1. اكتب بشغف

عليك أن تتحلى بالشغف أثناء الكتابة، يجب أن تجد لنفسك الدافع الذي يحركك نحو الكتابة في المجال الذي تريده.

ولذلك عليك أن تكتب ما تعتقده أو تراه، فلا تكتب من أجل إثارة إعجاب الجمهور فقط.

اكتب لأنك تحب الكتابة، تحاول أن تجعلها تؤثر فيك وفي شخصك، وتصنع منك إنسانًا أفضل تتمنى أن تكونه، واخلق لنفسك البيئة والظروف التي تحبها من أجل كتابة مميزة.

وهذه اقتباسات يمكنها أن توضح لنا شغف الكتابة:

يمكنني أن أتخلص من كل شيء حين أكتب، تختفي أحزاني، وشجاعتي تولد من جديد
آن فرانك
غدًا قد يأتي الجحيم، لكن اليوم كان يوم كتابة جيد، وفي أيام الكتابة الجيدة، لا شيء آخر يهم.
نيل غيمان
إذا أخبرني الطبيب الخاص بي أن أمامي ستة دقائق فقط لأحياها، لن أشعر بالاكتئاب، فقط سأكتب بشكل أسرع.
إسحق عظيموف
أنا أكتب لنفس السبب الذي أتنفس من أجله، فإن لم أفعل ذلك، سأموت.
إسحق عظيموف.
أنا أكتب لأن قلبي يتحدث بلغة مختلفة يحتاج شخصًا ما ليسمعها.
شانون ألدر.

2. اكتب كثيرًا

لا شيء يمكنه أن يطور منك أفضل من التجربة في المجال الذي تحبه، وفي الكتابة، لن تصل إلى المستوى الذي تتمناه إلا بالكتابة الكثيرة.

كل من يكتب يعرف هذه الحقيقة، فكل كاتب يمارس الكتابة بشكل اعتيادي.

يقول محمود درويش:

تعودت على الكتابة نهارًا بين العاشرة والثانية عشر، لا أكتب كل يوم وإنما أجبر نفسي على الجلوس يوميًا على الطاولة، ربما يكون هناك وحي، وربما لا يكون، لا أؤمن تمامًا بالوحي، ولكنه إذا كان موجودًا فيجب علينا أن ننتظره.

وأغلب الكتاب لهم عادات مشابهة حول الكتابة، يجلس كل منهم يوميًا في محاولات متعددة للكتابة، ومحاولة الخروج بناتج، وليس شرطًا أن تشعر بالرضا عن كل شيء تكتبه، لكن الأكيد أنك قد تشعر بالرضا عما كتبته بعد المحاولات المتعددة.


3. اقرأ كثيرًا

هذه النصيحة لا تقل أهمية عن النصيحة الثانية، بل يمكن القول أن القراءة تساهم بنسبة كبيرة في تنمية مهارة الكتابة.

وأغلب من يكتب يعرف هذه النصيحة أيضًا، بل إن ستيفن كينغ يرى بأن من لا يقرأ حتى ولو كان ذلك بسبب ضيق وقته، لا يستحق أن يطلق عليه وصف كاتب، أو إن كتب فسيفقد أدوات الكتابة ببساطة.

تقول الكاتبة ليسا ساي: «اقرأ ألف كتاب، ستنساب كلماتك مثل النهر»، دليل على تأثير القراءة في تكوين مخزون لغوي لدى الكاتب يساعده أثناء الكتابة.

اقرأ كثيرًا في كل شيء، واجعل بدايتك مع كتابك الديني، فأنا كمسلم قراءة القرآن بالنسبة لي ضرورة أساسية سواءً للقراءة أو الكتابة.

واقرأ في كل المجالات الممكنة طالما أتيحت لك الفرصة، وركز على ألا تقرأ فقط ما يدعم آرائك، بل كن حريصًا على القراءة لمن تعتقد أنهم يخالفونك في الرأي، حتى تعرف كيف يفكر هؤلاء.

ركز قراءتك كذلك على ما تسعى إلى تطوير ذاتك فيه أو المجال الذي تريد أن تخصص كتابتك فيه، فلو كنت تتمنى أن تصير متخصصًا مثلًا في كتابة المقالات، اقرأ حول تعلم كتابة المقال، وكذلك اقرأ مقالات من مختلف الكتاب من ثقافات متعددة.

يقول ستيفن كينغ:

إذا كنت تريد أن تصبح كاتبًا، هناك أمران يجب أن تفعلهما أهم من أي شيء آخر: اقرأ كثيرًا، واكتب كثيرًا.

4. اصنع أسلوبك الخاص

من الأشياء التي يجب أن تحرص عليها، عدم الوقوع في خطأ التأثر بأسلوب أي كاتب آخر، ككاتبك المفضل على سبيل المثال.

بالطبع قد يحدث تشابه في كتابتك مع من تقرأ له بصفة دائمة، وهذا يحدث في البداية أكثر، وبالمناسبة فهو ليس عيبًا على الإطلاق، بل إن هذا يمكنه أن يساعد البعض في التحسين من مستوى كتابتهم، لكنك طالما تطور كتابتك، فعليك أن تبدأ بصناعة أسلوبك الخاص الذي سيعرفك الناس به، فأنت لا تريد أن تكون نسخة من شخص بعينه، بل تريد أن تكون أنت.


5. لا تقارن نفسك بأحد

من الأخطاء الشائعة التي تحدث حين يبدأ شخص مقارنة نفسه بشخص آخر، وتكون هذه المقارنة غير عادلة من الأساس، الأمر الذي قد يؤثر عليه بالسلب، ذلك لأن لكل منا له أسلوبه المختلف في الكتابة، وكذلك تختلف ظروف وبيئة كل كاتب، بشكل يجعل الفوارق بين الأفراد جوهرية في بعض الأوقات، ويجعل المقارنة بلا معنى.

في بعض الأحيان تكون المقارنة دافعًا للشخص بأن يطور من نفسه، وكثيرًا ما نخوض جميعنا هذه المقارنة المحمودة، حيث نسعى إلى تطوير أنفسنا سويًا كمجموعة تكتب في نفس المجال ونفس المكان.

لكن في النهاية، لا أحد يخلق تميزه أو تفوقه بمجرد المقارنة مع الآخرين، لن يقول الناس فلان كاتب جيد لأنه أفضل من فلان، ولو حدث ذلك فهو ليس في صالحك، لأنه يجعل مكانتك معتمدة على وجود الآخرين، في حين أنك تسعى لأن تكون كاتبًا جيدًا دون أي إضافة أخرى.


6. راقب تطورك دائمًا

لن تصل أبدًا لأفضل ما لديك بدون المرور على المستويات المختلفة، وبالتالي ليس عيبًا أن يبدأ أحدنا ضعيفًا إنما العيب أن يظل في مكانه لا يتحرك.

كل كاتب بدأ بمستوى معين، ومع الوقت وكثرة الممارسة تطور أسلوبه، حتى وصل إلى المستوى الذي تراه عليه الآن.

وبالتالي فلا بد وأن تعود إلى ما كتبته كل فترة وتحدد التطور الذي طرأ على كتابتك، قد يكون التطور مجرد تغير بسيط في طريقة الكتابة، أو إدراكك لقاعدة غائبة عنك، ومهما كان التطور والاختلاف بسيطًا، وجوده يعني أنك على الطريق الصحيح.

كذلك اهتم بسؤال من حولك ممن تثق في آرائهم، وحكمهم بحيادية على كتابتك، وحاول أن تصل لمختصين في المجال الذي تكتب فيه، واطلب منهم أن يعرضوا عليك نقاط القوة ونقاط الضعف من وجهة نظرهم، مع السعي للاستفادة من ملحوظاتهم في تطوير مستواك.


7. نظم عملية الكتابة

«أنت لا تكتب للمرة الأخيرة» عليك أن تضع هذه الفكرة في ذهنك دائمًا، فهذه المرة ليست الأخيرة لك، إلا لو أذن لك الله بالموت بعدها مباشرة، غير ذلك فما زالت أمامك فرصة أخرى لتكتب، وبالتالي فلا تحاول أن تضع كل ما يدور في ذهنك في موضوع واحد، حتى لو كنت تكتب رواية تحتاج إلى المزيد من المشاهد والأفكار والأحداث، فليس أسوأ من وجود نقاط لا دخل لها بالموضوع، بل ويشعر القارئ أنها وجدت لزيادة عدد الصفحات ليس إلا.

وخذ وقتك في عملية الكتابة ولا تتعجل نشر أي شيء لا تشعر بالرضا عنه، بل راجع دائمًا ما تكتب، وأدخل التعديلات التي تراها مناسبة، وضع نفسك مكان القراء لتفهم شعورهم وتعدل أفكارك بناءً على ذلك.


8. تحلَّ بمصداقية في الكتابة

الكتابة هي مزيج من الأفكار والمشاعر، ليس جيدًا أن تكتفي بإثارة مشاعر القارئ دون أن تخاطب عقله، خصوصًا في القضايا التي يكون القارئ فيها مهتمًا بإدراك المعلومات.

وبالتالي فعليك أن تهتم بذكر معلومات تعتقد أنها صحيحة، وذلك من خلال بحثك ووجود المصادر التي تدعم اعتقادك، فأنت لا يجب أن تعتمد بأي حال من الأحوال على معلومات مغلوطة أو من مصادر غير موثوق منها، أو حتى تكتفي بالنقل من أشخاص دون التأكد، ولو حدث النقل، فالعهدة على الراوي، اذكر ذلك وممن نقلت حديثك، حتى يكون لدى القارئ علم بالأمر.

كذلك إن كنت تنقل أي شيء من كاتب آخر، يجب أن تذكر اسمه، خصوصًا وأن هذا يحفظ حق الشخص، فالاقتباس ليس عيبًا، لكن الخطأ الذي قد يعد سرقة أن تأخذ كلام شخص آخر دون أن تنسبه لشخصه، ولو كان ذلك بحسن نية.

يقول توم بيسيل:

اجعل لكتابتك مصداقية أمام القراء واحترم عقولهم، فهذه من أخلاقيات الكتابة التي يجب على الجميع أن يتحلى بها.


9- لا تترك نقص الدعم يؤثر عليك

وهذه من النقاط الهامة جدًا، ألا وهي نقص الدعم سواء من ناحية الجمهور، أو من ناحية إمكانية النشر.

بالطبع أي شخص يقدم أي منتج يسعى لأن يكون هناك فئة من المتلقين لمنتجه، وقد يحدث أحيانًا ألا يتمكن الشخص من الوصول إلى الجمهور المناسب أو الذي يتمناه، أو قد يتعذر عليه النشر لمختلف الأسباب التي تتحكم في عملية النشر كرفض العمل المقدم من الجهة المقدم إليها.

وعليك أن تعرف حقيقة أخرى هامة، ألا وهي أنه ليس ضروريًا أن يحب كل القراء ما تكتبه، فحقيقة أن هناك أذواق مختلفة ستظل موجودة طوال الوقت، وأنت ككاتب معرض لأن تحدث هذه الحقيقة معك.

ما دمت تثق أنك تقدم شيئًا محترمًا، وما دمت تطبق النصائح التي تحدثنا عليها قبل هذه النقطة، إذًا فلا داعي للقلق الزائد الذي قد يؤثر على مستواك، فأنت تحاول أن تفعل ما تقدر عليه والبقية على الله.

غابرييل غارسيا ماركيز حصل على جائزة نوبل عن رواية (مائة عام من العزلة) بعد 15 عامًا من نشرها، ولهذه الرواية تأثير كبير في الأدب العالمي، وحتى وقتنا هذا.

ومن الطريف أن ماركيز حين أراد أن ينشر روايته، لم يكن معه المال الكافي ليبعث بروايته عبر البريد لدار النشر، فاضطر إلى إرسال النصف الثاني فقط، وحين قرأ الناشر هذا الجزء، أرسل بقية الأموال لماركيز حتى يرسل له الجزء الأول من روايته.

قد تواجه نقصًا في الدعم دائمًا، لكن ثق فيما تقدمه، واعلم بأن الله مقدر لك الخير فيه بالتأكيد.


10. خذ من النصائح ما تعتقد أنك بحاجته

الكاتب العظيم هو من يكشف الحقيقة، حتى ولو كان لا يتمنى أو يرغب في ذلك.
يقول إرنست هيمنغواي:
لا توجد قاعدة عن كيف تكتب، أحيانًا تحدث الكتابة بسهولة وبشكل ممتاز جدًا، وأحيانًا تشبه النحت في الصخور.

في الأدب، وفي الكتابة، هناك بعض الأشياء التي لا تلقن، والنصائح التي تفيد شخص، قد لا تفيد شخصًا آخر، الأمر يعتمد على شخصياتنا المختلفة، وبالتالي تذكر هذه النصيحة في كل شيء في حياتك، خذ ما تحتاج إليه من النصائح، ولا ضرر بأن تعلم بقية النصائح حتى وإن كنت لن تتبعها في النهاية.

هنا أكون قد انتهيت من كتابة هذه المجموعة من المقالات، أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم دليل فعلي يمكن أن يفيد الجميع في رحلة الكتابة، ونلتقي على خير في مقالات قادمة إن شاء الله.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.