هل تدربين طفلك على استخدام الحمام أو تنوين أن تفعلي ذلك تقريبًا؟ هناك بعض المشكلات التي تواجه الأمهات في هذه التجربة مثل: رفض دخول الحمام ليلًا، رفض الجلوس على القصرية/ المرحاض، عدم الذهاب لقضاء الحاجة إلا عند تذكيره، الخوف من التبرز، الحوادث والانتكاسات بعد أن يكون الطفل قد تدرب جيدًا إلخ. فما أسباب تلك المشكلات؟ وكيف تتعاملين معها؟


طفلي يرفض دخول الحمام ليلًا

ترتبط قدرة الطفل على ضبط إخراجه بالليل بعدة أمور: إفراز الهرمونات المسئولة عن تقليل إنتاج البول بالليل، وقدرة الجسم على إرسال إشارات للمخ بامتلاء المثانة قوية بما يكفي لإيقاظ الطفل، وإرسال المخ إشارات لعضلات المثانة بالانتظار حتى يبلغ الطفل الحمام. ولا تكون قدرة الطفل على ضبط إخراجه ليلًا إلا بعد عدة أشهر أو سنوات من التحكم في إخراجه نهارًا. لذلك، إذا لم يكمل طفلك ستة أشهر يستطيع خلالها البقاء جافًا بالنهار، فمن المبكر أن تتوقعي منه ذلك بالليل. ولا يعد البلل الليلي مشكلة للأطفال الأقل من خمس إلى ست سنوات. لذلك، يمكنك أن تضعي مشمعًا تحت الملاءة، أو تجعليه يرتدي الحفاظات بالليل.


طفلي يرفض الجلوس على القصرية/ المرحاض

حاولي ترغيبه في الأمر بقراءة قصة مثلًا، مع تجنب إجباره على الجلوس، وراجعي علامات الاستعداد لتتأكدي أنه مستعد للتدريب، فإن لم يكن جاهزًا بعد يمكنك الرجوع إلى الحفاظات وإعادة المحاولة بعد شهر أو اثنين.

طفلي لا يستخدم القصرية/ المرحاض إلا عندما أذكره

يعد هذا طبيعيًا في المراحل المبكرة من التدريب، اصبري وحاولي لفت نظره إلى الإشارات التي يرسلها إليه جسمه عندما يحتاج إلى قضاء الحاجة، وأثني عليه وكافئيه عندما يخبرك من نفسه. أما إذا استمر هذا الوضع بعد عدة أسابيع من التعليم تأكدي من جاهزيته للتدريب في المقام الأول.


طفلي يرفض التبرز في القصرية/ المرحاض أو يخاف من فضلاته

ربما يعاني من الإمساك، وفي هذه الحالة يمكنك أن تزيدي ما يتناوله من الخضراوات والفواكه والماء. أما إذا كان يتبرز بشكل طبيعي في الحفاظة، فقد يكون السبب هو الخوف من أن يبتلع في المرحاض مثلًا، أو تصور أنه يفقد جزءًا من جسمه، وكلها مشاعر وتصورات طبيعية ناتجة عن خياله المتنامي.

حدثيه عن وظائف جسمه وأفهميه أن الإخراج شيء طبيعي، أفرغي الحفاظة أمامه في المرحاض، ودعيه يشد «السيفون» بنفسه. ولا بأس من أن يتبرز في الحفاظة، ولكن ليكن ذلك في الحمام، ثم وهو جالس على القصرية/ المرحاض، ثم قومي بعمل فتحة في الحفاظة لتنزل الفضلات في المرحاض مباشرة.


طفلي يرفض دخول الحمام خارج المنزل

غالبًا السبب هو الخوف مما هو ليس معتادًا عليه بسبب خياله المتزايد. ابدئي بتعويده على الحمامات في بيوت الأقارب والأصدقاء، واصطحبي معكِ القصرية أو مقعدة المرحاض عند الخروج من المنزل.

عندما أقترح على طفلي الذهاب إلى الحمام يرفض أو يغضب

قد يكون قول «لا» من باب إظهار الاستقلالية. حاولي إشعاره أنه المسئول بمقاومة تذكرته كثيرًا حتى لا يشعر أنه تحت السيطرة، وضعي القصرية أمامه في الغرفة فربما يجلس من نفسه عندما يحتاج. وتجنبي إجباره على الاستمرار في الجلوس على القصرية/ المرحاض عندما يريد أن يقوم. شجعيه على السلوك المرغوب، وعند وقوع الحوادث كوني هادئة لأن ردود الأفعال العصبية قد تشعره بالخوف من العملية كلها. وراجعي علامات الاستعداد في المقال السابق، فلا بأس من العودة إلى الحفاظات إن كان ليس مستعدًا بعد.


طفلي يعبث بفضلاته

هو أمر طبيعي يفعله الطفل من باب الفضول. أفهميه برفق لماذا عليه ألا يقوم بذلك، واشرحي له عملية الإخراج، وحاولي شغله بأمر آخر.

طفلي يقضي حاجته بعد القيام عن القصرية/ المرحاض

ربما يكون طفلك بحاجة إلى بعض الوقت ليتعلم كيف يرخي عضلاته، وربما يكون خائفًا، وربما يكون غير مستعد.


لماذا تقع الحوادث والانتكاسات؟

أحيانًا ينتكس الطفل بعد أن يكون قد أحرز تقدمًا في استخدام الحمام، فيكثر وقوع الحوادث منه أو يرغب في العودة لارتداء الحفاظات. ويحدث ذلك لأسباب متعددة:

  • قد يكون السبب عضويًا.
  • وقد يكون اختبار الحدود التي يفرضها الآباء.
  • يتشتت الأطفال الدارجون وأطفال ما قبل المدرسة بما يحدث حولهم، ويجدون صعوبة في ترتيب الأولويات وقطع تركيزهم للذهاب إلى الحمام.
  • ذاكرتهم محدودة ومرتبطة بالموقف، أي أن الطفل قد ينسى المهارات والأفعال المطلوبة لدخول الحمام عندما يكون خارج المنزل، أو تتغير طقوس يومه، أو يرتدي نوعًا جديدًا من الملابس.
  • قد يعاني من مشكلة ما، كالإمساك أو تهيج جلده، مما يؤلمه عند قضاء الحاجة. وعندما يعجز عن التعامل مع المشكلة أو التعبير عنها، فإنه يتجاهلها حتى تقع حادثة.
  • قد يحدث الانتكاس بسبب تعرض الطفل لضغوط أو حدوث تغييرات -ولو إيجابية- في حياته، مثل الذهاب إلى حضانة، أو حمل الأم أو ميلاد أخ، أو إصابة الطفل أو أحد أفراد الأسرة بمرض شديد، أو فقد قريب، أو وقوع خلاف أو طلاق بين الوالدين، أو الانتقال إلى منزل جديد إلخ. وحينها قد يكون الانتكاس صحيًا، فكما يختار البالغون التوقف عن نظامهم الغذائي أو ممارسة الرياضة في الأوقات التي يمرون فيها بتغييرات كبيرة في حياتهم، فإن طفلك أيضًا قد يحتاج إلى إجازة من التدريب على الحمام ليتكيف مع ظروفه الجديدة.

كيف تتعاملين مع الحوادث والانتكاسات؟

إن معرفتك بطفلك هي أفضل أداة تساعدك على اختيار الاستجابة المناسبة. وإليكِ بعض الخطوط العريضة التي تساعدك على التعامل مع الموقف:

  • اعرضي طفلكِ على طبيب للتأكد أن السبب ليس عضويًا.
  • غيري لطفلك بعد الحوادث في أقرب وقت ممكن.
  • حاولي مساعدته على التعبير عن الأحداث المزعجة له ومشاعره نحوها.
  • تجنبي العقاب والإهانة والنقد، واجعلي رد فعلك هادئًا ومحايدًا. وإن شعرتِ بالحاجة إلى إبداء غضبك في بعض المواقف، فحاولي أن تفعلي ذلك بهدوء، وبتعبيرات وجهك فقط، أو بجملة مختصرة مثل «البنات الكبار مش بيعملوا بيبي في هدومهم». وإن كان طفلك يمر بظروف هي المتسببة في هذه الانتكاسة، فعبري عن تعاطفك معه: أخبريه أن كثيرًا من الأطفال أيضًا ينتكسون عندما يمرون بظروف مشابهة، وحسب سنه واستيعابه، يمكنك أن تحكي له عن وقت صعب مررت به وكيف أدى بكِ إلى التراجع في بعض الجوانب. طمئنيه بأن مشاعره طبيعية وأنها ستزول قريبًا.
  • افعلي ما بوسعك لحل المشكلة وتخفيف مشاعر طفلكِ، كتخصيص وقت له بعيدًا عن الأخ الأصغر، أو إضفاء على المنزل الجديد ما يجعله مألوفًا إلخ. يمكنك أيضًا أن تطلبي منه أفكارًا لتحسين الموقف، فهذا يجعل له دورًا أكثر إيجابية.
  • حددي أوقاتًا معينة لزيارة الطفل للحمام كقانون لكل الأسرة، مثلًا: بعد الوجبات بربع ساعة، عند الاستيقاظ من النوم، قبل الخروج إلخ.
  • انتظري 6 أشهر بعد أن يبدأ طفلك استخدام القصرية أو الحمام لتعتبريه قد أتم تدريبه. ومثلك، سيكون لديه أيام جيدة وأخرى سيئة فيما يتعلق بالذاكرة والتركيز والأداء في كل جوانب سلوكه. ولو استمر انتكاس طفلك شهرًا أو أكثر، اسألي نفسك عما إذا كان مستعدًا للتدريب في المقام الأول. كما يمكنك أن تقترحي عليه العودة لحفاظات التدريب «البانتس» وتنحية القصرية جانبًا إن كان هذا مريحًا له. واطمئني، فالغالب ألا يستمر الانتكاس طويلًا، وأن يواصل الطفل من حيث توقف بعد عدة أيام أو أسابيع.

هل أعلم طفلي على القصرية أم أعوده مباشرة على استخدام المرحاض؟

ليس هناك صواب وخطأ، فلكل خيار مميزاته وعيوبه.وازني بينها واختاري ما يناسبك ويناسب طفلك.

فالقصرية مميزاتها أن الطفل يمكنه استخدامها دون مساعدة، كما أنها تجعله في وضع يساعده على قضاء الحاجة ويشعره بالأمان لملامسة قدميه للأرض. كذلك يمكنك وضعها بالقرب منه لأن هذا يزيد من احتمالية جلوسه عليها دون أن تطلبي منه. وأيضًا، فإنها مناسبة للأطفال الذين يخشون المرحاض.

أما عيوبها أن الطفل قد يجد صعوبة في استخدام المرحاض فيما بعد أو خارج المنزل، كما أنها تتيح للطفل فرصة أكبر للعبث بفضلاته، وقد تضيف عبئًا إضافيًا لضرورة تنظيفها جيدًا.

مقعدة المرحاض مميزاتها أن الطفل يعتاد استخدام المرحاض، فتقل احتمالية خوفه من استخدام المراحيض خارج المنزل، كما تختصرين مرحلة في التدريب.

أما عيوب المقعدة أن بعض الأطفال يخشون المرحاض مما يقلل احتماليات نجاحهم في التدريب، كما أنه قد يستغرق من الطفل وقتًا أطول للوصول إليه مما يزيد من احتمالية الحوادث.


ماذا عن تدريب التوائم؟

قد تشعرين بالقلق أن عليكِ تدريب أكثر من طفل في نفس الوقت، ولكن وإليكِ بعض النصائح التي قد تجعل الأمر أسهل:

  • لا يجب أن تدربي الطفلين في نفس الوقت، فالأطفال يختلفون في استعدادهم، خاصة الذكور والإناث.
  • أحضري قصرية لكل طفل، وشجعيه على تزيينها بالرسوم والـ«إستيكرات».
  • سهلي على نفسك بتركهما دون لباس داخلي لتقليل الغسيل، وبالاستعانة بزوجك أو والدتك حيث قد يصعب عليكِ التركيز مع الطفلين في نفس الوقت أحيانًا.
  • حاولي إدخال الطفلين الحمام في نفس الوقت.
  • تجنبي المقارنة لأنها تشجع مشاعر الغيرة والمنافسة، لذلك ليس من المناسب استخدام لوحات الـ«إستيكرات» كوسيلة للتشجيع، لأنها تمثل مقارنة واضحة وتذكرة دائمة لأحد الطفلين بأنه «متأخر» عن أخيه.

إن تدريب طفلك على استخدام الحمام يتطلب منكِ تفهمًا لنفسية طفلك من حيث شخصيته، ومرحلته العمرية، والظروف التي يمر بها. وبالحكمة والصبر، ستمر تلك المرحلة بسلام. وتذكري أن طفلكِ يومًا ما سيقضي حاجته في الحمام تمامًا مثل الجميع.

المراجع
  1. الإخراج الليلي
  2. الإخراج الليلي
  3. الإخراج الليلي
  4. الإخراج الليلي