تشهد شوارع وميادين تركيا توترات دعائية استعدادًا للاستفتاء على إقرار تعديلات دستورية جديدة، تلك التي تعزز من صلاحيات منصب رئيس الدولة، والذي يشغله حاليًا رجب طيب أردوغان، والمحدد لإجرائها يوم غد الأحد 16 أبريل/نيسان.

وكان رئيس المجلس الأعلى الانتخابي، سعدي غوفن، قد صرّح في كلمة تلفزيونية سابقة أنه تم تثبيت هذا الموعد بعد نشر نص القانون في الجريدة الرسمية، موضحًا أن البطاقات التي سيستخدمها المشاركون في الاستفتاء ستكون إما بيضاء لمؤيدي التعديل، وإما بنية لمعارضيه.

وفي تصريحات سابقة لأردوغان عقب تصديقه على التعديلات قال فيها: «أن هذا التعديل ضروري لضمان الاستقرار على رأس الحكم في تركيا التي تواجه اعتداءات غير مسبوقة وصعوبات اقتصادية» إذ من المفترض لهذه التعديلات أن تتيح لأردغان البقاء في السلطة حتى 2029. فيما اعتبره المعارضون وسيلة ستتيح للرئيس التفرد بالسلطة، خصوصًا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي، وما تلاها من حملة تطهير واسعة غير مسبوقة شملت توقيف واعتقال وطرد عشرات الآلاف من الأتراك بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة الخدمة.

كما أن هذه التعديلات تقضي بتحويل النظام البرلماني إلى نظام رئاسي ما يتيح للرئيس تعيين وإقالة الوزراء وإصدار مراسيم وإعلان حالة الطوارئ. ويواجه الحزب الحاكم، العدالة والتنمية، انتقادات من تشكيلات المعارضة، حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي)، في حين قرر حزب الشعوب الديمقراطي (مؤيد للأكراد) مقاطعة التصويت، فعشرة من نوابه موقوفون لاتهامهم بدعم حزب العمال الكردستاني.


من قال «لا» في وجه من قال «نعم»

وعن أسباب دعوة الحزب الحاكم وعلى رأسه الرئيس رجب طيب أردغان للاستفتاء يقول معين نعيم، محلل سياسي فلسطيني، تركي الجنسية وعضو بحزب العدالة والتنمية، ليست الدولة هي من تدعوا لقول نعم، ولكن الحزب الحاكم «العدالة والتنمية – AK Parti» هي الذي يدعو لذلك، بسبب العديد من المشاكل التي نتجت إثر تطبيق الدستور القديم. فآلية العمل به أدت لبطء في اتخاذ القرارات، فهناك إزدواج بين رأسي الحكم؛ بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء بالإضافة لتدخل البرلمان في استصدار القرارات، ولكن مع التعديلات الجديدة يصبح الرئيس له السلطة التنفيذية ويفرغ البرلمان لسلطته التشريعية والرقابية فقط.

والحزب يهدف لتسهيل وتسريع القرارات بسبب الأحداث والمعطيات الجديدة التى طرأت على تركيا بعد محاولات الانقلاب وتتابع الأحداث بعدها، ففي السابق احتاجت الدولة لوقت طويل لاستخراج أي قرار.

وتابع نعيم: «بالنسبة للقضاء نهدف لتصحيح وضعه، فالقضاء في تركيا كان مستقلًا إلا أنه لم يكن محايدًا، فالتعديل الجديد هو إضافة الحيادية وهي شرط من شروطه، ويتم ذلك بإشراك العديد في المجلس الأعلى للقضاء بعدما كانت انتخاباته منحصرة داخليًا قفط، الآن يمكن مشاركة رئيس البرلمان ووزير العدل والحقوقين في انتخابات الهيئة العليا للقضاء».

وأما عن التعديلات الخاصة بالجيش، أن يكون تبعية الجيش والدولة كلها للرئيس، وذلك بدلًا من تكوين قوة مستقلة وغير مستقلة تؤثر على سير المجريات، وتكون أدوات فاعلة في تهديد الدولة، ولكن في ظل التعديلات سيصبح قرارات الجيش والقضاء من ضمن صلاحيات الرئيس حتى يثبت استقلالية الدولة دون تدخل قوى أخري مثلما حدث في الفترة الماضية.

بينما قال مصطفي يراتجلي، كردي من ديار بكر:« قول لا سيحمينا من ديكتاتور قادم، الآن أردغان ليس له كل الصلاحيات وأرسل أبنائنا إلي الحرب في سوريا والموصل وحدث انقلاب، فماذا سيحدث إذا توفرت له كل الصلحيات بالتأكيد سيدخل بنا في أزمات كبيرة».


التصويت في الخارج

أفاد البيان الصادر عن الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أن عدد الناخبين الذين صوتوا في استفتاء التعديلات الدستورية في 10 دول، إضافة إلى المعابر الحدودية، بلغ منذ 27 مارس/آذار الماضي وحتى اليوم، 522 ألف و820 ناخب تركي، كما أدلى 485 ألف و34 ناخب بأصواتهم في الممثليات التركية في ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، والنمسا، وبلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، وسويسرا، ولوكسمبورغ، والنرويج. كما أدلى 37 ألف و786 ناخب بأصواتهم في المعابر الحدودية البرية والمطارات الدولية التركية.

وصوت في الاستفتاء نحو 325 ألف ناخب في المثليات التركية في ألمانيا التي يوجد بها أكبر عدد من الناخبين الأتراك في الخارج، ويبلغ عددهم مليون و430 ألفا و127 ناخب. كما أدلى 10 آلاف و451 ناخب بأصواتهم في الممثليات التركية بالولايات المتحدة منذ الأول من أبريل/نيسان الجاري.

واستمرت عملية التصويت في الاستفتاء في الممثليات التركية بالخارج حتى التاسع من أبريل/نيسان الجاري بينما تستمر بالمعابر الحدودية حتى تاريخ إجراء الاستفتاء في تركيا في السادس عشر من ذات الشهر.


كيف استعد الأتراك لهذا اليوم

شهدت الدعايا للفريقين مساحة كبيرة من الحرية، حيث يقيم الطرفان مقار للدعاية لاستضافة الجمهور وللإجابة على تساؤلاتهم، وتشهد المقار حالة من الوطنية والبهجة بإذاعة عبر مكبرات الصوت أغاني وطنية ويشارك الجمهور برقصة الدبكة التركية.

كما يوزع الطرفين مطويات ورقية تحمل أفكارهم ويرفقها علب من الشاي أو الماء أو قطع حلوى لضيافة الجمهور، لم تشهد الدعايا صور عنف إلا قليلًا، حيث وقعت حادثة تحطيم لأحد المقار الدعائية لـ«نعم» في منطقة بكشتاش. وشهدت شوارع مدينة اسطنبول وغيرها من المدن معلقات وبوسترات للدعايا، والملحوظ أن هناك مناطق إسلامية لم تشهد أي دعايا لحملة «لا»، كما يعتمد الفريقين على عربات بمذياع تتحدث للأهالي في البيوت.

كما قدم الفريقين أغنيتين تحمل شعارات لقول لا و نعم، فحملة نعم شعارها «Evet ileGüçlüTürkiye» وترجمتها للعربية «نعم مع تركيا القوية»، أما حملة لا، «CHP GeleceğimİçinHayırReferandumMüziği» والتي تعني «حزب الشعب الجمهوري : لا استفتاء على مستقبلي».

Biz milletimize güveniyoruz, Türkiye'ye inanıyoruz. EVET MİLLET YAPAR.

Gepostet von AK Parti am Mittwoch, 5. April 2017
قالوا إذا أصبح الحجاب حرية ستكون مشاكل وصراعات كثيرة، والآن أصبح الحجاب موجودًا. هل حدثت مشكلات؟ لا، بالعكس ديمقراطيتنا أصبحت قوية أكثر. وماذا قالوا أيضًا؟. قالوا لن نصنع الكبري الثالث ولن نفعل هذا وهذا والآن فعلنا. فى 15 تموز جاء الخائنين بالسكاكين والأسلحة والشعب كان أمامهم. نعم هذا الشعب جميلٌ جدا، نحن نؤمن بتركيا .. الشعب يفعل
Geleceğim İçin Hayır

Güneşli yarınlar için, en çok da çocuklarımız için #HAYIR

Gepostet von Cumhuriyet Halk Partisi – CHP am Donnerstag, 23. März 2017
من أجل مستقبلي، في من نثق مرة أخرى، من أجل ألا نظل في الظلام، أبي وأمي، من أجل حريتنا، من أجل راحتنا، من أجل وطننا، من أجل السلام. من أجل 23 نيسان بفضل عيد الطفل، حياه مليئة بالأمل، من أجل أحلامى .. لا تنسانا ولا تنساني ،من أجل مستقبل مشرق .. لا

الصحف التركية المؤيدة والمعارضة

المعارضة

Akşam – Anadolu’da Vakit -BirGün- Bugün – Cumhuriyet – Dünya – Evrensel – Hürriyet – Hürses Milli Gazete تابعة لحزب السعادة – Sözcü Star – Vatan – Yeni Mesaj – Zaman – Today’s Zaman – Taraf.

المؤيدة

Güneş – Habertürk متوسطة ليست مع وليست ضد – Milliyet كانت معارضة لكنها الآن مؤيده – Ortadoğu معارضة والآن مؤيده Önce Vatan – Özgür معارضة والآن مؤيدة – Gündem غير واضح – Türkiye – Yeni Asya – Yeni Çağ – Yeni Şafak.

الشعارات المستخدمة في الدعايا

«Önce memleket tabiiki evet – أولاً الوطن بالتأكيد نعم». «Kararımız evet – قرارنا نعم». «Millet kazniyor türkiye kazanıyor – الوطن، الشعب يفوز، تركيا تفوز» «Gücümüz milet – قوتنا هو شعبنا». «Geleceğim için hayır – لأجل مستقبلي لا»


العرب والاستفتاء التركي

دار جدل في الوسط التركي عن موقف العرب المقيمين بتركيا من الاستفتاء على التعديلات الدستورية القادمة، واتهم المعارضون للتعديلات الدستورية وللحكومة الحزب الحاكم فباستخدامهم لربح التأييد لـ «نعم»، ولإيضاح أن العرب المقيمين بتركيا ليس لهم أي دور بشأن التعديلات فهم مقيمون بتركيا بسبب توتر الأحداث السياسية ببلادهم ودورهم يقتصر كمتابعيين ومحللين وباحثيين لحدث سياسي داخل دولة هم مقيمون بها.

ونبهت الجاليات العرية وخاصة السورية في مجموعاتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، على عدم التدخل حتى ولو بإبداء الرأي في هذه المسألة، حتى لا يكونوا سببًا في تعطيل عملية الاستفتاء، كما أكدوا أنه إذا حاولت إحدى القنوات أخذ رأيهم ليس عليهم أن يبدوا أي تأييد أو معارضة حتى لا يكونوا عبءًا على أي الأطراف.

ويرجع ذلك لموقف المعارضة التركية الرافض لوجود العرب وخاصة السوريين، معتبرين أن أردغان أتى بهم ليمنحهم جنسية تركية ليزيد من مؤيديه، وبالرغم من ذلك شهد الوسط مؤخرًا بعض الأعمال الفنية الصادرة من أحد الجاليات العربية لدعم التعديلات الدستورية ولكنها اجتهادات فردية لم تعبر عن المجموع.