محتوى مترجم
المصدر
Vanilla nice: Why Hillary picked Kaine
التاريخ
2016/07/22
الكاتب
آني كارني

عندما أعلنت هيلاري كلينتون السيناتور عن ولاية فرجينيا تيم كاين نائبًا لها مساء يوم الجمعة، قامت باختيارٍ حذر ومسؤول؛ ما يشير إلى أنها كانت مهتمة أكثر في اختيارها بإيجاد شريك حكم على المدى الطويل وليس مجرد عامل جذب في طريق الحملة الانتخابية.

باختيارها كاين – وهو سياسي لم يخسر أي انتخاباتٍ على الإطلاق، وتصدر اسمه قائمة المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات معها على منصب نائب الرئيس منذ ما يزيد على شهر – اختارت وزيرة الخارجية السابقة شريكًا يماثلها في طول الخبرة ونقص الكاريزما السياسية الديناميكية.

يقول الديمقراطيون إن الأمل يتمثل في أن يبرز ثنائي كلينتون وكاين للمصوتين قيمة ثقة واستقرار يمكن الاعتماد عليها، بالداخل والخارج، عندما تتم مقارنتهما مع دونالد ترامب الزئبقي المتقلب.

«إذا كنت تعتقد أن الاعتبار الأول والأهم هو: هل يستطيع ذلك الشخص تولي المنصب الكبير، فليس هناك شك في أن تيم كاين يستطيع»، قال محمد الليثي، مدير معهد جورج تاون للسياسات، والذي عمل سابقًا لصالح كلّ من كلينتون وكين، وأضاف: «سوف يكون شريكًا ممتازًا في الحكم».

في الأسابيع الأخيرة، قلّل حلفاء كلينتون من الأهمية السياسية لاختيار نائب الرئيس، مجادلين بأنه في سباقٍ انتخابي تهيمن عليه شخصيات بحجم واستقطابية كلينتون وترامب، فإن الرجل الثاني لن تكون له أهميةٌ كبيرة. عزز هذا الشعور اختيار ترامب الأسبوع الماضي لحاكم ولاية إنديانا مايك بنس، والذي لم يكد ينطق كلمةً جانبية في المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن اختياره.

باختيار هيلاري كلينتون لكاين شريكا انتخابيا لمنصب نائب الرئيس، اختارت وزيرة الخارجية السابقة شريكا يماثلها في طول الخبرة ونقص الكاريزما السياسية.

بعد عمليةٍ مكثفة استمرت عدة أشهر درست خلالها الحملة عددًا من الخيارات المختلفة – وحتى دراسة إمكانية اختيار مرشح من الوزن الثقيل من خارج المعترك السياسي، وهو الأدميرال جيمس ستافريديس – اجتذب اهتمامها السناتور النظيف تمامًا والذي تعد أكبر مساوئه أنه ممل، بشكل يلائم طبيعة كلينتون الحذرة، بالإضافة إلى احترامها للمسؤولين الجادين في عملهم الذين يماثلونها. كما نال كاين أيضًا استحسان شخصين على درايةٍ بمتطلبات الوظيفة: الرئيس باراك أوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون، حسبما يقول المطلعون على عملية الاختيار (لاحقا كتب أوباما مقالا حول كون كاين المرشح الأفضل والأكثر مثالية لشغل منصب نائب الرئيس بجوار هيلاري).

بعد أداء دونالد ترامب الأكثر لمعانًا على نحوٍ ما ليلة الخميس في كلمته التي قبل فيها ترشيح الحزب الجمهوري، أصبح حتى الديمقراطيون الذين كانوا يدفعون في اتجاه اختيارٍ أكثر إثارة، مثل إليزابيث وارين السناتور عن ولاية ماساتشوستس أو كوري بروكر السناتور عن ولاية نيو جيرسي، أكثر تعقلًا بفعل ما اعتبروه أربعة أشهر صعبة تنتظرهم. «بعد الليلة الماضية، عليها القيام بأكثر الخيارات الممكنة أمنًا»، قال مسؤولٌ كبير سابق بالبيت الأبيض.

«آمن safe» يبدو وكأنه الاسم الأوسط لكاين. المبشر السابق، الذي يتحدث الإسبانية، والذي كان يومًا حاكمًا لولايةٍ متأرجحة، هو عضوٌ في لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وبينما قد يعترض جناح وارين وساندرز من الحزب الديمقراطي على بعض مواقفه بشأن التجارة وتنظيم وول ستريت، نادرًا ما يتخذ كاين مواقف مثيرةً للجدل أو يقع في أخطاءٍ محرجة، وبالتالي فهو يحقق قسم أبقراط للمرشحين لمنصب نائب الرئيس: أولًا، لا تسبب ضررًا.

عندما قام بمخاطرة، كان ذلك ليصارع الجمعية الوطنية للبنادق، التي يقع مقرها في ولايته. من المعروف أن كاين، والذي كان حاكمًا للولاية عندما وقعت مذبحة جامعة فرجينيا للتقنية عام 2007، دعى جماعة الضغط القوية «نمرٌ من ورق» وتباهى بأنه رغم الملايين التي أنفقوها ليهزموه وتقييمهم لسجله فيما يخلص الأسلحة بدرجة «ضعيف»، فإنه لم يخسر أبدًا أي سباقٍ انتخابي في فرجينيا. أصبح القتال من أجل قوانين أسلحة أكثر تقييدًا جزءًً جوهريًا من حملة كلينتون في الانتخابات التمهيدية والعامة.

مثل كلينتون، كاين هو أيضًا ابن رجل أعمال صغير، حيث كان والده يمتلك ورشة حديد وقد نشأ وهو يعمل كعامل لحام في أرضية الورشة خارج مدينة كانساس سيتي.

«إنه يستطيع التواصل مع أفراد الطبقة العاملة»، قال الليثي، المسؤول الكبير السابق بالبيت الأبيض والذي حضر كاين حفل زفافه. وأضاف: «لقد تلقى تعليمًا يسوعيًا، وهو ما غرس فيه ذلك الحس بالعدالة الاجتماعية».

بعد التخرج من كلية الحقوق، أصبح كاين محاميًا للحقوق المدنية، حيث خاض قضايا من أجل الإسكان العادل في فرجينيا، وكانت أسرته إحدى الأسر البيضاء القليلة التي انضمت إلى كنيسةٍ كاثوليكية ذات أغلبية سوداء.

تلقى كاين تعليما يسوعيا، وغادر كليته للتبشير في هندوراس، وبعد تخرجه من كلية الحقوق عمل كمحام للحقوق المدنية في فيرجينيا، الولاية التي انتخب حاكما لها لاحقا.

كان كاين، رغم كل الضجيج بشأن فرصه وسيرته الذاتية التي تجعله أكثر شخص مناسب لمنصب نائب الرئيس، منكرًا للذات بشدة خلال الاختبارات العلنية. عندما سُئل في مقابلةٍ خلال برنامج «ميت ذا بريس» الشهر الماضي عما إذا كان مستعدًا لأن يكون رئيسًا، أجاب كاين بلا.

«لا ينبغي لأحد أبدًا القول إنه مستعد لتلك المسؤولية؛ إنها مسؤولية ضخمة للغاية»، قال كاين، فيما اعتبره البعض توبيخًا ضمنيًا لوارين، التي أجابت بثقة بأنها مستعدةٌ لأن تشغل منصب القائد الأعلى عندما سئلت نفس السؤال من قِبل راتشيل مادو.

لكن شخصية كاين البسيطة المتواضعة جعلته جذابًا لكلينتون. «أحب ذلك فيه»، صرحت كلينتون لتشارلي روز مقدمة البرامج بقناة CBS News في مقابلةٍ أُجريت في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع عندما ضغطت عليها بشان ما إذا كان مملاً للغاية. وأضاف حاكم فرجينيا تيرى ماك أوليف، وهو شخصٌ مقرب من عائلة كلينتون كان يدفع في اتجاه كاين القادم من نفس الولاية: «إذا كان له تأثير، فلم يكن إلا أنه ساعده خلال تلك العملية بأكملها».

بالإضافة إلى ماك أوليف، عبر الرئيس أوباما وبيل كلينتون أيضًا عن دعمهما لكاين، سواء علنًا أو في أحاديثٍ خاصة، والذي تم تجاوزه عند اختيار الرجل الثاني عام 2008.

في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، صرح المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، بلا مناسبة، للمراسلين بأن كاين هو شخص يعتقد أوباما أنه سيكون اختيارًا جيدًا لكلينتون. «كان السيناتور كاين أحد أوائل المسؤولين الذين أعلنوا تأييدهم للسيناتور أوباما»، قال إيرنست، مضيفًا: «خدم السيناتور كاين كرئيسٍ للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي خلال أول عام للرئيس أوباما في منصبه، والسيناتور كاين هو شخصٌ يحترمه الرئيس بشدة».

كان بيل كلينتون، والذي كان منخرطًا بشدة في العملية، أيضًا يدفع في اتجاه شخصين، لكن في النهاية «تيم هو خياره الأول»، حسب مصدرٍ مقرب من الرئيس الأسبق. وأضاف المصدر: «النصائح التي يقدمها تتجاوز ذلك بكثير: ها هي المشاكل التي سوف تواجهونها، هذه هي أسباب الاحتياج لهذا الشخص، إنها تنبع أكثر من الخبرة».

«سوف تشعر كلينتون بالتوافق الشديد عند العمل مع شخصٍ مثل تيم كاين»، صرح ماك أوليف لبوليتيكو في مقابلةٍ أجريت مؤخرًا. وأضاف: «إنه عميق التفكير ومفاوضٌ هادئ، إنه لا يكترث في الواقع بالأضواء. لقد عملت مع أشخاصٍ مثل تيم لسنوات، لقد تم اختياره للأسباب الصحيحة – هو لم يقفز فرحًا عندما جاءته الفرصة كي يصبح عضوًا بمجلس الشيوخ. لقد كان سعيدًا تمامًا بأن يصبح أستاذًا بالجامعة. ليس عليه أن يفعل ذلك من أجل الحماس الكبير، إنه يستطيع بالفعل مساعدة الناس. هذا أمر فريد بالنسبة للعديد من الأشخاص».

بالإضافة إلى ماك أوليف، حاكم ولاية فيرجينيا، عبر الرئيسين أوباما وبيل كلينتون أيضًا عن دعمهما لكاين، سواء علنًا أو في أحاديثٍ خاصة.

أيضًا عززت احتمالية أن يشغل ماك أوليف مقعد كاين بمجلس الشيوخ فرصه في مواجهة خيارٍ أكثر جذبًا للجناح التقدمي للحزب، وهو شيرود براون السناتور عن ولاية أوهايو، والذي سوف يشغل منصبه شخصٌ معين من قِبل الحاكم الجمهوري جون كاسيك. قال العديد من حلفاء كلينتون إنهم يعتقدون أن براون كان ليكون اختيارًا أقوى في النهاية، بسبب قدرته على تقديم رسالة تقدمية والمساعدة في الفوز بولاية أوهايو المتنازع عليها. لكن كاين لا يزال يُنظر إليه باعتباره خيارًا صلبًا ويملك المقومات الأساسية.

قال ماك أوليف إن كلينتون يعجبها أسلوب كاين «الدؤوب والمنجز»، وأضاف: «إنه يقرب الرؤى من بعضها. هو لا يقول ’هذا الطريق أو ذلك’ – إنه يحاول الوصول إلى حلٍ وسط».

أبقت كلينتون على عملية الاختيار سرية بين كبار مساعديها ومن بينهم المحامية المخضرمة شيريل ميلز ورئيس حملتها جون بوديستا. مقارنةً مع إعلان ترامب، والذي تسرب قبل يومٍ من حدوثه لتحاول حملته التراجع عنه، استطاعت حملة كلينتون الوفاء بوعدها لمؤيديها، وهو أنهم سيكونون أول من يعلم باختيارها عندما يتم إخبارهم عبر الرسائل النصية.

في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، قال النائب بالكونجرس عن ولاية ساوث كارولينا جيم كلايبرن إن حملة كلينتون قد استشارته بشأن كاين، بالإضافة إلى وزير العمل توم بيريز ووزير الزراعة توم فيلساك. «إن لدي خبرة مع تيم كاين أكثر من الثلاثة الآخرين مجتمعين»، قال كلايبرن، وأضاف: «المرشحون الثلاثة الذين أعتقد أنهم المرشحون الثلاثة النهائيون … يعجبني الكثير بشأنهم».

بينما كانت المنافسة على منصب نائب الرئيس تتجه إلى الانتهاء يوم الجمعة، أبقى كاين على برود أعصابه. قال النائب جيري كونولي (ديمقراطي – فرجينيا) إنه صادف كاين في حفلة عشاء صغيرة ليل الخميس وأنه لم يذكر شيئًا عن عملية اختيار نائب الرئيس. «لقد بدا طبيعيًا وكان يستمتع بوقته وهادئًا ولم يسمع أي شيء»، قال كونولي في مقابلةٍ صباح الجمعة.

ضمت قائمة هيلاري كلينتون النهائية للمرشحين لمنصب نائب الرئيس: ميت كاين، سيناتور فيرجينيا، بجانب كل من وزير العمل توم بيريز، ووزير الزراعة توم فيلساك.

قد يتمثل العائق الأكبر أمام كاين – بعيدًا عن معارضته للإجهاض، وهو ما أثار غضب بعض المدافعين عن حقوق الإجهاض – في مواقفه الوسطية من اتفاقات التجارة واللوائح المالية التي جعلته على خلاف مع الجناح اليساري الصاعد للحزب الديمقراطي.

«إن كل تقدمي أتحدث إليه متخوفٌ بشأن تاريخ كاين في تشجيع التجارة، وأن ذلك ينذر بأن كلينتون سوف تحيط نفسها بوسطيين لا يحبون إزعاج الشركات الكبرى»، قال أحد الأعضاء الديمقراطيين التقدميين بالكونجرس الأمريكي. وأضاف: «إن الغضب الاقتصادي الموجود لم يؤثر على قراراتها، وهو أمرٌ مخيف ومحبط ومستفز».

رفض مسؤولو حملة كلينتون التعليق على العملية يوم الجمعة، لكن حلفاء قالوا إنها ما زالت تضع فيلساك ضمن خياراتها، وهو شخصٌ لديها انجذاب شخصي نحوه، حتى نهاية العملية.

لدى وزير الزراعة، وهو حاكمٌ سابق محبوب لولاية أيوا المتأرجحة، الكثير من الداعمين الذين يدفعونه داخليًا. كذلك كان حاكم ولاية بنسلفانيا السابق إد رينديل، والذي كان على تواصلٍ مستمر مع حملة كلينتون حول التخطيط لمؤتمر الحزب، يدفع في اتجاه فيلساك، والذي كان أول عضو بإدارة أوباما يؤيد كلينتون في 2015.

أسماء أخرى كبوكر وستافريديس، وهو قائدٌ سابق بحلف الناتو برز كحصانٍ أسود من خارج المعترك السياسي،كانا أيضًا مطروحين في الأيام الأخيرة.

أما بالنسبة لوارين، فقد كان من الواضح أنها خرجت من المنافسة، حيث صرحت لمقدم برنامج «ليت شو» ستيفن كولبرت ليل الثلاثاء: «أعتقد أنه إذا كان الاختيار قد وقع عليّ، فقد كنت لأعلم بحلول هذا الوقت. لذا فالأرجح أنه لا».