لم تكن علاقة الكتَّاب العظَام بنفس قدر إبداعية وقيمة أدبهم، أو ربما كانت تنطوي على درامية موزاية. مثلما انصاع التاريخ لثورية التيارات الأدبية، والتي أعادت كتابة التاريخ البشري وخبايا الإنسانية من جوانب غير مرئية. وعلى النقيض من نُبل الجماعة الأدبية، والالتزام الأخلاقي بين المثقفين، ثمَّة تاريخ موازٍ عن الضغائن بين الكتَّاب، بدأ بعضها من خلاف نظري، لكن الكثير منها تداعى إلى تبادل السباب، واستخدام  نفس العقلية الإبداعية في صب غضب شخصي مفعم بالكراهية. 

خناقات الكتَّاب حاضرة في الأدب الحديث على اختلاف الزمان والمكان وحيثياتهما. شهد الأدب العربي خناقات بين كتَّاب عُمد، لعل أشهرها كانت بين مصطفى صادق الرافعي، الذي فرش ملاءة الردح المستتر وراء التمكن اللغوي لعباس العقاد في كتاب «على السفود». 

في الأدب الغربي حضور متكرر لتبادل إعلان الكراهية بين الكتاب، بداية من فلوبير وكراهيته المعلنة لتيار الأدب الألماني في العصور الوسطى، بسبب تأثر الأخير برومانسية شكسبير وتجاهله للرواية الرومانسية في فرنسا.  يعرض كتاب «تاريخ ضغائن الكتاب: من شاتوبريان إلى بروست» رؤية بانورامية لظاهرة الكراهية بين أدباء ونقاد عالميين. فيكتور هوجو وسانت بوف، أشهر نقاد الأدب المعاصرين لهوجو، بدأت العلاقة بينهما بتبادل مديح وثبوت صداقة، ثم استحالت إلى اعتبار بوف عند هوجو «يسيل لعابه من كثرة الثرثرة» بينما بوف كان يرى فيكتور هوجو «لديه شيء من العظمة وكذلك شيء من التفاهة». 

اشتباكات أخرى، من أندري جيد ولويس أراجون وحتى سلفادور دالي ومارسيل بروست، ظلّت محفوفة بتصاعد الكراهية المتبادلة، تظهر بنفس سرعة تلاشيها. حادثة واحدة، طويلة وممتدة، بدأت من طفولة تولستوي حينما قرأ شكسبير لأول مرة، وظلت ممتدة حتى وقف جورج أورويل بينهما ومعه صفارة الحكم. 

تولستوي يفرش الملاءة

قرأ تولستوي في صغره مسرحيات شكسبير، بدت للقارئ الصغير «غير مسلية» و«بلا روح». ظل تولستوي، منذ قراءاته الأولى، على حيرة واستغراب بمدى إعجاب أصدقائه بمسرحيات شكسبير، واعتباره في مقدمة كتاب العالم أجمعين. بمرور الزمن، أعاد تولستوي قراءة شكسبير عدة مرات بلغات مختلفة؛ الألمانية والفرنسية والروسية، والنصوص بلغتها الإنجليزية. 

يمكن اعتبار أن كراهية تولستوي لشكسبير بدأت من سؤاله للكاتبين إيفان تورجينيف وآفانسي فيت عن مدى حقيقة القيمة التي يحظى بها شكسبير. ولأن الردود كانت مقتضبة، غامضة وقائمة على التقدير التاريخي المسبق لشكسبير، فضَّل تولستوي أن يعيد تقييم صاحب هاملت في سنٍّ أكثر حكمة. في سن الخامسة والسبعين من عمر تولستوي، أصدر كتيبًا صغيرًا بعنوان « A Critical Essay on Shakespeare» المفترض به رؤية نقدية لمسرح شكسبير وتناول «هاملت والملك لير» كنموذجين لأفضل أعماله. 

قسَّم تولستوي مقاله إلى عدة نقاط، يرى خلالها أن شكسبير ليس فقط كاتبًا أخذ أكثر من حجمه، بل يراه ككاتب ليس جيدًا حتى من الأساس. بداية، عرض تولستوي شخصيات شكسبير باعتبارها «تافهة\ غارقة في ملذات الحياة\ فاسدة مثيرة للقرف»، لكن باعتبار أن هذه الرؤية تجاه شكسبير، يعبر عنها تولستوي بأسلوب انطباعي، ومن خلال ألفاظ لا تتحاكم إلى نقد موضوعي، ممكن أن تولستوي لم يوفق في رؤيته المدخلية للنقد. ثمة نقاط أخرى تنتمي إلى رؤية فنية، مثل أن هذه الشخصيات منفصلة عن حيزها الاجتماعي، لا تتداخل مع أي كود عمومي هادف، وتتصرف خارج إطار تطورها الدرامي، في حالة انصياع إجباري تجاه سلطة الحبكة الدرامية. 

بعيدًا عن شخوص شكسبير التافهة عند تولستوي، أجاب الأخير عن سؤال «لماذا يظل شكسبير حاضرًا إلى اليوم؟» يحيل تولستوي أحقية شكسبير في الحضور التاريخي إلى نقاط خارج الأدب وقيمة أعماله، يرى أن مسرح شكسبير اكتسب قيمته الأولى من تأثر أعمى بالأدب الألماني، ونقل تراجيديا ورومانسيات شكسبير مثلما هي في الأدب الرومانسي الألماني عقب شكسبير. من ناحية أخرى، حصل شكسبير على تقدير نقدي كبير، ودخل في إطار «المؤسسة التعليمية» حتى استحال التأثر به إلى حالة متجاوزة للإعجاب الشخصي، أو الذائقة الجمالية، وأصبح تقدير شكسبير ظاهرة تشبه ظواهر «الإيمان»، حيث الدفاع عنه من خلال «عبَّاده» يأتي مما يشبه الإيمان العقدي وليس من العقل. 

بالنسبة للملك لير، نموذج قراءة تولستوي لمسرح شكسبير، يبدو عجز صاحب آنا كارنينا الواضح في هذه الجزئية بالذات عن تحقيق قراءة نقدية موضوعية. يستقطع تولستوى أجزاءً من المسرحية ويضعها في سياق مبتور، ومن ثم يطلق عليها أنها «أقل من التفاهات»، حتى المونولوجات التي تمثِّل جزءًا محوريًّا من إبداع شكسبير في مسرحه، يراها تولستوي مجرَّد سخافة نابعة من انفعال شخصي. 

ظل مقال تولستوي عن شكسبير مزويًا منذ 1906، حتى التقفه الكاتب الإنجليزي جورج أورويل في منتصف القرن العشرين. بسخرية لذيذة، وقدرة نافذة  إلى ما وراء انفعال تولستوي في مقاله، كانت لأورويل قراءة قادرة على إظهار ملابسات نقد تولستوي بشكل جيد. 

شيخ غاضب وطفل يلعب 

كتب أورويل في مجلة polemic مقالًا طويلًا بعنوان «لير، تولستوي والأحمق»، حاول خلاله أن يسأل سؤال معنيٍّ بدافع تولستوي في الكتابة، بدلًا من الارتكاز على تفنيد رؤَى تولستوي تجاه قيمة شكسبير. 

عن «حقيقة النقد» يشير أورويل في مقدمة مقاله إلى أن سؤال العمل  الفني وما يتعلق بأنه جيد أو سيئ فعل مستدام، وطالما ليست هناك إجابة منتهية حول الجيد والسيئ في الأدب، فسيظل النقد موجودًا. لا توجد اعتبارات نهائية للحكم على عمل فني أو مشروع كاتب، كل الكتابات الانطباعية\ النقدية تحاول تقديم رؤى، لذلك احتمال التحامل الشخصي لصيق بالنقد دائمًا، حتى إن أورويل يقر باحتمال التحيز إلى كتابته. البقاء والتجدد مع الزمن، وحدهما قادرين على إثبات جودة التجربة الأدبية. 

يشير أورويل أن رؤية تولستوي حول مسرح شكسبير، يعيبها أنها لم تكن قاصرة فقط على إدانات لفظية مفعمة بالانفعال وقائمة على التصيد والاستقطاع، بل كانت متجاهلة لشيء جوهري في تعريف شكسبير ككاتب. رأى تولستوي في  شكسبير كاتب نثر فقط وتجاهله كشاعر مسرحي، وبالتالي أحال دفعة واحدة تجديده اللغوي من خلال خطاب أبطاله وموسيقية الحوار المسرحي الذي يميز معظم كتابات شكسبير إلى مجرد مطٍّ واستطراد لا يفيد مسار الحكاية.

وقوف أورويل على مساحة بين الكاتبين مع وضوحه الكامل في التعبير عن قيمتهما الأدبية بالنسبة له وبالنسبة لتاريخ بالأدب بسبب قدرة أعمالهما الدائمة على التجدد، يدفع أورويل إلى التعامل مع أسباب نقد تولستوي من خلال الحدس، مثل سؤال محتمل يلوح وراء أفق الحدة اللغوية في مقال تولستوي، هل كان صاحب الحرب والسلام معميًّا بفعل الحقد؟ 

استقطع تولستوي أجزاءً من مسرحيات شكسبير، قدمها -عن عمد- مجتزئة وأشار إليها بالتفاهة والسخافة، وكذلك خلط بين نقده لأعمال كاتب ما، وبين نقده لشخص الكاتب، مثل أن شكسبير كان مغموسًا في ترف الحياة -سنعود لاحقًا إلى ترف آخر ذاب فيه تولستوي خلال فترة طويلة من حياته- ربما كان تولستوي مثلما عبر أورويل، أنه كان وقتها كهلًا معذَّبًا، يصرخ بالوصايا، ويحدد خيرية العالم من خلال ما يراه فقط في رأسه، بينما شكسبير لم يكن أكثر من طفل يلعب وينتج أعمالًا ممتعة. 

ثمة تشابه كبير بين شخصية «الملك لير» في مسرحية لشكسبير بنفس الاسم، وبين تولستوي العجوز، وهو ما يدفعنا إلى احتمال أن تولستوي كان فزعًا من التطابق بينه وبين الشخصية المسرحية، لأن الأخيرة تمثل النسخة التي يخاف أن يكونها أي أحد. طبعًا لم يكن يحب تولستوي أن يرى انعكاس نفسه في صورة عجوز فقد كل شيء، انخدع في ابنتيه، ونزع عنه سلطته الحاكمة، وهام في الحقول يغني أغاني ليست مفهومة وعلى رأسه تاج من القش، وفي الأخير يموت ذليلًا.

بشكل بديهي، لو طابق أحدٌ بين نسخة حالية منه، وبين أسوأ مدى من العيش يمكن أن يصل له، طبيعي أن يتصاعد العداء تجاه النسخة المختلفة المخيفة، ستكون ميكانيزم دفاع مقبول. فهل كتب تولستوي عن شكسبير كجزء من ميكانيزم دفاعي خاص؟ 

أغلق عينيك وفكر في الملك لير ، إن أمكن دون أن تذكر أي حوار. ماذا ترى؟ هنا على أي حال ما أراه؛ رجل عجوز مهيب يرتدي رداءً أسود طويلًا ، بشعر أبيض متدفق ولحية، شخصية من رسومات بليك (ولكن أيضًا، بشكل مثير للفضول، مثل تولستوي)، يتجول في عاصفة ويلعن السماء، بصحبة أحمق ومجنون.
أورويل عن تولستوي

اختلاف طرق 

لم يحظَ كاتب مسرح، على امتداد التاريخ، بتقدير مثل ما حصل عليه شكسبير في الأدب والمسرح والسينما، نفس الأمر مع تولستوي في الرواية. كلٌّ من الكاتبين قطب في النوع الأدبي\ الفني الذي تبنَّاه وشارك في تأسيس شكله الحديث، ذلك التباعد والاختلاف النوعي، ربما هو ذاته سبب مركزي لغياب حضور نقد نافذ من قبل تولستوي تجاه شكسبير. الأمر الآخر معنيٌّ بتولستوي، واحتمال انغماسه في نفس الملذات والطباع التي وصف شكسبير ومسرحه بها. 

ولد تولستوي لعائلة أرستقراطية من سلالة العائلة الروسية الحاكمة وقتها. بدأ دراسته الجامعية في قسم اللغات الشرقية «تخصص اللغتين العربية والتركية»، لأنه أراد في البداية أن يصبح دبلوماسيًّا في الشرق العربي. كان تولستوي طالبًا مهملًا، مدللًا من العائلة، هائمًا في جنبات المقاطعة التي تملكها عائلته، ينام مع الخادمات ويشرب ويلعب قمارًا. انتقل تولستوي من دراسة اللغات الشرقية إلى القانون فجأة، التزم في دراسته في السنة الأولى، لكنه تركها بسبب ورثه مقاطعة تضم حوالي 330 فلَّاحًا.

التزام تولستوي برعاية إقطاعيته دفعه إلى التزام أخلاقي نحو مفهوم الكمال، والتفرغ للقراءة والكتابة. غير أن صاحب الحرب والسلام لم يدم طويلًا على رأيه، وعاد إلى المقامرة والنزوات مرة أخرى. 

التحولات الحياتية في مسيرة تولستوي تشبه تحولاته الفكرية الحادة، والتي تشير أيضًا إلى إبداعية مشروعه الواقعي، ومشروعه كمثقف. بدأ تولستوي توجهه الفكري كمسيحي مخلص، جزء مسالم من مسيحية مجتمعه العلوي. في كتاب «ملكوت الله بداخلكم» يحيل تولستوي تعاليم مسيحية كونية إلى شكل حميمي وآمن. يمثِّل الجانب الآخر تولستوي الغاضب، الناقم على «مأسسة الدين» داخل إطار البعدين السياسي والطبقي، ومن خلال اعتراضه رفض تولستوي التعاليم المسيحية وأنكرها، لينتهي متخلِّيًا عن إرثه الطبقي، شيخ كبير بين طبقة الفلَّاحين العمَّال. 

لا تعد تحولات تولستوي، شخصية كانت أو نظرية، مقياسًا لمدى قيمة أعماله الأدبية، ولكنه بشكل ما أحال إلى إشارات شخصية من حياة شكسبير كمادة للنقد، أو بالأحرى كمادة مباشرة «للإدانة». غفل تولستوي -أو ربما تجاهل- الفارق الضخم بين نوع أدبه، وكيف يرى العالم خاصة وهو في سن كبيرة بشخصية مفعمة بالحدة والتقلب المزاجي، وبين نوع أدب شكسبير. 

تقوم ثورية شكسبير على نتاجات اللعب الخلاقة، التي إما تقود إلى إعادة تشكيل لأدوات كتابة جديدة ومؤسسة، أو تدفع العمل إلى محض سخافة واختلاق مفتعل. عمل شكسبير على مركزة «الشخصية» قبل الحبكة الدرامية طبقًا لقاعدة أفلاطون عن الدراما، حتى زمن شكسبير، لم تكن هناك محاولات تخرج عن القالب الأفلاطوني. في كتاب «الروائي الساذج والحساس» يشير أورهان باموق إلى شكسبير، على أنه صاحب الفضل في تشكيل الشخصية الروائية الحديثة، وكيف أنه دفعها من الجانب الأحادي، إلى كتلة شعورية متعددة، خلقتها دوافع وظروف مفعمة بالتناقضات. 

تولستوي كان على النقيض من عالم شكسبير، أو من العالم الإبداعي الذي يكتب شكسبير من خلاله. الرواية عند تولستوي تمثل موقفًا واضحًا من العالم، تحدد رؤية للقارئ عن موقفه الأخلاقي من الحدث، وتقوم على استعادة الحدث بصورة بانورامية. يتكون العمل من جملة، تتوسع إجاباتها إلى عالم متعدد. في الحرب والسلام، بدأت الرواية عند تولستوي من سؤال عن الحرب والتاريخ وحضور الفرد بينهما، وفي آنا كارنينا، ثمة تجميع ضخم من تفصيلات المجتمع الروسي خلال ثلاث عائلات. باموق الذي أشار إلى عظمة شكسبير، أشار أيضًا إلى قيمة «تشكيل العالم» عند تولستوي، حتى إن الرواية عنده لا تتوقف عند تشكيل موقف، بل تتصاعد إلى خلق عالم موازٍ. في آنا كارنينا، منذ المشهد الأول، يصبح القارئ متورطًا في مشهدية العالم الذي يبدأ في التعرف عليه من خلال الكلمات. 

إذًا، لماذا الكراهية؟ 

بالنسبة لتولستوي، لم يكن شكسبير وحده من المغضوب عليهم، امتد غضب الروائي الروسي إلى مواطنيه من الروائيين والشعراء. لم يكن تولستوي معجبًا بشعر بوشكين، ونفى أن الأخير يستحق قيمته كرمز أدبي ووطني، وأن شعره بالجملة «لا قيمة له تقريبًا». كان لدى تولستوي اثنان من نسخة بوشكين، أحدهما شاعر سيئ -كان بوشكين يقدر شكسبير بصورة كبيرة- والآخر مدرس الأدب، والذي يراه تولستوي معلمًا جيدًا. 

جمعت تولستوي وتشيخوف صداقة طويلة قامت على التقدير الأدبي، أشاد كل منهما بأعمال الآخر. رغم ذلك، منقول عن تشيخوف في كتاب «حياة- a life»، أنه زار تولستوي في مرضه الأخيرة، وقبل أن يرحل طلب منه تولستوي أن يقبله مودعًا، ثم أخبره في أذنه برأيه في مسرحياته:

بينما انحنيت فوقه وكان يقبلني، همس في أذني بصوت رجل عجوز لا يزال نشيطًا، «كما تعلم أنا أكره مسرحياتك. شكسبير كان كاتبًا سيئًا، وأنا أعتبر مسرحياتك أسوأ من مسرحيات».

مثل هذه الأحداث لا تنتهي، وشكسبير لم يكن محط كراهية تولستوي فقط، رأى  الكاتب المسرحي جورج برنارد شو «فراغًا» في فلسفة شكسبير وزيادة لا حاجة لها في أحداث مسرحياته، حتى قراءة شكسبير حاليًّا، كشخص أو كفنان، قائمة على الشك والجدل أكثر من الإثبات، أبحاث ومقالات حول اختلاس شكسبير مسرحياته من كتَّاب آخرين، وحول تعتيمه على أعمال لكتاب معاصرين كانوا أفضل منه، ومن هذه المقالات ما يضع احتمال إنكار وجود شكسبير من الأساس. 

قياس الكتَّاب والمبدعين، على نفس قياس قيمة أعمالهم، هو استقطاع لنشاطهم البشري العادي. يعرض كتاب « تاريخ ضغائن الكتَّاب من شاتوبريان إلى بروست» أن الكراهية من أكثر العواطف الكونية لأنها تنتمي إلى الثبات أكثر من التلاشي، على عكس الحب. 

ليس هناك مبرر منطقي لقولبة الكاتب في إطار مثالي مهما كانت قيمته. رغم أن تولستوي كنموذج، كان أكثر حدة من العادي، لكنه أيضًا نموذج إيجابي لقراءات بيانات الاختلاف فيما يتعلق بالأدب والزمان. الأدب، كمادة تنتج وتُقرأ وتحدد قيمتها بشكل كبير من قبل الجمهور، يعتبر «حيزًا» يتشارك فيه الكتاب، ومن خلال التنافس الضروري، تصبح احتمالات الكراهية أكثر من العادي.