أعلنت وزارة الإسكان المصرية اليوم الأربعاء عن موعد البدء في تنفيذ مشروع “العاصمة الجديدة” والذي أعلن عن إسناده لشركة إماراتية مصرية مشتركة بتكلفة جعلت الكثير من الكتاب والمحللين الاقتصاديين يبدون معارضتهم الشديدة لذلك المشروع ويحذرون من عواقبه الاقتصادية والاجتماعية. العاصمة الجديدة لا تمثل فقط منفذا للقضاء على (أو بالأحرى الهروب من) مشاكل القاهرة المزمنة، بل هي أيضا أداة لإعادة تدوير أموال الدعم الخليجي و(إعادة المال لأصحابه)، كما تمثل -بالنسبة للنظام القائم- تدشينا لحقبة جديدة يقودها (الزعيم الوطني). وفي الواقع فإن فكرة إنشاء العواصم الجديدة عند ابتداء كل حقبة تاريخية تعد من أهم خصائص التاريخ المصري الطويل.

عواصم الألفيات:

إثر (توحيد القطرين) -شمال وجنوب مصر- كان لابد من اتخاذ عاصمة إدارية لمصر الجديدة الموحدة يسهل منها التواصل مع بقية الأقاليم وإدارتها وإخضاع أي ثورة تقوم بها، وكان الموقع الجغرافي الأمثل لذلك هو مدينة“منف” (مدينة الحائط الأبيض) التي تحتل موقعا متوسطا بين صعيد مصر والدلتا – توجد أطلال منف القديمة اليوم على مقربة من قرية ميت رهينة 20 كم جنوبي القاهرة – . استمرت منف عاصمة للدولة القديمة حوالي ألف عام وشهدت تألقها إبان عصر “بناة الأهرام” إذ حولت منف إلى مدينة ملكية محاطة بحائط أبيض يتوسطها القصر الملكي الكبير الذي يفد إليه الموظفون يوميا ومنه اشتق حاكم مصر القديمة لقبه الذي اشتهر به – فرعون أو برعو معناه “البيت الكبير” وهو أمر أشبه بوصف السلطان العثماني بـ”الباب العالي” أو رئيس الولايات المتحدة بـ”البيت الأبيض” – . على إثر الثورة العارمة التي أنهت الدولة القديمة انقسمت مصر إلى أقاليم متنازعة كل منها يحاول فرض سلطته على الآخر وانتهى هذا النزاع بنجاح وسيطرة أسرة منتمية لمدينة صغيرة في الصعيد راعيها إله يمثل بالكبش حينا وبالأوز حينا آخر ويشار له “بالخفي” أو “اللطيف” في معظم الأحيان، تلك هي طيبة (آمون) المدينة الأشهر في التاريخ الفرعوني.

استمرت“طيبة” عاصمة لمصر حوالي ألف عام أخرى (2100- 1200 ق.م تقريبا ) تخللها فترتان قصيرتان انتقلت فيهما إلى الفيوم إبان الأسرة الثانية عشر وإلى الدلتا خلال حكم “الهكسوس” ليعود أحمس بطيبة إلى الواجهة مفتتحا عصرها الذهبي، عصر الأسرة الثامنة عشر.

كانت طيبة خلال حكم تلك الأسرة عاصمة إمبراطورية تمتد من نهر الفرات شمالا إلى أواسط السودان جنوبا ،وازدحمت فيها المعابد والقصور إلى درجة دعت العرب الفاتحين بعد عشرين قرنا من خفوت بريقها إلى تسميتها بـ”الأقصر”. حاول أخناتون الذي سعى لنشر عقيدتهالجديدة بين المصريين أن ينقل العاصمة إلى مدينة جديدة (أخيتاتون – تل العمارنة) بعيدا عن طيبة وكهنة آمون المتنفذين، لكن عاصمته الجديدة سرعان ما خربت واندثرت على إثر وفاته ورجعت طيبة لمركزها القديم.

استلزمت الحروب التي قادها رمسيس الثاني وخلفائهدفاعا عن الإمبراطورية المصرية في الشام – ثم دفاعا عن استقلال مصر ذاتها – نقل العاصمة الإدارية من جنوب الصعيد البعيد إلى الدلتا حيث تنقلت العاصمة مع كل أسرة جديدة بين“أواريس” و” تانيس” – صان الحجر- و“بوبسطة” – تل بسطة – والنوبة إبان الغزو الأشوري لتستقر نهاية الأمر في “سايس” – صا الحجر – قبيل الغزو الفارسي الذي اختتم الأسر الفرعونية (525 ق.م).

المدينة التي لا ينام فيها أحد:

أراد الإسكندر إثر قدومه إلى مصر أن ينشئ عاصمة جديدة لعالم البحر الأبيض المتوسط تكون مركزا لنشر الثقافة الهلّينستية يسهل على شعوب المتوسط المختلفة الوصول إليه ، فاختار لذلك أرضا سوداء تقع بين بحيرة مريوط والبحر المتوسط قبالة جزيرة فاروس وقام بردم المسافة من البحر الفاصلة بينهما ، فصارت“الإسكندرية”.

قسمت الإسكندرية التي بلغ عدد سكانها -وفقا لديودور الصقلي- زهاء نصف مليون نسمة إلى عدة أحياء: شغل المصريون أحدها، وشغلت الجالية اليهودية -التي مثلت ربما أكبر تجمع يهودي في العالم في ذلك الوقت- “الحي الرابع”، بينما استأثرت النخبة اليونانية وقصور العائلة الحاكمة والمتحف والمكتبة ذائعة الصيت بنصف المدينة الباقي.

استمرت الإسكندرية عاصمة لمصر التي كانت ترى نفسها في ذلك الوقت منتمية – قبل أي شيء آخر- لعالم البحر الأبيض المتوسط وثقافته مدى ألفية ثالثة (332 ق.م -641 م) ، شهدت فيها المدينة التحول من عاصمة للمملكة البطلمية إلى مركز لمقاطعة مصر تشحن منه الغلال إلى عاصمتي الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية.

أتىعمرو بن العاص بجيشه المتواضع العدد ليفتح مصر مليونية السكان المستائين من الحكم البيزنطي والاضطهاد الديني الذي يمارسه مما يسر دخوله المدينة تلو الأخرى عدا المقاومة التي لاقاها في مركزين للجيش البيزنطي أحدهما الإسكندرية العاصمة ، والثاني – أو الأول بالأحرى – حصن بابليون الذي أقامه الرومان في ذات الموقع الاستراتيجي متوسطا بين صعيد مصر ودلتاها. ضرب عمرو بن العاص الحصار حول الحصن ونصب له فسطاطا (خيمة) يقود منه عمليات الحصار التي استمرت سبعة أشهر كاملة قبل أن يستطيع قادة المدد الذي أرسله الخليفة عمر بن الخطاب تسور الحصن واقتحامه. وكما بنى المسلمون الفاتحون البصرة والكوفة في العراق ، أمر عمر بن الخطاب بإنشاء مدينة جديدة في مصر تكون مركزا للجيش ونشر الدعوة الإسلامية واختار عمرو بن العاص لها ذلك الموقع الاستراتيجي الذي قاد منه الحصار (بجوار حصن بابليون وغير بعيد عن منف عاصمة البلاد القديمة) مانحا إياها اسم الفسطاط.

يا حنة يا حنة يا حنة .. يا قطر الندى:عندما انتصر العباسيون في الزاب الكبير شرعوا في مطاردة الأمويين والشخصيات الموالية لهم واجتثاثهم من كل أماكن تركزهم وعمدوا بالتزامن مع ذلك إلى إنشاء حواضر جديدة تكون مركزا للنخبة العباسية، فنقل المنصور العاصمة إلى بغداد التي أنشأها على بعد أميال قليلة من أطلال عاصمة الفرس القديمة، وقرر العباسيون أن ينشئوا في مصر مدينة جديدة تكون مخصصة للنخبة الإدارية والجيش العباسي وسموها “العسكر”. شرع العباسيون في بناء العسكر شمال الفسطاط عام 133هـ وظلت حكرا فقط على النخبة العباسية حتى سمح لعامة الناس بالبناء حولهاعام 200 هـ.

في العام 256 هـ وضع أحمد بن طولون لبنات عاصمة ملكية جديدة لدولته الوليدة التي أعلن استقلالها عن الخلافة العباسية، وسعى ابن طولون لأن تضاهي “القطائع” -عاصمته الجديدة- بغداد وسامراء مركزي الخلافة. كان الشارع الأساسي في عاصمته الجديدة تلك يمتد من سفح جبل المقطم أسفل القلعة حاليا حيث كان قصر ابن طولون ليصل إلى مسجده الذي بنيت مئذنته المميزة على شاكلة المئذنة الحلزونية الشهيرة في سامراء العباسيين. وصلت الدولة الطولونية إلى أوج قوتها وبذخها في عهد خمارويه بن أحمد بن طولون فقام بمضاعفة مساحة القصر والعاصمة وزينهما بالحدائق وحدائق الحيوان والملاعب، ولا تزال الأغاني الشعبية تحتفظ إلى يومنا هذا بذكرى الزفاف الأسطوري لابنته “قطر الندى” التي تزوجها الخليفة العباسي إثر المصالحة التي تمت بينه وبين أبيها وكم الأموال الباهظ الذي أنفقه خمارويه مسرورا على جهاز ابنته وزفافها إلى الخليفة. إلا أن أيام القطائع ولياليها الملاح سرعان ما انقضت بوفاة كل من خمارويه وقطر الندى والخليفة العباسي ليأمر الخليفة الجديد بإرجاع مصر إلى السيادة العباسية وإحراق عاصمة ابن طولون المتمردة عن بكرة أبيها إذ لم يتبق منها في يومنا هذا سوى مسجد أحمد بن طولون ذي المئذنة العجيبة.

المدينة التي قهرت محتلها .. وأهلها أيضا:عادت العسكر للصدارة مرة أخرى بعد إحراق القطائع وامتد العمران بينها وبين الفسطاط حتى أصبحت المدينتان شيئا واحدا اصطلح المصريون على تسميته “مصر”. إلا أن مدينة “مصر” هذه لم تكن لترضي الطموح والغرور الفاطميين فلم يكد جوهر الصقلي يدخل إليها عام 358هـ / 969 م إلا وبدأ في الليلة التالية في تنفيذ وصية “المعز الفاطمي” بوضع حجر الأساس لمدينة ملكية جديدة تليق بالخلفاء الفاطميين. أوكل جوهر إلى كل قبيلة من القبائل المغربية -التي شكلت أساس جيش الفاطميين- بناء جزء من المدينة تركوا اسمهم بعد ذلك علما عليه ككتامة وصنهاجة وزويلة، وأحيطت المدينة الملكية التي بلغت مساحتها 340 فدانا بسور عريض يمتد من باب النصر إلى باب زويلة حوّل المدينة إلى قلعة حصينة كبيرة. كانت القاهرة إبان العهد الفاطمي تتكون من القصر الكبير المكون من عشرة أجنحة والذي هو مسكن الخليفة ومنه يدير دولاب الدولة -كان القصر الكبير يشغل المساحة الممتدة من مجمع السلطان قلاوون الآن إلى المشهد الحسيني- والقصر الصغير الذي شيده العزيز بالله خصيصا لابنته المدللة “ست الملك” وبينهما كان ميدان “بين القصرين” الذي تقام فيه الاحتفالات والاستعراضات العسكرية، بالإضافة إلى الجوامع التي تدرس المذهب الإسماعيلي وعلى رأسها الأزهر تمتد بينهم الحدائق ومساكن الأمراء وخزائن المال والسلاح. ولم يكن يسمح للعامة بدخول القاهرة إلا نهارا إما ليعرضوا طلباتهم على موظفي الدولة وأمرائها ، أو ليشتروا من الحوانيت التي كان الخليفة الفاطمي يؤجرها لمختلف طوائف الحرفيين ، على أن يخرج جميع العامة من المدينة الملكية مع غروب الشمس.

أخذت القاهرة في التوسع وأعيد بناء أسوارها في عهد الوزير الفاطمي بدر الدين الجمالي، ثم في عهد صلاح الدين حيث أمر الأخير نائبه “بهاء الدين قراقوش” بإحاطة القاهرة بسورها الحجري -الباقية آثاره إلى اليوم- وبناء “القلعة” لتكون مركزا للحكم وخزائن الدولة وحصنا يدافع عن العاصمة في وجه أي غزو صليبي.

” حاضرة الدنيا ، وبستان العالم ، ومحشر الأمم ، وإيوان الإسلام “

كانت هذه الكلمات التي وصف بها ابن خلدون القاهرة إبان زيارته لها عام 784 هـ حيث أثار انتباه ابن خلدون ضيق الشوارع التي تكتظ بالسكان والمتسوقين وتزدحم جنباتها بالبيوت التي ترتفع إلى ستة وسبعة طوابق ، وكان ذلك -على الأغلب- ناتجا عن حرص المصريين على الإبقاء على الشوارع ظليلة اتقاء لحر الصيف نهارا ، والهروب منه ليلا إلى التنزه في النيل باستخدام القوارب التي كانت ترسو قبالة “بولاق” اليوم. كانت القاهرة في ذلك الوقت حاضرة العالم الإسلامي الكبرى ، إذ أمست بغداد ودمشق وسمرقند وبخارى عصفا مأكولا من أثر الاجتياح المغولي، كما أن قرطبة وإشبيلية وبلنسية كلها كانت قد سقطت في يد القشتاليين الصليبيين. ورغم أن القاهرة نجت من غزو هولاكو وتيمور لنك إلا أنها لم تنج من الأوبئة والمجاعات المتتالية التي رواها المقريزي في كتابه “إغاثة الأمة” كما لم تنج الفسطاط من أفكار شاور المجنونة الذي قرر أن يحرقها خوفا من أن تسقط في أيدي الصليبيين فيستعينوا بما فيها من مؤن على حصار القاهرة.

ارتبطت القاهرة بالمماليك كما ارتبطوا هم بها، بدءا من جزيرة الروضة حيث رُبي المماليك الأوائل، مرورا بالقلعة التي شهدت دسائسهم ومؤامراتهم وخاتمتهم على يد محمد علي، وانتهاء بباب زويلة الذي علق العثمانيون عليه رأس آخر سلاطين المماليك طومان باي. لذا وعلى إثر الانتصار العثماني فقدت القاهرة أهميتها كحاضرة أكبر دولة مسلمة، إذ نقل العثمانيون مركز الخلافة إلى اسطنبول وأخذوا معهم أمهر الحرفيين وأبرز رجال الفقه والثقافة والسياسة، وانزوت إلى الظلال المدينة التي كانت يوما “حاضرة الدنيا”.ظل هذا حال القاهرة طوال العهد العثماني حتى عهد أسرة محمد علي التي أراد حكامها أن يحولوها إلى عاصمة على شاكلة العواصم الأوروبية. فأعاد الخديوي إسماعيل تنظيم المدينة تاركا أحياءها القديمة (التي أصبحت منذ ذلك اليوم مصر القديمة) لينشئ قصره الفخم في “عابدين” ويصله بشوارع تصطف العمارات أوروبية الطراز على جانبيها بالميدان الواسع الذي أطلق عليه اسمه “ميدان الإسماعيلية”، ليصبح لاحقا “ميدان التحرير”. ومن “وسط البلد” إلى “العباسية” و “مصر الجديدة ” و “الزمالك” و” المعادي” في العصر الملكي ثم إلى “الدقي” و”المهندسين” و “مدينة نصر” و”القاهرة الجديدة” في عهد الجمهورية انتقلت النخبة الحاكمة والثرية في مصر، كلما اكتظ حي بسكانه خرج إلى الوجود حي جديد لينتقل له الأثرياء تاركين الأحياء القديمة للطبقات الأدنى.ملاحظات من وحي الواقع التاريخي:في استعراضنا هذا لتاريخ العواصم المصرية بإمكاننا أن نرصد عدة ملاحظات :أولا: أن إنشاء عاصمة جديدة للبلاد كان دوما إعلانا ببدء حقبة أخرى تُطوى فيها صفحة الحقبة الماضية برجالها ومراكز ثروتها ونمطها المعماري والأفكار التي تمثلها.

ثانيا: كانت النخبة الجديدة بأكملها تنتقل كل مرة إلى تلك المدينة الحديثة “الملكية” تاركة المدينة القديمة ليسكنها عامة الشعب.

ثالثا: أن موقع ملتقى الصعيد بالدلتا كان هو الموقع المعتاد للعاصمة في الدولة المصرية المستقرة ذات الحدود الجغرافية التقليدية والمشابهة لحدودها الحالية، وإذا استثنينا فترات قصيرة مضطربة من التاريخ المصري فإن هذا الموقع لم يتغير إلا في حالتين محدودتين: الأولى كانت بالانتقال إلى طيبة في مطلع الدولة الوسطى ومعظم الدولة الحديثة، وبإمكاننا إرجاع هذا إلى أن طيبة كانت هي مركز العائلة الحاكمة – التي كانت قبل سيطرتها على القطر كله تشغل إمارة إقليم طيبة – فأرادت تحويل العاصمة إلى مركزها العائلي حيث النخبة الموالية لها. أما المرة الثانية فكان الهدف من نقل العاصمة إلى الإسكندرية التأكيد على هوية مصر الجديدة كجزء من حضارة البحر المتوسط الهيلينستية.

رابعا: أن العاصمة المصرية كانت تتغير تقريبا كل ألف عام، والقاهرة إن أردنا الرجوع بأصولها إلى فسطاط عمرو بن العاص فهي قد تجاوزت الثلاثة عشر قرنا من الزمن، وحتى إن بدأنا بحساب عمرها منذ وضع جوهر الصقلي لبنات القاهرة باسمها الحالي فقد انقضى من عمرها أكثر من ألف عام.

وبعيدا عن تفاصيل“مشروع العاصمة الجديدة” وموقعها المفترض والملابسات التي يأتي في سياقها فمصر الدولة شديدة المركزية ليس لها من سبيل سوى تغيير بنية الدولة وفلسفتها إلى صورة بالغة اللامركزية مما يسمح بتخفيف الضغط السكاني على منطقة القاهرة الحضرية مفرطة الاكتظاظ، والتي تجاوز سكانها الـ20 مليون نسمة لتمثل وحدها تقريبا ربع إجمالي سكان مصر. أو اللجوء إلى الحل “التاريخي” بإنشاء عاصمة إدارية جديدة للدولة تنتقل المصالح الحكومية والنخبة الاقتصادية إليها مكونة بذلك مركزا آخر للجذب السكاني بعيدا عن العاصمة التي تئن تحت وطأة الضغط المتزايد على بنيتها التحتية المحدودة. ويبدو أن المصريين شغوفين بالحلول التاريخية.