك ضد الحرب قد أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر في تظاهرات شباب أوروبا، فرنسا بالخصوص، المطالبة بحريات فردية أكبر، وصولًا إلى تظاهرات طلاب مصر للمطالبة بمحاسبة الفاسدين الحقيقيين والمتسببين في النكسة بعد قضية الطيارين الذين تم وضعهم ككبش فداء من نظام عبد الناصر.

مظاهرات المعترضين على الحرب في أمريكا كانت في المركز، وقضية شيكاغو كانت في المركز الإعلامي من هذه التظاهرات، هي أشبه بالفعل بأوسكار المظاهرات كما يذكر سوركين على لسان أحد أبطاله داخل أحداث الفيلم

اقرأ أيضا: فيلم «The Trial of the Chicago 7»: العالم كله يشاهد