في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1990، اغتيل الحاخام الإسرائيلي، مائير كاهانا، مؤسس حركة كاخ الإرهابية. في نفس الشهر من عام 2022، عاد إلى الكنسيت والحكومة الإسرائيليتين. هذه المرة، عبر تلميذه إيتمار بن غفير، رئيس حزب العظمة اليهودية اليميني المتطرف.

في مارس/ آذار 2020، بدا ظهور حزب «العظمة اليهودية» بزعامة إيتمار بن غفير كحزب سياسي يريد إقناع الناخبين بأحقيته في الوصول إلى مقاعد الكنسيت عبثيًا. حتى جمهوره المفترض من اليمينيين الإسرائيليين بدوا غير عابئين بوجوده. حصل على 0.42% من إجمالي الأصوات، بعيدًا بدرجة كبيرة عن عتبة الحصول على أي مقعد.

كان الاعتراض عليه بديهيًا، بالدرجة التي لم تكن بحاجة إلى مجرد التبرير. نفتالي بينيت بدا مندهشًا من حاجته إلى شرح سبب رفضه لوجود الحزب.

لكن بن غفير لم ييأس. انضم إلى رئيس الاتحاد الوطني بتسلئيل سموتريتش في تحالف موحد، خاض الانتخابات الأخيرة، وتجاوز نسبة 10%، ليتحول إلى لاعب رئيسي في تشكيل الحكومة اليمينية التي يسعى رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو لتشكيلها.

متطرف بالختم الرسمي

لم يكن بن غفير – المولود في القدس المحتلة عام 1976 لأب وأم من كردستان العراق – واحدًا من الشريحة التي لا تتجاوز 25 ألفًا، التي أوصلوا حزب كهانا السياسي بنجاح إلى الكنيست في عام 1984؛ إذ لم يكن عمره حينها يتجاوز 8 سنوات، لكنه تحول لاحقًا إلى أحد أهم داعمي الحركة، بعد حظرها رسميًا في عام 1988 بسبب التحريض على العنصرية، بعدما روج لمقترحات تشريعية مثل إلغاء المواطنة لغير اليهود، وحظر الزواج والعلاقات الجنسية بين اليهود والأممين.

مائير كاهانا
مائير كاهانا

رغم الحظر، بقي كان كاهانا «معروفًا بأنه منظّر وصوت لشريحة محرومة وغاضبة من الإسرائيليين»، كما يصفه الصحفي شاؤول ماجد، في كتابه «مائير كاهانا: الحياة العامة والفكر السياسي ليهودي أمريكي راديكالي»، وبن غفير كان أحدهم على ما يبدو.

يحمل سجل بن غفير- منذ سنوات مراهقته- عددًا ضخمًا من الجرائم. كان ناشطًا في حركة كاخ الإرهابية؛ لتتراكم في صحيفته الجنائية أكثر من 50 تهمة بالتحريض على العنصرية، ودعم تنظيم إرهابي، واعتراض ضابط شرطة خلال أداء عمله الرسمي.

صحيح أنه نجح في مقاضاة حكومة الكيان وجني مئات الآلاف من الشواقل كتعويض عن 46 تهمة منحته المحاكم براءة منها. لكن جيش الاحتلال أعفاه من الخدمة العسكرية حين وصل سن الثامنة عشرة من عمره؛ لأنه رأى في تجنيد شاب «متطرف» بهذه المواصفات «خطرًا حقيقيًا»، فيما وصفه بن غفير بـ«خسارة للجيش الإسرائيلي».

بن غفير ونتنياهو: أوصلا بعضهما للسلطة

كان بن غفير معارضًا صريحًا لاتفاقات أوسلو بين كيان الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1993؛ إذا كان أحد كبار المعجبين بالحاخام الأمريكي مئير كهانا، الذي دعا إلى ترحيل العرب من فلسطين، فانضم لحركته «كاخ»، وجذب انتباه الجمهور، لأول مرة، في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في سن التاسعة عشرة، قبل أسابيع من اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، عندما عرض لوحة أرقام سيارة كاديلاك انتزعها من داخل منزل رئيس الوزراء. وقال: «وصلنا إلى سيارته؛ سنصل إليه أيضًا».

سرعان ما اغتيل رابين بعدها على يد متطرف يهودي. ودعا شمعون بيريز، الذي خلفه، إلى انتخابات مبكرة، تعرض خلالها لهزيمة مفاجئة على يد زعيم شاب يميني في الليكود.. بنيامين نتنياهو.

في السنوات التالية، وضع بن غفير هدفًا واحدًا أمام عينيه: الحصول على ثقة المستوطنين غير الشرعيين. نقل سكنه الشخصي إلى مستوطنة كريات أربع غير القانونية بالقرب من الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتخرج في كلية الحقوق، وحاول مرارًا الحصول على رخصة المحاماة دون نتيجة؛ بسبب سجله الجنائي ومشاركته في مظاهرات وأنشطة اليمين المتطرف، قبل أن يحصد الرخصة أخيرًا في عام 2012، ليتخصص في الدفاع عن المستوطنين المتطرفين المتهمين بارتكاب جرائم كراهية أو هجمات إرهابية ضد الفلسطينيين، بمن فيهم أعضاء جماعة ليهافا المتطرفة.

وكشفت صحيفة «هآرتس» أن بن غفير كان محامي مراهقين إسرائيليين تورطا في هجوم عام 2015 في قرية دوما بالضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة من أفراد عائلة دوابشة، بينهم رضيع يبلغ من العمر 18 شهرًا، وحروق شديدة للطفل أحمد دوابشة، الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، الوحيد الباقي على قيد الحياة من عائلته.

يقول دينيس شاربيت، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسرائيلية المفتوحة: «لقد أصبح المحامي المفضل لجميع المتعصبين ونشطاء اليمين المتطرف».

بقي بن غفير شخصية هامشية نسبيًا في السياسة الإسرائيلية. في انتخابات سبتمبر/ أيلول 2019، حصدت قائمة «العظمة اليهودية» التي أطلقها 83,600 صوت، انخفضت في انتخابات مارس/ آذار 2020 إلى ما يقل قليلاً عن 20 ألف صوت، أي 0.42% من إجمالي الأصوات.

في تلك الانتخابات تحديدًا، رفض نفتالي بينيت الترشح في نفس القائمة مع بن غفير؛ بسبب تعليق الأخير صورة في غرفة مكتبه، لباروخ جولدشتاين، مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي، الذي فتح نيران رشاشه على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، ليستشهد 29 مصليًا ويجرح 150 آخرين، قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه. سئل بينيت عن سبب رفضه الترشح مع بن غفير، فاعتبره «بديهيًا للغاية»، مبديًا اندهاشه من وصول الأوضاع في الكيان إلى مرحلة يفترض أن يقدم فيها مبررًا لرفضه الترشح مع شخص بمواصفات بن غفير.

موقف بينيت هنا يشرح كثيرًا عن الدرجة التي وصل إليها بن غفير؛ فبينيت نفسه يحمل أيديولوجية يمينية واضحة، ويؤمن بحق كيان الاحتلال في «أرض إسرائيل الكبرى»، ويدعم توسيع الاستيطان، ويميل لرد الفعل العسكري لا السياسي، ويدفع باتجاه سن قانون القومية ليصبح قانونًا أساسيًا يتصور إسرائيل باعتبارها «دولة يهودية للشعب اليهودي»، ويرفض منح الحقوق القومية للعرب في إسرائيل.

لكن متغيرات دخلت في ساحة السياسة الإسرائيلية بين عامي 2020 و2021، أعادت تشكيل كثير من المواقف. في انتخابات مارس/ آذار 2021، قاد رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو، جهودًا لضمان عدم سقوط أي حزب يميني تحت العتبة الانتخابية. تمسك بينيت على ما يبدو بموقفه القديم من بن غفير، فانضم إلى تحالف فضفاض مع اليسار والوسط لإسقاط حكومة نتنياهو، لينسحب حزبا البيت اليهودي والاتحاد الوطني من تحالف «يمينا»، ويتحالف «العظمة اليهودية» مع الاتحاد الوطني بقيادة بتسلئيل سموتريتش، قبل لقد كان تحولًا كبيرًا، ليرتفع مجموع أصوات التحالف الناشئ إلى 225 ألف صوت، بنسبة 5.1% من إجمالي الأصوات، ترجمت إلى ستة مقاعد في الكنيست، أقل قليلًا مما حصده ما بقي من تحالف يمينا (سبعة مقاعد).

انضم بينيت للتحالف الحاكم، بينما بقي تحالف بن غفير – سموتريتش في مقاعد المعارضة اليمينية بقيادة نتنياهو، الذي استعاد أغلبية المقاعد في الانتخابات الأخيرة، مؤرخة لصعود قياسي لـ«تلميذ مائير كاهانا».

السياسة كـ«تهريج»

في تقرير لوموند، يوصف بن غفير بـ«أشعث، مضحك، مبتذل، بياقة قميص بيضاء منحرفة، وعرق على جبينه، ووجه غير حليق، وشعر غير ممشط، يدور مبتسمًا، بينما تبحث عينه باستمرار عن عدسة الكاميرا. لا تنقصه الفكاهة. عنيف، يؤمن بسيادة القانون الإلهي والشعب اليهودي. يؤمن بالانتقام- أولاً من العرب، ثم من غير اليهود». وهذا تحديدًا الوصف الذي بحث عنه الصهيوني المتطرف طويلًا.

إيتمار بن غفير
إيتمار بن غفير

في التحليلات الإسرائيلية، ينظر إلى صعود بن غفير كجزء من موجة المكاسب التي حققها اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم. أستاذة العلوم السياسية الإسرائيلية في الجامعة المفتوحة، تامار هيرمان، تقول إن سببها خيبة أمل الناخبين من فشل الديمقراطية الليبرالية في التعامل مع مجموعة واسعة من القضايا، بما أسقط الثقة في المؤسسة، ومنح الشعبويين المناهضين لفكرة «المؤسسة» فرصة الظهور.

الأمر هنا في نظر هيرمان لا يحمل أيديولوجية بديلة، بل انتقامًا من المنظومة القائمة. تستدل على ذلك بموجة انتخاب الممثلين الكوميديين لمناصب سياسية مهمة، وبينهم جيمي موراليس، الممثل الكوميدي التلفزيوني الذي فاز برئاسة جواتيمالا بنسبة 67%، وفوز زميله فولوديمير زيلينسكي، برئاسة أوكرانيا. والأمثلة هنا تتعدد.

في كتابه «الانتقام من السلطة»، كتب المحلل الفنزويلي مويسيس نعيم، إن القرن الحادي والعشرين، حمل انهيارًا للجدار الفاصل بين السياسة والتهريج. وعندما تتحول السياسة إلى «مشهد كوميدي خالص» يبدأ الناس في التواصل مع قادتهم السياسيين بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع فنانيهم ونجوم الرياضة المفضلين لديهم. يشجعونهم كمشجعين، بدلاً من التعامل معهم كمواطنين أو حتى كناخبين، في معركة ينظرون إليها باعتباره «منافسة شديدة العدائية على السيادة، بين مجموعة من المشاهير».

هذا تحديدًا ما أدركه إيتمار بن غفير على الأرض، مستفيدًا من شخصيته الفوضوية عمومًا؛ فبين انتخابات 2012 وتاليتها في 2022، قرر على ما يبدو تحويل دعايته السياسية إلى الاستعراض مع كثير من «الاستفزاز» الذي يعجب «جمهور المشجعين».

بن غفير شو

في مايو/ أيار 2021، اتهمته الشرطة بتأجيج العنف بين اليهود والعرب في المدن المختلطة مثل اللد وعكا. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، تصدى لزعيم القائمة المشتركة أيمن عودة خلال محاولته زيارة أحد أسرى حماس المضربين عن الطعام في مستشفى إسرائيلي. وفي فبراير/ شباط، أنشأ «مكتبًا» برلمانيًا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية حين تصاعدت التوترات على خلفية محاولة نزع أملاك الفلسطينيين في الحي التاريخي. وفي مايو/ أيار 2022 قطع مقابلة حية مع وزير الأمن العام في موقع هجوم للمقاومة الفلسطينية، في الخضيرة، ليصرخ أمام الكاميرات، بأن الوزير «يساري فاشل»، كما اقتحم مؤتمرًا صحفيًا لمجلس شورى الحركة الإسلامية لاتهامهم بالمسؤولية عن مقتل جنود إسرائيليين.

وقفة احتجاجية لإيتمار بن غفير
وقفة احتجاجية لإيتمار بن غفير
Guy Butavia / Wikimedia Commons / CC BY-SA 3.0

عبر هذه المشاهد، اكتسب بن غفير الكثير من «المشجعين السياسيين». حيثما ظهر، تجمع حوله المراهقون لترديد هتافات تشبه هتافات الأولتراس في مدرجات كرة القدم، أو صرخات المعجبين لمطربيهم المفضلين في حفلات الموسيقى، أو كما وصفه مويسيس نعيم، في كتابه الذي ذكرناه سابقًا: «الإلمام بالاسم أولًا، ثم جذب عدسات الكاميرا الذي يناله المشاهير. هذا يكفي لجذب فضول الناس وانبهارهم، وفي النهاية ولاءهم السياسي». وهذا بالضبط ما فعله بن غفير: خطف اهتمام وسائل الإعلام، ثم أصبح من المشاهير الإسرائيليين، ومعها بدأ الولاء السياسي.

القادمون من خارج ملعب السياسة

في كتابه «ترامب ونحن: ماذا يقول ولماذا يستمع الناس؟» يجادل رودريك هارت بأن اللعب بمشاعر الجمهور على أربعة محاور، كفيل بإنجاح السياسي القادم من المجهول: الشعور بالتجاهل، والوقوع في الفخ، والوقوع تحت الحصار، والضجر العام من السياسة.

وهذا ما يميز أنصار بن غفير: معظمهم لم يصوتوا من قبل في أي انتخابات سابقة، ولم يكونوا مطلقًا جزءًا من اللعبة السياسية؛ إذ أعطى الشباب الأرثوذكسي المتطرف متنفسًا لطاقاتهم العالية ومشاعرهم القومية ولإحساسهم بالتهميش من قبل المؤسسة الأرثوذكسية المتطرفة.

في غضون ذلك، أصبح بن غفير أيضًا مرشحًا لـ«شباب التلة»، وهي مفرخة مستوطنين إرهابيين يبلغ عدد أعضائها المئات، يعيشون في بؤر استيطانية غير رسمية، في الضفة الغربية المحتلة، ويؤمنون بـ«أرض إسرائيل الكبرى» التي يفترضون أن الفلسطينيين دخلاء عليها يجب طردهم بشن هجمات ضدهم. هذه المجموعة كانت تميل إلى «يمينا». لكنها رأت في بن غفير تمردًا أكبر مما رأته في نفتالي بينيت أو أييليت شاكيد.

وبما أن بنيامين نتنياهو مهتم بشدة بما يجمع له أصواتًا تمنحه رئاسة الحكومة مهما كان الثمن، فقد رأى في القادمين من خارج ملعب السياسة لنصرة بن غفير، صيدًا ثمينًا، يجب استغلاله كما هو، خصوصًا في مجتمع مثل دولة الاحتلال، حيث الجميع عنصريون بالغريزة الأساسية.

هذه الشريحة اختارت بن غفير لسبب إضافي؛ أنه نجح في استغلال مشاعر الضعف لدى أجزاء أوسع من جمهور الناخبين، الخائف من «الصحوة العربية» التي ظهرت في الداخل المحتل إثر انتفاضة العرب في المدن المختلطة في مايو/ أيار 2021، حين كانت صواريخ حماس تنطلق من غزة، إلى ما وراء تل أبيب. وبينما فشلت شرطة الاحتلال في احتواء الاشتباكات، طلب المستوطنون اليهود الحماية من بن غفير، وطاقمه، وأنصاره.

لكنه أكثر حذرًا

في تجمع جرى في تل أبيب قبل الانتخابات، اختار بن غفير كلماته بعناية، مدركًا أن الانزلاق المفاجئ يمكن أن يوقف صعوده الذي لا يمكن إيقافه. وبخ الجمهور على ترديد «الموت للعرب!»، التي يؤمن بها شخصيًا، لكنه طلب تعديل الهتاف إلى «الموت للإرهابيين».

يشعر بخيبة الأمل على ما يبدو من اضطراره لتعديل موقفه، بما قد لا يرضي أنصاره، فيشعل الفتيل مرة أخرى: «أي شخص يلقي زجاجة مولوتوف إرهابي سيواجه عقوبة الإعدام».

كان أسلافه – وأحدهم كهانا – أقل حذرًا. لكنه أصبح أكثر حرصًا على ترسيخ الأقدام أولًا. حتى صورة جولدشتاين أزالها من غرفة مكتبه.

لا يزال بن غفير يحترم كهانا. لكنه لم يعد يدعو علنًا إلى طرد جميع العرب، بل «فقط المواطنين غير المخلصين، مثل أولئك الذين يرشقون الحجارة، أو يدلون بتصريحات في صالح العدو في زمن الحرب».

يقول جدعون رهط، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس: «المشكلة ليست ما يقوله، إنها في ما لا يقوله».

إسرائيل كلها «بن غفير»

من حيث التركيبة السكانية، أدت معدلات المواليد المرتفعة بين العائلات الأرثوذكسية المتطرفة – التي يبلغ متوسطها سبعة أطفال تقريبًا – والقوميين المتدينين إلى زيادة وزنهم السكاني بمرور الوقت. كلاهما يصوتان لليمين بشكل جماعي.

يرصد نائب رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، دان ميريدور، تغييرات جذرية في قواعد اللعبة بدخول بن غفير إلى الحكومة الجديدة، تتمثل في «إسقاط المؤسسة».

ينتقد ميريدور بشدة نتنياهو لدوره في إضفاء الشرعية على بن غفير:

كان لدينا رجل علق صورة إرهابي يهودي في منزله، ثم بذل رئيس الوزراء وقتها جهودًا متضافرة لجعله مشاركًا شرعيًا في اللعبة السياسية من أجل أغراضه الخاصة: الحصول على 61 مقعدًا والاحتفاظ بالسلطة. مثل هذا العمل كان الختم الأخير للتغيير الدراماتيكي داخل الليكود.

يقول المؤرخ سيمون إبستين:

ترك مئير كهانا وراءه ورثة عدة. لكن بن غفير الأكثر ذكاءً. فهم أنه بحاجة إلى تليين الخطاب العنصري لأنه بخلاف ذلك لن يتمكن من دخول الكنيست. واستفاد من دفع نتنياهو الشديد للجماعات اليمينية المتطرفة الصغيرة للانضمام إلى بن غفير. كان انتصارًا لليمين المتطرف العنصري أوصلنا إلى حالة حرب أهلية كامنة.

في وقت من الأوقات، هتف الجمهور لبن غفير: «من رئيس الوزراء القادم!» فأجاب: «ليس بعد .. أنا شاب، عمري 46 سنة فقط».