أدوار لمعت خلال الفترة الماضية، بعد أن قرر أصحابها أن يطلوا علينا من خلال عمل تكمن تفاصيله في كل شخصية عربية ومصرية بالأخص، قرر أصحاب تلك الشخصيات أن يظهروها بتلقائيتها وعفويتها، أن يشبهونا بتصرفاتهم وأحاسيسهم، وكان ذلك من خلال مسلسل «ليه لأ2»، الذي يتم عرضه حاليًا على منصة شاهدVIP، والذي تدور أحداثه حول عدد من الحكايات الإنسانية والتي منها احتضان الأطفال اليتامى، والأهالي فاقدي أبنائهم، والعائدين من الخليج دون أموال وفرصة عمل.

مسلسل ليه لأ بطولة منة شلبي وأحمد حاتم و تامر نبيل ويارا جبران ومراد مكرم ودنيا ماهر، ومن تأليف مريم نعوم وسيناريو وحوار دينا نجم، ومن إخراج مريم أبو عوف. حاول موقع إضاءات هذه المرة أن يقدم حوارًا مختلفًا، وهو أن يواجه شخصيتين متناقضتين من مسلسل «ليه لأ2»، في تركيبتهما النفسية والانفعالية في المسلسل، وأخذ رأي كل منهما على حدة في كيف أصبح هكذا وما رد فعله عن تفاعل الجمهور معه بهذا الشكل، فأجرينا حوارًا مع تامر نبيل ويارا جبران، وإلى نص الحوار.

لمع نجم الفنان تامر نبيل، خلال الأشهر الماضية بعد مشاركاته المتميزة في أدوار رمضانية والتي كان منها «خلي بالك من زيزي» و«الاختيار»، وسبقها بـ«قابيل» و«زودياك»، «لآخر نفس»، وغيرهم، ليطل علينا من خلال دور «راجي»، الزوج المصري الذي اختفى عن الشاشة منذ فترة كبيرة، وقد يكون اختفى عن الحياة أيضًا، فهو يقف بجوار زوجته ويعاونها في الخروج من أزمة وفاة نجلهما، ومن خلال هذا الحوار سنكتشف تفاصيل أكثر عن الشخصية.

في البداية كيف جاءت مشاركتك في مسلسل ليه لأ؟

في البداية شركة الإنتاج قامت بمهاتفتي، وحصل اجتماع مع المخرجة مريم أبو عوف، وتحدثنا حول الدور وتم الاتفاق.

ما سر انجذابك لدور «راجي»؟

جذبتني في البداية فكرة المسلسل ككل، فمن الممكن أن يكون الدور المعروض عليّ جيدًا ولكن فكرة المسلسل ليست جاذبة أو ليست مصنوعة بشكل جيد، ولكن الأمر مختلف في مسلسل «ليه لأ»، الفكرة مقدمة على مستوى الكتابة والإخراج بشكل جيد جدًا، بالإضافة إلى أن تركيبة الدور بالنسبة لي كانت مغرية جدًا.

تقدم دورًا مختلفًا عما اعتاد الجمهور أن يراه من الرجل المصري من تقبل لمشكلة زوجته.. ما رأيك في الدور بشكل شخصي؟

من أكثر الأشياء التي جعلتني مُقبلاً على الدور، هو تعميم فكرة أنه لا يوجد رجل جيد، والطاقة المُصدرة وفقدان الأمل تجاه سلوكيات الرجل، وأن فكرة الإخلاص والصدق وما يماثلها غابت، وأنا ضد التفكير بهذه الطريقة.

فأنا أرى أنه لو انتهت الأخلاق سيؤدي ذلك إلى عدم وجود حياة في المطلق، فالحياة طوال الوقت بها معاناة، ولكن إذا انتهت الأخلاق والصفات الجيدة سنجد أننا نعيش في غابة، وما قدمته في دور «راجي» وجدت أناسًا يقومون به على المستوى الشخصي.

هل ترى أنك نجحت في تغيير وجهة النظر عن الرجل؟

أتمنى أن أكون نجحت ولو حتى في جزء بسيط، فأنا لا أستطيع أن أجزم بنجاحي في النهاية، ولكن أثرت فيّ الحالة التي وجدتها من أن بعض الأشخاص يرحبون بوجود شخصية راجي وأنه ما زال موجودًا في الحياة.

هل ترى أن هذه الشخصية متلائمة مع شخصيتك الحقيقية؟

لا أستطيع أن أذكر صفات حميدة فيّ شخصيًا، أفضل أن يحكم الناس علي بخصوص ذلك.

وهل سيكون رد فعلك كرد فعل راجي إذا تعرضت لنفس موقف راجي لا قدر الله؟

أتمنى أن يكون لدي قدر احتواء راجي، فحبه لزوجته أقوى من ألمه تجاه نجله الذي فقده، وهو فضّل حبه لزوجته عن ما به من ألم.

ما أصعب المشاهد النفسية بالنسبة لك؟

أتعامل مع كل مشهد أقدمه على أنه هو المشهد الأهم، لا أقوم بحساب الدور على أن هذا المشهد هو ما يقوم بعمل التريند، على العكس أقوم ببناء شخصية كاملة، فلا أقسم المشاهد على أساس أنها أجزاء.

ما رأيك في قضية كفالة الأطفال؟

أرى أن الأمر مسئولية كبيرة، وأحسد أي شخص لديه المقدرة أن يأخذ هذا القرار.

وهل يمكن أن تتكفل بطفل من دار أيتام؟

 لو ربنا رزقني المقدرة على هذا الفعل سأقوم به، لو تأهلت لهذه المسئولية النفسية، فأنا أنشئ حياة وروحًا فلابد أن أكون على قدر تلك الخطوة.

ما هي أكثر شخصية أعجبتك بالمسلسل بخلاف شخصيتك سواء رجالية أو نسائية؟

كل شخصيات المسلسل، بقضاياها بأحاسيسها صادقة جدًا، فأنا لا أنفعل مع الأبطال فقط، فأدوار المسلسل كلها سواء أساسية أو ثانوية «هايلة».

قدمت شخصية على النقيض تمامًا من شخصية راجي، في مسلسل خلي بالك من زيزي.. كيف كان ذلك؟

كان تحديًا لي أن أقدم شخصيات متناقضة، واستمتاعي أن أقدم ذلك، فأنا كنت أقوم بتصوير دور راجي ودوري في خلي بالك من زيزي ودوري في شقة 6 و شخصية يحيى موسى، فكان التصوير في الوقت ذاته، وكنت في تحدٍ هل سيشعر الجمهور بما أفعل وأني أجيد تقديم تلك الأدوار أم لا.

ما هي أهم الآراء الإيجابية الأهم التي أتت إليك بعد مشاركاتك الأخيرة؟

أتت لي العديد من الآراء الإيجابية، ولكن الأهم هو أن يشعر الجمهور بما أقدم ويصلوا إلى تفاصيل الشخصية ومشاعرها ويقوموا بالتعليق عليها فهذا أشد ما يهمني ويجعلني في غاية الرضا تجاه ما أقدم.

قدمت مسلسلات 15 حلقة، وأخرى 30 حلقة، برأيك المستقبل يحمل أي عدد من حلقات المسلسلات؟

أنا لست جهة إنتاج لكي أحكم، ولكن من رأيي الشخصي أن طبيعة القصة هو ما يحكم على عدد حلقات المسلسل، فإذا كانت تحتمل الـ5 حلقات فتقدم بهذا الشكل، وإذا 7 أو 15 أو 30، في النهاية القصة هي ما يحكم على طبيعة عدد حلقات المسلسل.

تملك موهبة متميزة.. لماذا تأخرت في الظهور؟

لا أرى أنني تأخرت، فكل شخص له تجربته وله خطواته، وربنا هو من يرتب الأمور، وحتى لو أتت الفرصة وأنا سني أكبر فقد حققت لدي حالة رضا، يكفيني أني لم أندم على أي مشهد قمت بتقديمه، وما أتى لي في البداية وإن لم يشعر به الجمهور ولكن كان هو المناسب لي في هذا التوقيت، وفي النهاية الله هو من يقوم بتسيير الأمور، ومسعاي أن أقدم عملاً يشعر به الجمهور فقط.

ما هي خططك المستقبلية؟

مسلسل «شقة 6»، ومن المفترض أن يُعرض في منتصف شهر يوليو، بالاشتراك مع خالد الصاوي وروبي وأحمد حاتم وإخراج محمود كامل، وأقوم باستكمال تصوير مشاهد فيلم «كيرة والجن»، بطولة أحمد عز وكريم عبد العزيز وإخراج مروان حامد ولكن لم يحدد ميعاد عرضه حتى الآن.

بسنت على النقيض

وعلى النقيض تمامًا نجد شخصية بسنت والتي أدتها يارا جبران، والتي ظهرت في بدايتها في عدد من الأعمال التي تركت لها بريقًا خاصًا والتي كان منها «شربات لوز»، «عرفة البحر»، «الحساب يجمع»، لتأتي من خلال مسلسل «ليه لأ»، وتظهر لنا وجهًا تمثيليًا مختلفًا والتي ستسرد لنا تفاصيل الدور وبعض المستجدات عنها، في الحوار التالي.

كيف جاء اختياركِ في مسلسل ليه لأ؟

جاء اختياري عن طريق المخرجة مريم أبو عوف والتقينا وتحدثنا عن الدور وتمت الموافقة عليه.

ما رد فعلكِ تجاه الجمهور الذي كرهكِ في الحلقات الأولى من المسلسل؟

كنت في حالة من الانتظار حول ردود الأفعال وكيف سيتقبلها الجمهور، وهل سيكون هناك تفهم تجاه نفسية الشخصية التي أقدمها من تجول مفاجئ في الحياة والمعيشة وما إلى ذلك.

ولكن جاء رد الفعل أكبر مما كنت أتوقع فالجمهور استوعب أدق تفاصيل الشخصية ومشاعرها وكافة ما تشعر به، وكنت أقرأ تعليقات تشبه أن كثيرًا من السيدات وضعن فيما وضعت فيه شخصية بسنت من مواقف، وهذا أسعدني جدًا.

كيف استطعتِ أن تكوني بهذا الاستفزاز للجمهور؟

ليست أول مرة أقدم شخصية تظهر على أنها ذات ثقل في البداية، ولكني حين أقوم بتقديم مثل هذه الشخصيات أتعامل معها على أنها ليست شريرة، لكن أقوم بالشعور بمشاعرها سواء كانت جيدة أو سيئة، ولكنها هي ردود أفعال نتيجة أشياء معينة حدثت معها.

هل من الممكن أن تكون يارا جبران بهذه القسوة إذا وضعت في الحياة بموقف بسنت؟

لا.. لا أتمنى ذلك ولكن شخصية بسنت كانت انفعالية ليست هي الشر المطلق ولا الطيبة المطلقة، هي شخصية حقيقية لها ردود أفعال على مواقف اضطرت أن توضع فيها، فحين طلب منها أن تقدم شيئًا إيجابيًا للطفل فعلت ذلك، وحين خشيت على أبنائها تصرفت برد فعل يأتي في ظاهره على أنه استفزازي، وهي شخصية لديها آراء واضحة.

وأعتقد أن شخصية بسنت إذا حدث أمر التكافل وهي في دبي كان سيكون لها رد فعل، وإذا كان زوجها يعمل وأبناؤها في الدراسة وفي منزل مختلف سيكون لها رد فعل مختلف.

وإذا تم وضعكِ في نفس ظروف بسنت هل ستتصرفين مثلها؟

بالطبع لا.. لن أقوم بإقحام طفل في مشكلة أو طرف في صراع على أي شيء، فهذا شيء غير إنساني بالمرة.

ما رأيكِ في احتضان الأطفال؟

أرى أنه شيء سامٍ جدًا وفي الوقت ذاته صعب جدًا، فالإنجاب مسئولية كبيرة، ولكن هنا عليك مواجهة المجتمع، لذلك يجب أن يكون الأمر مدروسًا جيدًا حتى لا نضع الطفل في موقف سيئ.

كما يجب أن يكون الأمر متقبلاً من المجتمع، لأن هؤلاء الأطفال ليس لهم أي ذنب في التعرض لمشكلات اجتماعية ليس لهم أي يد فيها، فكلما سيصبح الأمر عاديًا ومتواجدًا سيتم التعامل معهم على أنهم مكفولون وهذا أمر طبيعي.

ما هي أكثر الأدوار التي أثارت إعجابكِ في المسلسل بخلاف دورك سواء رجال أو نساء؟

كل الأدوار سواء كانت صغيرة أو كبيرة مكتوبة وتم تمثيلها بشكل جيد جدًا، وخاصة خط سالي وراجي والذي قام بأدائهما دنيا ماهر وتامر نبيل، لأنه نوع صعب جدًا وحساس، وخاصة دور راجي، وهو النقيض لي تمامًا.

وأعجبت جدًا بطريقة كتابة أدوار الرجال في المسلسل، سواء دور راجي أو صلاح الذي يتحمل المسئولية دون أن يظهر مهزوزًا أو غير متحمل للمسئولية وما شابه ذلك.

هل يمكن أن تتزوج يارا جبران من شخصية تشبه خالد؟

صعب جدًا.. أكبر سمة في شخصية خالد لا يمكن أن أتقبلها هو أنه يعيش حالة من «الدلع» ومعجب بنفسه، وهذا الإيجو الكبير الذي تمتع به خالد لا يمكن أن أتقبله حتى لو على سبيل الصداقة.

أصعب مشهد نفسيًا قمتِ بتقديمه في المسلسل؟

مشهد مشاجرة بسنت مع زوجها خالد لأني كنت أريد أن أوازن بين السيدة التي تحاول أن تأخذ حقها، بعد محاولتها أن تحافظ على المنزل رغم ما تعرضت له من ظروف وفي النهاية تكون هي الملامة، كانت أود أن أظهر مشاعرها بشكل حقيقي.

أين اختفت يارا جبران خلال الفترة الماضية؟

لم يكن الأمر متعمدًا، حينما أتى شغل حلو قمت بتنفيذه، في بعض الأحيان أحصل على أدوار ولا تكتمل، أحب في كل الأحوال أن أقوم بتنفيذ الأعمال التي تنجح في تحريكي.

كيف أثرت عليكِ بداياتكِ القوية مع يسرا وشهرتكِ في البداية؟

لا يوجد وقت محدد لكل شيء، كل منا يفعل ما هو مناسب له في التوقيت الحالي، وأنا لا أحب أن أكون في سباق مع الأشياء التي يجب إنجازها.

ما رأيك بالمسلسلات ذات ال15 حلقة؟

أرى أن أعداد الحلقات التي تتغير شيء جيد، فهو يعطي الأريحية لصناع العمل، لعرض فكرة المسلسل من وجهة نظرهم وهم غير مقيدين بأي عدد من الحلقات.

وهل ترين أن عرض المسلسلات على المنصات الرقمية حقق نفس شهرة العرض على التليفزيون؟

أعتقد أنها جعلت الجمهور يشاهد بأريحية أكثر، وهو أقل من التليفزيون بالطبع ولكن أتوقع أن يزيد مع الوقت.

ما هي خطتكِ المستقبلية في اختيار الاعمال؟

كنت أقوم بتصوير مسلسل «ورق توت» مع المخرج حسام علي، وهو دور مختلف تمامًا عن دور بسنت، وحتى الآن لا يوجد أي جديد آخر.